فوز دا سيلفا.. هكذا يسهم في وقف صعود اليمين المتطرف بأميركا اللاتينية
عبر فوزه في الانتخابات نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2022، عاد اليساري "لولا دا سيلفا" إلى رئاسة البرازيل بعد نحو 12 عاما من مغادرته المنصب، مبشرا بعهد جديد في أميركا اللاتينية.
وحصل دا سيلفا على 50.9 بالمئة من أصوات المشاركين في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية، متفوقا على الرئيس اليميني المنتهية ولايته، جايير بولسونارو.
مراقبون عدّوا فوزه "ربيعا جديدا في أميركا اللاتينية" يأتي ضمن ديمقراطية اجتماعية تقضي على الفقر وعدم المساواة وترفض الشعبوية اليمينية المتطرفة، وأيضا تختلف عن اليسار التقليدي.
فهو سابع رئيس يساري ينتصر لمطالب الشعوب اللاتينية في دعم الديمقراطية ومحاربة الفقر، منذ بدء هذه الموجة بانتخابات المكسيك عام 2018.
عودة "لولا" لا تعد انتصارا للمستضعفين في البرازيل فقط، بل وخارجها كبارقة أمل للتغير، فهو صاحب نهضة حقيقية في ولايات حكم سابقة من 2002 حتى 2010، ومعارض لحكم العسكر، وداعم للحق الفلسطيني ومعاد للتسلط الغربي.
تمثل عودته لحظة تاريخية توقف عجلة اندفاع اليمين المتطرف وتنتصر للفقراء، ومعارضة لهوجة التطبيع التي اتبعها الرئيس السابق لدرجة ارتداء زوجته خلال التصويت في الانتخابات قميص طبع عليه علم إسرائيل.
الربيع اللاتيني يبدو كضوء وأمل لمن لا يزالون ينشدون حكم الفقراء والديمقراطية الشعبية بعيدا عن أيدي الغرب وأصابعه من السياسيين اليمينيين المتطرفين.
كيف فاز؟
استطاع لولا دا سيلفا خلال 8 سنوات، هي فترتا حكمه السابقة أن ينقل البرازيل من بلد مديون ومنهار اجتماعيا واقتصاديا إلى ثامن أقوى اقتصاد في العالم.
أطلق برنامج "صفر جوع"، الذي سهل توفير المواد الغذائية الأساسية للفقراء. وأطلق مشروعا بقيمة 2.6 مليار دولار لتحسين ظروف عيش الأحياء الفقيرة وتزويدها بالكهرباء والماء الصالح للشرب وشبكات الصرف الصحي، وهو ما استفاد منه نحو 12 مليون برازيلي.
لم ينس ما فعله مع الشعب البرازيلي لانتشال 30 مليون من براثن الفقر، ووقوفه ضد استنزاف غابات البلاد. فساندوه بقوة بعدما أعلن أنه سيعيد نفس البرنامج الديمقراطي الاجتماعي وتوحيد بلاده المنقسمة على نفسها.
كما وعد بمكافحة تدمير غابات الأمازون المطيرة الذي وصل الآن إلى أعلى مستوى له منذ 15 عاما بعدما تمادي أصحاب المصالح واليمين المتطرف في استهلاك ثروات البلاد من الأشجار لصالحهم.
لذا قال برازيليون في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إن عودة لولا، الأكثر شعبية في البرازيل، إلى حكم البلاد "لحظة تاريخية"، ليس فقط للشعب البرازيلي ولكن لكوكب الأرض كله، من أجل الأمازون والديمقراطية وحقوق الإنسان، بحسب ما نشرت موقع بي بي سي البريطاني.
وفي عهد بولسونارو، تسارعت وتيرة إزالة الغابات في منطقة الأمازون، التي وُصفت لسنوات بأنها "رئتا العالم"، بدرجة خطيرة، حيث أوقف عمل منظمات الحماية البيئية وعطل الوكالات الحكومية المكلفة بتنفيذه.
وجرى قطع أو حرق ما يقدر بملياري شجرة خلال فترة وجوده في السلطة، وعملت حكومته بشكل غير مباشر على تعزيز مصالح التجارة الزراعية البرازيلية.
وبين عامي 2019 و2021، اختفت مساحة من الغابات أكبر من مساحة بلجيكا كاملة، وتحولت أجزاء منها من مصرف للكربون إلى مصدر آخر للانبعاثات، وفقا لدراسة نشرتها مجلة Nature خلال أكتوبر 2022.
وقد تعهد لولا بفتح صفحة جديدة ووقف إزالة الغابات، تماما مثلما فعل في السابق حين كان في المنصب. لذا يتوقع مراقبون أن يؤدي فوزه إلى انخفاض بنسبة 90 بالمئة تقريبا في إزالة غابات الأمازون خلال العقد المقبل.
