انتقد قمعها.. هجوم فلسطيني على سلطة رام الله لمحاولتها تشويه خطيب الأقصى

12

طباعة

مشاركة

في خطبة الجمعة 24 يونيو/ حزيران 2022 بالمسجد الأقصى التي حضرها أكثر من 50 ألف مصل، تحدث الشيخ عكرمة صبري (83 عاما) عن قمع السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، إلى جانب تحذيره من أطماع الاحتلال الإسرائيلي بالحرم القدسي.

وعلى خلفية تصاعد انتهاكات أجهزة السلطة الفلسطينية بالضفة، طالب خطيب الأقصى بإطلاق سراح الطلاب والمسجونين السياسيين في سجن أريحا الذي وصفه بالمسلخ، دون قيد أو شرط، مؤكدا أن "المعتقلين فيه يتعرضون لتعذيب مؤلم".

وتطرق الشيخ صبري في خطبته إلى الأحداث الأخيرة التي وقعت في جامعة النجاح بنابلس، والتي شهدت اعتداء أمن الجامعة على الطلاب والطالبات وقمعتهم ورشت غاز الفلفل في وجوههم، قائلا إنها "أحداث مؤسفة وغير حضارية".

ما قاله خطيب المسجد الأقصى في خطبته، استفز مسؤولين بالسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، مما دفعها لشن حملة إعلامية ضده، كما أصدر عدد من مسؤوليها تصريحات تهاجم الشيخ صبري وتشوه سمعته.

وكان أبرزها قول أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، إن مهاجمة الأجهزة الأمنية من قبل صبري تواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي، وتجاوز خطير بحق الوطنيين من أبناء شعبنا، ويحق للسلطة اتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف هذا التجاوز.

الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة على تويتر، ودفع ناشطين للرد على الإساءات الموجهة لخطيب الأقصى بإطلاق حملة #كلنا_عكرمة_صبري، أعلنوا خلالها مناصرته وتضامنهم معه وتأييدهم لكل ما قاله في خطبته، ومطالبتهم بتنفيذه وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين. 

واستنكروا تصعيد السلطة الفلسطينية تجاه الفلسطينيين وإصرارها على ممارسة الاعتقال السياسي والاستدعاءات اليومية والملاحقات التعسفية للأبرياء القابعين في سجونها، بالإضافة إلى مطاردة الأسرى المحررين وتهديد أمن الكوادر.  

وانتقد ناشطون انشغال السلطة الفلسطينية بكلمات الشيخ صبري، ومهاجمته، وتركها انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقدس والأقصى، في تأكيد على أن المصالح مشتركة مع الكيان.

بدورها، استهجنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الحملة الإعلامية التي شنها بعض المغرضين ضد الشيخ صبري عقب حديثه عن الاعتقالات السياسية بحق النشطاء والمناضلين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وعدت ذلك محاولة لتكميم الأفواه وقمع الأصوات الحرة التي تنادي بإنهاء الاعتقال السياسي في سجون السلطة، مجددة مطالبها بوقف الاعتقال السياسي، وما يرافقه من انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين، والعمل على تعزيز الجبهة الداخلية.

والشيخ عكرمة صبري، يخطب بالمسجد الأقصى، ويرأس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وكان مفتيا للقدس والديار الفلسطينية في أكتوبر/تشرين الأول 1994 حتى أحيل على التقاعد في 2006 لمواقفه المناهضة للسلطة الفلسطينية.

تضامن وتعاضد

وأعرب ناشطون عن تضامنهم مع خطيب الأقصى، مؤكدين أنه أحد الرموز الوطنية الفلسطينية وأمين منبر مسرى الرسول الكريم وحامل لواء الدفاع عن الأقصى بوجه مخططات الصهاينة المعتدين، وصوت الحق الذي لا يكل ولا يمل.

وتعليقا على هذا التطور، قال الباحث راجي الهمص، إن الرجل جبل ثابت لم تزحزح ثباته كثرة المحن، وما زال قسمه الذي رددته الجماهير في كل أرجاء المعمورة بحماية الأقصى حاضرا يتردد صداه، مطالبا كل من سمح لنفسه بمهاجمة الشيخ الثمانيني أن يراجع حساباته.

