بعد خسارة حزب الله وحلفائه بالانتخابات.. هذه أبرز المخاوف في لبنان

12

طباعة

مشاركة

بعد عقود من الرهان الإيراني والفشل الداخلي، منيت مليشيا حزب الله وحلفاؤها بخسارة واضحة بالانتخابات التشريعية الأخيرة في لبنان.

ووفق النتائج النهائية للانتخابات التي أعلنها وزير الداخلية بسام المولوي في 17 مايو/أيار 2022، فقد احتفظ الحزب وحليفته حركة أمل الشيعية التي يتزعمها رئيس البرلمان المنتهية ولايته نبيه بري، بكامل المقاعد المخصصة للطائفة الشيعية (27 مقعدا).

لكن حلفاءهما وبينهم التيار الوطني الحر بزعامة رئيس الجمهورية ميشال عون خسروا مقاعد في دوائر عدة.

وكان حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد والمدعوم من طهران، يحتفظ مع حلفائه بقرابة سبعين مقعدا من إجمالي 128 في البرلمان المنتهية ولايته.

ولم يتضح بعد العدد النهائي للمقاعد التي سيجمعها مع حلفائه، لكنه لن يتمكن من الوصول الى 65 مقعدا.

وفازت لوائح المعارضة المنبثقة عن التظاهرات الاحتجاجية ضد السلطة السياسية التي شهدها لبنان قبل أكثر من عامين بـ13 مقعدا على الأقل في البرلمان الجديد، وفق ما أظهرته النتائج النهائية.

و12 من الفائزين هم من الوجوه الجديدة ولم يسبق لهم أن تولوا أي مناصب سياسية، في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية. ومن شأن هؤلاء أن يشكلوا مع نواب آخرين مستقلين عن الأحزاب التقليدية كتلة موحدة في البرلمان.

الناشطون على تويتر، رأوا أن خسارة حزب الله في الانتخابات البرلمانية تعني هزيمة التيار الإيراني وبداية الخلاص من هيمنته، مشيدين بوعي اللبنانيين وحماسهم وإصرارهم على إبعاد التيارات الطائفية والخلاص منها عبر صناديق الاقتراع. 

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حزب_الله، #انتخابات_لبنان، #نصر الله، #انتخابات_لبنان_2022، عددوا جرائم الحزب ووصفوه بالإرهابي، منها تغطيته على السرقات والفساد وتجارة المخدرات وتفجير مرفأ بيروت وتنفيذ اغتيالات.

وأعرب ناشطون عن مخاوفهم من عدم تقبل حزب الله لنتيجة الانتخابات ولجوئه إلى أجواء اغتيالات وتصفيات بعد خسارته هو ورموز حلفائه عددا كبيرا من المقاعد بهدف تغيير المعادلة بالطرق الإيرانية.

وأشاروا إلى أن القاسم المشترك بين كل ضحايا الاغتيالات السياسية التي شهدتها البلاد، سواء سنة أو شيعة أو مسيحيين، أن جميعهم كان لديهم موقف مناهض ومعلن من سياسات حزب الله وسلاحه، وكلهم يرفضون تدخلات إيران وأذرعها.

"نهاية الاحتلال"

وفي إطار ذلك، حذرت الإعلامية كريستيان بيسري، قائلة: "فرحة اللبنانيين بخسارة #حزب_الله لأغلبيته النيابية يجب ألا تثنيهم عن التحضر للآتي: محاولات تزوير خلال الفرز؛ إن لم تنجح، تقديم طعون والضغط على القضاء؛ إن لم تنجح، تعطيل وخلق اضطرابات أمنية".

وأضافت أن العراق ليس ببعيد، خسرت الأحزاب الموالية لـ#إيران، ورغم كل المبادرات، 8 أشهر ولا حكومة بعد!.

وأوضح فارس سعود، أن الخسارة والربح في الانتخابات لا تقاس باحتساب رقمي للمقاعد لهذا ولذاك الفريق، إنما في النجاح على خوض المعركة "مع أو ضد حزب الله".

وقال: "نجح المجلس الوطني وسيدة الجبل في دفع القوى السياسية نحو هذا الخيار.. أحسنوا المتابعة وتواضعوا في المقاربة.. بدأت معركة رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان".

ورأى خليل توبيه، أن ما قاله الشعب اللبناني بأشكال مختلفة في صناديق الاقتراع "بيروت حرة حرة إيران برا برا"، وأن معركة رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان "تراكمية"، وفق وصفه.

