بعد مقتل "مدثر".. انتقادات واسعة للأنظمة العربية لتجاهل جرائم الهند بحق المسلمين

12

طباعة

مشاركة

بعد مواصلة الإساءة، صعد ناشطون على تويتر، مطالبهم باتخاذ موقف رادع تجاه الهند بعد ما تبناه الحزب الحاكم من تصعيد متعمد تجاه المسلمين، تجسد في استهداف مظاهراتهم الرافضة للإساءة للرسول، والتعدي عليهم بالضرب والتنكيل والاعتقال وهدم منازلهم وقتل المدنيين. 

السلطات الهندية، هدمت منازل ثلاثة من المعتقلين على خلفية احتجاجات رافضة للإساءة للنبي الكريم في مدينتي سهارنبور وكانبور، بزعم أنها "ممتلكات غير قانونية".

فيما نشرت "الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام"، مقطع فيديو يظهر فيه مسلم هندي يتكاثر عليه عشرات الهندوس يضربونه بالعصي ويرجمونه بالحجارة، مشيرة إلى استشهاد الشاب مدثر خان في الهند وهو يدافع عن رسول الله.

وأكدت الهيئة أن رسائل الاستغاثة تتوالى على منصاتها لنصرة نبي الإسلام، داعية إلى توحيد الصفوف لنصرة المستضعفين، ونشرت رسالة يقول صاحبها إن "الشرطة تقتل الأطفال، يدخلون المنزل ويأخذونهم بعيدا.. من فضلك ارفع صوتك من أجلنا".

وفي 11 يونيو/حزيران 2022، أفادت الشرطة الهندية بأن شخصين قتلا واعتقل أكثر من 130 آخرين خلال مظاهرات نظمها مسلمون، احتجاجا على تصريحات مهينة للنبي محمد أدلى بها مسؤولون في الحزب الحاكم.

وتعقيبا على استشهاد الشاب المسلم مدثر وتمادي السلطات الهندية التابعة للحزب الهندوسي الحاكم بهاراتيا جاناتا، أطلق ناشطون وسم #مودي_قتل_مدثر، اتهموا خلاله رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، بقتل مدثر، محملين حكام الأنظمة الخليجية والعربية المسؤولية لعدم اتخاذهم "موقفا رادعا" للنظام الهندي.

وصبوا غضبهم على دول الخليج التي توظف ملايين الهندوس، ودعوهم إلى مقاطعة العمالة الهندية وإعلان المقاطعة الاقتصادية وتفعيل العقوبات ضد الهند، كردة فعل على التطاول على الرسول الكريم وما يحصل للمسلمين من تعذيب وذل وهوان.

وأوضح ناشطون خلال مشاركتهم في الوسم، أن مدثر نزل شوارع الهند ليقول "إلا رسول الله" فقتله مودي، مشيرين إلى أن صمت مودي والأنظمة الحاكمة يعد بمثابة موافقة ضمنية على سياسة الكراهية المنتهجة ضد المسلمين في الهند.

وأكد أن ما يحدث في الهند وصمة عار على المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية الدولية التي تدعي مناصرتها لحقوق الإنسان، على رأسهم الأمم المتحدة، واتهموهم بالنفاق وانتقاء القضايا التي يناصروها وفقا لمصالحهم ومخطط علاقاتهم في المنطقة.

وأعربوا عن غضبهم من ضعف المسلمين وتكالب الأمم عليهم، وأن غضبهم أصبح "لا وزن له"، مع أنه في عهد قريب كانوا "أسياد الدنيا" وكانوا يحكمون أغلب الكرة الأرضية، معربين عن ثقتهم بأنهم سيستردون قوتهم.

وتداولوا مقاطع فيديو تثبت أن الهندوس شاركوا مع الشرطة الهندية في قتل المسلمين وتعذيبهم وتدمير ممتلكاتهم، مؤكدين أن "الهندوس لديهم هوس كره المسلمين".

خيانة وخذلان

وحث ناشطون، حكام الخليج على طرد كل هندوس الهند "كأقل واجب" لنصرة الرسول الكريم، مؤكدين أن سبب الإساءة للرسول وإهانة وتعذيب المسلمين "هو خيانة الحكام وخذلانها للشعوب".

الباحث السياسي اليمني، ياسين التميمي، أشار إلى أنه "في الهند يتعرض المسلمون لهجمات وحشية من قبل الشرطة والمتعصبين الهندوس، بينما في دول الخليج يعيش الملايين من الهندوس ضمن تسهيلات لا يحصل عليها غيرهم من المسلمين".

وتساءل: "متى ستستخدم هذه الورقة لكبح جماح موجة الهندوتفا ووقف الإرهاب الهندوسي؟".

