بعد فضيحة كوهين.. السودانيون يتبرأون من العسكر الماضين في التطبيع مع إسرائيل

12

طباعة

مشاركة

دون أي حاضنة شعبية أو سياسية، استقبل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وزير خارجية الكيان الإسرائيلي إيلي كوهين، في الخرطوم، واتفاقا على "المضي قدما في تطبيع العلاقات بين البلدين".

وأشار بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني، في 2 فبراير/ شباط 2023 إلى أن الطرفين بحثا تعزيز التعاون في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم وفي المجالات الأمنية والعسكرية.

وقال كوهين، إن "توقيع اتفاقية التطبيع بين تل أبيب والخرطوم ستجرى بعد شهور قليلة خلال 2023 في واشنطن" دون تحديد تاريخ معين لذلك، وأن الطرفين وضعا اللمسات الأخيرة على نص الاتفاقية".

وأثارت خطوة البرهان التي وصفها سياسيون بأنها "أحادية" موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، واستنكروا تلهفه لما يسمى "السلام" مع العدو التاريخي للعرب، مذكرين بأن التاريخ أثبت خسارة كل الأنظمة المطبعة مع إسرائيل ولفظ شعوبها لها. 

وأشاروا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #التطبيع_خيانة، #سودانيون_ ضد_التطبيع على تويتر، إلى أن أنظمة الانقلاب العسكرية الفاشلة تسعى لتثبيت وجودها سياسيا عبر مسارات شاذة أبرزها التطبيع مع الاحتلال وبسط الأرض لممثليه وقادته.

وتبرأ ناشطون سودانيون من تطبيع البرهان مع الاحتلال الإسرائيلي، وأعلنوا رفضهم لأشكال التقرب من الكيان كافة، مؤكدين أن رئيس مجلس السيادة، لا يمثل الشعب وأنه جنرال عسكري مغتصب للحكم.

واستنكروا تحول الخرطوم إلى عاصمة للتطبيع مع الاحتلال بعد 56 عاما من انعقاد القمة العربية التي أعلنت خلالها موقفا صارما من إسرائيل، وعلى يد البرهان المنقلب منذ 25 أكتوبر/تشرين الثاني 2022.

وبدورها، عبّرت أحزاب سودانية، عن رفضها لاتجاه الحكومة الانتقالية في البلاد إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل وذلك من خلال بيانين أصدرهما حزب المؤتمر الشعبي، وتكتل "التيار الإسلامي العريض" الذي يضم 10 أحزاب إسلامية. 

نتاج العسكر

وتفاعلا مع الأحداث، برزت تحذيرات ناشطين من أن تسلط العسكر على حكم البلاد العربية، يقود إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، لافتين إلى أنه هو ثمن بقاء العسكر في السلطة.

وعلق الإعلامي والباحث في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني، على صورة البرهان خلال استقباله وزير خارجية الاحتلال، قائلا إن حكم العسكر لم يجر على الأمة سوى الهزائم، والعمالة والقمع والتخلف.

ونشر المحلل السياسي فايز أبو شمالة، الصورة ذاتها، متسائلا: كيف استطاع أمثال البرهان اعتلاء صهوة السودان؟ والامساك باللجام، وتسليم مقدرات البلد إلى العدو الصهيوني الغادر الجبان!".

وعلقت راندة أحمد، على الصورة قائلة إن هذا مبدأ العسكر من أجل الكرسي يفعلون كل شيء، حتى لو كلف يقتل كل شعبه التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل تثبيت حكم العسكر.

وتساءلت: "ماذا قدم النظام العسكري في السودان لفلسطين حتى تكون ضحيته الآن".

وأكد الإعلامي جمال ريان، أن النظام العسكري في السودان يريد التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل تثبيت حكم العسكر، والضحية فلسطين.

وقال علي سالم عمر علي: "في ضوء عدم وجود اي تأثير مباشر ومحسوس، لإسرائيل على السودان، فإن انفتاح الانقلابي البرهان بدون تحفظ أو خجل، واستقبال وزير خارجية النتن ياهو، له تفسير واحد لا ثانيَ له: كل انقلابي ليس سوى عميل وجاسوس".  

رفض التطبيع

وأعرب ناشطون سودانيون عن رفضهم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ودعمهم للقضية الفلسطينية، مستنكرين تماهي قادة العسكر مع ممثلي الكيان واستقبالهم بحفاوة.

وقالت المغردة سوزان: "التطبيع خيانة.. أنا كسودانية أرفض تطبيع بلدي السودان مع الكيان الصهيوني الغاصب المحتل".

ورد عليها الصحفي محمد مصطفى جامع: "أنا مواطن سوداني أرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب المحتل".

وقال المغرد أحمد، إن تطبيع البرهان مع اليهود لا يمثل الشعب السوداني ولا يمثلني، مضيفا: "لا لخيانة الدين والعقيدة والقضية الفلسطينية.. عاشت القدس عاصمة فلسطين. البرهان عميل".