وهنأ الصحافي والسياسي اللبناني المستقل نوفل ضو، اللبنانيين على الإنجازات المهمة التي حققوها في الانتخابات النيابية، معربا عن تطلعه إلى أن يلتزم النواب الفائزون بتنفيذ الوعود السيادية التي أطلقوها خلال حملاتهم.

خوف من الاغتيالات

وأعرب ناشطون عن خشيتهم أن يحول حزب الله خسارته إلى استعادة مسلسل الاغتيالات السياسية الإجرامية التي يمارسها في لبنان بمخططات إيرانية تطال النواب الجدد.

وقال الباحث السياسي عمر منصور، إنه لا يستبعد توجه حزب الله لإشعال الشارع اللبناني عبر سلسلة من استهداف الناشطين السياسيين بالتزامن مع زيادة واردات السلاح الإيراني للحزب وضخ المزيد من الأموال إليه لزيادة قدراته وتأهيله لتنفيذ أي قرار محتمل بإشعال حرب أهلية.

وأشار الكاتب والناشط السياسي صلاح أبو الحسن، إلى أن المعروف عن حزب الله أنه لا يعترف بهزائمه العسكرية والسياسية، بل يحولها إلى أيام مجيدة أو انتصارات إلهية، متسائلا: "هل يعوض بعد أن وعد الحلفاء بالنصر.. باللجوء إلى مسلسل الاغتيالات بالعودة إلى عام 2004؟

وواصل تساؤلاته: "هل تشبه هزيمة انتخابات 2022 مرحلة ما بعد القرار الدولي 1559؟"، محذرا من أن الغدر وارد.

كما تساءل رئيس مجلس إدارة جريدة الأنباء الأسبق عهدي فهد المرزوق: "هل خسارة حزب الله وحلفائه للانتخابات ستفتح أبواب جهنم على لبنان لعودة ثقافة الاغتيالات خصوصا اغتيالات النواب الجدد الفائزين؟"، معربا عن خوفه أن تكون الإجابة "نعم".

ورأى جمال الحسن، أن من يتوهم أن حزب الله سيرضخ لمعارضيه ويسمح بامتلاكهم الحكم والتفرد بقرارات الدولة رغما عنه "مخطئ "، مشيرا إلى أن وسائله كثيرة وأبرزها الاغتيالات وتصفية معارضيه بدم بارد كما فعل في السابق دون حسيب ورقيب. 

سحب السلاح

وأشاد ناشطون بتصدي الشعب اللبناني بكافة طوائفه لحزب الله وإسقاط مخططاته، مطالبين بسحب السلاح من حزب الله.

أحمد المزوق، قال: "المسيحيون استرجعوا قرارهم وقالوا لمن أراد جعلهم تابعين للولي الفقيه لا! ترفع لهم القبعة، والدروز مثل ذلك ونحن السنة كذلك".

وأضاف: "مسلمون مسيحيون دروز كسرنا القيد ورفضنا التهويل واسترجعنا عاصمتنا وبلدنا وقرارنا فقط عندما كنا يدا واحدة وقلنا بلا خوف لا لدويلة السلاح ونعم للدولة".

وتحدث أحد المغردين باسم اللبنانيين قائلا: "الشعب يطالب النواب الجدد بتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني والتوجه إلى إنقاذه ولبننة حزب الله والحياد وتطوير البلد واقتصاده وحصر السلاح بيد الدولة ونزعه نهائيا بمساعدة دولية.. لا تهديد بعد الآن بسلاح الإرهاب".

ورأى الإعلامي محمد الصالحي، أنه ما دام السلاح في يد حزب الله وهو الحاكم الفعلي للبنان فلن يتغير الحال حتى لو لم يحقق أي مقعد.

وتظهر نتائج الانتخابات أن البرلمان سيضم كتلا متنافسة لا تحظى أي منها منفردة بأكثرية مطلقة، ما سيجعله عرضة أكثر للانقسامات وفق ما يقول محللون.

ولا يعرف ما سيكون التموضع السياسي للمعارضين الجدد الذين ينتهج العديد منهم خطابا مطالبا بتوحيد السلاح بين أيدي القوى الشرعية، لكن يركزون كلهم خصوصا على تطوير النظام اللبناني، وإصلاح القضاء، وتحديث البلاد، وبناء المؤسسات بعيدا عن المحسوبيات ونظام المحاصصة الطائفية.

وبالتالي، قد يتحالفون مع نواب آخرين من الأحزاب التقليدية دعمت "الثورة" إلى حد ما، وتكون لهم كلمة مرجحة في البرلمان.

ويعد التصويت أول انتخابات منذ انتفاضة 2019 على مستوى البلاد لتحديد مصير النخبة السياسية، التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها فاسدة وغير ناجحة.