وكتب مغرد يدعى "الشافعي": "الهند تقتل المسلمين، بينما في دول الخليج يستقبلونهم وكأنهم يستقبلون أحد الصحابة، قاموا ببناء المعابد الهندوسية الوثنية في الخليج لكي تعبد فيها الأصنام من دون الله، ثم يزعمون أنه السلام، هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين". وحث المغرد هادي، دول الخليج العربي على طرد سفراء دولة الهند ورعاياها "نصرة لنبينا وسيدنا محمد صلى عليه وسلم ونصرة للمسلمين". وتساءل حسين محمد الفاعور: "لماذا هذا الصمت والخذلان العربي، دول الخليج لديها أكبر جاليات هندوسية على أرضها من عمالة إلى تجارة، ألا يستحق ديننا الحنيف نصرة منهم بأن يقوموا بطرد الهندوس والتهديد بتسليح مسلمي الهند ضد نظام الهندوس الأرعن؟".

وقال الفاعور: "استيقظوا يا عرب واستحيوا من الله الذي أسبغ عليكم نعمه وأعزكم بهذا الدين".

وأشار ناصر بن علي، إلى أن "عدد مسلمي الهند يقدر بـ 200 مليون مسلم"، معربا عن تعجبه "من استضعاف هذا العدد الهائل وإهانته واضطهاده بطريقة وحشية ولم تخرج دعوات النفير ضد هذه الحكومة العنصرية".

وتساءل: "هل ينظرون العون والمساعدة من أمم هم أهون وأضعف منهم؟"، مؤكدا أن "هذا العدد قادر على تشكيل دولة رغم العالم كله لكنه الهوان والضعف".

نفاق عالمي

واتهم ناشطون رئيس وزراء الهند وكل الموالين له والصامتين على جرائمه والمتمسكين بالعلاقات مع الهند بـ"قتل مدثر"، متهمين المنظمات والهيئات الدولية والحقوقية بـ"النفاق" لصمتها على ما يحدث للمسلمين في الهند، بينما تنتفض إذا مس أي شيء غير المسلمين.

الناشط اليمني، الشرعي أسعد، تساءل: "أين أدعياء حقوق الإنسان؟ أين أدعياء التسامح والتعايش؟".

وأشار إلى أن المسلم الهندي مدثر صرخ في الهند إلا رسول الله فقتلوه بدم بارد، داعيا للتغريد على وسم مودي قتل مدثر.

ورد عليه أحد المغردين، قائلا: "ليس مودي وحده هو الذي قتل مدثر، بل كل الخونة والمتخاذلون كانوا سببا في قتله نتيجة تخاذلهم". وخاطب محمد رضوان العويني، أمة المليارين، بأن مودي قتل الشاب مدثر خان، برصاصة في الرأس من الشرطة أثناء احتجاجه على إساءة مودي لرسول الله محمد. وتساءل الأكاديمي التونسي، عبدالستار رجب: "لماذا تسكت الهيئات والمنظمات الحقوقية عن هذه الانتهاكات؟ لماذا تعتمد معايير مزدوجة حين يكون الانتهاك موجها للعرب والمسلمين؟"، محذرا من أنه "ما لم يعتدل هذا الانخرام، سيظل العالم في بؤس الانفصام الأخلاقي بين الادعاء والقيم". ودعا آخر لتصور "لو كان القتلة مسلمون والضحية غير مسلم، هل كان العالم سيسكت".

ونشر مغرد بحساب "سند الحق" مقطع فيديو يظهر تعذيب الشرطة الهندية بوحشية لمسلمين تظاهروا ضد التصريحات المسيئة للنبي الكريم.

وقال "لو أن مقطعا كهذا تسرب لشرطة مسلمة ومحتجزين مسيحيين أو هندوس أو حتى ملحدين لقامت الدنيا بمجلس أمنها ومنظماتها الأممية لتدين وتشجب وتعاقب وتحاصر الجاني، لكن والعكس هو الواقع فهم صم، بكم عمي فهم لا ينطقون".

فعاليات مناهضة

ورصد ناشطون مواقف ناصر فيها المسلمون الرسول، وأعلنوا رفضهم الإساءة له، مؤكدين أن ما نشاهده من غضب عارم يجتاح المجتمعات الإسلامية عند كل إساءة يتعرض لها النبي محمد ﷺ، يدل دلالة واضحة على القوة الكامنة في هذه الأمة رغم جراحها النازفة.

وأشار أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية، وصفي عاشور أبو زيد، إلى أن "المسلمين في ولاية مهاراسترا الهندية انتفضوا لرسول الله، رغم التضييق والاعتداءات السافرة والعدوان الهندوسي الوحشي".

ونشر نعمان أحمد صدیقي، مقطع فيديو لنساء من كشمير تركن بيوتهن وخرجن ثائرات غاضبات لما وجه من إساءات لمقام النبي الكريم، يجاهدن بما يملكن نصرة للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. ورصد آخر، خروج مسيرة حاشدة بالدراجات البخارية في المالديف تجوب شوارع العاصمة ماليه ردا على الإساءات الهندية المقيتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.