وقالت نسيبة عباس: "لا للتطبيع مع الانقلابيين القتلة ولا الاحتلال القاتل، عاشت المقاومة الفلسطينية، دامت الأرض فلسطينية".

وتساءل محمد أحمد: "بأي سلطة يحكم هذا البرهان، من الذي أعطاه سلطة القرار الكامل لشعب رافض رفضا قاطعا سيادة الجنرالات الفاسدين؟". 

وأكد المحامي الدولي أحمد الجيلي، أنه لا يستقيم أن يطبع سودان الثورة التي نادت بالحرية مع كيان يقوم على الاضطهاد والبطش والعنصرية الدينية. 

وقال إن مصلحة السودان الآنية والأبدية أن يبقى وفيا لقيم الثورة وأخلاقها وألا يبيعها من أجل سراب، بينما المستفيد الوحيد هو إسرائيل والبرهان.

عاصمة اللاءات

وأعرب ناشطون عن غضبهم من تجاوز المطبعين مع الاحتلال الإسرائيلي الـ"لاءات الثلاث" المعلنة في قمة 1976، ومحو أثرها من سجل الرفض الشعبي، وتحويلها إلى "ثلاثة نعم" يتباهى بها ممثلو الكيان.

وأشار الكاتب والباحث الجزائري محمد دخوش، إلى أن قمة اللاءات الثلاث عُقدت في السودان بعد هزيمة 1967 القاسية، وهي: "لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني".

واستنكر قول وزير خارجية الكيان إنه عاد من الخرطوم بثلاثة نعم في إسقاط واضح على اللاءات الثلاث، متسائلا: "لم ينسوا فلمَ ننس ونتناسى!".

وسخر الإعلامي السوري فيصل القاسم، قائلا إن العرب عندما أطلقوا لاءاتهم الثلاث في الخرطوم: لا صلح لا اعتراف لا تفاوض مع إسرائيل، كانوا صادقين، فهم لم يريدو أن يتصالحوا أو يعترفوا أو يتفاوضوا مع إسرائيل، بل كانوا يخططون للطوبزة -الانبطاح والاستسلام- دفعة واحدة.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية الكويتي عبدالله الشايجي، إلى أن ما لفته في تطبيع البرهان الانقلابي العسكري في السودان تفاخر وزير خارجية الاحتلال الصهيوني بالقول "عدنا من زيارة تاريخية بـ3 نعم"، هم "نعم للسلام، نعم للمفاوضات، نعم للاعتراف بإسرائيل".

واستنكرت مستشارة الإعلام والاتصالات ناريمان ناجي، تبدل الحال من 1967 إلى 2023، من لاءات القمة العربية الرافضة للصلح والاعتراف والتفاوض مع الاحتلال، إلى الموافقة على الصلح والاعتراف والاتفاق.

ودعت رانيا حد الدين، للتفريط في جامعة الدول العربية لأنها أصبحت بلا لازمة، واصفة البرهان بأنه "لعنة تاريخية".

الموقف الشعبي

وصب ناشطون غضبهم على البرهان واتهموه بتلطيخ وجه السودان بعار التطبيع واستغلال غياب التشريعات والتصرف كما يحلو لها، متجاهلا رأي الشعب.

وقال الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي، إن الشعب السوداني بنخوته ونخبته مطالب بإنقاذ بلده من مستنقع التطبيع الذي سقطت فيه عديد الأنظمة.

وأكد أن التطبيع خيانة وذل وجبن ومهانة، وخراب مرتقب لصاحبه، مضيفا: "لو كان مفيدا للعرب لما أقدمت عليه إسرائيل وأميركا".

وتساءل محمد فياض: لماذا لا يكون هناك حد أدنى تتفق عليه قحت ولجان المقاومة وتجمعات المهنيين وكل القوى المؤيدة للثورة؟ العدو واحد وهو يستخدم الجميع، ويسفك دماء أبنائنا ويفرط في سيادة وطننا ويطبع مع عدونا، أما آن الأوان لإسقاط الطاغية من أجل مستقبل أفضل للوطن".

وأكد الناشط السياسي والحقوقي اليمني عبدالكريم عمران، أن إسرائيل عبء على العالم وحمل ثقيل على أصدقائها قبل أعدائها.

وتساءل: "هل السودان ناقص مصائب حتى يزيد عليها هذا الكيان الطفيلي المغضوب عليه من الله، والملعون على لسان الأنبياء والموصوم بالذلة والجبن والموصوف بالبغض وشدة العداوة والبخل والغدر ونقض العهود والإفساد في الأرض! أي أحمق هو البرهان؟"

وانتقد حسين أحمد الصوفي، استقبال رئيس مجلس السيادة السوداني لوزير خارجية إسرائيل، قائلا إن الاسم الجديد للجنرال هو عبدالفتاح كوهين البرهان، وفق وصفه.

ورأى علاء الدين هاشم، أن من الهوان أن يحكم البرهان عاصمة اللاءات الثلاث.