"لا تعد".. تفاعل واسع مع هروب بطل مصري من معسكره بالخارج بعدما خذله النظام

12

طباعة

مشاركة

سخر ناشطون على تويتر، من رسالة رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، إلى لاعب منتخب مصر للمصارعة الرومانية أحمد فؤاد بغدودة (22 عاما)، الذي هرب من معسكره في تونس عقب مشاركته في بطولة إفريقيا وحصوله على المركز الثاني بوزن 63 كيلوغراما. 

البطولة أقيمت في الفترة ما بين 15 و21 مايو/أيار 2023، وصباح يوم 20، رحل اللاعب من مقر إقامة المنتخب بتونس دون علم الإدارة مع ورود أنباء عن مغادرته إلى فرنسا، ليحرر مسؤول اتحاد المصارعة محضرا رسميا بهروبه.

وبرر والده في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أسباب تصرف ابنه، بالأعباء المادية، موضحا أنه طوال 12 عاما تحمل نفقات التدريبات رغم ضيق ذات اليد، وحصل نجله على بطولات عديدة خلال مسيرته.

وانتقد والد اللاعب المصري عدم حصول نجله على التقدير المادي الذي يستحقه، مشيرا إلى أنه لم يحصل على راتب شهري ثابت من اتحاد المصارعة إلا في الشهرين الأخيرين فقط وهو مبلغ 2200 جنيه، إضافة إلى تقاضيه 1200 جنيه فقط من مكافأة المشروع القومي التابع لوزارة الشباب والرياضة من أصل 18 ألف جنيه، بحجة الضرائب.

وبدوره، طالب ساويرس، اللاعب بغدودة بالعودة إلى مصر، ووعده بأنه سيصلح كل ما أغضبه، قائلا في تغريدة على حسابه بتويتر: "ارجع وأنا هصلح كل اللي ضايقك.. احنا ولاد بلدك عايزينك".

وكانت مصلحة الضرائب المصرية، قد أوضحت أن بغدودة يتقاضى مبلغ 3 آلاف جنيه شهريا (97 دولاراً)، وبلغت مستحقاته لدى الاتحاد 18 ألف جنيه مصري (600 دولار) عن 6 أشهر، جرى خصم 10 بالمئة كضريبة كسب عمل، بالإضافة إلى 3 بالمئة رسم تنمية طبقا للوائح وقوانين الدولة.

وأوضحت أنه جرى خصم 13 ألف جنيه من اللاعب نظير رسوم انتقاله من مركز شباب (بيلا) بمحافظة كفر الشيخ (دلتا مصر) للانضمام للمشروع القومي للموهبة، والتي كان على اللاعب سدادها قبل الانتقال، ولم يتبق له سوى 1200 جنيه (38 دولارا).

فيما زعم وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، في تصريحات إعلامية، أن وزارته تقاوم ظاهرة هروب اللاعبين، وأن صناعة "بطل أولمبي" تكلف الوزارة مليوني دولار، متهما شخصا يقيم في فرنسا بالوقوف خلف الحادثة.

وأثارت تبعات أزمة اللاعب بغدودة، موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، إذ رفض ناشطون التعامل معه على أنه "هارب"، مؤكدين أن تصرفه جاء نتيجة الضغوط التي يعانيها وعدم تقديره كإنسان أولا وكلاعب صاحب مهارة عالية في بلده واستنزافه على الأصعدة كافة.

وذكروا وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #بغدودة، #أحمد_بغدوده، بلاعبين في رياضات أخرى سلكوا النهج ذاته، هربا من الضغوط التي تمارس عليهم من قبل الاتحادات الرياضية والضرائب، وغيرها.

واستنكر ناشطون فشل الدولة المصرية في رعاية المواهب الوطنية لتحقيق ميداليات أولمبية، ودفعهم للهروب والبحث عن فرص أفضل، معربين عن غضبهم من تصريحات وزير الشباب والرياضة وتعامل الدولة مع أزمته وتحميله وأسرته كامل المسؤولية ومحاولة إظهار عدم انتمائه.

وسخروا من العرض الذي قدمه رجل الأعمال ساويرس، وذكروه بواقعة هروب سميح شقيقه الأكبر ورجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة شركة" أوراسكوم القابضة للتنمية إيه جي، محذرين من أن عرضه مجرد فخ لإعادة اللاعب ومن ثم محاكمته وإنهاء مسيرته الرياضية، ونصحوه بعدم العودة.

لا تعد

وتفاعلا مع الأحداث، سخرت الإعلامية سمية الجنايني، من مطالبة ساويرس لبغدودة بالعودة وإصلاح كل شيء، متعجبة من مطالبة أحد المواقع متابعيه بتوجيه كلمة له.

وعلقت: "عن نفسي أقول: لا تعود وشوف مصلحتك، مصر حكمها عصابة لن ينصلحوا بمرور يومين‼️، لا تصدق أن هناك من العصابة من استيقظ فوجد ضميره قد سبقه في الاستيقاظ، ستكون مصر بلدنا عندما نستردها".

وأكد رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، أن التعاطف الشعبي الكبير مع المصارع الشاب أحمد بغدودة، سبّب فضيحة كبيرة للنظام كله بعد إظهار الفقر الشديد الذي كان يعاني منه وانعدام الرعاية لدرجة أن "يشحت" حذاء يلعب به.

ورأى أن تدخل ساويرس وعرضه على اللاعب العودة وتعويضه بشكل شخصي، موقف أحرج رئيس النظام عبد الفتاح السيسي فأعلن ـ بعد ساعات من عرض (رجل الأعمال) ـ تكليف الأكاديمية الوطنية للتدريب بدعوة اللاعب للعودة وتعويضه بمنحه ورعايته رعاية كاملة.

