موقع أميركي: نجاح الصناعات الدفاعية يعزز فرص فوز أردوغان بالانتخابات التركية
أكد موقع أميركي أن نجاحات الصناعات الدفاعية التركية تعزز بصورة واضحة فرص الرئيس رجب طيب أردوغان في الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة في 14 مايو/ أيار 2023.
وأوضح موقع "بريكنغ ديفينس" المختص بالشؤون العسكرية، أن أردوغان يدير حملة انتخابية تعتمد على إبراز مشاريع الطائرات المقاتلة والطائرات المسيرة والسفن الحربية والدبابات التي نجح في إنجازها خلال السنوات الأخيرة.
إنجازات براقة
وأشار الموقع إلى أن أردوغان سلم حاملة الطائرات "تي سي جي أناضول" (TCG Anadolu) محلية الصنع لقيادة القوات البحرية التركية، في 10 أبريل/ نيسان 2023، وهي أكبر سفينة في البلاد، وأول سفينة من نوعها حول العالم.
وبإمكان السفينة استقبال 4 مركبات إنزال ميكانيكية في آن واحد، وكل مركبة بإمكانها نقل دبابة واحدة، كما تستطيع حمل 13 دبابة و27 مركبة برمائية مدرعة، و6 ناقلات جنود، و33 مركبة عسكرية، و15 مقطورة، بمجموع 94 مركبة.
كذلك يمكنها استيعاب 10 مروحيات و11 مسيرة هجومية على مسطحها، أما حظيرتها فيمكنها حمل 19 مروحية أو 30 مسيرة هجومية، هذا فضلا عن استيعابها طاقما قوامه 1223 فردا.
وأكد أنه ليس من قبيل المصادفة أن يقوم أردوغان بإطلاق هذه السفينة- التي كانت قيد التصنيع لمدة خمس سنوات- قبل 34 يوما فقط من الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 14 مايو/ أيار 2023.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن السباق الرئاسي سيكون صعبا، وسيكون للصوت الواحد أهميته، حسب التقرير.
وأكد الموقع أن هذه المعدات العسكرية البراقة التي يقدمها أردوغان للجمهور قد تلعب دورا في حصد المزيد من الأصوات لصالحه، في الوقت الذي يواجه فيه معركة شاقة؛ بسبب الأزمة الاقتصادية وتململ شرائح من الشعب بعد 20 عاما في السلطة.
وفي المقابل، رشحت ستة أحزاب معارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، كمنافس موحد لها ضد أردوغان، بعد أشهر من المفاوضات.
لكن المعارضة تكافح من أجل الحفاظ على وحدتها، في الوقت الذي قرر فيه القيادي السابق في "الشعب الجمهوري"، محرم إنجه، الترشح للرئاسة عن حزبه الجديد الذي أسسه، حزب "البلد".
سباق محتدم
وتشير استطلاعات رأي مختلفة إلى أن إنجه بإمكانه الحصول على 5 إلى 10 بالمئة من أصوات الشرائح المجتمعية غير المتقبلة لكليتشدار أوغلو وأردوغان، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى تفتيت أصوات المعارضة.
هذه النسبة التي تفضل إنجه قد تؤدي إلى جولة إعادة، ذلك أن أيا من كليتشدار أوغلو أو أردوغان لن يتمكن من الحصول على نسبة (50 بالمئة + 1) المطلوبة للفوز بالسباق.
ونقل الموقع الأميركي استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة "يون إيليم" التركية للأبحاث في الفترة من 27 إلى 29 مارس/ آذار 2023، بمشاركة 2655 مشاركا، أوضح أن السباق الرئاسي سيذهب على الأرجح إلى جولة إعادة.
ووفقا لمسح أجرته شركة "أوبتيمار" للأبحاث، ما بين 1 إلى 7 أبريل/ نيسان 2023، على 4745 ناخبا، في 77 ولاية، فقد حصل أردوغان على 45.9 بالمئة، يليه كليتشدار أوغلو بنسبة 43.9 بالمئة.
بينما حصل إنجة على نسبة 8.3 بالمئة، أما سنان أوغان، المرشح عن تحالف الأجداد، فقد حصل على 1.9 بالمئة من أصوات المستطلعين.
ووفقا لهذه النتائج، يؤكد موقع "بريكنغ ديفينس" أن لكل صوت أهميته، وأن كل طرف يستخدم الأوراق كافة التي تعزز فرصه لحسم الانتخابات.
ونقل الموقع عن مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية الحاكم قوله إن "منتجات الصناعات الدفاعية هي جزء من الإستراتيجية الانتخابية، وذلك بهدف تقديم سجل أردوغان الحافل كزعيم يمكنه تحقيق نتائج ملموسة".
وقال القيادي، الذي رفض الكشف عن هويته للتحدث بحرية أكبر: "نحن نقدم أشياء أنجزناها بالفعل، بينما لا تزال المعارضة تحاول توحيد نفسها".
وأضاف أن الحزب الحاكم "سيواصل الإعلان عن المزيد من الصناعات الدفاعية، خصوصا وأن العام 2023 هو الذكرى المئوية لجمهوريتنا، وهذا هو سبب إحراز الكثير من التقدم في منتجاتنا العسكرية".
