سياسي من أصول عراقية يطمح لرئاسة الحكومة البريطانية.. تعرف عليه
سلطت صحيفة إسبانية الضوء على ناظم الزهاوي، السياسي من أصول عراقية الذي يتولى مهمة قيادة الاقتصاد البريطاني وسط أزمة غلاء المعيشة.
وعلى الرغم من عدم تأكيد ترشحه لقيادة حزب المحافظين، فإنه من الأسماء التي طالما طفت على السطح خلال الحديث عن خليفة بوريس جونسون.
وفي يوليو/تموز 2022، استقال بوريس جونسون من منصب زعيم حزب المحافظين الحاكم، وسيواصل العمل رئيسا لوزراء بريطانيا إلى حين اختيار الحزب خليفة له.
وقالت صحيفة لافانغوارديا إن ناظم الزهاوي جاء ليكون وزيرا للاقتصاد في يوم من الأيام. في الحقيقة، كان جده مديرا للبنك المركزي وكانت الأوراق النقدية التي أصدرها تحمل توقيعه.
ناظم الزهاوي
لكن، لم تكن هذه العملات من الجنيهات البريطانية بل من الدنانير العراقية، ولم تحمل صورة الملكة إليزابيث الثانية أو ونستون تشرشل (رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية)، ولكن صور قادة الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن هذا المصير لم يكن ممكنا لو لم يقرر والد الزهاوي، وهو رجل أعمال كردي، أواخر السبعينيات، مغادرة البلاد بعد أن أصبح مهددا بقضاء بقية حياته في السجن.
علاوة على ذلك، لو لم يكن لدى والد الزهاوي المال والروابط للحصول على تذاكر الرحلة الأولى إلى لندن، لما تقلد ابنه هذا المنصب.
ولو كان رد فعل أجهزة المخابرات والأمن التابعة للنظام العراقي وقتها أكثر جدية، لما وصل الزهاوي من بغداد إلى أعلى المناصب في لندن، وفق قول الصحيفة.
ونقلت لافانغوارديا عن الزهاوي قوله: "ما زلت أعاني من كوابيس عندما أتذكر كيف توقفت المحركات عندما كانت الطائرة بالفعل على المدرج على وشك الإقلاع، ورفعوا سلما وصعد اثنان من رجال الشرطة وتوجهوا مباشرة إلى حيث كان يجلس والدي".
لكنهم استمروا واعتقلوا الرجل الذي كان خلفه مباشرة وسط صراخ واحتجاجات، دون مزيد من التفاصيل.
وأضافت الصحيفة أن ناظم الزهاوي، البالغ من العمر الآن 55 عاما، نشأ في إنجلترا (مارغريت) تاتشر (رئيسة وزراء سابقة) بدلا من عراق (الرئيس الراحل) صدام حسين.
وبدلا من تجنيده بعد سنوات للقتال في الحرب ضد إيران، وهو مصير كان محتوما نظرا لسنه، حتى لو كان حفيد رئيس البنك المركزي؛ ذهب إلى المدرسة في ساسكس (جنوب شرق إنجلترا).
في البداية كانت عمومية، وعندما سمحت إمكانيات الأسرة بذلك، توجه إلى القطاع الخاص. ونقلت الصحيفة أن شركة والد الزهاوي أفلست بالتزامن مع اقتراب دخول ناظم إلى الجامعة.
الشيء الوحيد الذي تمكنوا من توفيره من الدائنين هو سيارة قديمة بنية اللون من طراز فوكسهول، والتي أراد الشاب العراقي أن يجني عبرها بعض المال، من خلال العمل كسائق سيارة أجرة، حتى يوفر على الأقل بعض الأساسيات.
رفضت والدته رفضا قاطعا، ورهنت المجوهرات التي جلبتها من العراق، والتي كانت ذات قيمة كبيرة.
وبهذا الشكل، لم تتمكن العائلة فقط من دفع تكاليف تعليم ابنها، ولكن زوجها كان قادرا على بدء أعمال أخرى، والتي كانت أفضل بالنسبة له.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير المالية البريطاني الحالي لم يعان من الحاجة مرة أخرى بعد الأزمة التي مرت بها العائلة.
