"حوارة" نموذجا.. الصهاينة يتباكون على "الهولوكست" ويستحضرونها ضد الفلسطينيين
يتباكى الصهاينة على المحارق النازية ضدهم ويقيمون أكثر من "حائط مبكى" حول العالم للحديث عن الهولوكوست النازي و"ليلة الكريستال" الشهيرة التي أحرق خلالها النازيون محلاتهم ومنازلهم عام 1938.
لكنهم لا يتورعون عن حذو خطوات النازيين في ممارساتهم ضد الشعب الفلسطيني وتنفيذ كل ما يقولون إنه جرى فعله معهم في ألمانيا، وأوروبا عبر سلسلة جرائم متواصلة.
آخر هذه الجرائم التي تتشابه مع ما يتباكون حوله بشأن جرائم الزعيم النازي أدولف هتلر، هي حرق البرابرة الإسرائيليين 80 منزلا و100 سيارة للفلسطينيين في بلدة "حوارة" جنوب نابلس، والتي وصفها كُتاب إسرائيليون بأنفسهم بأنها تشبه واقعة حدثت لليهود في ألمانيا عام 1938.
وفي 26 فبراير، شهدت بلدة حوارة وعدد من القرى في محيط مدينة نابلس، هجمات غير مسبوقة من قبل مستوطنين إسرائيليين، أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة العشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات الفلسطينية، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار على سيارة كانا يستقلانها قرب البلدة.
ولم تعلن السلطات الإسرائيلية اعتقال المستوطنين المسؤولين عن الهجمات في البلدات الفلسطينية، أو ملاحقتهم.
وبين التاسع والعاشر من نوفمبر 1938، حرضت قوات الشرطة والأمن الألمانية النازيين على تنفيذ أعمال ضد اليهود أينما وجدوا في ألمانيا، فهجم الألمان على المعابد والمتاجر والمحلات التابعة لهم ودمروها وأحرقوها.
وأطلق على هذه الليلة اسم ليلة "الكريستال" أو "البلور" لكثرة زجاج المحال والمنازل الذي تكسر فيها.
وقد قارن ناشطون وكتاب بين ما فعله البرابرة المستوطنون بحرق وتكسير منازل الفلسطينيين ثم الشكوى من الهولوكوست الألماني وبين ما يشتكون من أن هتلر فعله معهم حين أحرق منازلهم ومحالهم.
من جرائم المستوطنين في حوارة. pic.twitter.com/pQTmKDZvA6
— #سعوديون_مع_الاقصى (@Saudis2018) February 27, 2023
عودة النازيين
المحلل الإسرائيلي يوسي مليمان وصف عبر حسابه على تويتر ما حدث في بلدة "حوارة" من قبل المستوطنين اليهود بأنه "ليلة بلورية إسرائيلية تذكرنا بما فعله هتلر مع اليهود".
قال: "إذا كانت هذه الحكومة اليمينية المتطرفة لديها شعرة من الإنسانية وميكرون (جزء واحد على الألف من المليمتر) من أخلاق الأنبياء اليهود، فسوف تسارع إلى إصلاح الأضرار التي سببها المستوطنون وشبابهم على الفور".
מה שהתרחש אמש בחווארה הוא ליל בדולח ישראלי. תזכרו לדראון עולם את התאריך 26.2.2023. אם לממשלת הימין הקיצונית הזו היה רסיס/שביב/גרגר/ של אנושיות ומיקרון של מוסר נביאים עברי/יהודי היא היתה ממהרת לתקן על חשבונה לתקן ומיד את הנזקים שהמתנחלים ובעקר היוגנד שלהם גרמו.
— Yossi Melman (@yossi_melman) February 27, 2023
أيضا وصف "ناحوم برنياع" المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" 27 فبراير/شباط 2023 اعتداءات المستوطنين بأنها "ليلة البلور في حوارة"، في إشارة إلى هجوم النازيين على اليهود عشية الحرب العالمية الثانية.