ويأتي هذا ضمن ما أطلق عليه كثيرون "الربيع اللاتيني" هو رؤية سمعها قادة أميركا الجنوبية، عندما حرر سيمون بوليفار، بوليفيا لأول مرة من استعمارها الإسباني، وتمنى أن تكون كل أمريكا الجنوبية حرة ومتحدة"، بحسب ما نشرت مجلة "مجتمع السياسة" The Politics Society في 21 نوفمبر 2020.
وحمل الحلم من بعده، قادة حكموا دول لاتينية بعد فوزهم في الانتخابات مثل اليساريين الحاليين في بيرو وفنزويلا وبوليفيا وغيرها.
وخلقت الاضطرابات التي شهدتها المنطقة خلال عام 2019، وتزايد الفقر والبطالة، بيئة مثالية لهذا "الربيع اللاتيني" الثوري.
ومهدت لموجة ربيع اجتاحت سبعة من دول أميركا اللاتينية خلال 5 سنوات، وعصفت بقوى اليمين المتطرفة الحاكمة الموالية للغرب.
"ربيع أميركا اللاتينية الجديد" بدأ في المكسيك ثم الأرجنتين، وبيرو، وهندوراس، ثم انتقل إلى تشيلي وكولومبيا، وأخيرا البرازيل، وأفرز أنظمة منتخبة ديمقراطيا تهدف إلى تحقيق الأسبقية الأولى لشعوب المنطقة، وديموقراطية اجتماعية تقضي على الفقر وعدم المساواة.
بدأ بأصوات شعبية رافضة لاستمرار النخب السياسية التقليدية في أميركا اللاتينية، وشعارات "ارحلوا"، ومطالبة الناخبين بضخ دماء سياسية جديدة في السلطة قادرة على التغيير ومعالجة الأزمات، وانتهى بتغيير فعلي في صناديق الانتخابات.
بدأ في يوليو/تموز 2018 بفوز تاريخي لليسار في الانتخابات الرئاسية بالمكسيك، حين حقق اليساري "أندريس مانويل لوبيز أوبرادور" انتصارا كبيرا على المرشح اليميني المحافظ ريكاردو انايا.
ثم فوز المرشح اليساري ألبرتو فرنانديز بالانتخابات الرئاسية في الأرجنتين أكتوبر 2019 متفوقا على الرئيس الليبرالي ماوريسيو ماكري، ثم هيمن اليسار على البرلمان في انتخابات نوفمبر 2020.
وفي يوليو/تموز 2021 فاز مرشح اليسار الراديكالي بيدرو كاستيو في الانتخابات الرئاسية في البيرو على مرشحة اليمين الشعبوي "كيكو فوجيموري".
وفي نوفمبر 2021 فازت مرشحة اليسار "زيومارا كاسترو" زوجة الرئيس السابق زيلايا الذي أطاحه انقلاب عام 2009 وزعيمة حزب "ليبري" اليساري، في الانتخابات الرئاسية في هندوراس، متفوقة على المرشح اليميني نصري أسفورا.
وفي الانتخابات الرئاسية في تشيلي ديسمبر/كانون الأول 2021 فاز الزعيم الطلابي السابق غابريال بوريك على رأس ائتلاف اليسار في مواجهة اليمين المتطرف، بعدما وعد بتعزيز "الحقوق الاجتماعية" ومراعاة "المسؤولية المالية".
استمر هذا الربيع، حين أصبح "بات غوستافو بيترو" أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا، في انتخابات يونيو/حزيران 2022 بعدما تفوق على المليونير اليميني "رودولفو هيرنانديز".
والآن، اكتملت الحلقة بالبرازيل، وفوز المرشح اليساري "دا سيلفا" على الرئيس اليميني الموالي للغرب وإسرائيل "جايير بولسونارو" في أكتوبر 2022.
المحلل السياسي "باتريسيو نافيا" من جامعة نيويورك، قال في 22 ديسمبر/كانون أول 2021 "خسرت جميع الحكومات والأحزاب والائتلافات المنتهية ولايتها الانتخابات في أميركا اللاتينية، لكن هذه ليست مسألة أيديولوجية"، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
قال: "عندما كانت الأوضاع الاقتصادية أفضل كان جميع رؤساء دول أميركا اللاتينية يتمتعون بالشعبية، سواء كانوا من اليسار أو اليمين".
وفسر المحلل مايكل شيفتر من مؤسسة الحوار الأميركي الظاهرة بقوله: "الناس سئموا من الوضع الراهن والنخب الاقتصادية والسياسية التقليدية وهناك نزعة للرفض".
أكد أن التصويت في الانتخابات أصبح سلاح احتجاج المواطنين على الوضع الاقتصادي وتفاقم أزمة عدم التكافؤ في الثروات.