وأوضح سلطان، أن المشكلة أن الخرق اتسع، ولم تعد مشكلة لاعب واحد، وأصبح هروب الرياضيين الشبان من "ذل العسكر" ظاهرة، لأن المال العام في مصر مخصص بسخاء للجيش والشرطة والقضاء ونواب البرلمان وإعلاميي السلطة، أركان حماية النظام، وباقي الشعب يأكل طين!.

وتهكم الإعلامي أحمد سمير، من دعوة ساويرس لبغدودة، قائلا: "طب ما ترجع أخوك سميح اللي هرب"، في إشارة إلى رفض استثماره داخل البلاد.

وبعث الإعلامي أحمد حسن الشرقاوي، رسالة إلى بغدودة نصحه فيها ألا يرجع إلى بلده، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، وبشره بأن فرجه قريب علينا جميعا.

وكتب صلاح الدين: "أحمد بغدودة، لا تعد لحكم العسكر، ربنا يوفقك، لا تعد لتدخل الحظيرة". 

ضرائب وعسكر

وسلط ناشطون الضوء على حالات مشابهة، استغلت الفرصة للانتقال إلى منتخبات أفضل، بعد ما لاقوه من عدم تقدير لمهاراتهم داخل بلادهم التي أصبحت مرتعا للعسكر الذين سيطروا على مفاصلها كافة، مستنكرين ما كشفته مصلحة الضرائب من رسوم على اللاعب.

وأوضح الممثل وجدي العربي، أن هذه ليست أول مرة نرى فيها مشهد هروب لاعب مصري؛ فقد رأينا لاعب الإسكواش محمد الشوربجي الذي حصل على الجنسية البريطانية، وبطل رفع الأثقال فارس حسونة الذي لعب باسم قطر، وبسبب الفساد الموجود في مصر يذهب هؤلاء اللاعبون إلى بلد آخر لتحقيق طموحهم؛ والنتيجة أننا نخسر أولادنا في النهاية!.

وأوضح الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، أن بعثة منتخب المصارعة التي هرب منها اللاعب بغدودة تضم، (اللواء) عصام نوار رئيس الاتحاد، (اللواء) محمد محمود السيد، نائب رئيس الاتحاد (العميد) إبراهيم عادل-عضو مجلس إدارة الاتحاد، (المقدم) السيد جمعة عبدالعال- إداري البعثة.

ورفض الصحفي فتحي أبو حطب لوم اللاعب، داعيا الله أن يوفقه في مكان أفضل حتى تنصلح أحوال مصر، قائلا: "فقر وقلة قيمة".

وعلق المحامي نجاد البراي على توضيح مصلحة الضرائب المصرية بشأن المصارع بغدودة، متسائلا: "لاعب بينتقل من مركز شباب بيلا إلى المشروع القومي للموهبة يدفع 13680 جنيه ليه ؟ لاعب فقير كل ما يحصل عليه 3000 جنيه وهو بيمثل مصر وده مبلغ لا يساوي التغذيه المطلوبه للاعب مصارعه دولي يخصم منه ضريبه دخل ليه ؟".

إقالة الوزير

وصب ناشطون غضبهم على وزير الشباب والرياضة وطالبوا بإقالته، وردوا على تصريحاته بنشر نماذج من شكاوى أبطال أولمبيين يكشفون فيها عن تدني مستوى الرواتب والمكافآت التي تصرف لهم من الاتحاد، وسخروا من أنها تمثل نماذج لرعاية الدولة وصرفها على الأبطال.

وعلق أشرف ناصر، على تصريح الوزير بأن البطل الأوليمبي يكلف الدولة 2 مليون جنيه، قائلا: "الوزير صادق طبعا والورق مضبوط والدفاتر موثقة والملايين تم صرفها، فأين إذا تذهب هذه الملايين وفى جيب من تدخل.. إذا كان البطل نفسه لا يجد ثمن حذاء يلعب به؟!".

وتهكم أحمد كامل، على قول وزير الرياضة، إن هروب اللاعبين خلفه شخص مقيم في فرنسا، متسائلا: "وهو الشخص المقيم في فرنسا تخصص رياضيين بس؟؟".

وأضاف ساخرا: "وسع النشاط يا عم الحج مش عايزين نعمل تفرقة بين الرياضيين وغير الرياضيين".

ونشر محمد عبدالشهيد، مجموعة صور لأبطال يروون معاناتهم، قائلا: "طبعا كل الناس بتقبض وتستفيد الا البطل نفسه".

وقال أبو لارين، إن "الموضوع مش أحمد بغدودة، بل أكبر بكتير من لاعب هرب عشان ملقيش اللي هيلاقيه بره بلده، وزير الرياضة لازم يرحل، وزير مرتعش مش فالح بس غير في الكلام وشوية الصور اللي ياخد بيهم اللقطة أنه شغال وهو بس بيشتغل الناس".

وأشار أحمد يوسف، إلى أن لاعب منتخب مصر للترايثلون سيف الدين إسماعيل صاحب ذهبية البطولة العربية وفضية بطولة إفريقيا، نشر عبر انستغرام رسالة توضح أن راتبه 596 جنيها، ساخرا: "ويقولك اللعيبة بتهرب ليه".

ولفت الأكاديمي سام يوسف، إلى قول لاعب منتخب المصارعة السابق محمود سبيع: "كنت باخد 35 جنيها في الشهر كلاعب أولمبي وبطل عربي وإفريقي".