ومنذ تخرجه في الكيمياء بكلية لندن الجامعية، أسس شركة لبيع سلع ألعاب تليتبيز المعروفة.
وفي وقت لاحق، حصل على شراكة جيفري آرتشر، الذي كان سياسيا محافظا وأصبح الآن روائيا، لاستثمار الأموال (بالروايات). ومن تلك الصداقة ولدت حياته السياسية.
أزمة حزب المحافظين
انتخب الزهاوي مستشارا في ضاحية واندسوورث بلندن، الدائرة المفضلة لمارغريت تاتشر، وعندما ترشح آرتشر لمنصب عمدة لندن، أحضر الشاب اللامع المولود في بغداد إلى فريقه.
جرى قطع الحملة بسبب فضيحة تورط فيها السياسي، وكلفته في النهاية عامين في السجن بتهمة الحنث باليمين.
لكن وزير الخزانة الحالي أعاد تدريب نفسه، وأسس شركة استطلاع يوجوف (لا تزال موجودة)، باع أسهمه مقابل مليون ونصف يورو، وهو أحد أغنى سبعة أعضاء في البرلمان.
كان كبير الإستراتيجيين في شركة جلف بتروليوم النفطية، براتب نصف مليون يورو سنويا، وفاز بمقعد في البرلمان لتمثيل مدينة ستراتفورد أبون-آفون.
ونوهت الصحيفة بأنه على الرغم من ثروته الكبيرة، فإن الزهاوي لم يستطع تجنب إغراء المطالبة وتحميل البرلمان نفقات توصيل الكهرباء إلى إسطبلات مزرعته، والتي قدرت تكلفتها بحوالي خمسة آلاف يورو.
في الواقع، هو مغرم بركوب الخيل ولديه عدة خيول. في وقت لاحق، نجا من الفضيحة، وعينته رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي وزيرا لشؤون الأطفال والأسر عام 2018.
ثم نقله رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون إلى حقيبة الأعمال، وبعد ذلك إلى الصحة لتولي مسؤولية توزيع لقاحات كورونا، والتي كانت ناجحة تماما.
يقول معلمه اللورد آرتشر: "إنه منظم بالفطرة، يمكنك أن تخبره أنك بحاجة إلى ست سيارات أجرة وثلاث طائرات وطائرتي هليكوبتر وحافلة، وسيتمكن من توفير ذلك".
مؤخرا أصبح الزهاوي في قلب أزمة حزب المحافظين. وتحديدا، كان في السادس من يوليو/تموز وزيرا للتعليم، وعين بعد يوم واحد وزيرا للاقتصاد، بعد استقالة ريشي سوناك.
وبعدها بأيام، قال لجونسون إنه يتعين عليه الاستقالة. لم يعلن ترشيحه لزعامة الحزب، لكن ذلك الطفل الذي ولد في بغداد وهرب بصعوبة من صدام لم يقل كلمته الأخيرة بعد، وفق الصحيفة.
في وقت لاحق، أعلن رئيس الاقتصاد الجديد، ناظم الزهاوي، عزمه الترشح ليحل محل جونسون. لكن، هناك بالفعل ستة نواب عبروا عن تطلعاتهم لهذا المنصب.
ومن بين هؤلاء المرشحين، يبرز وزير الخزانة السابق ريشي سوناك، الذي أعد حملته من خلال بث فيديو ترويجي وفريق معاونين يساعده.
وعلى نفس المنوال، قال وزير النقل جرانت شابس على صفحات "صنداي تايمز" إنه، في حال انتخابه، سيعد ميزانية طارئة للتعامل مع التضخم تشمل تخفيضات ضريبية ومساعدات للشركات ذات الاستهلاك المرتفع للطاقة.
أما الزهاوي، من أصل عراقي، فقد وعد بأنه في حال انتخابه، سيخفض الضرائب على العائلات والشركات، ويزيد الإنفاق الدفاعي، وينفذ إصلاحات في قطاع التعليم.
وبالمثل، قدمت وزيرة الدولة السابقة لشؤون المساواة كيمي بادنوش ترشيحها عبر صفحات صحيفة "التايمز"، وذكرت أنها تبحث عن حكومة "قوية"، لكنها تركز على القضايا "الأساسية".