تصعيد رمضان.. الاحتلال يقتل شابا مقدسيا في الأقصى ودعوات فلسطينية للرد

12

طباعة

مشاركة

تتصاعد حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي بعد قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي في 31 مارس/ آذار 2023، شابا فلسطينيا يدعى أحمد خالد العصيبي، عند باب السلسلة بالمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.

مصادر محلية أفادت بأن الشهيد من قرية حورة البدوية بالنقب، ويبلغ من العمر 26 عاما، ودرس الطب في رومانيا وتخرج أخيرا، وأن أفرادا من شرطة الاحتلال أطلقوا النار عليه بعد تصديه لاعتدائهم على فتاة بالضرب، ومحاولة اعتقالها وإخراجها من باحات المسجد قرب باب السلسلة.

كما قالت المصادر، إن قوات الاحتلال اعتقلت شابا خلال اعتدائها على الشبان قرب باب السلسلة. وشملت الاعتداءات أصحاب المحلات والبسطات التجارية في سوق القطانين في البلدة القديمة.

وزعمت شرطة الاحتلال أن الشاب هاجم شرطيا وحاول "خطف" مسدسه خلال استجوابه قرب باب السلسلة، وتمكن من إطلاق رصاصة منه قبل أن يطلق أفراد شرطة الاحتلال في المكان النار عليه.

وهي الرواية التي كذبها ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #المسجد_الأقصى، متهمين الاحتلال الإسرائيلي بتبني الأكاذيب وتدليس الحقائق بهدف إيجاد مبرر لتصفية المقدسيين وتفريغ المسجد من المرابطين فيه ومنع اعتكافهم واستبدال المستوطنين بهم.

وأعربوا عن غضبهم من مقتل الشاب المقدسي على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي وعدوها عملية "قتل ميداني"، مؤكدين أن المقاومة الشاملة والرباط في الأقصى وشد الرحال إليه والاعتكاف فيه هو الرادع لإجرام وإرهاب شرطة الكيان.

أكاذيب الاحتلال

وتفاعلا مع الأحداث، أوضح الناشط محمد المدهون، أن كل الرصاص الذي سمع صوته أفرغه جيش الاحتلال في جسد شاب مقدسي في المسجد الأقصى. 

وقال: "جيش الاحتلال ادعى أن الشاب حاول الاستيلاء على سلاح جندي صهيوني فأطلق الجيش النار عليه، لكن شهود العيان كذبوا الرواية وأكدوا أن الشاب حاول الدفاع عن سيدة مقدسية من اعتداء الجيش عليها فأطلقوا النار عليه".

وأوضح عمر الشاعر، أن الشاب حاول تخليص فتاة من يد جنود الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى فقتلوه.

وكتبت الصحفية آية أبو طاقية: "شاب فلسطيني يحاول حماية سيدة من اعتداء الاحتلال عليها داخل المسجد الأقصى وبكل ما يعرفه هذا الكوكب من إرهاب، يتم إطلاق النار عليه بدم بارد ويُتهم بمحاولته الاستيلاء على السلاح.. احتلال وحشي قذر كذاب جبان، زائل!".

وقال أحد المغردين: "مليار مرة حكينا الرواية الصهيونية ما بتتناقل.. ولو إنه الشاب فعلا سحب سلاحه ف هاي أرضه وهو حر يدافع عنها بكل الطرق".

وأكد المغرد أبو باسل، أن الاحتلال يكذب بزعمه أن الشاب حاول الاستيلاء على سلاح شرطي، قائلا: "قد يكون إطلاق النار على الشاب مقصودا لإفراغ المرابطين من داخل المسجد الأقصى ليتاح للمستوطنين اقتحامه".

وأوضح آخر أن الحر المعتصم الجديد محمد خالد العصيبي شهيد أمة المليار وليس فقط فلسطين.

وأردف: "إنه الشهيد الذي عندما نادت حرائره وا معتصماه لبى النداء بالدفاع عنها وارتقى شهيدا مقبلا ليس مدبر معتكفا مرابطا مدافعا عن شرفه وعرضه وعن مسراه".

إمعان بالإجرام

واستدل ناشطون على أكاذيب الاحتلال بتسليط الضوء على جرائم أخرى ارتكبتها قواته في ذات يوم تصفية شهيد الأقصى.

وعرض مسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى المبارك عبدالله معروف، مقطع فيديو لتعدي قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصليين عند باب القطانين، والذي تبعه إطلاق النار على شاب مقدسي.

ورأى أن الأحداث جاءت لنتذكر دائما أن الاحتلال هنا ولن يترك فرصةً إلا ويعكر فيها صفو رمضان في القدس.

وتابع: "مهما حاول البعض أن يتعامى عن وجود الاحتلال ويزعم أن علينا فقط (عدم استفزازهم) الاحتلال موجود.. والقدس محتلة.. والمسجد الأقصى محتل!".

