يساند الديمقراطية ويحارب الإسلام الراديكالي .. سخرية من مبررات حميدتي في السودان

12

طباعة

مشاركة

في ظل احتدام المعركة بين الجيش ومليشيا "الدعم السريع" في السودان، واشتعال مواجهات مسلحة دموية منذ 15 أبريل/نيسان 2023، وما خلفته من قتلى وجرحى نتيجة الاقتتال، زعم قائد قوات الدعم، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي"، أنه يحارب "الإسلام الراديكالي".

وعبر سلسلة تغريدات له دونها على حسابه بتويتر في 17 أبريل 2023، باللغة الإنجليزية فقط، ناشد "المجتمع الدولي للتحرك الآن والتدخل في جرائم الجنرال عبد الفتاح البرهان"، ووصفه بأنه "إسلامي متطرف يقوم بقصف المدنيين من الجو".

واتهم حميدتي، قائد القوات المسلحة، البرهان بأن جيشه يشن حملة وحشية ضد الأبرياء، يقصفهم بمقاتلات "الميغ"، قائلا: "نحن نحارب الإسلاميين الراديكاليين الذين يأملون في إبقاء السودان معزولا في الظلام، وبعيدا عن الديمقراطية، سنستمر في ملاحقة البرهان وتقديمه للعدالة".

وتبرأ من دماء السودانيين، زاعما: "لم نهاجم أحدا، خطواتنا بالمقام الأول ردا على الحصار والتعدي على قواتنا، نحن نحارب من أجل الشعب لضمان إحراز تقدم في المسار السياسي، والذي انتظره (الشعب) كثيرا".

الناشطون قابلوا تغريدات حميدتي بسخرية وتهكم واسع، واتهموه بالإيغال في دماء السودانيين، وطالبوا بحل قوات "الدعم السريع"، مستهجنين تبنيه نظرية ادعاء المظلومية والتضحية من أجل الديمقراطية لاستجداء المجتمع الدولي وجلب استعطاف داخلي وخارجي.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #الجيش_السوداني، #الجنود_المصريين، وغيرها، أعربوا عن غضبهم من الطريقة التي عاملت بها قوات الدعم السريع الجنود المصريين، وإمعانها في إذلالهم والتركيز على إهاناتهم.

واستنكر ناشطون ضعف الموقف الرسمي للقاهرة تجاه ما حدث للجنود المصريين، والاتجاه إلى حظر القنوات الإعلامية التي سلطت الضوء على ما تعرضوا له، شاجبين إصرار النظام برئاسة عبدالفتاح السيسي، على إخفاء المعلومات وحجب الحقيقة.

وبرز اتهام ناشطين للإمارات برئاسة محمد بن زايد، بممارسة دور في الصراع الدائر في السودان والوقوف خلف انفجار الأوضاع، مؤكدين أنها "شر مستطير" في كل البلاد.

تجدر الإشارة إلى أن نقابة الأطباء السودانيين أفادت بأن ما يقرب من 100 مدني قتلوا منذ اندلاع الاشتباكات، بالإضافة إلى 942 مصابا، وتشمل هذه الأعداد المدنيين والعسكريين.

أكاذيب حميدتي

وتفاعلا مع الأحداث، سخر الكاتب محمد دسوقي، من بيان قائد الدعم السريع، قائلا: "حميدتى مشغول أكثر بمخاطبة الغرب عبر سلسلة تغريدات نشرها قبل قليل باللغة الإنجليزية، وقدم نفسه خلالها بصورة الحمل الوديع المدافع عن الديمقراطية، وأنه الطرف المظلوم المعتدى عليه، ولا يهاجم المدنيين، بل يحاول حمايتهم والذود عنهم، ياسلام ياسلام".

ووصف الإعلامي سامي كمال الدين، تغريدات حميدتي بـ"نكتة الموسم"، ساخرا من قوله إنه "يحارب الإسلام الراديكالي في السودان وأن البرهان من الإسلاميين الراديكاليين".

