صحيفة عبرية: "عناصر معادية" من الأبراص المصرية تشن حربا على إسرائيل
طلبت هيئة الطبيعة والمتنزهات في إسرائيل الاستعانة بالمستوطنين في الجنوب لتحديد موقع الحيوان الزاحف أبو بريص المصري، المعروف باسم "البرص"، الذي شوهد في مستوطنات "عين جدي" و"أليفاز".
وتوصف تلك الزواحف التي يطلق عليها اسم "الوزغة المفترسة" بأنها عملاقة، تأكل كل شيء، وتتكاثر بسرعة، كما أنها تقضي على الأنواع الأخرى من الزواحف والحشرات والقوارض وكل ما هو أصغر منها أو حتى أكبر وتستطيع السيطرة عليه.
تهدد التوازن البيئي
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية على موقعها الإلكتروني "واي نت" إلى أن الحرب ضد العناصر المعادية التي تتسلل إلى إسرائيل ليست فقط من اختصاص قوات الأمن الإسرائيلية.
وتصل أنواع مختلفة من الحيوانات إلى إسرائيل أيضا، وعلى الأغلب تكون ضالة طريقها وتشكل خطرا كبيرا على التوازن البيئي، وفق قولها.
وتطلب سلطة الطبيعة والمتنزهات الآن مساعدة الجمهور الإسرائيلي في تلك المناطق التي توجد فيها تلك الزواحف الجديدة.
ويطلب من مستوطني وادي عربة والمنطقة المحيطة الإبلاغ عما إذا كانوا قد شاهدوا أبو بريص المصري.
ولفت الموقع العبري إلى أن أبو بريص المصري شوهد لأول مرة في إسرائيل عام 2012 من قبل باحثين من جامعة تل أبيب، الذين تعرفوا عليها على جدران المستوطنات في "كيبوتس عين جدي".
وأشارت الباحثة والخبيرة "يلينا كوريل" إلى أن هوية تلك الزواحف الجديدة ظلت غير معروفة حتى عام 2014، حتى تمكن الطالب "سيمون جاميسون" من التقاط صور للعديد منها.
ونوهت الباحثة البيئية كوريل إلى أنه في سبتمبر/أيلول 2022 عثر على وزغتين في مستوطنة إليفاز في جنوب وادي عربة.
وتساءلت هيئة الطبيعة والحدائق كيف انتقلت تلك الوزغة الرهيبة من عين جدي إلى إليفاز؟ هل أحضروا هناك عن طريق الخطأ؟ أم هل جرت ملاحظتهم في مستوطنات أخرى؟
ومن أجل فهم كيفية انتشار الوزغة خارج حدود عين جدي، تطلب سلطة الطبيعة والمتنزهات الآن مساعدة مستوطني وادي عربة.
وتقول لهم: "إذا كانت هناك مناطق في مستوطنتك بها مصابيح الشوارع التي تجذب الحشرات، أو الإضاءة موضوعة على الجدران ورأيت فيها الأبراص، يرجى الذهاب إلى المكان ومحاولة تسجيله باستخدام كاميرا الهاتف المحمول وتوثيقها والاتصال بنا للتأكد من دقة المعلومات بالصور".
وتقول "نعوم ليدر" من قسم العلوم في سلطة الطبيعة والمتنزهات: "حسب معلوماتنا الأولية، كانت تلك الأبراص محتجزة في الكيبوتس حتى اليوم، لكننا نعلم أنها وصلت إلى أماكن أخرى".
وكذلك وصلت إلى محطة مياه الكيبوتس (المستوطنة)، لكنها لم تغادر المنطقة المأهولة، ولم نحدد مكانها في المحمية، ويمكن أن يكون هناك الآلاف منها.
وأشارت الباحثة ليدر إلى أن هذا النوع من أبو بريص يعرف كيف يتشبث، ويبقى داخل السيارات والشاحنات، ويلتصق بالأسطح.
ونوهت ليدر إلى أن محطة المياه يتبع لها العديد من الشاحنات في جميع أنحاء إسرائيل، وتلك الأبراص لديها القدرة على أخذ جولة مع المركبات والمكوث ملتصقة بها وهي تتجول في جميع الأنحاء.
ومن الممكن أن تنتقل إلى أي مكان تقف به تلك الشاحنات، مما يساعد على انتشارها في كل أنحاء إسرائيل، وفق قولها.
وتقول المختصة البيئية ليدر، "فحصنا المستودعات في جميع أنحاء البلاد ولم نعثر على أي دليل على وجود أبو بريص، لكن تلك الوزغة شوهدت في كيبوتس إليفاز، وهناك تقرير مؤكد عن وزغة شوهدت في وادي عربة الوسطى قبل حوالي عام، ونحن نريد أن نعرف بالضبط ما يحدث هناك".
