"حائل أمام تطلعات التونسيين".. دعوات واسعة لرحيل قيس سعيد في ذكرى الثورة

12

طباعة

مشاركة

في الذكرى الـ12 للثورة التونسية التي أجبرت الرئيس السابق زين العابدين بن علي على مغادرة البلاد في 14 يناير/ كانون الثاني 2011، أعرب ناشطون على تويتر عن يقينهم بانتصار ثورتهم وقدرتهم على إسقاط انقلاب الرئيس الحالي قيس سعيد.

وتزامنا مع انطلاق مظاهرات ذكرى ثورة الياسمين، أكد ناشطون على وسوم عدة أبرزها، #تونس_تنتفض_ضد_الانقلاب، #يسقط_الانقلاب_في_تونس، #يسقط_قيس_سعيد، #مسيرات14جانفي، أن ثورتهم كفيلة بمنع أي رئيس من السير في طريق معاكس لإرادة الشعب.

وأعلنوا إصرارهم على إسقاط الانقلاب واسترجاع الدولة والديمقراطية والخلاص من سياسة حكم الفرد التي ينتهجها سعيد منذ استيلائه على جميع السلطات التنفيذية والتشريعية، داعين لإنهاء المهزلة التاريخية ووضع حد لاحتكاره القرار السياسي. 

واستنكروا جولة سعيد التي أجراها قبل يوم من إحياء ذكرى الثورة في شارع الحبيب بورقيبة، وإعلانه رفض تخصيص ذلك اليوم عيدا للثورة، وإصراره على أن 17 ديسمبر/كانون الأول هو يوم الثورة، وعدوا تحركاته دليلا على حالة الخوف التي يعيشها جراء المظاهرات.

في الشارع، انطلقت مظاهرات احتجاجية في جهات مختلفة من العاصمة التونسية، احتفالا بالذكرى، وسط تعزيزات أمنية كبيرة وإغلاق الطرق المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة.

وأكد الناشطون أن الشعب لفظ الانقلاب وسخط من تبعاته المتمثلة في انهيار اقتصادي وسياسي واجتماعي وتفاقم لكل الأزمات ومضاعفة معاناة الشعب، مشيرين إلى أن استشراف الوضع السياسي في تونس يبشر برحيل سعيد.  

وتعاني تونس أزمة سياسية منذ 25 يوليو/ تموز 2021، نتيجة انقلاب سعيد على السلطات المنتخبة، عبر إجراءات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة الحكومة، وتعيين أخرى وتمرير دستور جديد.

انتفاضة تونسية

وتفاعلا مع الأحداث، تداول ناشطون مقاطع فيديو وصورا تظهر الاستجابة الواسعة لدعوات الانتفاض في وجه الانقلاب وإحياء ذكرى الثورة والانتصار للديمقراطية والخلاص من الحكم الفردي ومطالبة سعيد بالرحيل، معلنين تمسكهم بالثورة التونسية وما تحمله من رمزية.

وعرضت المذيعة فرح فواز، بثا مباشرا من المسيرة الوطنية لجبهة الخلاص الوطني - تضم عدة أحزاب - التي انطلقت من ساحة الباساج نحو شارع الثورة في تونس، وجرى رفع شعارات موحّدة تطالب برحيل سعيد، متسائلة: "هل تتكرر رمزية هذا التاريخ اليوم؟"

وبث نصر حامد، مقطع فيديو يظهر فيه استجابة حشود واسعة لدعوات التظاهر اليوم.

وعرضت راضية بوقطفة، صورة تظهر توافد أطياف واسعة من الشعب التونسي، مؤكدة أن هذه بداية النهاية لقيس سعيد.

وكتب الصحفي الأردني ياسر أبوهلالة: "سيبقى هذا أجمل أيام جيلنا، بالتونسي 14 جانفي، مات من قال هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية، ومات الدكتاتور الهارب، وبقيت اللحظة نجمة خالدة في سمائنا تبدد ظلمة الاستبداد، الجاثم على شاكلة قيس سعيد والهارب لاحقا وسابقا.

وأكد حسن الشادلي، أن الثورة التونسية ضد الديكتاتورية لن تموت وسيتوارثها الشعب التونسي جيل بعد جيل.

وعرض المغرد نزار مقطع فيديو للحشود المشاركة في إحياء الثورة، قائلا: "طوفان بشري الآن من ساحة البساج في اتجاه شارع الثورة رغم الحصار.. نور الثورة في قلبي مازال حي".

