منتصرا لفلسطين ومأزما للصحراء.. حفيد مانديلا يخطف الأنظار من "شان" الجزائر

12

طباعة

مشاركة

أشاد ناشطون على تويتر، بدفاع حفيد الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا، شيف زوليفوليل، عن القضية الفلسطينية، في كلمة ألقاها خلال افتتاح بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للاعبين المحليين "شان 2022" المقامة في الجزائر، من 13 يناير/ كانون الثاني حتى 4 فبراير/ شباط 2022.

حفيد مانديلا، أثار حماس مدرجات الملعب الذي دشنته الجزائر حديثا وسمته "نيلسون مانديلا" تقديرا للزعيم الإفريقي، مع حرصه على الدفاع عن الفلسطينيين وحقوقهم المسلوبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وقال زوليفوليل: "دعونا نتذكر أن ماديبا (نيلسون مانديلا) قال إن حريتنا ستبقى ناقصة ما لم تتحرر فلسطين، لهذا نقف معا لتحرير فلسطين".

ورددت الجماهير خلال حفل الافتتاح بأصوات حماسية عالية خلف حفيد مانديلا هتاف "الحرية لفلسطين، فلسطين حرة من النهر إلى البحر".

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #نيلسون_مانديلا، #الجزائر، #مانديلا، وغيرها، عن سعادتهم بكلمة زوليفوليل، لافتين إلى أنها أعادت فلسطين إلى قلب الحدث في القارة الإفريقية.

وأعربوا عن غضبهم من محاولة البعض تشويه موقف حفيد مانديلا، بتصنيفه متاجرة بالقضية الفلسطينية، مؤكدين أنه موقف الأبطال الذي فشل حكام الأنظمة العربية والإسلامية في إعلانه وهرولوا نحو التطبيع مع المحتل الإسرائيلي.

فيما تباينت ردود فعل الناشطين بشأن حديث حفيد مانديلا في نفس الكلمة عن إقليم الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، ووصفه أنه "آخر مستعمرة إفريقية".

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

وندد الاتحاد المغربي لكرة القدم، بهذه الجزئية من الكلمة، وعدها "خرقا" للقوانين المنظمة للفاعليات الكروية التي تقام تحت لواء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. علما أن المنتخب المغربي لم يشارك بعد في البطولة.

إشادة وثناء

وتفاعلا مع الكلمة، كتب الإعلامي القطري جابر الحرمي: "من الجزائر، بلد المليون ونصف المليون شهيد، وفي محفل رياضي عالمي، حفيد نيلسون مانديلا يهتف: الحرية لفلسطين، في وقت يتآمر فيه البعض من العرب على فلسطين".

وأشادت الكاتبة القطرية ابتسام آل سعيد، بهتاف حفيد المناضل نيلسون مانديلا بالحرية لفلسطين من قلب الجزائر النابض بحب فلسطين وتأييد القضية الفلسطينية الأولى عند العرب والمسلمين، في الوقت الذي يطبع ويتآمر بعض العرب ضدها، مؤكدة أن المواقف النبيلة لا دين لها ولا جنسية.

وتمنى الكاتب والإعلامي الإماراتي المعارض أحمد الشيبة النعيمي، أن يرى مشهد الهتاف بالحرية لفلسطين بكل قوة كما فعل مانديلا وردده خلفه جمهور الجزائر، في بلاده الإمارات الذي حرم شعبه من التعبير عن رأيه رغم عشقه لفلسطين وبغضه للمحتلين الذين يتسكعون في أرضه اليوم.

ووصف الإمام والخطيب عبدالله اليمني، حفيد مانديلا، بأنه "أشرف من العرب المطبعين خونة المقدسات المنبطحين للصهاينة من بني جلدتنا"، قائلا: "فعلا فلسطين قضية الشرفاء". وعلقت حنان الأحمد، على موقف حفيد مانديلا، قائلة: "فلسطين ستظل قضية الشرفاء ومقياسا لمعايير الحق والإنسانية". وقال الصحفي الفلسطيني فراس طنينة، إن "حفيد مانديلا يُلهب بطولة الشان من ملعب نيلسون مانديلا بكلمة حماسية أعادت فلسطين إلى قلب الحدث في القارة الإفريقية، وفي أرض الشهداء الجزائر". ووجه المصور التلفزيوني هاني مصطفى، التحية لروح نيلسون مانديلا ولحفيده الحر، قائلا: "لتحيا فلسطين حرة". ونقلت المذيعة والمؤلفة سمر جراح، عن حفيد مانديلا قوله "الحرية منقوصة دون فلسطين حرة".

وأشاد الصحفي الفلسطيني محمود أبو زياد، بإشعال حفيد مانديلا الملعب بهتاف: "فلسطين حُرّة .. حُرّة"، لافتا إلى أن "فلسطين قضية الشرفاء".

استياء وغضب

ورغم الإشادة الواسعة بكلمة حفيد مانديلا المتعلقة بفلسطين، تباينت ردود الفعل على ما قاله بشأن إقليم الصحراء.

الناشط السياسي الجزائري وليد كبير، رأى أن ما قاله حفيد نيلسون مانديلا يعد خلطا بين السياسة والرياضة، معربا عن رفضه واستهجانه لتلك العبارات.

وأكد زغيليش عبد الكريم، أن من أكبر مخادعات النظام الجزائري أنه يحاول دائما تحويل من يعارضه إلى عدو الجزائر، باستعمال كل المناسبات الممكنة، و"الشان" مناسبة أيضا. كما أكد رئيس موقع بغداد بوست سفيان السامرائي، أن تاريخ الملاعب لم يشهد منذ ظهور كرة القدم أن شعبا يعتدي على شعب جار ومسلم بهتافات قميئة مثلما فعل الجمهور الجزائري، متسائلا: "أين القيادة الجزائرية التي صدعت رؤوسنا بلم شمل العرب؟". ونشر الصحفي المغربي عبد الصمد ناصر، بيان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المندد بالممارسات التي صاحبت افتتاح بطولة إفريقيا، متسائلا: "إلى متى هذا العداء ضد المغرب والمغاربة الذين لا يكنون للشعب في الجزائر إلا كل الخير والمحبة؟" وأكد المدير العام السابق للإيسيسكو عبدالعزيز التويجري، أن توظيف حفل افتتاح بطولة كأس أفريقيا للمحليين، الذي يعقد في قسطنطينة بالجزائر تحت إشراف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، للتحريض على المغرب، تصرّفٌ لا علاقة له بالرياضة وأخلاقياتها.

تأييد للكلمة

وفي المقابل، وصف الناشط الحقوقي الجزائري إبراهيم الدوادجي، خطاب حفيد مانديلا بالتاريخي، بأنه "ضربة معلم".

وأشاد المغرد الجزائري أبو محمد، بحديث حفيد مانديلا عن إقليم الصحراء، قائلا: "ليدفن المخزن ونظامه ومن يقف إلى جانبه من دويلات التطبيع رؤسهم". وأثنى الباحث المختص في التسويق السياسي هادف نورالدين، على كلمة حفيد مانديلا، واصفا الجزائر بأنها "قبلة الثوار". ورأت مغردة أخرى، أن حفيد مانديلا زعرع نظام المخزن المغربي بكلمتين أمام العالم.

ورأى المغرد الجزائري إسكندر، أنه لا يمكن لغير الأحرار أن يفهموا كلام حفيد البطل نيلسون مانديلا.