مدير سجن سابق يثير ضجة بإيران: اغتصبوا الفتيات العذارى حتى لا يذهبن للجنة

12

طباعة

مشاركة

أعاد حسين مرتضوي زنجاني المدير السابق لسجن إيفين الإيراني الشهير، في العاصمة طهران، تذكير الإيرانيين بما وقع في هذا المعتقل من أحداث في ثمانينيات القرن العشرين، كان أبرزها تلك الإعدامات الجماعية التي نفذها النظام ضد معارضيه.

وعلى الرغم من أن زنجاني يكرر كلاما ذكره قبل عشرين عاما، فإنه يصادف الآن أحداثا يرى الإيرانيون أنها شبيهة بأحداث الثمانينيات، وذلك بعد أن اتسعت رقعة الاعتقالات والإعدامات في أعقاب اندلاع موجة المظاهرات الأخيرة.

وقد نشر موقع "إيران واير" الإخباري تقريرا عن المعلومات التي ذكرها زنجاني، خاصة عن السجينات وعملية الإعدام الجماعي للمعارضين.

مرتضوي زنجاني

ينتمي مرتضوي زنجاني إلى التيار المعروف باسم اليسار الإسلامي، ولعله يقصد بذلك نسبة معظم الأحداث التي حدثت في السجن إلى المنتمين إلى التيار المحافظ في السلطة القضائية، بما فيهم الرئيس الإيراني الحالي، إبراهيم رئيسي.

وهذه الأحداث التي لم تكن لتتحقق لولا موافقة المرشد الأعلى وقتها آية الله الخميني بوصفه قائد البلاد في ذلك الوقت.

وفيما يتعلق بكيفية دخوله سجن إيفين خلال فترة ما بعد الثورة، يقول زنجاني إنه أرسل في عام 1981 إلى السجون من أجل العمل في التثقيف، وذلك عن طريق رجل دين صار مسؤولا في وزارة الاستخبارات فيما بعد.

وصار زنجاني رئيسا لسجن إيفين في الفترة من عام 1986 إلى 1988، وفق ما قال موقع "إيران واير" الإخباري.

وبحسب ما قاله بعض السجناء الذين سجنوا أثناء إدارة زنجاني للسجن، فإن من بين الأعمال التي نفذها، إجراء لقاءات حوارية مع السجناء المفرج عنهم.

تلك الحوارات أجريت بما يتماشى مع كلمات آية الله الخميني "السجن مدرسة"، وفي إطار عمليات الاستتابة.

استقال زنجاني من إدارة السجن – على حد قوله – أثناء عمليات الإعدام الجماعية التي تعرض لها السجناء عام 1988، وراح ضحيتها آلاف الأفراد.

حاول زنجاني إبراز دور الرئيس الإيراني الحالي، إبراهيم رئيسي، في الحصول على فتوى إعدام السجناء من الزعيم السابق الخميني.

كما تحدث مرات عديدة عن معاملته الحسنة للسجناء، في حين وصف بعض المعتقلين فترة إدراته للسجن بأنها أصعب من غيرها.

ترشح زنجاني للبرلمان في الثمانينيات، وكان يرفع شعار الاستقلالية، ولكنه لم ينجح في الحصول على مقعد برلماني، كما جرى تجاهله من الجماعات الطلابية اليمينية التي كان يميل إلى مخاطبتها.

اغتصاب الفتيات

تحدث مرتضوي زنجاني عن أحداث كثيرة عاصرها خلال إدارته للسجن، ومن القضايا التي أثارها، وخلقت حالة من الجدل، والتي لم يتحدث أحد من مسؤولي الجمهورية الإيرانية عنها من قبل، قضية الزواج القسري أو اغتصاب الفتيات السجينات "حتى لا يذهبن إلى الجنة".

فقد قال المدير السابق لسجن إيفين إن السجينات العذارى أجبرن على الزواج من السجانين قبل إعدامهن، لاعتقاد المسؤولين بأنه "لا يجب أن يرحلن عن هذه الدنيا وهن عذراوات، حتى لا يدخلن الجنة".

ويروي زنجاني قصة عن والد إحدى الفتيات اللاتي أعدمن فيقول إن هذا الأب أخبره بأن ما يؤلمه في الحياة ويؤذيه أشد الإيذاء ويُشعِره بالحزن ليس قتل ابنته.

بل إحضارهم بعض النقود إليه وقولهم له إن هذا المال مقابل العقد الشرعي عليها. وكان هذا أشد وأقسى عليه من موت ابنته، وفق الرواية.

وينقل التقرير عن السجناء السياسيين السابقين، والذين تفاعلوا مع كلام زنجاني، أن بعض رجال الدين الذين سيطروا على الجمهورية الإيرانية في الثمانينات كانوا يعتقدون أنه إذا جرى إعدام الفتيات العذارى، فسيذهبن إلى الجنة.

ولهذا السبب فقد عمدوا إلى اغتصابهن في صورة الزواج القسري حتى يغادرن الدنيا وقد فقدن عذريتهن.

لقي كلام زنجاني استجابة واسعة، في حين اعتقد بعض السجناء السابقين أنه لم يصرح بمعلومات خاصة وجديدة عن الإعدام الجماعي، وهي المعلومات القيمة من وجهة نظرهم. أو بمعنى آخر، أنه قدم معلومات محروقة.

