"رسالة للداخل والخارج".. هكذا علق ناشطون على الحشود المليونية لأنصار أردوغان بإسطنبول

12

طباعة

مشاركة

أشاد ناشطون على تويتر بمشاركة حشود مهيبة من أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تجمع انتخابي بمدينة إسطنبول، تخلله حفل افتتاح المرحلة الأولى من "حديقة الشعب" بمطار أتاتورك، وعدوه بمثابة رسالة للداخل والخارج، وأنه حسم مسبق لنتيجة الانتخابات.

أردوغان أعلن في خطابه الذي ألقاه أمام الحشود في 7 مايو/أيار 2023، أي قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، أن الرقم الرسمي للمشاركين في التجمع الانتخابي وصل إلى مليون و700 ألف، مجددا وعوده الانتخابية، ومعلنا عن مشاريعه المستقبلية.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الطيب_أردوغان و #الانتخابات_التركية، أثنى ناشطون على خطاب أردوغان ووصفوه بالقوي والمؤثر، مبشرين بفوزه في الانتخابات الرئاسية باكتساح، واستدلوا على ذلك بالحشود المهيبة. 

ورأى ناشطون أن أردوغان استطاع إظهار قوته الشعبية قبل الانتخابات المقررة في 14 مايو 2021، ورد بالحشود الجماهيرية لأنصاره على الإعلام الغربي المعادي له والذي دأب طوال الفترة الماضية ومازال على تشويه صورته والإساءة له، وشن الحملات التحريضية المناهضة والداعية لإسقاطه.

رسالة قوية

وتفاعلا مع الأحداث، وصف الباحث والإعلامي التركي، محمد صديق يلدرم، الحشد الانتخابي للرئيس أردوغان في إسطنبول بـ"المثير جدا"، لافتا إلى أن "نحو 2 مليون حضروا التجمع الذي خاطبه أردوغان وهو الأكبر في تاريخ تركيا".

وعد ذلك "رسالة واضحة للداخل والخارج من إسطنبول المدينة الأكثر أهمية".

وأشار الصحفي التركي حمزة تكين، إلى أن "الجميع خاصة الأعداء مصدومون من المشهد العظيم والحشد الذي وصل 2 مليون شخص في الساحات والطرقات، والذي حمل رسالة قوية للداخل والخارج أن حلم إرجاع تركيا إلى الوراء سيبقى عندهم مجرد حلم صعب أن يتحقق".

وعلق الكاتب والباحث التركي أيوب صاغجان، على صورة تظهر الحشود الضخمة المؤيدة لأردوغان، قائلا: "أظهر الرئيس للعالم قوته، وسيفوز وسيخسر الباطل".

وأعاد المحامي الكويتي نشر تغريدة صاغجان، داعيا بالقول: "اللهم انصر الإسلام والمسلمين وانصر عبدك أردوغان على من عاداه، اللهم إنك تعلم أن فوز عبدك أردوغان لا يكون إلا بحولك وقوتك (ويوم إذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله) اللهم انصره نصرا مؤزرا بحولك وقوتك إنك أنت المعز وأنت المذل وأنت القاهر فوق عبادك وأنت اللطيف الخبير آمين".

وأشار رئيس حزب الأمة الكويتي، حاكم المطيري، إلى أن "الشعب التركي خرج في تظاهرة مليونية تاريخية في إسطنبول كما خرج في 15 يوليو/تموز 2016 دفاعا عن حريته وسيادته وهويته وردا على التدخل الأميركي الأوروبي في شؤونه الداخلية، فحسم بذلك نتيجة الانتخابات قبل بدئها".

وأثنى أستاذ التواصل السياسي، أحمد بن راشد بن سعيد، على قول أردوغان أثناء مخاطبته الجماهير التي احتشدت للاستماع إليه في ساحة أتاتورك بمدينة إسطنبول، وقد غصّت بمؤيّديه: "نحن نعدّ خدمة الشعب بابا من أبواب العبادة، وكونوا واثقين أننا خيرُ من يقوم بخدمته".

وأشار إلى أن الرقم الرسمي للحشود 1.7 مليون، بينما احتشد في تجمّع المعارضة، في المدينة نفسها، 100 ألف فقط.

ورأى الصحفي في هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "TRT"، سمير العركي، أن حشد إسطنبول المليوني لمؤيدي الرئيس أردوغان "كان متوقعا (وإن لم يكن بهذه الكثافة) إذ يأتي متسقا مع الزخم الذي تحظى به جولات أردوغان في تركيا".

وأشار إلى أن الحشد في إزمير معقل حزب الشعب الجمهوري كان لافتا للأنظار ومثل مفاجأة حاولت المعارضة القفز عليها بحشد مماثل لها في اليوم التالي والذي جاء أقل من المنتظر مقارنة بحشد المرشح محرم إنجه عام 2018، مؤكدا أن الحشد الانتخابي كان لافتا للأنظار حتى في الولايات المحسوبة تصويتيا على العدالة والتنمية مثل قيصري.

المعارضة والغرب

وصب ناشطون جام غضبهم على المعارضة التركية واتهموها بعدم النزاهة والعمل على تشويه صورة أردوغان بكيل الأكاذيب له، مستنكرين حشد الإعلام الغربي أقلامه وصفحاته للإساءة لأردوغان ومحاولة شيطنته والتحريض عليه في تدخل فاضح بالانتخابات التركية.

ووصف الناشط السياسي التركي، محمد أردوغان، المعارضة بـ"المفترية والفاشلة والوقحة"، قائلا إنهم "سيفعلون كل مكر ليفوزوا وسيهزمون بإذن الله".

