حماس بين المبادئ ومجاراة إيران.. ماذا تغير لدى "الأسد" للعودة إليه؟
.jpg)
في غمرة سقوط نظام حسني مبارك في مصر، وفرح الشعوب العربية بتهاوي أعمدة الاستبداد، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في 24 فبراير/ شباط 2012، دعمها للثورة السورية في صلاة الجمعة بالقاهرة وفي تجمع حاشد آخر بقطاع غزة.
ومن الجامع الأزهر في مصر قال القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية الذي يشغل حاليا رئيس المكتب السياسي لها: "أحيي كل شعوب الربيع العربي وأحيي شعب سوريا البطل الذي يسعى نحو الحرية والديمقراطية والإصلاح".
وهتف المصلون في الجامع الأزهر قائلين إنهم يسيرون نحو سوريا بملايين الشهداء، كما رددوا هتافات تندد بنظام بشار الأسد مثل "ارحل ارحل يا بشار، ارحل ارحل يا جزار".
ولحظة وقوف هنية على منبر الأزهر هتف الجموع "لا إيران ولا حزب الله ثورة سوريا عربية"، و"الله سوريا حرية وبس"، وهو هتاف صدح به ثوار سوريا في مدنهم منذ بداية ثورتهم ضد نظام بشار الأسد في مارس/ آذار 2011.
أما في قطاع غزة آنذاك خطب العضو البارز في حماس صلاح البردويل أمام ألوف من المؤيدين خلال تجمع حاشد بمخيم للاجئين في خان يونس مرسلا رسالة إلى "الشعوب التي لم تتحرر بعد وما زالت دماؤها تنزف يوميا.
وقال البردويل إن قلوب الفلسطينيين "تنزف مع كل قطرة دم تراق في سوريا"، مضيفا أنه ليست هناك اعتبارات سياسية تجعلهم يغضون الطرف عما يحدث على الأرض السورية.
الموقف الأول
وحينئذ كانت كلمات هنية أول موقف صريح من حركة حماس ضد نظام بشار الأسد، على خلفية تفجر ثورة شعبية ضده.
وما تقدم هو غيض من فيض تصريحات لقادة حماس، هاجموا فيها على مدى عقد من الزمن نظام الأسد، وحيوا صمود الشعب السوري تجاه آلة النظام العسكرية القمعية.
إذ انتقد قادة حماس نظام الأسد علنا، الذي شرد نحو عشرة ملايين سوري ودمر منازلهم وقتل مئات الآلاف منهم بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون.
وبدرجة 180 استدارت حركة حماس مجددا، بموقفها من نظام الأسد، وداست على مبادئ تبنتها سابقا تجاه هذا النظام، وأعلنت تطبيع العلاقات معه بعد عقد من القطيعة.
إذ أصدرت حماس في 15 سبتمبر/ أيلول 2022 بيانا رسميا بعد شهرين ونصف من تسريبات حول استئناف علاقاتها مع النظام السوري، أكدت فيه "مُضيها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع الجمهورية العربية السورية".
وجاء في البيان أن قرار عودة العلاقات مع النظام السوري بما سمته "جاء خدمة لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين". وحمل بيان الحركة عنوان "أمة واحدة في مواجهة الاحتلال والعدوان".
وأمام هذه "الانقلاب" لحماس في موقفها من نظام قتل شعبه وشردهم، بدأ الشارع العربي يتسائل: هل موقف حماس السابق من القطيعة مع نظام الأسد هو الصحيح أم العودة للتطبيع معه ونسف المبادئ التي قالت إنها هي من دفعتها للقطيعة؟
ويسترعي هذا التساؤل، أولا استعراض مواقف حركة حماس من النظام السوري، إبان اندلاع الثورة السورية، قبل قرارها نقل مقراتها وقياداتها خارج سوريا.
إذ غادر رئيس المكتب السياسي لها آنذاك خالد مشعل في يناير/ كانون الثاني عام 2012 مقر إقامته في دمشق التي استقر فيها منذ عام 2000 إلى العاصمة القطرية الدوحة، بعدما اتخذت الحركة منذ عام 1999 العاصمة السورية مقرا لها.
