الحبوب والنفط.. صحيفة روسية: هذه أسباب اهتمام موسكو وبروكسل بالجزائر

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة روسية الضوء على اهتمام موسكو الكبير بالقارة الإفريقية، حيث زارت وفودها 12 دولة في القارة السمراء منذ بداية 2023.

وقالت صحيفة "إيزفيستيا" إن "آخر هذه الزيارات كانت اللقاء بين وفد روسي برئاسة رئيسة مجلس الاتحاد، فالنتينا ماتفينكو، والرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون".

وأشارت إلى أنه "بجانب مصر وجنوب إفريقيا، تعد الجزائر أيضا من أكثر الدول الإفريقية ذات العلاقات الموثوقة مع روسيا".

شريك موثوق

وفي 15 مارس/ آذار 2023، أجرت ماتفينكو، زيارة رسمية إلى الجزائر، وصرحت خلالها أن "روسيا تسعى إلى التنفيذ الصحيح لصفقة الحبوب من أجل منع حدوث أزمة غذائية". 

بدورها، أعلنت الجزائر أنها "مستعدة للمشاركة في تسوية الأزمة الأوكرانية، التي لا تؤثر فقط على أوروبا، وإنما على إفريقيا كذلك".

وأكدت الصحيفة أن "بلدان المغرب العربي والقارة الإفريقية ككل لا تزال شريكا مرحبا به لروسيا على المسرح العالمي".

فمنذ بداية عام 2023، زارت الوفود الروسية حوالي 12 دولة إفريقية.

وفي يناير/ كانون الثاني 2023، توجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى جنوب إفريقيا وأنغولا وإسواتيني وإريتريا، ثم إلى مالي وموريتانيا والسودان. 

وفي نهاية فبراير/ شباط 2023، وصل سكرتير مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف إلى الجزائر.

ولكن هذه المرة، استقبلت الجزائر رئيسة مجلس الاتحاد، ماتفينكو. 

وخلال هذه الزيارة، خلال 15 و17 مارس 2023، قدم الجانب الجزائري هدايا تذكارية لوفد مجلس الاتحاد، كما أُقيمت فعاليات مفتوحة لفرق موسيقية صغيرة.

وفقا للصحيفة الروسية، استمرت المحادثات لمدة ساعة على الأقل، واستغرقت المحادثة مع تبون قرابة ساعتين.

وفي 16 مارس 2023، وبعد وضع الزهور رسميا على النصب التذكاري لأبطال حرب الاستقلال الجزائرية، ومشاهدة معرض الصور المخصص للذكرى الخامسة والعشرين لمجلس أمة الجمهورية، عقدت ماتفينكو عددا من اللقاءات الثنائية مع نظرائها. 

واجتمعت مع رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي.

واتفق الطرفان على إعداد إعلان حول الشراكة الإستراتيجية المتعمقة بين روسيا والجزائر.

فالجزائر، حسب الصحيفة، هي واحدة من اللاعبين التجاريين والاقتصاديين الرائدين لروسيا في إفريقيا.

ورغم انخفاض إجمالي حجم التجارة في عام 2022 بسبب حرب العقوبات، يخطط الطرفان لزيادة التعاون في مجالات الطاقة والنقل والزراعة والأدوية والتعليم.

جيدة للغاية

ومن ناحية أخرى، بشكل منفصل، أعلنت رئيسة مجلس الاتحاد استعداد روسيا لدعم نية الجمهورية الجزائرية للانضمام إلى البريكس.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، تقدمت الجزائر بطلب للانضمام إلى هذه المنظمة.

من جانب آخر، أفادت الصحيفة أن البلدين يتشاركان في نظرتهما لكثير من القضايا الدولية.

وفي هذا الإطار، أعرب قوجيل، على وجه الخصوص، عن استعداد الجزائر للمشاركة في عملية حل الأزمة في أوكرانيا.

وفي ذات السياق، قال قوجيل: "مواقفنا متقاربة في معظم قضايا الأجندة الدولية والإقليمية، لطالما كانت روسيا ولا تزال شريكنا الموثوق به".

وأكد أن العلاقات الثنائية بين الجانبين "في حالة جيدة للغاية".

