حسين السماحي.. قيادي في "الحشد الشعبي" قتل متظاهري العراق ودعم الأسد

يوسف العلي | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

"قاتل المتظاهرين، جزار الحشد الشعبي" ألقاب يطلقها ناشطون عراقيون على حسين عبد العباس هليل، المعروف بـ"حسين سويدان" و"أبو نورس السماحي" القيادي في مليشيا "عصائب أهل الحق" الموالية لإيران، الذي يشغل منصب قائد العمليات في "الحشد الشعبي" منذ 2020.

ويتهم الناشطون، السماحي، بالوقوف وراء ارتكاب مجزرة القصر الجمهوري داخل المنطقة الخضراء، والتي أدت إلى مقتل 52 متظاهرا من التيار الصدري في 29 أغسطس/آب 2022، وكذلك إعطائه الأوامر بتفريق المتظاهرين بالقوة بساحة التحرير في 30 سبتمبر/أيلول 2022.

قائد عمليات

هليل (58 عاما) أحد القيادات السابقة لمليشيا "بدر"، التي تأسست في إيران مطلع ثمانينيات القرن العشرين، وشاركت بالقتال إلى جانب "الحرس الثوري"، ضد الجيش العراقي في حرب الخليج الأولى (1980- 1988)، لكنه ترك "بدر" والتحق بمليشيا "عصائب أهل الحق" الموالية لإيران، للقتال في سوريا.

وعمل خلال السنوات الماضية إلى جانب مليشيات عراقية تقاتل في سوريا لدعم نظام بشار الأسد ضد الثورة التي اندلعت عام 2011، وتحديدا في حمص والقصير وريف دمشق، ضمن المليشيات العراقية، لكن عمله كان في الظل، ولم يكن يظهر في وسائل الإعلام.

في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أصدر رئيس "هيئة الحشد الشعبي"، فالح الفياض، قرارا يقضي بتعيين حسين عبد العباس هليل في منصب قائد "عمليات بغداد للحشد الشعبي"، بحسب وثيقة رسمية نشرتها مواقع محلية.

لكن موقع "ارفع صوتك" الأميركي أفاد خلال تقرير في 2 ديسمبر/كانون الأول 2020، بأن هليل كان قياديا في مليشيا كتائب "حزب الله" العراقية، ويعد ضابطا في "الحرس الثوري الإيراني للقتال في الخارج"، ولعب دورا بارزا ضمن صفوف "الكتائب" في سوريا.

ورغم أن المعلومات الشخصية عن هليل قليلة، فهو من الشخصيات التي كانت مقربة جدا من قائد "فيلق القدس" الإيراني السابق قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق، أبو مهدي المهندس.

عمل طيلة الفترة الماضية على تقديم الاستشارة لعدد من الفصائل المسلحة المرتبطة بطهران، ويتنقل في إقامته بين العراق وإيران حيث تقيم أسرته هناك.

ويعزز الصعود المفاجئ لهليل معلومات ومؤشرات عن خلافات عميقة تحتدم بين زعيم مليشيا "العصائب" قيس الخزعلي ورئيس أركان الحشد الشعبي القيادي في "كتائب حزب الله" عبد العزيز المحمداوي "أبو فدك"، قطبا الفصائل الموالية للمرشد الإيراني.

ونقل موقع "ألترا عراق" في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عن شخصيات قال إنها مقربة من الحركتين (لم تكشف عن هويتها)، إن الخلاف بين الخزعلي و"أبو فدك" تفاقم بعد هجمات عدة استهدفت مبنى السفارة الأميركية في بغداد، مرجحة صلة العصائب بالعملية بشكل مباشر.

ورأت "كتائب حزب الله" في الهجوم حينها "عملا أرعن"، على العكس تماما من وجهة نظر زعيم "العصائب" الذي بدا متحمسا لاستئناف العمليات ضد الأميركيين، في تضارب مواقف أحرج الأذرع الإعلامية للفصائل.

وأضاف الموقع عن مصدر على صلة بحركة مسلحة (لم يكشف هويته)، أن أمر تعيين "هليل" قد صدر في إطار تقاسم جديد للأدوار تولت وفقا له شخصيات مرتبطة بفصائل أخرى مواقع عليا في هيئة الحشد الشعبي، منها منصب أمين سر الهيئة الذي منح لمليشيا "بدر" بزعامة هادي العامري.

