إعلام عبري منزعجا: دول عربية تطبع معنا وجنوب إفريقيا تُخفّض مستوى العلاقات

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

توقفت صحيفة عبرية عند مفارقة تخفيض جنوب إفريقيا لمستوى علاقاتها مع إسرائيل، في الوقت الذي تتجه فيه "دول إسلامية" وشرق أوسطية نحو التطبيع.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن "وزارة الخارجية الإسرائيلية أصدرت بيانا في 8 مارس/ آذار 2023، انتقدت فيه برلمان جنوب إفريقيا لتصديقه على قرار حكومي اتخذ قبل أربع سنوات، يهدف لتقليص العلاقات مع إسرائيل".

وجاء في البيان أن "القرار الرمزي الذي اتخذه برلمان كيب تاون والذي يدعو إلى خفض العلاقات بين جنوب إفريقيا وإسرائيل هو قرار مخز ومشين".

وادعت الوزارة الإسرائيلية أنه "حتى كقرار رمزي، فإنه على الأقل لا يسهم في الترويج لأي حل عملي في الشرق الأوسط".

وكان حزب "الحرية الوطني" الجنوب إفريقي قدّم مشروع قرار يقضي بخفض مستوى التمثيل في سفارة بلاده لدى إسرائيل، في ضوء الانتهاكات المستمرة بحق الفلسطينيين.

وقال الحزب إن "هذه الخطوة كانت لتحظى بدعم رمز محاربة الفصل العنصري (الأبارتايد) رئيس البلاد الراحل، نيلسون مانديلا".

حرية غير مكتملة

ووصف بيان "الحرية الوطني"، تصويت البرلمان على خفض التمثيل الدبلوماسي مع إسرائيل بأنه "لحظة سيفخر بها (الزعيم الراحل، نيلسون) مانديلا الذي قال دائما إن حريتنا غير مكتملة دون حرية الفلسطينيين".

وأضاف أن "دولة إسرائيل أقيمت من خلال تهجير الفلسطينيين وقتلهم، ولإحكام قبضتهم على السلطة، أقاموا نظام الفصل العنصري للسيطرة على الفلسطينيين وإدارتهم". 

وقال الحزب: "بصفتنا مواطنين في جنوب إفريقيا، فإننا نرفض الوقوف مكتوفي الأيدي بينما تُرتكب جريمة الفصل العنصري مرة أخرى".

وشدد على أنه "بتمرير هذا القرار، نوجه رسالة قوية إلى العالم مفادها أن جنوب إفريقيا لا تزال منارة أمل ومثالا ساطعا لما يمكننا فعله عندما نجتمع معا سعيا إلى عالم أكثر عدلا وإنصافا".

وأشار حزب "الحرية الوطني" إلى أن القرار يتطلب "مساءلة" إسرائيل، واصفا إياه بأنه "خطوة شجاعة تُظهر التزام بلدنا بالعدالة وحقوق الإنسان والحرية، وانتهاكات مؤسسة الفصل العنصري هذه التي تفرضها إسرائيل للقانون الدولي ولحقوق للفلسطينيين".

ورد الحزب الجنوب إفريقي على القائلين بأن خفض تمثيل السفارة "سيُضعف قدرة" بلاده على العمل كوسيط محايد في الصراع، قائلا إنه "يعتقد أن الحياد ليس خيارا في مواجهة القمع وانتهاكات حقوق الإنسان".

من جهتها، ذكرت الصحيفة العبرية أن "هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لتوسيع علاقاتها مع الدول الإسلامية ودول الشرق الأوسط".

فيما قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه "في الوقت الذي تعمل فيه العديد من الدول الإفريقية والإسلامية على تقوية وتعميق العلاقات مع إسرائيل على أساس المصالح المشتركة للجميع، من المؤسف استمرار جنوب إفريقيا بالتمسك بأشياء عفا عليها الزمن".

يذكر أنه خلال فترة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، طبعت 4 دول عربية علاقاتها مع إسرائيل، وهي، الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

كما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الجهود جارية على قدم وساق لتوقيع اتفاق تطبيع مماثل مع السعودية.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، كشف الإعلام الإسرائيلي عن زيارة قام بها نتنياهو وبرفقته رئيس "الموساد"، يوسي كوهين، حيث التقيا ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مدينة نيوم، بحضور وزير الخارجية الأميركي آنذاك، مايك بومبيو.