من جانب آخر، أشارت صحيفة "إيزفيستيا" إلى أن الجزائر تعطي اهتماما كبيرا لصفقة الحبوب، والتي نجح أطراف الاتفاق هذه المرة في تمديدها لمدة 60 يوما فقط. 

وبموجبها تلقت الجزائر أكثر من 181 ألف طن من المنتجات، بعد إبرام اتفاقيات عام 2022 في إسطنبول بين موسكو وكييف، بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا.

في الوقت نفسه، تعتزم روسيا التعاون مع الأمم المتحدة من أجل تغيير الوضع، بحيث يتم نقل الحبوب إلى الدول الفقيرة من أجل منع حدوث أزمة غذاء عالمية، بحسب "إيزفيستيا".

بالإضافة إلى ذلك، يجب تهيئة الظروف دون عوائق لتصدير المنتجات الروسية.

وهذا موضح في مذكرة منفصلة بين موسكو والأمم المتحدة، والتي تمثل الجزء الثاني من صفقة الحبوب، وفقا للصحيفة الروسية.

وأوضحت كذلك أن النقطة المحورية في برنامج زيارة رئيسة مجلس الاتحاد كانت لقاءها مع تبون، والذي أجرى معه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثة هاتفية في وقت سابق. 

وقالت ماتفينكو إن بوتين بعث رسالة "جوهرية للغاية" لنظيره مع الوفد البرلماني، ودعاه فيها إلى القيام بزيارة رسمية والمشاركة في القمة الروسية الإفريقية الثانية، والتي ستُعقد يومي 26 و29 يوليو/ تموز 2023 في مدينة سانت بطرسبرغ.

علاقات مع الغرب

ورأت الصحيفة أن "روسيا ليست هي الدولة الوحيدة المهتمة بتعزيز العلاقات مع المنطقة الإفريقية". 

فقبل يومين من وصول وفد مجلس الاتحاد الروسي إلى الجزائر، التقى المسؤولون الجزائريون بالممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل.

وكان المحور الرئيس لزيارته هو تطوير الطاقة الخضراء والتجارة الثنائية، والتي يعتمد جزء منها على تصدير الغاز الطبيعي.

وعلى خلفية رفض الاتحاد الأوروبي لموارد الطاقة الروسية، تبحث بروكسل بنشاط عن موردي النفط والغاز. 

وفقا للمديرية العامة للمفوضية الأوروبية، في عام 2022، اشترى الأوروبيون الوقود الأزرق في 27 دولة وأنفقوا عليه ثلاثة أضعاف ما كان عليه عام 2021.

كما أصبحت الولايات المتحدة أكبر بائع للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، تليها قطر وأنغولا ومصر.

وبهذا الشأن، علق الخبير في مركز الدراسات الإفريقية في المدرسة الوطنية العليا للاقتصاد، فسيفولود سفيريدوف، قائلا إنه "بعد إنهاء عملية عبور الغاز الجزائري عبر المغرب إلى جبال البرانس تفقد إسبانيا مكانة المستورد المهم".

وأضاف الخبير أن مسألة تحول إيطاليا إلى المركز الرئيس للغاز الجزائري في أوروبا تُجرى مناقشتها بشكل جدي.

وفي الوقت نفسه، أوضح أن بناء خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، الذي تتحدث عنه سلطات نيجيريا والنيجر والجزائر بنشاط، غير مرجح بسبب نقص الاستثمار.

وخلال زيارتها للجزائر، أكدت ماتفينكو كذلك أن العلاقات الروسية الجزائرية مهمة لاستقرار سوق الغاز.

وختتمت "إيزفيستيا" الروسية تقريرها بتشديد الخبير سفيريدوف على أن "فرنسا ستظل شريكا تجاريا مهما للجزائر".

وقال: "الجزائر من أكثر الدول الصديقة لموسكو في إفريقيا، وأخيرا أُعلن رسميا عن شراكة إستراتيجية مع الاتحاد الروسي".

وأضاف أنها "واحدة من ثلاث دول في إفريقيا، إلى جانب مصر وجنوب إفريقيا، ذات علاقة وثيقة مع روسيا".

وذكر الخبير كذلك أن "الجزائر -في الوقت نفسه- تعمل بنشاط على تطوير شراكات مع دول الاتحاد الأوروبي"، موضحا أن "الحوار بين الجزائر وإيطاليا على مستوى عالٍ إلى حد ما".