وكان زنجاني قد حضر عدة اجتماعات عبر تطبيق كلوب هاوس، تحدث فيها عن السجن، لكن القسم الأعظم من كلامه كان مكررا في عدة مناسبات سابقة. وبحسب بعض المعتقلين السياسيين، فإن كلامه به الكثير من التناقضات.

فهو يقول إنه اعتاد الحصول على إحصائيات بأعداد السجناء كل يوم، ولكنه الآن لا يتذكر عددهم، وهو أمر غريب نوعا ما، لأنه يتذكر في الوقت نفسه تقسيمات عنابر السجن، ومنها أقسام "التائبين".

يقدم مرتضوي زنجاني نفسه، كمدير للسجن، في بعض الأجزاء من الحوار، وكأنه كائن عاجز لا يستطيع اتخاذ قرارات بشأن أحداث مثل إرسال المعتقلين إلى المستشفى.

ولكن بعض السجناء السياسيين (السابقين) الذين وجدوا في غرف كلوب هاوس يقولون إن مدير السجن والضباط كان لهم دور خاص في إعداد ملفات المعتقلين للجهة المشرفة على الإعدام، لأن أعضاء هذه الهيئة لم يكونوا على معرفة بهم عن كثب.

ويقول مرتضوي زنجاني إن دور مدير السجن في قضية السجناء كان يصل إلى نسبة 100 بالمئة خلال إدارة البعض، لكنه كان لا يتجاوز 50 بالمئة خلال فترة إدارته للسجن. 

ويوضح أيضا أنه كمدير السجن لعب دورا بنسبة تصل إلى 50 بالمئة في العفو عن السجناء، وفق زعمه.

كما يدعي أنه كان يلقي خطبا في حسينية السجن، وكانوا يحضرون إليه السجناء، فيقول لهم اعملوا ما عليكم لتنالوا حريتكم.

الإعدام الجماعي

ومن الأمور المهمة في كلام زنجاني، تسليطه الضوء على دور إبراهيم رئيسي في قضية الإعدامات الجماعية عام 1988، حيث قال إنه حصل مع أشخاص آخرين على حكم الإعدام الجماعي للسجناء من الخميني.

وبحسب هذه الرواية، فإن رئيسي قال لزنجاني: "ذهبنا اليوم وحصلنا على أمر من الإمام روح الله الخميني بإعدام السجناء".

وأضاف زنجاني: "كانت الطريقة الوحيدة لخلاص الجمهورية الإسلامية هي حل قضية السجناء في حياة الخميني والقول إنه ليس لدينا أي معتقلين سياسيين".

ولكنه هو نفسه الذي كتب الرسالة التي تأمر بإعدامهم، أو كتبها ابنه أحمد الخميني.

وأكد زنجاني أن السجناء أعدموا بموافقة الخميني، ولكن من المحتمل أنه لم يكتب نص الرسالة. وأضاف أن نجله أحمد "لعب دورا حاسما" في استصدار الحكم.

في ذلك الوقت، كان إبراهيم رئيسي هو المدعي العام في طهران، ولم يكن بإمكانه وحده أن يلعب الدور الرئيس في إصدار الحكم وإعدام السجناء.

ويذكر زنجاني اسم "مير حسين موسوي"، رئيس الوزراء السابق، والمعارض الحالي، فيقول إنه "لم يكن يعلم بأمر الإعدام بأي شكل من الأشكال، وعرف بالأمر بعد أن بدأت الأمور وانتهت".

ويضيف أنه لا يعرف دور المرشد الإيراني الحالي، علي خامنئي، في عمليات الإعدام، ولا يدري ما إذا كان الرئيس آنذاك على علم بعمليات الإعدام أم لا.

لكن زنجاني ينتقد بشدة حكم خامنئي بصفته المرشد الأعلى والولي الفقيه، ويقول إن أحد أسباب وجوده في جلسات كلوب هاوس هو منع إعدام المتظاهرين والأبرياء الآن.

ويذكر أنه شاهد من غرفته في سجن إيفين جثث السجناء الذين جرى إعدامهم وهي تحمل في شاحنات لنقلهم خارج السجن.

وبين أن الشاحنات نقلت جثث السجناء الذين أعدموا من السجن، وشاهدها عدد من الأشخاص الذين جاءوا من هيئة الاذاعة والتلفزيون الايرانية لرؤيته في المعتقل، وفتح بعضهم أبواب الشاحنات، ورأوا "بشرا مكدسين بعضهم فوق بعض".

ويقول مرتضوي زنجاني إنه ذهب إلى المكان الذي جرى فيه إعدام السجناء، فقالت له فتاة: "أنا من التائبات، لكنهم يريدون إعدامي".

وبحسب روايته، فإنه ذهب للتحقق من الأمر، وعاد، فإذا بهم قد أعدموها، ووضعوا فتاة أخرى مكانها لخداعه.

يرى البعض كلمات مرتضوي مهمة لأن مدير السجن اعترف بالإعدام الجماعي للسجناء السياسيين، لكن مجموعة أخرى تعتقد أنه لم يقدم معلومات جديدة. 

كما يقول البعض إنه نفى أو قلل من دوره في الضغط على السجناء، وفق ما قال موقع "إيران واير" الإخباري في تقريره.