وأضاف: "دقلو أساسا صناعة عمر البشير الإسلامي! دقلو يخاطب من بالإنجليزية؟!"، قائلا: "يخاطب من لديهم فوبيا من الإسلام ويحدثهم عن أنه يريد استعادة الديمقراطية.. وطبعا الغرب عبيط ومش عارف وهيصدقك!".

واستهجن سامي عطية، ما قاله قائد "الدعم السريع"، وعقب قائلا: "حميدتي الذي لا يجيد القراءة والكتابة يغرد بالإنجليزية مخاطبا المجتمع الدولي وتدور تغريداته حول رسالة واحدة وهي أن البرهان إسلامي أصولي ظلامي يقود السودان للتطرف الإسلامي وقد قرر حميدتي الديمقراطي أن يحمي البلاد والعباد من الانجراف نحو الأصولية الإسلامية".

وأوضح أن ذلك يعني بالمصري أن البرهان "أصله إخوان"، مؤكدا أن "الجميع يعلم أن حميدتي كاذب وهو يعلم أن الغرب لن يصدقه، فالبرهان نفسه يعمل لديهم، ولكن أصل الموضوع مختلف، فحميدتي يقول للغرب: أعلم أن الإسلام عدوكم الأصلي في بلادنا وقد وضعته هدفا أمامي للاستئصال وسأقاتله نيابة عنكم إن دعمتموني".

وقال المغرد مصعب: "لا تصدقوا مساندة حميدتي للديمقراطية، فهذا الرجل ليس سودانيا ولا يؤمن إلا بالوصول للحكم، تخيلوا حالنا إذا حكم تاجر الحمير هذا السودان، إنه لا يفهم غير العنف ونزعة السيطرة التي يحلم بها وسرقة الذهب وإرساله للإمارات وروسيا والمتاجرة مع أهله بوكو حرام، ولن يكون هناك تعليم".

أجندة إماراتية

واتهم ناشطون الإمارات بتأجيج الصراع الدائر في السودان وممارسة دور محوري وأساسي في تصعيد الأحداث، مؤكدين أنها "رأس الفتنة".

وتعجب الباحث في التاريخ وعلم الاجتماع، عادل الصاوي، من زعم حميدتي الدفاع عن الديمقراطية ومحاربة الإسلاميين، مؤكدا أنه "ينفذ الأجندة الإماراتية" لنهب ثروات السودان.

ورأى شيخ الإبراهيمية، أن "حميدتي، أثبت من خلال التغريدات التي دونها، ولاءه وتبعيته إلى أميركا، وكونه معاديا للسلفية هذا يعني بالفعل مدعوم من الإمارات بالأخص كون الإمارات منصة تصنيع وتجارة سبائك ومشغولات الذهب". ونشر المغرد عاطف زويب، صورة لابن زايد يصافح حميدتي، قائلا: "هذا مسعر الحروب ومخرب الديار وكاره الإسلام يوصي حميدتي". وأكد سعد الدوسري، أن "رئيس الإمارات ابن زايد يلعب لعبة خطيرة في السودان بعد اليمن وليبيا والصومال، ويستغل ظروف السودان وهشاشة الدولة خصوصا بعد الإطاحة بالبشير قبل عدة سنوات".

وأوضح أن "المخاوف إذا لم يحسم الجيش الصراع بشكل سريع ويستعيد الأمن والاستقرار أن ينزلق السودان نحو حرب أهلية مدمرة تنتهي بتقسيم السودان".

وأشار الصحفي اليمني، أنيس منصور، إلى أنه "شاهد مشاهد الجيش السوداني وهو يسحق المئات من عناصر المجرم حميدتي، والمشاهد محظورة عن النشر كونها محتوى داميا"، مؤكدا أن "دماءهم في رقبة المجرم حميدتي والمجرم ابن زايد"

الثكنات والحل

وانتقد ناشطون موقف قائد القوات المسلحة، البرهان، واحتجابه عن مخاطبة الشعب مباشرة، مذكرين بجرائم ارتكبها الجيش تحت قيادته، وأصروا على إعلان رفضهم الانحياز لأي من أطراف الصراع وتمسكهم بمطلبهم بعودة العسكر للثكنات وحل القوات. 