فرص هزيمتها منخفضة
وقال البروفيسور "شاي ميري" من جامعة تل أبيب، والذي كان أول من تعرف برفقة طلابه على تلك الوزغة، إن أبو بريص المصري كبير جدا ويمكن أن يصل وزنه إلى 75 جراما، وهو يأكل أي شيء يمكنه التغلب عليه.
وضرب ميري مثالا عن وزغة مشابهة لها في شمال إفريقيا تأكل الجرابيع، كما أنها تأكل الأبراص والمفصليات الأخرى. وأكد أنها تشكل خطرا محتملا على كل ما يعيش في موطنها وأصغر منها.
وأشار ميري إلى أنه جرى توثيق أكل الوزغة للطيور الصغيرة، وهي تعد من أنواع الزواحف العدوانية للغاية وتتكاثر بسرعة.
ولفت إلى أنه في مستوطنة "عين جدي" لم يكن هناك أي وزغة، ولكن يوجد في المحميات المجاورة العديد من الأبراص هناك بشكل طبيعي.
وقال: " تقديرنا هو أن هذه الوزغة تقضي على جميع الأبراص المحلية، وقد تتسبب في ضرر كبير جدا، وفرص هزيمتها والسيطرة عليها منخفضة للغاية، ونحتاج إلى الاستثمار وبذل جهود أكبر من التحري والبحث والدراسات في كيفية منع الوزغة التالية من الوصول إلينا".
وخلصت الباحثة البيئية ليدر إلى القول، "علمتنا هذه الوزغة دروسا، وجعلتنا نكثف البحوث والدراسات والتحريات، في طريقة دخولها إلينا وكيفية دخول تلك الأنواع الغازية والهجومية المفترسة منها وكيف تتكاثر بسرعة".
وفي مقال سابق، أشار موقع "واي نت" العبري إلى أن الوزغة الغازية التي تهدد عين جدي (أبو بريص الترانتولا) هي سحلية كبيرة وعدوانية يصل طولها إلى حوالي 30 سم.
وبين أنها غزت مستوطنة عين جدي في السنوات الأخيرة وتتنافس مع الأبراص المحلية على الطعام، بل وتهدد بانقراضها.
ويرى الموقع العبري أنها ربما نشأت من الزراعة المنزلية في مستوطنة عين جدي منذ حوالي عقد من الزمان، ثم انتشرت أيضا في المحمية الطبيعية القريبة.
ويوصي الباحثون في جامعة تل أبيب السكان بإبادتها في مراحلها الأولى، وهي نوع جديد غاز في إسرائيل.
ولفت الموقع العبري إلى أنه في عام 2012، كجزء من مسح لأنواع للزواحف، لاحظ شاي ميري" وطلابه وجود أبو بريص كبيرة غير مألوفة على جدران المنازل في كيبوتس عين جدي.
ولا يبدو أن الأبراص من الأنواع المحلية، لكن شاي والطلاب لم يتمكنوا من التقاطها والتعرف عليها بشكل مؤكد.
وبعد ذلك لوحظت تلك الأبراص تجتمع بالقرب من مصادر الضوء ويترصدون لفريسة عابرة.
وجرى إحضار الأبراص إلى مختبر شاي وتحديد النوع بنجاح على أنه "Tarentola annularis" أبو بريص عنكبوتي شائع في شمال إفريقيا وأيضا في مصر، ولكن يبدو أن هذه الأبراص ليست شائعة في سيناء.
وجرى تأكيد هوية النوع من خلال اختبار الحمض النووي من قبل الدكتورة "تمار فيلدشتاين".
وأشار الباحثان " يلينا كوريل" و"إيريز إرليخمان" إلى أن هذه الوزغات تعد من الأنواع العدوانية الغازية في الولايات المتحدة التي تزدهر في فلوريدا. كما تعد من الحيوانات الأليفة الشهيرة، وفي مصر يوجد الآلاف منها.
وبحسب الباحثين، فإن المشاهدات التي أبلغهم بها هواة الزواحف والبرمائيات تشير إلى أن الأبراص غادرت منطقة الكيبوتس وانتشرت في وادي عربة، وداخل محمية عين جدي الطبيعية.
وأشار سايمون إلى أنه "نظرا للأبعاد الجسدية الكبيرة لتلك الأنواع ومزاجها العدواني، يمكنها أن تفترس العديد من الأنواع الأصغر، السحالي والثعابين الصغيرة وحتى الثدييات".
وصرحت هيئة الطبيعة والمتنزهات أن الوزغة الغازية تعد من آكلات اللحوم التي اكتشفت أخيرا، وأن لديها القدرة على إلحاق الضرر بالطبيعة والأنواع المحلية من الأبراص.
وخلص الباحثان إلى القول، "في هذه المرحلة تدرس سلطة الطبيعة والبيئة مع الأطراف الأخرى ذات الصلة سبل التعامل مع تأثيرها المدمر على النظام البيئي المحلي".