وأشار الناشط أدهم أبو سلمية، إلى أن شرطة الاحتلال بعد قتلها شابا من مصلي المسجد الأقصى، تشن حملة اعتقالات استباقية في البلدة القديمة للقدس تحضيرا لعدوان الفصح الذي تبدأه جماعات الهيكل مبكرا باقتحام تحشيدي كبير لمنظمة شباب "هار إيل" في 2 أبريل/نيسان 2023.

وأوضح أن المنظمة هي إحدى منظمات الهيكل الأكثر عدوانية واجراما بحق الأقصى.

وأكد محمد سعيد نشوان، أن جنود الاحتلال منعوا الإسعاف من الوصول إلى الشهيد.

وأشار رئيس مجلس إدارة مؤسسة وفاء المحسنين الخيرية عبدالله الأسطل، إلى أن الاحتلال حاصر المعتكفين داخل المصلى القبلي عقب إطلاقه النار على الشاب عند باب السلسلة.

ولخص الصحفي الاجتماعي والسياسي نضال سلامة، ما جرى بالأقصى، موضحا أن قوات الإرهاب الصهيوني أطلقت النار على شاب قرب باب السلسلة، وانتشرت فور ذلك بشكل مكثف بالبلدة القديمة وأغلقتها بشكل كامل.

وأفاد بأن القوات اقتحمت سوق القطانين وعاثت فيه خرابا، واعتدت على أحد حراس المسجد الأقصى بالضرب المبرح.

وأوضح أن المعتكفين بالمصلى القبلي أغلقوا على أنفسهم الأبواب في ظل انتشار قوات الاحتلال في المسجد الأقصى.

إرهاب متعمد

واتهم ناشطون قوات الشرطة الإسرائيلية بتعمد إعدام الشاب المقدسي ميدانيا بدم بارد بهدف إرهاب المعتكفين وقمعهم ومنعهم من الوجود بالأقصى، متوعدين بمواصلة الرباط ومواجهة الاحتلال بكل ما أوتي من قوة.

ولفت ياسين عز الدين، إلى أن جنود الاحتلال قتلوا الشاب بدم بارد عند باب السلسلة، بعد أن استفزهم مئات الألوف الذين توافدوا على الأقصى.

وأشار إلى أنهم مستفزون منذ انتهاء التراويح ويعتدون على الشبان ويعتقلون آخرين. ورأى أن تصرفاتهم متعمدة لإخافة المعتكفين ودفعهم للهروب من الأقصى.

وعرّف الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، بالطبيب العصيبي، وسلط الضوء على جريمة قوات الاحتلال، قائلا: "لعيون الأقصى سالت دماء زكيّة بلا حصر، والمسيرة ماضية حتى كنس الغزاة".

وقالت كاتيا ناصر: "يظنون أنهم بالقتل يبعدوننا عن الأقصى، ونحن الموت لعبتنا! إرهابهم لا يرهبنا!".

وأوضحت أنه بمقابل إغلاق الاحتلال البلدة القديمة بعد استهداف شاب عند باب السلسلة، أبطال مخيم شعفاط يستهدفون حاجز المخيم بالمفرقعات.

وأكدت أن تصعيد الاحتلال اعتداءاته يقابله دعوات للاعتكاف بالأقصى لصد عدوان جديد بعد 5 أيام.

وشدد الكاتب والمدون عزات الجمال، على أن جريمة قتل الشاب الفلسطيني يجب ألا تمر دون عقاب، ويجب أن ينتفض الداخل في وجه الاحتلال المجرم.

وأضاف أن قتل الشاب المرابط هي محاولة إرهاب لشعبنا في (الأراضي المحتلة عام) 48 لمنع اعتكافهم، ويجب أن تدفعنا هذه الجريمة لمواجهة الاحتلال مع الاحتشاد في الأقصى لحمايته من طوفان الاقتحام.

وقال عثمان الثويني، إن الأحداث والمستجدات حول الأقصى في وتيرة متصاعدة، والواجب علينا أن نكون معهم في الدعاء من ناحية، ومد يد العون لتثبيتهم من ناحية أخرى، وقبل ذلك ينبغي أن نجعل رباط وثبات أهلنا المقدسيين حاضرا في أحاديثنا، ومناسباتنا، وجميع منصاتنا الإعلامية.

وأكد الكاتب الكويتي مبارك محمد الهاجري، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو لن يرتدع إلا بمقاومة شاملة تجعله عبرة لغيره من الصهاينة.

وذكر المغرد أحمد، بأن نتنياهو مأزوم ولن يترك أي طريقة تخرجه من أزمته إلا وسيفعلها، مؤكدا أن الاعتداء على المصلين في الأقصى محاولة لجر قطاع غزة في مواجهة معه للهروب من فشله الداخلي.

وحذر إسلام شهوان، من خطورة التصعيد في الأقصى، قائلا إن "الاحتلال بفعلته الشنيعة يصب الزيت على النار، وسينقلب الأمر على رأسه، وسيجد نفسه أمام أخطاء يعيد تكرارها".