ويؤكد مختصون لـ "الاستقلال"، أنه رغم القطيعة بين إيران وحماس التي نجمت عن عدم بقاء الحركة لدعم الأسد، كان هناك تيار داخلها لديه "خط ساخن ومباشر" مع طهران لم ينقطع منذ عام 2012.
وهذا التيار داخل حماس، أسهم بشكل كبير في عودة العلاقات مع الأسد إلى سابق عهدها.
نسف المبادئ
وشكل تقارب حركة حماس مع نظام الأسد، نسفا مباشرا لجملة من المبادئ والقيم التي بقيت حركة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ثابتة عليها طيلة عشر سنوات، وتمسكت بها وكررها قادتها على وسائل الإعلام في معرض تبريرهم للخروج من سوريا.
فخلال كلمة لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك، في مصر بتاريخ 8 أكتوبر 2012 قال: "حماس لديها قيمها وأخلاقها ولا تنسى من دعمها ولا من وقف معها، ولكنها في ذات الوقت لا يمكن أن تساوم على دماء أمتنا وشعوبنا".
ووقتها نشرت وكالة الأناضول التركية كلمة مشعل مبينة أنها "بدت رسالة موجهة إلى النظام السوري بعد انتقادات الأخير لتصريحات مشعل عن تأييد الثورة السورية".
وبقي مشعل منذ ذلك الحين، لا يتورع عن الطعن في نظام الأسد، وتبيان الأسباب الكامنة وراء انسحاب الحركة من سوريا عقب اندلاع الثورة هناك.
إذ قال مشعل الذي يشغل راهنا منصب رئيس حركة حماس في الخارج، إن "قرار الخروج من سوريا كان قرار قيادة الحركة وأنا على رأسها، وذلك لسببين".
وأرجع مشعل خلال مقابلة خاصة مع قناة "الجزيرة" القطرية، بتاريخ 19 أغسطس 2022: السبب الأول، لأن الوضع الأمني في دمشق لم يكن مريحا لدرجة أن نتمكن من أن نمارس مسؤولياتنا القيادية في الحركة بنفس ما كنا نمارس في الماضي".
والسبب الثاني وفق مشعل: "وهو الأكثر ضغطا علينا أنه أصبح هناك شعور لدى المسؤولين في سوريا بالاستياء من موقف حماس وعدم الرضا لأن الحركة وقفت بين الشعب والقيادة ونحن نحب سوريا ولا نريد أن نقف مع القيادة ضد الشعب، ولا أن نقاتل مع الشعب ضد القيادة".
"قلوبنا تنزف"
كما سرد مشعل أيضا في مقابلة على الجزيرة ضمن برنامج في "العمق" والذي بث في 28 نوفمبر 2012، تفاصيل عن خروج الحركة من سوريا بالقول: "عندما اصطدم الأمر بالقيم والمبادئ وضعنا كل المصالح خلف ظهرنا".
وأضاف قائلا: "في البداية نصحنا القيادة السورية أن يقوموا بخطوات لاستيعاب تطلعات الشعب".
ومضى مشعل يقول: "وقلنا لهم إن الحل الأمني ثم الحل العسكري هو خيار خاطئ والحل سياسي تلبون به مطالب الشعب إلى أن شعرنا أن المطلوب منا هو أن نقول كلام لصالح النظام السوري، لدرجة أننا شعرنا أن تكون الحركة غطاء للخيار العسكري والأمني الذي نرفضه".
وحينما احتفلت حركة "حماس" في ديسمبر 2012، بذكرى تأسيسها في قطاع غزة قام خالد مشعل وبجانبه عدد من قادة الحركة بينهم إسماعيل هنية، برفع علم الثورة السورية.
وعقب ذلك برر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، بتاريخ 14 أكتوبر 2013 في مقابلة مع قناة "الميادين" اللبنانية، أن مشعل "رفع عن طريق الخطأ علم المعارضة السورية، وأن حماس ليست لها أي اتصالات رسمية مع تلك المعارضة".