أوضح أن الجيش الإسرائيلي لم يعتقل أحدا من المجرمين الذين أحرقوا القرية لأن المستوطنين الذين غزوا القرى "يعلمون أن أيدي قوات الأمن مكبلة"، في إشارة إلى مسؤولية وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
أضاف برنياع أن: "سموتريتش وبن غفير (من قادة المستوطنين عن الأمن) كانا يتابعان جرائم المعتدين في حوارة ويتذكران أنفسهما، فعندما كانا في سنهم تصرفوا مثلهم"، واصفا حكومة بنيامين نتنياهو بأنها "غطاء لشبيبة التلال (مجموعة متطرفة) الذين يتصرفون في الضفة الغربية كأنها ملكهم".
أيضا كتب "هافيف ريتيغ غور" المحلل السياسي في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" 27 فبراير 2023 ينتقد "أعمال الشغب النارية والهرج والمرج والفوضى"، واصفا "مذبحة" حوارة بأنها دليل على أنه لا توجد سوي "دولة مزيفة"، منتقدا "فقدان حكومة نتنياهو السيطرة على جميع الجبهات".
وأمام حجم الجريمة في "حوارة" ووصف صحفيين إسرائيليين ما جرى بأنه يشبه ما فعله هتلر، اضطر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أيضا إلى إدانة "الهياج الوحشي والعنيف" في حوارة، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
قال في بيان 27 فبراير 2023 بعد يوم من تنفيذ المستوطنين أعمال شغب وإحراق منازل في بلدة حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية، إنه "يدين بشدة الهجوم الوحشي والعنيف".
زعم أن "هذا ليس طريقنا، إنه عنف إجرامي ضد الأبرياء، إنه يضر بدولة إسرائيل، والأهم من ذلك كله أنه يضر بنا كمجتمع أخلاقي ودولة شرعية"، وفق وصفه.
أيضا قال قادة فلسطينيون من الأراضي المحتلة عام 1948، إن مشاهد النار المشتعلة في بيوت وسيارات حوارة ذكّرتهم بـ "ليلة البلّور" النازية بحق اليهود في ألمانيا عام 1938، وكيف يطبق الصهاينة نفس الجرائم ضد الفلسطينيين.
وأكد رئيس لجنة المتابعة العليا "محمد بركة" أن المشاهد الرهيبة وحرق البيوت على سكانها، وحرق الممتلكات، وأعمال القتل في حوارة وزعترة وسائر أنحاء الضفة الغربية والقدس "تذكر بجرائم الفاشيين والنازيين، وبليلة البلّور 9 نوفمبر 1938 في ألمانيا".
وحمل، في منشور له عبر فيسبوك، حكومة الاحتلال مسؤولية الاعتداءات وسفك الدم وتدهور الأوضاع الأمنية داخل الضفة الغريبة المحتلة.
وقال في 27 فبراير "إن المستوطنين ذراع من أذرع حكومة الاحتلال، وهي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن الجرائم".
وبدوره، أوضح الناشط والمحلل السياسي "أمير مخول" من مدينة حيفا أن لغة ما بعد حوارة هي اعمال إبادة وتطهير عرقي، في إشارة لما فعله النازيون مع اليهود.
ويروي موقع "متحف الهولوكوست" الأميركي تفاصيل ما جرى في ليلة الكريستال ضد اليهود في أوروبا، مشيرا إلى أنه في ليلة 9 نوفمبر 1938، اندلعت مظاهرات عنيفة معادية لهم في جميع أنحاء ألمانيا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا.
وقد وصف المسؤولون النازيون أعمال الشغب على أنها "ردود فعل مبررة على اغتيال المسؤول الألماني الأجنبي إرنست فوم راث"، الذي أطلق عليه يهودي بولندي النار بسبب ترحيل عائلته من ألمانيا.
وهو نفس ما فعله صهاينة في حوارة حين برروا جرائمهم بقتل شاب فلسطيني لاثنين من المستوطنين أحدهما جندي إسرائيلي، رغم أن عملية القتل جرت انتقاما لقتل الاحتلال 11 فلسطينيا في نابلس.
"وعلى مدار الـ 48 ساعة التالية، دمرت حشود عنيفة، مدفوعة بدعوات معادية لليهود من المسؤولين النازيين، مئات المعابد اليهودية، وحرقوا أو دنسوا القطع الأثرية الدينية اليهودية على طول الطريق"، وفق مزاعم متحف الهولوكوست.
والغريب أن الصهاينة يقولون إن ما جرى في ليلة الكريستال تم "بناء على أوامر من مقر الجستابو (بوليس الدولة السري)، ولم يفعل ضباط الشرطة ورجال الإطفاء الألمان شيئا لمنع التدمير"، وهو نفس ما رواه الصحفيون الإسرائيليون عن رد فعل الجيش والشرطة الإسرائيلية عن جريمة "حوارة".
