"لا يشرفنا".. هكذا استقبل ناشطون رفض إعلامي مصري مشاركة الإخوان بحوار السيسي

12

طباعة

مشاركة

خلافا لما قاله رئيس النظام المصري، عبدالفتاح السيسي، حين أطلق مبادرة الحوار الوطني في 24 أبريل/نيسان 2022 بأنها "دون تمييز"، قال الإعلامي عمرو أديب، خلال حلقة برنامج "الحكاية" المذاع على قناة "إم بي سي مصر"، في 4 يونيو/حزيران 2022، إن "الإخوان ليسوا مدعوين للحوار". 

وأضاف الإعلامي المحسوب على النظام أن "باب الحوار مع الإخوان لن يفتح، وأنا أول المعترضين على وجودهم لأنهم ليسوا مصريين، واللي نفسه منهم يدفن في مصر مش هيحصل ومش هيشموا ريحتها تاني".

تصريحات أديب، أثارت موجة غضب واستياء واسع بين الناشطين على تويتر، إذ عدها ناشطون "ترسيخا للانقسام المجتمعي والتفريق والعنصرية بين الشعب، وتسيد للكراهية وزرع للفتنة عن طريق تخوين المعارضين، لمزيد من التمكين للعسكر وتثبيت أركان النظام المهتز".

وأكد ناشطون ومعارضون مصريون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #الحوار_الوطني، #عمرو_أديب، رفضهم منذ بداية الإعلان عن الحوار الوطني محاورة نظام الانقلاب العسكري الملطخة يداه بدماء المصريين.

وأوضحوا أنهم ينظرون إلى الحوار الوطني على أنه "أكذوبة" اختلقها النظام العسكري المنقلب على الشرعية منذ 3 يوليو/تموز 2013 لشغل الرأي العام عن إفلاس البلاد، وفساد النظام، وإرسال رسائل للخارج بوجود نية للمصالحة.

ووصف ناشطون أديب بـ"المدلس" لما حمله من أكاذيب واتهامات وافتراءات على الإخوان المسلمين، وإسناد جرائم لهم قام بها النظام العسكري منذ انقلابه، مؤكدين أن دور أديب "هو الحديث للشعب عبر الشاشة بما يملى عليه من النظام".

وسخروا من استبعاد النظام لكل أطياف المعارضة، سواء المحسوبة على الإخوان المسلمين أو غيرها، ما يعني أن نظام السيسي "سيحاور نفسه والمحسوبين عليه"، مؤكدين أن "الانقلاب لا يمكن أن يكون طرفا في حل سياسي أو حوار وطني".

حوار مرفوض

وردا على ما قاله أديب، قال السياسي والحقوقي، أسامة رشدي: "الحوار مع أمثالك يا عمرو لا يشرف أحدا، وهو نوع من العبث وتضييع الوقت، فأمثالك يجري ضبطهم مثل موجات الـFM، وغدا عندما تتغير الأوضاع ستخرج وتبكي، وأمثالك هم سدنة الإرهاب والاحتراب الأهلي والانقلابات ومبررو المذابح وسفك دماء المصريين وعبيد من بيده الدبابة".

وقال البرلماني السابق، محمد عماد صابر: "نرفص مبدئيا فكرة الحوار مع القتلة والمجرمين، هذا إن كان في حوار حقيقي، فما بالك بلون حوار أشبه بمسلسل (الاختيار)، كذب وتدليس واستخفاف بعقول الشعب، وهل في العقلية العسكرية أصلا شيء يسمى الحوار؟! أم تغيرت المناهج العسكرية، وتحولت الوحدات إلى نواد ثقافية؟".

وأضاف: "مشكلتنا باختصار مع السيسي وعصابته مع شلة مجرمين أسرفوا في الكذب والقتل والنهب، والله لا يهدي من هو مسرف كذاب"، موضحا أن "عمرو أديب نموذج".

وأرفق الناشط الحقوقي، هيثم أبو خليل، مقطع فيديو لأديب يقول فيه نصا "الفلسطينيون يستحقون ما يحدث لهم، ولازم ينتهوا والخواجة الإسرائيلي سلام مريع يا عمي أنت صح!!"، وعد ذلك دليلا على أن ما يقوله عن الإخوان المسلمين بأنهم غير مصريين "عادي".

تكريس الانقسام

واستنكر ناشطون إعلان أديب رفضه للحوار مع "الإخوان المسلمين" وباقي فصائل المعارضة المصرية بالخارج، والتي وصفها بـ"المارقة"، ومنهم المرشح الرئاسي السابق، أيمن نور، الذي وصفه بـ"عمدة المعارضة غير الإخوانية بالخارج".

أديب خاطب نور قائلا: "أنت مالك ومال الحوار الوطني.. كان عندك وقت قبل ولم تقل لنا أفكارك وآراءك ليه؟ هو الآن حاب تبقى في الحوار الوطني؟.. مانت بقالك سنين سبع تمن سنين ماقولتلناش أفكارك للحوار الوطني أو ايه اللي عايز تغيره في الوطن.. إنما فجأة بقى حلو الحوار الوطني".