وخارجيا، مثلت القضية الفلسطينية نقطة مهمة في برنامج لولا دا سيلفا الانتخابي، خلال حملته الأخيرة، إذ دعا إلى دعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، كما دعا لإعادة هيكلة الأمم المتحدة لتحرز تقدما في القضايا الرئيسة مثل "إقامة دولة فلسطينية".
وكرر تلك الدعوات أيضا في لقاء له مع الجالية الفلسطينية 9 يونيو/حزيران 2022. وفي زيارة سابقة له للضفة الغربية، سنة 2010، صرح بأن حلمه "أن يرى فلسطين حرة مستقلة، وتحيا بسلام في الشرق الأوسط"، وفي ذات العام اعترف باستقلالها في حدود 1967.
وعلى عكس بولسونارو، لم يسعَ "لولا" لإرضاء الناخبين الإنجيليين المسيحيين (المؤيدين لإسرائيل) عن طريق احتضان تل أبيب، والتعامل مع اليميني بنيامين نتنياهو، الذي قد يعود إلى السلطة بعد انتخابات نوفمبر 2022.
وقد حاولت ميشيل بولسونارو زوجة الرئيس المهزوم، استفزاز دا سيلفا، ومخاطبة ود الناخبين الإنجيليين حينما ذهبت للتصويت في الانتخابات 30 وهي ترتدي "تي شيرت" عليه علم إسرائيل، لكن زوجها هُزم رغم ذلك.
This is how Michelle Bolsonaro, wife of Brazilian pres @jairbolsonaro , voted today ����❤️���� pic.twitter.com/YEloECESPJ
— Conservative TLV ���� (@qumranqu) October 30, 2022
التحديات المنتظرة
سيكون توحيد البرازيل هو التحدي الأكبر أمام دا سيلفا بسبب حالة الانقسام التي عكستها الفترات السابقة والصراع بين اليمين المتطرف الذي ينتصر لرجال الأعمال واليسار الذي وقف مع الفقراء والديمقراطية.
لولا يدرك هذا، خاصة بعد اندلاع أعمال عنف عقب فوزه، لذا تعهد: "لن تكون هناك برازيليان، نحن واحد، لا نريد تناحرا بعد الآن، حان وقت إلقاء أسلحتنا التي كان يجب ألا نرفعها في الأساس".
ولم يبد رغبة في الانتقام رغم أنه حُبس في 2018 بعد اتهامات ملفقة بالفساد ضده، وإطلاق سراحه بعد عام ونصف، وإلغاء الحكم بعد إثبات عدم خضوعه لمحاكمة عادلة.
وقد عزز هذه الدعوات للمصالحة وتوحيد البرازيل، مخاوف من ألا يقبل الرئيس المهزوم وأتباعه الأكثر تطرفا نتيجة الانتخابات ويرفضونها، ويتكرر سيناريو الهجوم على مبنى الكابيتول إثر هزيمة دونالد ترامب في انتخابات أمريكا، خاصة أن الرئيس البرازيلي المهزوم يوصف بأنه "ترامب البرازيل".
وكان ترامب دعا البرازيليين للتصويت لبولسونارو وكتب على منصته "تروث سوشيال": "صوتوا للرئيس بولسونارو، لن يخذلكم أبدا"! وهاجم دا سيلفا، واصفا إياه بأنه "مجنون يساري راديكالي سيدمر بلدكم بسرعة".
ونصح أوليفر ستينكل، أستاذ العلاقات الدولية في مؤسسة "غيتوليو فارغاس" في ساو باولو،"دا سيلفا" بالبدء بالمصالحة.
وقال "يجب أن ينصب التركيز على بدء حوار مع أولئك الذين لم يصوتوا للرئيس، لابد أن يكون الرئيس لجميع البرازيليين"، كما نقلت عنه "بي بي سي".
وكانت هناك مخاوف أيضا من انقلاب عسكري محتمل وعدم إقرار الرئيس المهزوم بهزيمته خاصة أنه ضابط سابق، وحشد الدعم من القوات المسلحة في البلاد قبل الانتخابات وأشيع أنه سيستخدم الجيش للبقاء في السلطة، وفق صحف لاتينية.
وادعى "بولسونارو" خلال جولة الانتخابات الأولى يوليو 2021 أن هناك تجاوزات، ولن يسلم السلطة إلى من يُعلن فوزه، وفق ما قال الكاتب حسام الدين أصلان بصحيفة الإندبندنت البريطانية- النسخة التركية.
وعزز هذه المخاوف، قيام أنصاره بأعمال فوضى وقطع طرق في كل أنحاء البلاد عقب هزيمته في الانتخابات، وقالت الشرطة إن أكثر من مائتي طريق قطعت بالعوائق.