ولفت إلى أنها "بعد تشكيكها في نزاهة الهيئة العليا للانتخابات، ثم صناديق الاقتراع، ثم اتهام الحكومة بفبركة تسجيلات ضد زعيم المعارضة، يخرجون اليوم وتزامنا مع صدمة التجمع المليوني لأردوغان بافتراء رجم (رئيس بلدية إسطنبول، أكرم) إمام أوغلو بالحجارة"، مؤكدا أن "الفاعل منهم للفت الأنظار عن تجمع إسطنبول".

ورأى رئيس تحرير صحيفة المصريون، جمال سلطان، أن جميع تحركات وحركات وتمثيليات وتصريحات وتشكيكات وتهديدات المعارضة التركية الآن تؤشر بوضوح شديد إلى أنها أصبحت تتوقع، وتسلّم، بالهزيمة مبكرا، وتخطط لتبريرها، وتجهز للكرسي الذي تضربه في "كلوب" فرح انتصار أردوغان، الذي أصبح أقرب للمنطق والواقع والحقيقة من أي وقت مضى. واستنكر عبدالله زياد، سعار وهيجان الإعلام الغربي ضد الطيب أردوغان  في هذه الانتخابات المصيرية، وتخصيص غلاف كبرى الصحف والمجلات للتحريض الهستيري للشعب التركي، والعناوين لدعوة بعدم التصويت لأردوغان، قائلا: "هؤلاء أشغلونا بالديمقراطية وحقوق الإنسان وافتضحوا بجلاء". واستهجن الكاتب والصحفي محمد الفوزان، إساءة الصحف الغربية لأردوغان، قائلا: "لقد سقطت الأقنعة لمن ينادون بالحرية والديمقراطية". ورأى هشام بن عبدالله العلوي، أن الانتخابات التركية عرّت منظومة الإعلام الغربية التي صدعت الرؤوس بالمصداقية، والتي مازال الكثير يأخذونها كمرجع للأخبار والمعلومات، مشيرا إلى أنها تعتمد الكيل بمكيالين في انتخابات ديمقراطية باعترافها، وتشن حربا على مرشح لا يروق لمموليها من الحكومات والشركات الغربية.

أسباب الدعم

وتحدث ناشطون عن أسباب تأييدهم ودعمهم الواسع لأردوغان وتمنيهم فوزه في الانتخابات الرئاسية، أبرزها دعمه لقضايا الإسلام والمسلمين، وقدرته على النهوض ببلاده وتحقيق قدر واسع من الحرية والديمقراطية والنهضة الاقتصادية.

وأكد محمد دورماز، أن "هذه الانتخابات مصيرية لأمة الإسلام وليس لأردوغان وحده"، لافتا إلى أن "من ينافسونه هم الذين منعوا الحجاب من قبل ومنعوا الأذان ومنعوا تعليم القرآن وهم عائدون بنفس الأجندة ومدعومون بالآلة الإعلامية الغربية بلا حدود".

وأكدت التونسية، إقبال جميل، أن "انتصار أردوغان في الانتخابات يعني انتصار كل المسلمين في العالم". وذكرت الصحفية التركية سارة أردوغان، بتعهد الرئيس التركي بالقول: "سنبقى كابوسا في وجه كل من يحاول إعادة تركيا إلى الوراء"، مضيفة: "تركيا كانت ولا زالت وستبقى إسلامية وهي سيف الإسلام وحصن المسلمين". ووصف الأستاذ المشارك بجامعة السلطان قابوس، حمود النوفلي، المؤتمر بـ"التأريخي الذي أذهل الغرب أجمع، ومثل صدمة لهم"، مبشرا بأن "الصدمة الكبرى بإذن الله ستكون بتاريخ 14 مايو".

وأضاف: "هذا اليوم إما أن تتفوق تركيا كدولة إسلامية، وتمنع غطرسة الغرب على المسلمين، أو تنهار فتخلفها دولة غربية علمانية"، مؤكدا أن "ما قام به أردوغان أخيرا من تنازلات تكتيك لكسب الأصوات".

وقال المحامي الكويتي عبدالعزيز العفيصان: "أنا مسلم كويتي، وأفتخر فيك يا فخامة الرئيس أردوغان، ونحبك في الله، ياصانع النهضة التركية، ياحافر الأنفاق والجسور، يا مرجع صوت الذكر والأذان، يا من هببت لنصرة الجيران، يا من كنت شوكة في وجه العدوان، يامن أثبت قوة دولة الإسلام". وأوضح الكاتب والباحث أحمد سليمان العمري، أن "هذه المرة وعلى غير العادة منحت الدول الغربية وأميركا الانتخابات التركية اهتماما غير معهود، وهو الشيء المُبرّر، لأن تركيا قبل أردوغان كانت تستجدي الرضا الأوروبي والغربي وهي القوية، بينما الآن وبعد أن قزّم قادتها دورها في الماضي أتى الأخير ليُعزّز هذه القوة".

وأشار إلى أن "أردوغان جعل تركيا محط أنظار العالم للدور الفاعل الذي تلعبه في السياسة الخارجية، على مستوى الناتو أو الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، التي عجز عن القيام بها قادة العالم، فقادها أردوغان بألمعية، ما عاد على بلده بالنفع الكبير بملفّ النفط والغاز، فضلا عن النفوذ".

وأكد مصطفى بخوش، أن "من أسباب الخشية من إعادة انتخاب أردوغان، أن تركيا تحت قيادته امتلكت رؤية إستراتيجية استشرافية أسست للتحول من دولة غارقة في الديون والفساد إلى دولة صاعدة تنافس على التموقع بين الكبار، ولذلك عرفت تحولا في عقيدتها يتماشى ويتناسب مع صعودها وتمدد مصالحها واكتسابها مزيدا من القوة".