وعد رئيس مركز "حريات للدراسات السياسية"، طارق الزمر، ما قاله أديب، بأنه "أخطر وأوضح خطاب إعلامي يسعى لتعميق الاستقطاب السياسي وتكريس الانقسام المجتمعي لمصالح غير وطنية ولأهداف غير بريئة!!"، واصفا ذلك بأنه "منطق البيض بالبسطرمة".

ولفت آخر إلى أن الحوار الوطني الذي وصفه بـ"الحمار الوطني" في مصر مقصور فقط على "حمير الوطن"، بعدما أعلن أديب صراحة أن "الإخوان" و"المعارضة الثانية غير التابعة للإخوان التي يرأسها أيمن نور غير مدعوين للمشاركة في (الحوار الوطني)".

وأوضح أن ذلك يعني أن "الحوار الوطني" محصور بمحاورة عناصر نظام الانقلاب العسكري الحاكم مع نفسها.

وتهكم المغرد عادل الحلبي، من تصريحات أديب بشأن استبعاد كافة أطياف المعارضة من الحوار، قائلا: "أعرف أن الحوار بيكون بين النظام والمختلفين معه، مش بينه وبين المؤيدين والمقربين والمتفقين بدون حوار." وأكد الناشط، يحيى غنيم، أنه "لن يتم التصالح ولا الحوار ولا الإفراج عن أي من الإخوان أو الإسلاميين الذين وقفوا في وجه الانقلاب الدموي، فقط السيسي سيتصالح مع من روجوا له وأتوا به واستدعوه، ولكنه انقلب عليهم وسجنهم، واليوم هو مأزوم وقل ناصروه، فيستدعيهم ليفرجوا كربته، وهم سيأتون لأنهم لا يستحون".

مخاوف أديب

وهاجم ناشطون أديب وأكدوا أنه يخشى من الإخوان أكثر من السلطة، واتهموه بالتبعية للنظام وتلقي التعليمات والموضوعات التي يطرحها في حلقاته عبر رسائل مرسلة من المخابرات لتوجيه الرأي العام، مستنكرين دعوته لتجريد المصريين من جنسيتهم بقوله عنهم "دول مش مصريين". 

وحث صاحب حساب "قلم رصاص"، على تركيز النظر على ملامح أديب، موضحا أنه "خائف ومرعوب بسبب التصالح مع الإخوان لأن أكل عيشه قائم على سب الإخوان وأنهم إرهابيون مع أن عمرو وأحمد موسى وغيرهم هم قادة الإرهاب، لأن من مصلحتهم أن يبقى الوضع كما هو عليه".

وقال عابد جلودي لأديب: "لا يخشى الحوار مع الإخوان إلا أشكالك، لأنك تدرك أن الحوار لو نجح سيصير ما أنت فيه من شهرة وسلطان في حاويات الزبالة". ووصف فرج أفندي نصار، أديب بأنه "بجح"، قائلا: "عمرو أديب قال الإخوان ليسوا مصريين وملهمش في الحوار الوطني، لأن الحوار الوطني للمصريين والنظام لن يتصالح مع قتلة.. لكن عادي نتصالح ونعمل شراكة مع إسرائيل التي تسببت في استشهاد 150 ألف مصري ونحط أيدينا في أيدهم". ولفت المغرد عاطف، إلى أن "أديب ينزع جنسية الإخوان المسلمين المصرية"، متسائلا: "من ذراع من في منظومة الحكم المصرية.. السيسي أطلق على عمرو أديب ونسخه مصطلح الأذرع الإعلامية بينما الحقيقة أن هؤلاء لهم أذرع رئاسية.. أذرع حاكمة".

"موالسة" الخولي

وصب ناشطون غضبهم على عضو لجنة العفو الرئاسي، طارق الخولي، بعدما صرح لصحيفة "عكاظ" السعودية قبل أسبوعين بأنه "لا مكان للإخوان في الحوار الوطني" وتجديده للخطاب ذاته في حديث متلفز، مؤخرا بأن "أي معتقل ينتمي للإخوان مستبعد تماما من قوائم العفو كونهم يمثلون خطرا على مصر"، واتهموه بـ"الـموالسة" مع السلطة والتبعية لها.

واستنكر السياسي المصري، عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة سابقا، محمد عباس، قول النائب الخولي إن أي شخص ينتمي للإخوان ليس له عفو رئاسي، ساخرا بالقول: "انتقلنا من مرحلة المتورطين بالعنف وفي أيديهم دماء لمرحلة إن كل الإخوان برة العفو سواء متورط أو لا، لجنة العفو رسالة اتجاه من السلطة..".

وأضاف: "قلنا بلاش ترديد رواية ورأي السلطة.. أهو وصلنا للمرحلة دي.. لا مؤاخذة #الحوار_الوطني".

وأكدت مغردة بحساب "زهرة البنفسج"، أن "طارق الخولي أمنجي". فيما أشارت هالة عبدالرازق، إلى أن "طارق الخولي و غيره من العبيد ينفذون أوامر الحاكم بأمر الله".