ويقول اليهود إنه جرى في تلك الليلة نهب ما يقرب من 7500 شركة ومنازل ومدارس يهودية، وقتل 91 يهوديا، والقبض على 30 ألف يهودي وإرسالهم إلى معسكرات الاعتقال.
أيضا "ادعى المسؤولون النازيون أن اليهود أنفسهم هم المسؤولون عن أعمال الشغب، وفُرضت غرامة قدرها مليار رايخ مارك (حوالي 400 مليون دولار بمعدلات 1938) على الجالية اليهودية الألمانية"، وهو بالضبط ما قاله الاحتلال إن الفلسطينيين هم المسؤولون عما جرى لهم في حوارة.
وقد أطلق النازيون على ما حدث Kristallnacht "ليلة الكريستال" أو "ليلة الزجاج المكسور"، في إشارة إلى الآلاف من النوافذ المحطمة التي تناثرت في الشوارع بعد ذلك"، وهو نفس ما ظهر في حوارة صورة زجاج منازل فلسطينية محطمة واحتراقها.
حسم الصراع
الباحث الفلسطيني صالح النعامي نظر للاعتداءات الصهيونية المتصاعدة نظرة أعمق، مشيرا إلى أن الفظائع التي ارتكبها اليهود في حوارة مؤشر على أن "اليمين الديني اليهود الذي يهيمن على الحكم جاد في تنفيذ إستراتيجية حسم الصراع".
أوضح أن حجم الإسناد الذي قدمه نواب ووزراء صهاينة لمنفذيها يدل على ذلك، مبينا أنه على الفلسطينيين أن يستخلصوا العبر ويستعدوا للقادم فعام 2023 سيكون حاسما في الصراع مع الصهاينة، وفق تقديره.
وشدد على أن الفظائع التي نفذها الإرهابيون اليهود في حوارة "ليست مظهرا للانتقام لعملية قتل فلسطيني لمستوطنين، بل تم توظيف العملية لتحقيق رؤية تهجير الفلسطينيين، الذي تروج لها أحزاب في الحكومة".
فالذين نفذوا الفظائع في حوارة هم أعضاء التنظيم الإرهابي "فتية التلال"، الذي شكله وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عام 1998، وحركة "المنعة اليهودية" أو حزب "القوة اليهودية" اليميني، التي يقودها وزير الأمن القومي بن غفير.
وهؤلاء المجانين تشربوا عقيدة "الخلاص" التي تقوم على أن نزول المخلص المنتظر يتوقف على اندلاع حرب "يأجوج ومأجوج"، التي يحركها مثل هذه الفظائع، بحسب "النعامي".
ما حدث في حوارة سيكون مقدمة لفظائع أكبر وأقسى ما لم يتوحد الفلسطينيون بأقصى سرعة ويتوافقوا على برنامج مقاومة شامل يضمن جباية أثمان باهظة من الصهاينة لا تردعهم فقط عن مواصلة الجرائم، بل تفضي إلى تحقيق تقدم في مسار التحرير والفكاك من الاحتلال.
— د.صالح النعامي (@salehelnaami) February 27, 2023
"برنامج وطني موحدة" هو أمر الساعة.
وقد أكد ذلك وزير الأمن القومي "بن غفير" قائلا: "نحن في حالة حرب، فهذه ليست حرب الأمس وليست حربا ستنتهي في يوم واحد، لكنها حرب يجب أن تلهمنا جميعًا لتبني سياسة حرب حقيقية على الإرهاب"، حسب تعبيره.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" 27 فبراير 2023، جاءت تصريحات بن غفير خلال تواجده في البؤر الاستيطانية "إفياتار"، المقامة على أراض مملوكة للفلسطينيين، وفيها دعا لـ "سحق الفلسطينيين وشرعنة البؤرة الاستيطانية".
ودعت حركة "نحلاه" الاستيطانية، التي أقامت البؤرة الاستيطانية العشوائية "إفياتار"، بالتعاون مع "شبيبة التلال" التابعة لوزير المالية الصهيوني إلى إقامة 10 بؤر استيطانية عشوائية جديدة بالضفة الغربية.