من جانبه، قال الإعلامي الفلسطيني أيمن دلول، إن فضيلة الشيخ عكرمة صبري ليس مجرد خطيب للمسجد الأقصى، بل هو جبل شامخ لن يضره تطاول الأقزام والجهلة.

وأضاف، "أدامك الله يا شيخنا عامود خيمة نستند إليك كلما اشتدت الخطوب وارتفعت أمواج المعتدين على أولى القبلتين".

ووصفت المغردة زهراء، عكرمة صبري بأنه "رجل وطني من الطراز الأول". وأكدت سندس مسعود، أنه شخصية يجمع عليها الكل يخشاها الاحتلال.

تأييد واسع

وأعلن ناشطون تأييدهم لما قاله الشيخ صبري خلال خطبته، إذ نشر الباحث الفلسطيني في الشؤون السياسية والتاريخية محمد فارس جرادات، صورته، قائلا: "هذا المفتي المقدسي لا يحرض، بل يقول الحقيقة، فيا لوجع الحقائق!

وأكد الصحفي أحمد أبو نصر، أن كلمة الحق ستبقى شوكة في حلق أذناب السلطة والذين نسجوا مصالحهم على ويلات الشعب الفلسطيني.

وأكد المصور الصحفي محمود أبو زياد، أن هذا الشيخ الجليل، فضح عارهم وذكرهم بسوء أفعالهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان وخاصة الضفة الغربية عبر سنين طويلة، مضيفا أن "سجن ومسلخ أريحا ما هو إلا أكبر دليل".

سلطة متواطئة

وصب ناشطون غضبهم على السلطة الفلسطينية التي عمدت إلى الإساءة لخطيب الأقصى، معربين عن رفضهم لقبول كل ما يصدر عن سلطة تصر على التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

الكاتب والسياسي الفلسطيني فايز أبو شمالة، أشار إلى أن عصابة التنسيق والتعاون الأمني في رام الله أطلقت مجموعة من الكلاب المدربة على النباح، تنبح على الشرفاء من الوطن الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأضاف: "كلاب التنسيق والتعاون الأمني بدأت تهرهر خلف الشيخ عكرمة صبري".

وهاجم عصام رمزي، حركة فتح قائلا: "لمجرد أن تنتقدهم بأخطائهم تجدهم أول من يشككون في وطنيتك وتتعرض لحملة قذرة مثلهم تماما، فقط لمجرد انتقاد الشيخ عكرمة صبري في خطبة الجمعة عن مسلخ أريحا هاجمه كلاب أثر السلطة وسحيجتهم".

وأشار علاء قدوحة، إلى أن حركة فتح لديها تاريخ حافل بتشويه القيادات الوطنية وتعزيز قيادات التنسيق الخياني.

 وعد براء كمال، أي هجوم من منسق ضد رمز وطني وديني بمثابة إضافة لتاريخه المشرف والمقاوم.

إعلام مأجور

واستنكر ناشطون استخدام إعلام السلطة المأجور في حملة التشوية ضد الشيخ صبري الذي كرس حياته لخدمة دينه ووطنه أكثر ممن يدعون الوطنية، مؤكدين أنها لن تؤتي ثمارها.

وانتقد الصحفي عمار قديح، عمل الإعلام الأصفر المأجور ضد الشيخ عكرمة صبري أكثر مما عمل ضد انتهاكات الاحتلال للقدس والأقصى.

وتساءل: "لهذه الدرجة أوجعتكم كلماته الصادحة بالحق على منبر الأقصى ضد ظلمكم وتعذيبكم للشرفاء في مسلخ أريحا؟".

ولفت صالح أبو تميم، إلى أن الإعلام الأصفر لا يريد من شخصية كالشيخ عكرمة صبري أن يطالب بالعدالة ويرفض كل الاعتقالات السياسية وجرائم الأجهزة الأمنية في مسلخ أريحا وما حدث بجامعة النجاح. وأكد محمد الهلالي، أن إعلام السلطة الأصفر لن يستطيع ثني الشيخ عكرمة صبري أو من على نهجه من قول كلمة الحق. وتساءل محمود محمد: "ماذا ننتظر من إعلام يرأسه حاشية التنسيق الأمني عندما يتحدثون عن مفتي القدس السابق وخطيب المسجد الأقصى".