وأخيرا، كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن "إسرائيل تعمل على توسيع اتفاقيات التطبيع مع الدول الإسلامية لتشمل 4 بلدان أخرى، هي موريتانيا والصومال والنيجر وإندونيسيا".

وحسب الصحيفة، فقد ألمح كوهين، خلال اجتماعه مع وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في 28 فبراير/ شباط 2023، أن المفاوضات مع موريتانيا "في مرحلة متقدمة".

تدهور العلاقات

وزعمت الخارجية الإسرائيلية أن خطوة خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي "من شأنها أن تدفع بالعلاقات البينية نحو التدهور، وأنها خطوة لن تؤدي إلا إلى أن تضر جنوب إفريقيا نفسها والمكانة التي تتبوأها".

وذكرت "جيروزاليم بوست" أن جنوب إفريقيا استدعت سفيرها من إسرائيل عام 2018، للاحتجاج على ما أسماه بـ"فظائع الجيش الإسرائيلي" بحق المتظاهرين الفلسطينيين على طول الحدود الجنوبية مع غزة خلال مسيرات العودة الكبرى.

وبعد عام واحد، قررت جنوب إفريقيا خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، ليكون لها مكتب اتصال في تل أبيب بدلا من السفارة.

وأتى القرار الأخير للبرلمان "ليؤكد على الخطوة التي اتخذتها حكومة بلاده قبل نحو 4 سنوات"، تضيف الصحيفة العبرية.

وقال عضو البرلمان عن حزب الجبهة الوطنية، أحمد منذر شيخ إمام: "لقد اقتربنا اليوم من تحقيق الحرية للفلسطينيين".

من جانبها، عارضت قيادة "الحزب الديمقراطي المسيحي الإفريقي" هذه الخطوة، قائلة إنها "شعرت بالذهول من تصويت البرلمان الذي دعا إلى تخفيض رتبة سفارة جنوب إفريقيا في إسرائيل".

كما أدان "الاتحاد الصهيوني في جنوب إفريقيا" التصويت، وصرح في بيان بأن "حكومة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي قد وضعت سياسة خارجية تهدف إلى إقامة علاقات صداقة مع الأنظمة الديكتاتورية وسحق الديمقراطيات".

وهاجم "الاتحاد الصهيوني" الإدارة الجنوب إفريقية، مدعيا أنها "مهووسة بإسرائيل، رغم أنها بحجم منتزه كروجر الوطني الخاص بنا"، في إشارة إلى صغر حجم "إسرائيل".

وطالب "الاتحاد" حكومة المؤتمر الوطني إلى إنهاء عدائها لإسرائيل "التي تظل شريكا في التنمية لجميع البلدان الإفريقية"، وفق زعمه.

وذكرت "جيروزاليم بوست" أنه في عام 2023 وحده، اتخذت الأحزاب السياسية والفاعلة من أنغولا، وتشاد، وبابوا غينيا الجديدة، والسودان، خطوات لتوسيع علاقاتهم الدبلوماسية مع إسرائيل.

وحينها صرح "الاتحاد الصهيوني" بأن "الوقت قد حان لجنوب إفريقيا لأن تفعل الشيء ذاته".

يذكر أن إسرائيل تعمل على اكتساب صفة قانونية داخل الاتحاد الإفريقي منذ سنوات، وبالفعل منحها مفوض الاتحاد، موسى فكي، بصورة فردية صفة مراقب، في 22 يوليو/ تموز 2021، من دون استشارة الدول الأعضاء. 

لكن بعد جهود قادتها الجزائر وجنوب إفريقيا، قرر الاتحاد في فبراير/ شباط 2022، تعليق القرار وتشكيل لجنة من سبعة رؤساء دول، من بينها الجزائر، لإصدار توصية في القضية.

وفي فبراير/ شباط 2023، طرد الاتحاد الإفريقي نائبة المدير العام لشؤون إفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، شارون بار، من قمته السنوية المنعقدة في إثيوبيا، مؤكدا على قراره بتعليق منح إسرائيل صفة مراقب في المنظمة.

وحينها قال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إنه "من المحزن رؤية الاتحاد الإفريقي مرهونا لعدد صغير من الدول المتطرفة مثل الجزائر وجنوب إفريقيا".