إنجازات متعددة
وخلال مارس/ آذار 2023، أعلنت حكومة أردوغان إحراز تقدم في عدد من المشاريع التي بدت ذات يوم مستحيلة.
إذ كشفت شركة صناعة الطيران الحكومية (TAI) عن طائرتها المسيرة المسلحة الأكثر تقدما، Anka-3، التي لديها القدرة على التخفي، وطائرة الهجوم الخفيفة والطائرة المخصصة التدريب، Hurjet، وطائرة TFX من الجيل الخامس.
كما أعلنت شركة "بايكار" - التي اشتهرت بطائراتها المسيرة المستخدمة ضد الجيش الروسي في أوكرانيا- عن الانتهاء من اختبارات الطيران على ارتفاع متوسط، لتصميم طائرة مقاتلة بدون طيار "كيزيل الما".
وأشار الموقع الأميركي إلى الصورة التي التقطها أمام "كيزيل الما"، التي أنتجتها شركة صهره، سلجوق بيرقدار.
وما بين 27 أبريل، و1 مايو، ستقيم شركة "بايكار" معرض تكنوفيست 2023 في مطار أتاتورك بإسطنبول، وهو حدث تُعرض فيه منتجات صناعة الدفاع التركية للجمهور.
وقبل 21 يوما فقط من الانتخابات، سيستقبل أردوغان رسميا أول دبابة قتال وطنية تركية " Altay"، في 23 أبريل، الموافق لعيد السيادة الوطنية، وهو عطلة تحتفل فيها تركيا بتأسيس مجلس الأمة الكبير (البرلمان).
كما أعلنت شركة BMC التركية المتخصصة في تصنيع المركبات العسكرية والمدنية أنها ستنتج الدبابة بكميات كبيرة بدءا من عام 2025.
ومن جانبها، قالت أسلي أيدنتاشباش، الزميل زائر في معهد بروكينغز الأميركي، إن "صناعة الدفاع المحلية في تركيا هي بالتأكيد جزء أساسي من الحزمة الشاملة التي يقدمها الرئيس أردوغان للناخبين".
"فهو يقدم فكرة أن تركيا الصاعدة ستلعب دورا محوريا في عصر منافسة القوى العظمى"، تضيف أيدنتاشباش للموقع الأميركي.
وتابعت: "بأسلوبه الدبلوماسي الحازم، ودعمه للاعتماد على الذات في صناعة الدفاع، يعد أردوغان بـ"جعل تركيا عظيمة مرة أخرى".
فتحت قيادة أردوغان، خفضت صناعة الدفاع اعتمادها على الموردين الأجانب، حيث صرح رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية، إسماعيل دمير، أن صناعة الدفاع في بلاده توفر 80 بالمئة من احتياجاتها العسكرية.
وأوضح دمير أن "الصادرات الدفاعية التركية بلغت العام الماضي (2022) 4 مليارات دولار، وتقدر قيمة المشاريع الدفاعية الجارية بنحو 75 مليار دولار".
رأي الناخبين
بدوره، قال رئيس شركة "إم إيه كيه (MAK)" لإجراء الاستطلاعات، محمد علي كولات، إن "حكومة أردوغان، من خلال الرسائل الدقيقة التي توجهها للشعب، واستخدامها لوسائل الإعلام، صنعت جاذبية بين الناخبين نحو رؤية تكون فيها تركيا قوة إقليمية بصناعتها الدفاعية القوية".
وأردف كولات: "الأسلحة والطائرات التي أطلقها أردوغان قبل أيام من الانتخابات لها تأثير بالطبع، خاصة مع الأخذ في الحسبان أن تركيا موضع هجوم مستمر".
وأشار كولات إلى أن "الحكومة لا تحتاج حتى إلى ضغط كثير على هذا الوتر، إذ أن الحرب في سوريا، وأزمة أوكرانيا، وملايين اللاجئين الموجودين في تركيا، كلها أسباب جعلت الناخبين يفكرون في مستقبلهم كمجتمع".
وأضاف كولات أنه "في حين أن هذه الإستراتيجية يمكن أن تستقطب 1 إلى 2 بالمئة من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، فإن تأثيرها ينصب بشكل أساسي على الاحتفاظ بالناخبين القوميين والمتدينين الذين يدعمون أردوغان بالفعل".
وتتفق أيدنتاشباش مع ما ذهب إليه كولات، من أن "آمال أردوغان من استخدام هذه الإستراتيجية هي الإبقاء على جذوة حماس قاعدته الانتخابية".
لكن في المقابل، ترى أيدنتاشباش أن "مردود هذه الإستراتيجية الدعائية وصل إلى حده الأقصى، خصوصا لدى شريحة الشباب".
"فهم يعيشون في تضخم اقتصادي من رقمين، ويقابلون مشكلات في إيجاد فرص العمل، ولا يمكنهم أن يعيشوا نمط الحياة الذي يعيشه نظرائهم في الغرب؛ لذلك تبدو هذه الدعاية جوفاء في نظرهم"، تختم أيدنتاشباش.