فيما نقل موقع صحيفة "العربي الجديد" في 29 نوفمبر 2020 عن مصدر مقرب من "الحشد" (لم تكشف هويته) أن "خطوة تسميته قائد عمليات بغداد للحشد الشعبي جاءت لتكون له صفة رسمية في مهمة ضبط إيقاع الفصائل المسلحة ببغداد".

وأضاف: "اتسم الوضع بالفوضى، خاصة فيما يتعلق بملف الهجمات الصاروخية واستهداف أرتال التحالف الدولي".

وأوضح أن الخطوة هذه جاءت تمهيدا ليحل بدلا من القيادي بكتائب "حزب الله" العراقية، المحمداوي "أبو فدك" الملقب بـ"الخال"، كونه يحمل تاريخا وعلاقات أوسع منه، خصوصا أنه قريب جدا من القيادات الإيرانية لا سيما "الحرس الثوري" .

طائفي التوجه

وفي أولى تصريحاته عن العمليات العسكرية بعد تسلمه منصب قائد عمليات الحشد الشعبي، تحدث هليل عبر بيان في 31 أغسطس/آب 2021 عن قضاء الطارمية، والذي تسعى المليشيات الشيعية لإفراغه من السكان كما حصل مع قضاء جرف الصخر بمحافظة بابل عام 2014.

وتعد منطقة الطارمية ذات طابع ريفي وعشائري تقطنها عشائر سنية، وتمتاز بموقع إستراتيجي كونها تربط العاصمة بغداد من الجهة الشمالية بمحافظتي ديالى وصلاح الدين، ويصل عدد سكانها إلى أكثر من 90 ألف نسمة.

وبرر السماحي الدعوات لاقتحام الحشد الشعبي "الطارمية" بأن "هدفهم الوحيد القضاء على داعش وبسط الاستقرار في الطارمية شمال بغداد"، مشيرا إلى أن "الحشد جاء لخدمة أهالي القضاء لكون المتضرر الوحيد من الوضع الحالي هم أبناؤه بفعل ابتزاز وتهديد الإرهاب لهم".

ولفت إلى أن "ما يجري في الطارمية هو عملية أمنية وفق معلومات دقيقة وليس تجريفا ولا اعتقالات عشوائية"، مطالبا "الأهالي بالتعاون والاعتماد على الحشد الشعبي والقوات الأمنية لبسط الأمن والاستقرار في القضاء".

وقبل ذلك شدد السماحي على ضرورة مسك الحشد الشعبي الأمن في مناطق حزام بغداد الذي تقطنه العشائر السنية، بحجة عدم تكرار سيناريو 2014 وتعرضها لاجتياح "تنظيم الدولة".

وحسب بيان نشره موقع الحشد الشعبي في 15 مارس/آذار 2022، فإن مركز "اتحاد الخبراء الإستراتيجيين" أقام ندوة تخصصية بعنوان "دور الحشد الشعبي في حماية حزام بغداد – الطارمية أنموذجا".

وحضر الندوة السماحي ومجموعة من الخبراء والمختصين والباحثين في الشأن السياسي والأمني، حيث جرى مناقشة أهمية مسك الحشد الشعبي لمناطق حزام بغداد للحيلولة دون "عودة الإرهاب" وعدم تكرار سيناريو عام 2014 عندما كانت مناطق حزام بغداد تشكل خاصرة رخوة للعاصمة.

وأكد السماحي خلال الندوة أن "المناطق التي يوجد فيها الحشد الشعبي في حزام بغداد تتمتع باستقرار أمني كبير"، مشيرا إلى "وجود تعاون كبير من الأهالي مع الحشد الشعبي والإبلاغ عن الإرهابيين أو الحالات المشبوهة".

ويظهر السماحي في المناسبات الدينية الشيعية لتأمين وصول الزائرين سواء في بغداد أو كربلاء والنجف، ولا سيما الإيرانيين منهم، الذين يتوافدون إلى العراق بأعداد كبيرة خلال هذه الفترة لممارسة الشعائر الشيعية.

كان آخرها في 28 أغسطس/آب 2022، حيث عقد اجتماعا أمنيا في محافظة واسط الحدودية مع إيران، استعدادا لزيارة "أربعينية الحسين" وتأمين الزائرين الوافدين عبر منفذ زرباطية الحدودي بين البلدين.