ولم تقتصر حركة حماس على قطيعة النظام السوري، بل ذهبت أبعد من ذلك حينما أصدرت بيانا في 17 يونيو 2013، دعت فيه مليشيا حزب الله اللبناني لسحب مقاتليه من سوريا، وإبقاء سلاحه "موجها فقط ضد العدو الصهيوني"، معتبرة أن دخول قواته إلى سوريا "أسهم في زيادة الاستقطاب الطائفي في المنطقة".
لا بل وأكد بيان حماس حينئذ على "حق الشعب السوري الثابت في نيل حقوقه وأمانيه وتطلعاته في الحرية والكرامة"، وعبرت عن تعاطفها مع "آلامه وجراحاته".
وخلال كلمة له في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول، قال خالد مشعل في 26 فبراير 2018: "الجرح السوري ينزف منذ سبع سنوات ونرى ما يجري في الغوطة بريف دمشق جريمة حصار وتجويع وقتل وتدمير ما زالت مستمرة والعالم يتفرج قلوبنا تنزف".
وزاد بالقول: "ندين كل هذه الجرائم هؤلاء أهلنا لا يستحقون أن يمارس عليهم هذا الظلم والقهر بعد التجويع والحصار ولكن هذه ابتلاءات".
خالد مشعل: أحداث #الغوطة جريمة تحدث على مرأى ومسمع من العالم#هاشتاج pic.twitter.com/ZVRWDK4vJt
— برنامج هاشتاج (@ajmhashtag) February 25, 2018
وتفتح هذه التصريحات القديمة لخالد مشعل، تساؤل عريض مفاده، ما الذي استجد راهنا لكي تخلع حماس مبادئ التزمتها لعقد من الزمن حينما رأت أن نظام الأسد قتل شعبه وأنه ذاهب نحو تدمير سوريا؟ وهذا ما أثبتته الوقائع الميدانية.
مواقف هنية
أما إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" حاليا، فقد برر سابقا موقف الحركة من مقاطعة نظام الأسد.
وفي "مؤتمر متحدون من أجل العودة" في غزة قبل تسع سنوات، قال هنية: "حتى حينما حددنا موقفنا مما يجري في سوريا، حددناه لأننا لا يمكن أن نكون إلى جانب نظام يقتل شعبه، ومن وقف معنا في الحق لا نقف معه في الباطل (كررها مرتين)".
كما قال هنية عندما كان يشغل حينها رئيس الحكومة الفلسطينية المنتخبة آنذاك، في مقابلة على الجزيرة بتاريخ 1 فبراير 2012 "مواقفنا فيما يتصل بسوريا نابع من فهم وقناعة ومصداقية وأخلاقية ومبادئ وهذه ليست خاضعة لا من قريب ولا من بعيد للابتزاز السياسي".
وأكد هنية في مقابلة مع قناة الجزيرة في مطلع فبراير 2022، حول خروج حماس من سوريا عام 2012، أنه كان بسبب أن الحركة كانت منسجمة مع أدبياتها".
ومضى يقول: "حتى أننا طلبنا من حزب الله أن لا يكونوا في هذا المربع وأن تبقى البندقية موجهة نحو الاحتلال الإسرائيلي".
وأمام ما تقدم، فقد بدأت حماس تزحف نحو النظام السوري شيئا فشيئا، منذ عام 2018 وبدا واضحا أنها في طور الاستدارة الكاملة نحوه، وأنها تنتظر التوقيت المناسب لإعلان ذلك.
ولعل ما مهد لذلك، هو إجابة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في لقاء مع وكالة سبوتنيك الروسية في 11 يونيو 2018، على سؤال حول مسؤوليته عن تدمير العلاقات مع نظام الأسد.
وقال هنية وقتها: "نحن وقفنا إلى جانب الشعب السوري، ولكن لم نكن يوما في حالة عداء مع النظام السوري، وأن ما يجرى في سوريا تجاوز الفتنة إلى تصفية حسابات دولية وإقليمية".
وتعرض هينة عقب تصريحاته اللينة من نظام الأسد، لسيل من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.
