قد يأتي بنتائج عكسية.. تحذيرات من تقارب إيران مع الصين وروسيا
سلطت صحيفة ألمانية الضوء على توجه إيران إلى توثيق العلاقات مع روسيا والصين، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تواجهه نتيجة العقوبات الغربية المفروضة عليها.
وقالت صحيفة "مينا واتش" إنه "في سياق تقارب طهران مع روسيا والصين، يحذر نواب وخبراء إيرانيون الحكومة من الاعتماد المفرط على موسكو وبكين".
وعلى فترات متواصلة، تفرض الولايات المتحدة والتكتل الأوروبي حزمة من العقوبات على المسؤولين والمنظمات الإيرانية، بما في ذلك وزراء الحكومة وضباط الجيش وشرطة الأخلاق.
تقاربات قوية
وفي حديثه لوكالة الأنباء الشيعية "شفقنا"، أشار النائب المحافظ، مصطفى حسيني قطبابادي، إلى أنه "بينما تدعي إيران بشكل علني أنها تتبع مبدأ الإمام روح الله الخميني (لا الشرق ولا الغرب) في سياستها الخارجية، إلا أنها في الواقع تعتمد كثيرا على الشرق، في حين أنها معزولة تماما عن الغرب".
ولفتت صحيفة "مينا واتش" إلى أن "حرب روسيا ضد أوكرانيا والصراعات بين الصين وتايوان هي صراعات من قبل القوى الكبرى في العالم، تهدف إلى تأمين حصتها من الموارد العالمية، وإشراك إيران وجيرانها في اللعبة، وصرف انتباه الأولى عن أولوياتها".
ولذلك، ترى الصحيفة أنهم "يستخدمون إيران لزعزعة دول الخليج الفارسي، من خلال بيع الأسلحة لها ونهب مواردها".
وفي هذا السياق، أجرى المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، تقاربات قوية مع روسيا خلال الأشهر الأخيرة، حيث قام بتسليم طائرات مسيرة وأسلحة أخرى إلى موسكو.
في المقابل، أعربت كل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية عن قلقها العميق إزاء العلاقات العسكرية المتنامية بين إيران وروسيا، قائلة إن "استئناف المحادثات النووية مع طهران مشروط بوقف مبيعات الأسلحة إلى موسكو".
ويتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة و5 دول أخرى منذ شهور، في عاصمة النمسا فيينا حول صفقة لإعادة فرض قيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضها بعد انسحاب واشنطن من اتفاق "خطة العمل الشاملة المشتركة" في مايو/أيار 2018.
ولفتت "مينا واتش" إلى أنه "في الوقت نفسه، تحاول إيران تقوية وتوسيع العلاقات الاقتصادية مع الصين".
واستدركت: "لكن في ظل العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران، تتصرف بكين بحذر تجاهها".
بين الشرق والغرب
وكتب الخبير في السياسة الخارجية، دياكو حسيني، في صحيفة "شارغ" اليومية الإصلاحية، أنه من الضروري أن تحذر إيران من "الخضوع للتنافس بين الصين والولايات المتحدة".
وفي هذا الصدد، قالت الصحيفة الألمانية أن "العالم يمر بمرحلة انتقالية تتسم بعدم الاستقرار، والتي قد تؤدي إلى نظام دولي جديد، وهو ما يعرض إيران لخطر الوقوع بين الجبهات".
ووفقا لحسيني، فإن "عودة روسيا والنجاح الاقتصادي للصين يهددان مكانة الولايات المتحدة لكونها القوة العالمية الوحيدة".
وأتبع: "الولايات المتحدة ليست قلقة فقط بشأن نمو الصين، ولكن أيضا بشأن علاقاتها المتزايدة المكثفة مع الدول الأخرى"، في إشارة منه إلى علاقة بكين بإيران، والتي تحتل موقعا إستراتيجيا رئيسا بين الشرق والغرب.
كما يرى الخبير السياسي أن "الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها لمنع إيران من أن تصبح جزءا من المحور الروسي الصيني، وذلك من خلال فرض قيود على طهران تهدف إلى المساعدة في إبطاء صعود الصين".
وأردف: "طموحا منها في استعادة نظام عالمي أحادي القطب، تتبع الولايات المتحدة خطة لإضعاف إيران من الداخل، وعزلها في المجتمع الدولي".
من ناحية أخرى، حذر حسيني من أن "التحالف الجديد بين الصين وإيران قد يأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف، تماما كما حدث مع روسيا".
وأكد أنه "طالما تعززت علاقات إيران مع الصين وروسيا، فلن تتلقى البلاد أي تنازلات من الولايات المتحدة".
وفي مقال نُشر أيضا في صحيفة "شارغ" عن زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي منتصف فبراير/شباط 2023 إلى الصين، رأى المصلح البارز، مصطفى هاشمي طابا، أن "طهران غير قادرة على تنفيذ اتفاقية تعاون اقتصادي مع بكين، ويعود ذلك إلى أنها لا تمتلك الهياكل الإدارية والقوى العاملة المناسبة".
وأشار إلى أن البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة رئيسي كان اعترافا من طهران بحكم الأمر الواقع بإسرائيل، حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها إيران كلمة (إسرائيل) في وثيقة رسمية، بدلا من صيغة (الاحتلال الصهيوني) المعتادة".
وفي رأي هاشمي طابا، فإن "التقارب الإيراني مع بكين يهدف فقط إلى جذب الاستثمار الصيني في ضوء الأزمة الاقتصادية الحادة، الناجمة عن العقوبات وتوقف خطة العمل الشاملة المشتركة".