"تيك توك" متهم.. صحيفة عبرية: لهذا تتصاعد عمليات "المراهقين" الفلسطينيين ضدنا

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

في السنوات الأخيرة، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي المصدر الفكري الأساسي للكثير من الشباب، ولأنها سلاح ذو حدين، أدرك عدد غير قليل من الفلسطينيين أخيرا أنه يمكن استخدامها كأرض خصبة لـ"نشر العداء ضد إسرائيل"، حسبما زعمت صحيفة عبرية.

وفي هذا السياق، تشير صحيفة "مكور ريشون" إلى أن "إسرائيل تمتلك أفضل القدرات في العالم في مجال الإنترنت والوصول إلى الشبكات الاجتماعية".

وأضافت: "يوجد 8200 شاب ينتقلون من وحدة الاستخبارات النخبة إلى عالم التكنولوجيا الفائقة، بالإضافة إلى أكبر شركات الأمن السيبراني في العالم".

وأتبعت: "وبموارد ضئيلة جدا، يمكنهم تزويد أنظمة الأمان بتطبيق من شأنه مراقبة جميع الشبكات والتحكم فيها".

وفي 13 فبراير/شباط 2023، تمكن الأمن الإسرائيلي من اعتقال 23 شابا، ممن "يمارسون نشاطا عدائيا لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي"، وفق زعمه.

وأشارت الصحيفة إلى رغبتها في أن يصبح الأمن السيبراني بقوة القوات الجوية الإسرائيلية نفسها.

انتفاضة تيك توك

ولبيان مدى قوة سلاح الجو الإسرائيلي، نقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش: "لا يمكن إسقاط طائرة تابعة للقوات الجوية إلا بطريقتين، إما أن يكون نظام دفاعها متوقفا، أو أن الطيار نائم"، في إشارة منه لاستحالة اختراق النظام الأمني لطائرة تابعة للقوات الجوية.

وتابع: "لم تصل القوات الجوية لهذه القوة بالصدفة، وإنما بدراسة عميقة لقدرات العدو الذي يتعاملون معه، وبالتالي تمكنا من تطوير نظام أمني يمكنه التعامل مع أي تهديد".

وهنا تتساءل الصحيفة بتعجب: "لماذا لا تتعامل الحكومة إذن مع المحتوى العدائي لإسرائيل في الشبكات الاجتماعية ببالاهتمام نفسه الذي أولته لسلاح الجو؟".

وقد سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الضوء على الفكرة ذاتها، وذكرت أن "أبرز التطبيقات الاجتماعية التي تلعب دورا في نشر المحتويات العدائية هو تطبيق التيك توك".

وأشارت إلى ما يسمى "انتفاضة تيك توك"، والتي أعقبها عملية اقتحام حاجز يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي (في 13 فبراير)، شنها شاب فلسطيني من مخيم اللاجئين بشعفاط.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن عدد من الخبراء العسكريين والضباط السابقين والحاليين في المخابرات الإسرائيلية: "أخيرا، يجرى تنفيذ العمليات في الغالب من قبل أشخاص دون سن الثلاثين، وهي موجهة بشكل أساسي ضد قوات الجيش عند نقاط الاحتكاك". 

وأتبعت: لقد تعرفنا بشكل فعلي على "انتفاضة تيك توك" في الضفة الغربية عموما، وفي شرق القدس بشكل خاص، قبل عملية "حارس الأسوار" (معركة سيف القدس) في مايو/أيار 2021، عندما اعتاد الشباب الفلسطيني توثيق الإساءة لليهود وتحميلها على الإنترنت، وفق ادعائها.

منذ ذلك الحين اتخذت هذه الظاهرة خطوة كبيرة وعنيفة إلى الأمام، وأصبحت ذات طابع مقاوم للاحتلال وليس لليهود، فعملياتهم تستهدف الجيش.

ولفتت الصحيفة إلى عمليتين مقاومتين، نفذهما طفلان يبلغان من العمر 13 و14 عاما، معتبرة أن "هذين الهجومين نتيجة مباشرة للعداء المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي".

وفي هذا السياق، أبرزت الصحيفة ما أسمته ظاهرة "الإرهابيون المراهقون"، في إشارة إلى صغر سن منفذي العمليات المقاومة خلال الآونة الأخيرة، وفق تعبيرها.

عمليات مستمرة

فتقول الصحيفة: "في أقل من عشرين يوما، نفذت ثلاث هجمات إطلاق نار وطعن من قبل أطفال لم تتجاوز أعمارهم 15 عاما".

ففي البلدة القديمة في القدس، طعن فتى فلسطيني بلغ من العمر 14 عاما صبيا إسرائيليا يبلغ 17 عاما عند باب السلسلة، وأصابه بجروح طفيفة في 13 فبراير.

وفي اليوم ذاته، وعلى حاجز مخيم شعفاط، قُتل شاب إسرائيلي يبلغ عمره 22 عاما، من قبل صبي فلسطيني يبلغ من العمر 13 عاما.

وفي نهاية يناير/كانون الثاني 2023، نفذ طفل يبلغ 13 عاما عملية إطلاق نار في القدس، مما أدى إلى إصابة ضابط ملازم في الجيش الإسرائيلي وابنه.

وأرجعت الصحيفة هذه الظاهرة إلى المحتوى الذي يتعرض له الأطفال على شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تشجيع مدارسهم على تنفيذ هجمات ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت: "يتعرض الطلاب في المدارس لقصص تمجيد منفذي العمليات في مادة القراءة، ويتعرفون على قوة جاذبية نيوتن من قصص إطلاق الصواريخ على الجنود الإسرائيليين في مادة العلوم".

وفي هذا الصدد، تحدث مفوض الشرطة يعقوب شبتاي مع غيره من الضباط والقادة عن ظاهرة "المراهقون الإرهابيون" وفق زعمه.

وقال: "إننا الآن نشهد ظاهرة يجب علينا الانتباه لها. فهؤلاء القاصرون نشأوا في مجتمع يتسم بالعدائية والتحريض على الكراهية ضد إسرائيل".

وأضاف في حسابه على موقع تويتر: "يجب معالجة التحريض ضد جنودنا في المدارس والمساجد ووسائل التواصل الاجتماعي".

وحول المحتوى الدراسي الذي يتعرض له الأطفال، يبحث المعهد الدولي للبحوث والسياسات "إمباكت سي"، في الكتب المدرسية حول العالم.

كما يعمل على تحليل المحتويات المذكورة في الكتب المدرسية التابعة لمدرسة في مخيم شعفاط.

ووجد الباحثون أن موضوعات الدراسة في بعض المواد، مثل العلوم، تشجع الطلاب على التضحية بأنفسهم في عمليات ضد الجنود الإسرائيليين.

وفي كتاب مادة التربية الإسلامية، الذي نشرته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله، يوجد فصل كامل يتحدث عن أهمية الجهاد لمحاربة الأعداء، وضمان دخول الجنة بالاستشهاد في سبيل الله.