موقع عبري: محمود عباس لا يهتم بالانتفاضة ويريد فقط الحفاظ على السلطة
.jpg)
يتهم كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية إسرائيل بالمسؤولية عن الموجة الأخيرة من التصعيد في الضفة الغربية، على إثر اقتحامات الجيش المستمرة إلى المدن ومخيمات اللاجئين.
وأشار موقع "نيوز ون" العبري إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعارض انتفاضة ثالثة ويخشى أن يسقط حكمه.
وأوضح أن "المهم بالنسبة له الآن، الحفاظ على عرشه ونقل السلطة بشكل منظم إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ".
تعاظم المقاومة
ويرى الموقع العبري أن جزءا كبيرا من تعاظم المقاومة ينبع من استنفاد آليات الأمن الفلسطينية، الأمر الذي يؤدي إلى عدم وجود حكم في مناطق معيّنة من الضفة الغربية.
وهذا بدوره يجعل تلك المناطق وأهمها مدينتا نابلس وجنين "أرضا خصبة لنمو المقاومة".
ويخشى رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن من التصعيد الأخير في الضفة الغربية، والذي يمكن أن يزعزع استقرار حكمه إذا امتد إلى كل المدن.
ونقل رسائل إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مفادها أن تصاعد العنف يرجع إلى دخول قوات الجيش الإسرائيلي بانتظام إلى المدن الفلسطينية مما يخلق احتكاكا مع المقاومين المسلحين.
وقال مسؤول كبير في حركة التحرير الوطني "فتح" إن إسرائيل بحاجة إلى وقف هذه التوغلات في أراضي السلطة والسماح لقوات الأمن الفلسطيني بمعالجة الوضع.
ويوضح المسلحون الفلسطينيون أنهم يحمون السكان المحليين من الجيش الإسرائيلي.
وفي المنطقة نفسها هناك تنسيق بين الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية حماس الذين يريدون إشعال النار في المنطقة وزعزعة استقرار حكم أبو مازن، بحسب تقدير الموقع.
ويقول مسؤولون كبار في حركة فتح إنه لا يزال من الممكن احتواء أحداث العنف في شمال الضفة الغربية خاصة نابلس وجنين ومنع انتشار موجة المقاومة جنوبا باتجاه رام الله، وبيت لحم والخليل.
لكن على إسرائيل أن تكون حذرة للغاية وألا تتخذ خطوات من شأنها توسيع دائرة العنف وجر المجموعات الأخرى من سكان الضفة الغربية إلى ذلك، بحسب قوله.
وتابع: "يجب أن تكون إسرائيل حذرة بشكل خاص من العقاب الجماعي في الضفة الغربية، ولا يزال الجيل الفلسطيني الأكبر سنا يتذكر العواقب الاقتصادية الخطيرة للانتفاضة الثانية في عام 2000 ولا يريد العودة إلى هذا الوضع".
وأشار المحلل السياسي في الموقع "يوني بن مناحيم" إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية يذهبون للعمل في إسرائيل كل يوم ويريدون أن يستمر هذا الوضع، وأن يكون العيش والوضع الاقتصادي في مقدمة أذهان الجمهور في المناطق المحتلة.
ويدرك هذا الجمهور أن إسرائيل تخوض حملة انتخابية تحضيرا لانتخابات الكنيست (البرلمان) في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ومن ناحية أخرى، فإن رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، البالغ من العمر 87 عامًا، على وشك الانسحاب من النظام السياسي، في حال حسم معركة الخلافة أو إجراء انتخابات عامة.
وأردف المحلل الأمني: "ولا يوجد شيء للحديث عن استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وعن أي أفق سياسي".
ضد الانتفاضة
وقال عباس مرة أخرى إن الانتفاضة المسلحة ضد إسرائيل خطأ كبير، وصاغ فكرة "المقاومة الشعبية بالطرق السلمية"، بمعنى نضال شعبي يشمل إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف، والمظاهرات دون استخدام السلاح.
وفي الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2012، أجرى أبو مازن مقابلة مع القناة الثانية العبرية تعهد فيها بأنه طالما بقي رئيسا للسلطة الفلسطينية، فلن تكون هناك انتفاضة ثالثة ضد إسرائيل.
وقال عباس في مقابلته: "لا نريد الإرهاب ولا القوة والسلاح، نريد الدبلوماسية والسياسة والمفاوضات والمقاومة السلمية".
ويرى مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية، أن عباس لا يخشى توسع الانتفاضة جنوبا من شمال الضفة الغربية إلى رام الله وإسقاط حكومته.
فمسؤولون أمنيون فلسطينيون يسيطرون على الوضع هناك، وقد زار أبو مازن مصر مطلع سبتمبر/أيلول، وسيسافر أيضا إلى نيويورك للمشاركة في مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في ذات الشهر.
وخلافا لياسر عرفات الذي امتطى نمر المقاومة، فعباس لا يريد أن ينهي مسيرته السياسية بالدم والنار والدخان، بحسب تعبير الموقع.
وبحسب مصادر في فتح، وقع أبو مازن وحسين الشيخ الذي يعد من المقربين منه اتفاقا يتعهد بموجبه الأخير بالاهتمام بعد خروج عباس من المسرح السياسي، بتأمين أفراد أسرته، وأن الإمبراطورية الاقتصادية لنجلي الرئيس لن تتضرر.
وتزعم مصادر في حركة فتح أن موجة التوترات الأخيرة هي بمثابة تخفيف للضغط، لكنها ليست بداية انتفاضة جديدة.
ووفق ما نقل الموقع، فإن الشارع الفلسطيني في الضفة ليس معنيا بانتفاضة الآن ويعرف أنه لا غرض لموجة التصعيد الحالية وأنها ستنتهي، فالانتفاضة وضع سياسي واجتماعي وعسكري ونفسي.
ويوضح أحد كبار أعضاء حركة فتح أن الأمر الذي يتطلب إجماعا وطنيا لجميع الفصائل وتطبيق هذا التوافق في جميع مجالات الحياة، هو ليس الوضع الذي نحيا به اليوم، فلو أن اسرائيل لم تتصرف بغباء لما وصلنا إلى هذا الوضع.
فاليوم لا توجد قيادة موحدة تقود الانتفاضة، ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن يعارض ذلك بشدة.
وبين أن القوة العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية ليست كافية لبدء انتفاضة مسلحة ضد إسرائيل بدون حركة فتح.
ولفت المحلل السياسي إلى أن المجتمع الفلسطيني منقسم دون إجماع وطني.
إذ رفض عباس جميع مطالب قادة فتح بتنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بوقف اتفاقيات أوسلو وتجميد التنسيق الأمني مع إسرائيل، وهو غير مهتم بالتصعيد والانتفاضة المسلحة.