حيث ذكّر ناشطون سوريون هنية، بأن قمع الثورة السورية فضحت كذبة شعار نظام الأسد في "تحرير فلسطين"، ولا سيما بعد تعرض الفلسطينيين لحرب إبادة جماعية داخل مخيم اليرموك جنوب دمشق، على يد قوات النظام السوري ومليشيات إيران.
"خذلت الدماء"
وفي هذا الإطار نشر الكاتب السوري حسام جزماتي على صفحته الشخصية في فيسبوك قائلا: "حماس قبل أن تخذلنا خانت دماء شهدائها الذين قاتلوا وقُتلوا في مخيم اليرموك وغيره من المخيمات في سوريا. نسأل الله أن يجعل مصالحة النظام عليهم حسرة، ثم يُغلبون".
اللافت أن ثلة من العلماء المسلمين خاضوا مناقشات جادة مع "حماس"، لدفعها للتراجع عن موقفها من إعادة علاقاتها مع النظام السوري، إلا أن ذلك لم يثن الحركة عن قرارها، رغم تأكيد العلماء أن في هذا القرار "مفاسد عظيمة ولا يتفق مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية".
وسبق أن أصدر الداعية الموريتاني محمد الحسن الددو كلمة صوتية، أفتى فيها بعدم جواز استعادة العلاقات مع النظام السوري.
وقال الددو مخاطبا حماس: "لا أرى أنه يجوز لكم أن تربطوا مع بشار الأسد أي علاقة لما في ذلك من تلويث للحركة وتشويه سمعتها وإلحاق الضرر الكبير لدى عمقها وهي الأمة الإسلامية وأهل السنة بالخصوص".
كما أصدر المجلس الإسلامي السوري المعارض، في 23 يوليو 2022، بيانا عد فيه "إعادة حماس علاقتها مع العصابة المجرمة الحاكمة في سوريا يستكمل مشهد اصطفاف الحركة مع المحور الإيراني الطائفي المعادي للأمة".
وأكد المجلس أن "محور إيران يتاجر بالقضية الفلسطينية خداعا ويوغل في سفك دم المسلمين بسوريا والعراق واليمن".
وأكدت الوقائع الميدانية نجاح طهران في توظيف جزء من الفصائل الفلسطينية وتوريطها في قتل وتهجير فلسطينيي سوريا عقب اندلاع الثورة السورية في مارس 2011.
وعملت مليشيات فلسطينية على تجنيد المقاتلين من مختلف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بسوريا، وزجتهم للقتال إلى جانب النظام السوري، وورطتهم في حصار مخيماتهم، فضلا عن قتل وملاحقة المناوئين للأسد.
واستهجن الفلسطينيون زج إيران بمليشياتها لاستباحة مناطق يقطنها لاجئون منذ خمسين سنة، لدرجة أن التهكم وصل مداه حينما وجه هؤلاء أسئلة لحزب الله اللبناني: هل طريق القدس يمر بمخيم اليرموك والحجر الأسود؟
وعاد المجلس الإسلامي السوري المعارض، ونشر بيانا بتاريخ 17 سبتمبر 2022، قال فيه إن "حركة حماس بعد مضيها في التطبيع مع عصابة الإجرام وارتمائها في أحضان إيران قد انحرفت بوصلتها عن القدس وفلسطين".
وأضاف أن "الحركة خذلت أبناء الأمة خصوصا في الشام والعراق واليمن، تلك البلاد التي عاثت فيها ملالي إيران وعصاباتها الطائفية فسادا وقتلا وتدميرا".
ضياع البوصلة
من جانبها، نشرت جماعة "الإخوان المسلمون في سورية"، بيانا بتاريخ 19 سبتمبر، حول إعادة حماس علاقاتها مع النظام السوري، دعت فيه الحركة إلى عدم الأخذ "بضغوط اللحظة الحاضرة إلى ضياع البوصلة".
إذ يرى مراقبون أن إيران استغلت دعمها المالي والعسكري المتواصل لحماس منذ سنوات طويلة في الضغط على الحركة وإجبارها على إعادة علاقتها مع الأسد، في ظل التغيرات الإقليمية التي تشهدها المنطقة حاليا، وسيطرة ممثلي الثورة المضادة المطبعة مع الاحتلال على بلدان الربيع العربي.