وتساءل قاضي المحكمة العليا، عبدالإله زمراوي: "أين برهان ولماذا لا يخرج للشعب للحديث عن هذه الأوضاع المزرية التي أدخل البلاد فيها مع الدعم السريع الذي أسهم في إنشائه"؟

وقال: "إنه حتما في وضعٍ بائس أحلاهما مُر إذا لم يتدارك الموقف؛ فإما قتيل أو أسير وكذلك نائبه حميدتي المجرم الآخر، أخزاكما الله وأنتما تتقاتلان وسط الأحياء السكنية لتحكما فوق جثث الشعب ولن تفلتا أبدا من العقاب في هذه الدنيا وفي الآخرة نترككم للديان. قاتلان يفنيان بعضهما البعض".

وقالت المغردة سوزان، إنها لا تقف مع ما يُسمى بالجيش السوداني لأنه "مليشيا تدافع عن الكيزان وليس عندهم عقيدة وطنية وقاتل لشعبه من أطفال ونساء وكبار السن ورجال"، مضيفة: "أما الجنجويد معروف إجرامهم وما في سوداني حر يساندهم". وكتب عثمان أبو بكر: "كيزان الجيش متبنين شعار (ما في مليشيا بتحكم دولة)، الجنجويد متبنين شعار (دعم التحول الديمقراطي)، والإثنين تكتيكين مرحليين لخطب ود الجماهير واستمالتهم تجاههم، أي واحد فيهم متبني موقف يمحي وجود الطرف الآخر ويزيله من المعادلة .. صراع تضارب المصالح والشعب السوداني يدفع ثمنه دم".

تعتيم مصري

وأعرب ناشطون عن استيائهم من حظر النظام المصري شبكة "بي بي سي" الإخبارية، ومواقع أخرى لمنع وصول الأخبار الخاصة بأسر الجنود المصريين في السودان، مطالبين بسرعة إطلاق سراحهم وإعادتهم إلى القاهرة.

وقال الصحفي سليم عزوز، إن "واجب الوقت الآن هو إعادة الجنود المصريين المختطفين في السودان، وإطلاع الرأي العام على ملابسات إرسالهم".

واستنكر السياسي والحقوقي المصري، أسامة رشدي، وجود موجة جديدة من حجب المواقع الإخبارية في مصر والتي يفترض أنها محايدة ومهنية مثل بي بي سي وقناة الحرة والجزيرة، وحتى صحيفة "المصري اليوم" التي تكاد تخلو من السياسة وأصبحت جريدة رياضة وحوادث.

وقال: "واضح أن هذا النظام الفاشي المهووس بالقمع والتعتيم يريد بغباء الحد من الأخبار حول ما يجرى في السودان بأساليب بالية ثبت فشلها، لأن من يبحث عن المعلومات سيجدها ولن يستطيعوا حجب القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي".

وأضاف رشدي: "ارحموا أنفسكم ووفروا موازنات القمع وركزوا في تحسين أوضاع الناس".

وسخر شريف عثمان، من حجب السيسي للمعلومات، قائلا إن "هذا يسبق إجراء اقتصاديا أو عسكريا أو بداية هيمنة شاملة على الدولة".

وأضاف: "السيسي لا يدافع عن منصب رئيس، بل بيحمي عمره!".

ووصف أحد المغردين، حجب المواقع التي عرضت فيديوهات الجنود المصريين المحتجزين على أيدي مليشيات الدعم السريع، بأنه "تفكير واحد فاشل". وسخر الناشط السعودي المعارض، عمر الزهراني، من ضعف موقف النظام المصري تجاه أزمة الجنود، قائلا إن "أفضل رد من السيسي على إساءة حميدتي للجيش المصري هو مسلسل من بطولة محمد رمضان يقتل فيه نصف قوات الدعم السريع وبالحلقة الأخيرة يطلع حميدتي ابنه".