خوف سعيد

وصب ناشطون غضبهم على الرئيس التونسي وأعربوا عن استيائهم من تصريحاته التي أطلقها خلال جولته في شارع الحبيب بورقيبة، قبل المظاهرات الاحتجاجية التي دعت المعارضة لتنظيمها في ذات المكان بمناسبة ذكرى الثورة.

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو لسعيد أثناء مخاطبته أحد أفراد الشعب وتظهر على ملامحه الحدة والعنف والتشنج وعبوس الوجه، معربين عن استيائهم من طريقته.

وكان سعيد قد قرر في ديسمبر/كانون الأول 2021، جعل يوم 17 الذي أحرق فيه محمد البوعزيزي نفسه في سيدي بوزيد، من كل سنة عيدا للثورة بدلا من 14 يناير.

وقال المؤرخ الجامعي محمد ضيف الله، إن "عدم الاعتراف بـ 14 جانفي، هو محاولة لتبرير عدم المشاركة فيه، كأنه يقول -في إشارة إلى سعيد- كنت يومها أتابع الأحداث عبر القنوات التلفزيونية التي كانت تبث من شارع بورقيبة".

واستهجن عاطف دلقموني، رد سعيد القاسي على أحد المواطنين بعصبية وعدم التوازن في شخصه، قائلا: "إنها عقلية الدكتاتورية في التعامل مع الشعب". 

وتساءل: "هل باتت أيامه الأخيرة قريبة وسيكون مصيره الفشل الذريع في مواجهة أزمات تونس الاقتصادية وإلقاء اللوم على جهات مجهولة كما يفعل دوما؟".

ونشر المحامي والناشط السياسي فوزي جاب الله، صورة سعيد، ساخرا بالقول: "رئيس تونس يخاطب مواطنا بكل حب ومودة ولطف.. رئيس يحسدنا عليه باقي العرب".

وعرض نبيل التونسي الصورة ذاتها، متهكما بالقول: "ما شاء الله على جمال وطيبة ملامح السيد الرئيس، مستحيل يكون ماسك أو ميك اب.. ما شاء الله".

وعلق عبدالمنعم حفيظي، على صور سعيد، قائلا: "حمل وديع، طيلة أكثر من 60 سنة لم يكن يعرف له صاحب أو عدو وفجأة انفجر الضبع النائم في وجدانه لما أصبح رئيس".

فيما عقب حسن حدشي، على صورة سعيد، قائلا: "ما باله يُزَمْــجِر ويُــحَمْـــلق ويُــرْعد ويُـــزْبد كجلمود صخر حّه السّيْل من عَـــلٍ...".

وأكد الكاتب والصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أن قيس بن سعيد حاقد وكاره، الشر يشعُّ من عينيه، وفق وصفه.

تمسك بالثورة

وأعلن ناشطون تمسكهم بإحياء ذكرى الثورة التونسية في 14 يناير، متحدثين عن ما يمثله ذلك اليوم لهم، مبشرين بقرب الخلاص من الاستبداد والديكتاتورية واستعادة الديمقراطية.

وأوضحت الصحفية خولة بن جايس، أنه في مثل هذا اليوم من سنة 2011 سقط رأس النظام في تونس (زين العابدين بن علي) وكانت ثورة حتى دخلت غرف المساومة، وما زالت ثورة حتى يحقق الشعب إرادته.

وقالت: "عاشت تونس حرة وعاش شيبها وشبابها.. رغم المحن الوطن باق وسيعمر بقدر عبثهم فيه".

ووجه الصحفي محمد كريشان، تحية إلى كل التونسيات والتونسيين في عيد الثورة، مبشرا بطي صفحة الانقلاب قريبا وانتهاء السخف والعبث وانعدام الكفاءة، واستعادة تونس عافيتها الديمقراطية مستفيدة من كل الدروس القاسية، منطلقةً نحو غد مشرق مستقر سياسيا ومنتعش اقتصاديا.

واقتبس المستشار السياسي سامح كفي، بيتا من ديوان أبو القاسم الشابي، الذي قال فيه "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"، مستطردا: "ولا بد أن ينعم الشعب بالديمقراطية ولا بد أن يرحل المنقلب.. إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن ينعم بالحرية".

وأكد جملي لمجد، أن "14 جانفي سيظل عنوان انتفاضة شعبية عارمة وفرصة متجددة لبناء تونس من جديد، رغم كل هذا العبث ورغم كل هؤلاء العابثين المتربعين على عرش الوطن منذ 12 عاما إلى اليوم".

وقال إدريس بوقرين عمراني، إن شعب تونس إذا استطاع انتزاع مصير الثورة من يد الانقلابيين فإن ذلك سينعكس إيجابيا على باقي البلدان العربية وبأسرع ما يتصور.