لكن الرئيس المنتهية ولايته، أعطي في الثاني من نوفمبر 2022 "الإذن" لبدء "عملية انتقال" السلطة بعد فوز منافسه دا سيلفا وتعهد باحترام الدستور، ولكن دون أي إشارة إلى إقراره بالهزيمة.
وعلى أثر ذلك، أصدرت المحكمة العليا بيانا جاء فيه أن الرئيس "بعدما أمر ببدء عملية انتقال السلطة أقر بالنتيجة النهائية للانتخابات" وشددت على "أهمية ضمان حرية التنقل" في إشارة إلى وجوب فتح الطرق المقطوعة.
ويقول بريان ونتر رئيس تحرير صحيفة "أمريكانز كوارترلي" 31 أكتوبر 2022 إن "سيلفا" سيواجه تحديات، بسبب انقسام البرازيل أيديولوجيا أكثر من أي وقت مضى في تاريخها الحديث.
"سيواجه سيناريو أقسى في إدارته الثالثة مما واجهه خلال فترة رئاسته السابقة"، بحسب "أمريكانز كوارترلي".
فعلى الجبهة السياسية، سيتعين عليه التفاوض مع كونغرس يسيطر عليه اليمين المحافظ من أنصار الرئيس المهزوم، وخاصة مجلس الشيوخ الذي يضم معارضة يمينية قوية ومنظمة جيدا، بخلاف خطر الركود الاقتصادي العالمي.
لكن سيكون التحدي الأكبر الذي يواجه لولا هو كيفية الاستجابة للمطالب الاجتماعية العاجلة.
مثل العدد الكبير من البرازيليين الذين يواجهون الجوع والبطالة والوضع المالي الصعب وضغط ناخبيه المتفائلين الذين يريدون تغييرا سريعا.
هناك تحد آخر دولي في التعامل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إذ سيكون الدعم الدولي مهما أيضا لضمان تولي الرئيس المنتخب منصبه في الأول من يناير/كانون الثاني 2023 دون تهديد بشيء مشابه لغزو مبنى الكابيتول في الولايات المتحدة.
ومن المرجح أن تعزز الحكومة الجديدة العلاقات مع الحكومات اليسارية التي تحكم حاليا معظم أميركا اللاتينية كنوع من الدعم والحماية الجماعية للربيع اللاتيني.
وعن العلاقة مع واشنطن، تقول صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مطلع نوفمبر 2022 إنه لا يمكن التنبؤ برد فعل الولايات المتحدة تجاه هذا الصعود اليساري، لأن من الصعب تحديد هل سيكون موقفها عدائيا أم أقل حدة تجاه هذه الدول.
في الفترة الأولى التي قضاها في السلطة، بدا لولا وكأنه الزعيم اليساري الأبرز والأكثر شعبية في أميركا الجنوبية. فقد كان متصدرا موجة "التحول إلى اليسار" بين الحكومات اليسارية المنتخبة في القارة.
لكن لديه ميزة تتمثل بتوجهه البراغماتي نسبيا مقارنة بالأنظمة اليسارية المستبدة في أماكن مثل فنزويلا وكوبا، حسبما تقول "واشنطن بوست".
والآن، يعود لولا إلى السلطة في ظروف سياسية شبيهة في القارة، فمنذ عام 2020 تولت حكومات يسارية السلطة في بوليفيا وبيرو وتشيلي والمكسيك وهندوراس وكولومبيا، والأخيرة حكمها اليمين لفترة طويلة.
وتضع الصحيفة الأميركية احتمالين لمستقبل العلاقات، أولهم احتمالية إعادة هيكلة العلاقات بدلا من تدميرها، لأن قادة اليسار الحاليين يبدون مختلفين عن قادة الماضي، خاصة في حالة تشيلي والبيرو.
وما يقودهم ليس خطابات أيديولوجية قديمة، بل دوافع لتغيير أوضاع اقتصادية صعبة لشعوبهم، ما يدفعهم للابتعاد عن خط العداء المباشر مع الشريك الأول للقارة، وفق الصحيفة.
بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة تملك تجربة ليست بالسيئة مع بعض الرؤساء اليساريين، منهم الرئيس البرازيلي المحتمل لولا دا سيلفا، مما يضع احتمالية لإمكانية إنشاء علاقات أكثر واقعية. وقد هنأه الرئيس الأميركي جو بايدن بالفوز وتطلع للتعاون معه.
أما الاحتمال الثاني الذي يقلق واشنطن فهو زيادة البرازيل والدول اللاتينية التعاون التجاري مع الصين تشجيعا لاتباع نهج أكثر استقلالية بعيدا عن الولايات المتحدة.
إذ أصبحت الصين الشريك التجاري الأول للبرازيل وتشيلي والبيرو خلال السنوات الأخيرة.