وقالت الجماعة: "لا تفجعونا بكم فأنتم أصحاب قضية عادلة، ولا تنسوا أنا في سورية أصحاب قضية عادلة أيضا، ولا تدعوا قضيتكم نهبا لتدبير تكتيكي يجافي المبادئ، ولا تلوثوا خطّكم الجهادي بدماء إخوانكم في بلاد الشام والعراق واليمن".
ومما جاء في البيان كذلك: "نحن لا نصدق أن الأنظمة التي تهدم المدن على رؤوس أصحابها تعمل على تحرير فلسطين، ونعتقد أن تلاقيكم مع إيران تلاقٍ عابر، بينما تلاقيكم مع الشعوب في سورية والعراق ومصر هو التلاقي الأصيل وهو العمق الجغرافي لفلسطين".
وختم البيان بدعوة حماس إلى "إعادة حساب الأولويات جيدا"، وزاد بالقول: "لا تلقوا بأيدكم إلى هاوية يصعب انتشالكم منها، وخندق يصعب فيه الدفاع عنكم".
بدوره، تبرأ الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية بالأراضي المحتلة عام 1948 (الفرع الشمالي)، من خطوة حماس الجديدة.
وكتب في تدوينة عبر فيسبوك: "أما أنا فسيظل بشار الأسد ونظامه في عيني، مجرمين وقتلة، قتلوا قريبا من مليون وهجروا أكثر من 12 مليونا من أبناء الشعب السوري الشقيق، ولن يتغير موقفي هذا حتى وإن غيرت موقفها منه جماعات وحركات ودول".
وزاد قائلا: "موقف النظام الدموي الطائفي، لم يكن إلا قائمة من المجازر بدءا من مجزرة تل الزعتر 1976 ومرورا بتواطئه في مجزرة صبرا وشاتيلا عام1982 وانتهاء بمجزرة تدمير مخيم اليرموك، فتهجّر أهله من السوريين والفلسطينيين زيادة على مجازره بحق السوريين وكانت أبرزها مجزرة حماة عام 1982".
وتساءل الشيخ قائلا: "كيف يمكن لنظام بشار أن يساهم وأن يعزز التقارب معه بتحرير فلسطـين وهو الذي ارتضى أن تُحتل أرضه من قبل روسيا وإيران وما تزال الجولان السورية محتلة منذ عام 1967 من قبل إسرائيل؟".
وراح يقول: "أبرأ إلى الله من كل موقف يعطي الشرعية لحكم دكتاتوري لطائفة لا تمثل إلا 11 بالمئة من الشعب السوري وتتحكم هي ومجموعات طائفية أخرى تساويها عددا بالقهر والحديد والنار بـ80 بالمئة من الشعب السوري هم من أهل السنة، بينما يتشدق هذا النظام بشعارات الممانعة والمقاومـة".
وأضاف: "أعتز بهويتي ووطنيتي الفلسطينية، ولكنني أعتز أكثر بهويتي الإسلامية، وبناء عليه فإن دم الفلسطيني الذي تسفكه إسرائيل ليس أغلى ولا أكرم من الدم السوري الذي يسفكه نظام بشار وحلفاؤه، ولا أن الطاغوت العربي السوري أفضل من الطاغوت الصهيوني الإسرائيلي، فالطاغوت هو الطاغوت".
وختم الخطيب بالقول إن "الطريق إلى القدس لا بد أن تمر عبر دمشق والقاهرة، لكنها ليست قاهرة السيسي ولا دمشق بشار، وإنما هي قاهرة ودمشق الشعبين الشقيقين، المصري والسوري، يومها واليوم وغدا، يوم ستقول هذه الشعوب الخيرة كلمتها إن شاء الله".
وحاولت "الاستقلال" الحصول على رد من حماس بشأن الأسباب التي دفعتها للتطبيع مع نظام الأسد، إلا أن الحركة لم ترد على الأسئلة.