ويسعى مستوطنو "شبيبة التلال" إلى إقامة أكبر قدر من البؤر الاستيطانية الرعوية، بهدف توسيع الأراضي التي يسيطرون عليها، وخنق حياة الفلسطينيين البدوية ورعيهم للأغنام.
ويتوزع نحو 700 ألف مستوطن في 145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية بالضفة الغربية.
ومعروف أن "بتسلئيل سموتريتش" زعيم الحركة الصهيونية الدينية التي قام أفراد حزبه ""فتية التلال" بعملية حرق القرية، هو "الوزير في وزارة الدفاع المسؤول عن الشؤون المدنية في الضفة الغربية.
لكنه لم يدن أي شيء، وبدلاً من ذلك، أعرب عن تفهمه لما أسماه "الألم الكبير الناجم عن الهجوم الإرهابي المميت بقتل مستوطنين علي يد فلسطيني" كأنه يبرر حرق القرية.
وقال "سموتريتش" عبر حسابه على تويتر: "نطلب من قوات الجيش الإسرائيلي بأن اضربوا بعون الله وبلا تردد، يدا واحدة أعداءنا لتستعيدوا مكانتنا اليهودية".
ولم ينس "سموتريش" أن يشيد بتغريدة لنائب رئيس بلدية مجلس الضفة الغربية الاستيطاني الإقليمي "دافيدي بن تسيون" دعا فيها إلى "محو قرية حوارة".
أيضا لم يكن لدى إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي والمسؤول عن الشرطة الوطنية، بما في ذلك في الضفة الغربية، أي رد فعل على المحرقة في حوارة.
وبعد الهجوم عليه ووصف حكومته بأنها غير موجودة، اكتفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالقول للمستوطنين في بيان: "أطلب أن يُترك تطبيق القانون للجيش الإسرائيلي وقوات الأمن".
قال لهم: "أذكركم بأنه خلال الأسابيع الأخيرة تمت تصفية عشرات المخربين ومُنعت عشرات العمليات"، كأنه يقول لهم اتركونا نحن كحكومة وجيش احتلال نقتلهم نيابة عنكم.
هجمات منسقة
لم يتحدث أهالي بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية عن مجرد "ليلة" دامية ذكرتهم بقصص النكبة التي تشرد فيها الفلسطينيون عام 1984، ولكنهم تطرقوا إلى نكبة أكبر تمثلت في صمت سلطة رام الله والأنظمة العربية المُطبعة.
قالوا إن ما جرى كان هجوما مشتركا بين جحافل من شباب الحركات الصهيونية المتطرفة الموالية لوزراء الحركة الصهيونية (بن غفير وسموتريتش) ومعهم جنود الاحتلال الذين ساندوهم ودعموهم، ثم ادعوا أن زمام الأمر أفلت من الشرطة.
رووا قصصا، عن التعاون التام بين قوات الاحتلال والشرطة الرسمية وبين قطعان المستوطنين من الحركة الصهيونية الدينية، وكيف جلسوا بعدما أحرقوا الأخضر واليابس يأكلون سويا، ما يبين أن لا فارق بين مستوطن وشرطي.
#شاهد المستوطنين اليهود يؤدون صلوات يهودية خلال قيامهم بمذبحة #حوارة ليلة أمس، حيث احرقوا بيوت الفلسطينيين وهم فيها، واحرقوا ممتلكاتهم ، وبعد المذبحة تجمعوا حول حوارة ينظرون اليها وهي تحترق، وتناولوا وجبة طعام مع الجنود… pic.twitter.com/oiOjAehIuY
— سعيد بشارات Saaed Bsharat (@saaed_bsharat) February 27, 2023
وأظهرت مقاطع مصورة ارتداء المستوطنين لزي عسكري خلال الهجوم الذي جرى بحماية جنود الاحتلال، وهو ما يؤكد على تحول المستوطنين إلى جهاز عسكري آخر في الحرب على الفلسطينيين.
وبدأت الجريمة، بنشر مستوطنين من التجمع الاستيطاني "غاف ههار"، وينتمي غالبيتهم إلى تيار الصهيونية الدينية، دعوة للتجمع والمشاركة في "الاحتجاجات" على عملية حوارة.
قبل أن يتبين أن الاحتجاجات هي "جولة اعتداءات متزامنة" شارك في تنفيذها مئات المستوطنين، كما وصفتها قناة "كان" العبرية في 26 فبراير 2023.
وفي هذه المستوطنات نسبة كبيرة من المستوطنين الذين ينضمون للوحدات القتالية في الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، لذا كان من الطبيعي أن يظهروا وهم بجوار زملائهم الجنود يعملون سويا على تهيئة الأمر لحصار وحرق القرية.
وينتمي لهذه المدرسة من المستوطنين جزءا كبيرا من عناصر "تدفيع الثمن" في البؤر الاستيطانية، وهؤلاء أيضًا أظهر تحقيق تلفزيوني إسرائيلي أنهم شاركوا في عمليات إرهابية ضد الفلسطينيين، بحسب ما قال موقع "ألترا فلسطين" في 27 فبراير 2023.
لذا وصف أهالي القرية ما جرى لهم بأنه امتداد لجرائم العصابات الصهيونية الإرهابية "هاغاناه، إرجون، بيتار، شتيرن، بلماح" التي قتلت ودمرت ومارست التطهير العرقي ضد كل ما هو فلسطيني منذ عام 1948، مؤكدين أن مسلسل الدم والقتل والحرق ما زال مستمرا.
وقد ذكرت القناة 12 العبرية في 26 فبراير 2023 أن المستوطنين أحرقوا 100 مركبة فلسطينية و35 منزلاً بالكامل و40 منزلاً بشكل جزئي، كما قتلوا فلسطينيا وأصابوا العشرات.
وشجعهم رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة "يوسي دغان" الذي قال: "أطالب رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان بقلب الطاولة على الفلسطينيين، وشن عملية عسكرية فورا ضد البربريين العرب"، وفق القناة 12 العبرية.
وقد روى المحلل السياسي في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل""هافيف ريتيغ غور" 27 فبراير 2023 ما حدث قائلا إن الأمر بدأ بتحريض من مجموعة من المستوطنين المتطرفين.
إذ دعا هؤلاء إلى مسيرة حاشدة في بلدة حوارة الفلسطينية، حيث قُتل شابان إسرائيليان (أحدهما جندي) برصاص شاب فلسطيني ردا على مجزرة نابلس وقتل 11 فلسطيني.
قال: حددت الدعوة التي وزعت عبر مواقع التواصل، الغرض من المسيرة بوضوح تام، وبأحرف كبيرة في الأعلى: "نطالب بالنصر! نطالب بالانتقام! نحن نطالب بالرد!"، وفق قولهم.
وقبلها حذر الصحفي يوسي يهوشوا المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليومية، من أن المسيرة ستكون "تحديًا أمنيًا معقدًا للجيش الإسرائيلي".
لكن المحلل الاسرائيلي "هافيف ريتيغ غور" أكد أن الجيش لم يهتم، ما يشير لتواطئه مع المستوطنين في دعم محرقة حوارة.
قال إنه حين دخلت مجموعات المستوطنين في الليل، البلدة وبدأت بإضرام النار في منازلها، "كان رد الجيش الإسرائيلي غير كافٍ بشكل صادم"، و"اختفى الوزيران المسؤولان عن المستوطنات وإنفاذ القانون في الضفة الغربية".
وقال "ضياء عودة" من سكان القرية إن ما بين 200 و300 مستوطن، يحملون الحجارة وصفائح بنزين، أحرقوا السيارات والبيوت وكسروا كل شيء و"الجيش كان يراقب من دون أن يحرك ساكنا، ويطلق علينا نحن قنابل الغاز" بحسب صحيفة "القدس العربي" 28 فبراير 2023.
وبين كمال عودة وهو أحد سكان القرية أن "عشرات المحال التجارية وعشرات المنازل أحرقت ودُمرت”. وأضاف "حتى الأشجار والخراف لم تسلم، أحرقوا كل شيء، أحرقوا كل ما كان أمامهم".
وعقب عضو الكنيست (البرلمان) من حزب "الصهيونية الدينية" تسفيكا فوغل قائلا: "الأفعال الرادعة التي حققها المستوطنون في حوارة، لم تتحقق من قبل إسرائيل منذ عملية السور الواقي (اجتياح جنين عام 2002)، أرى النتائج بشكل جميل جدا، أريد أن أرى ذلك المكان يحترق".