هدوء هش.. إعلام عبري: مصر تضغط على حماس لمنع جولة تصعيد جديدة
تحدثت تقارير عربية عن اعتزام وفد أمني مصري زيارة تل أبيب ورام الله في محاولة لتهدئة الوضع الأمني المتوتر خلال شهر رمضان.
وأفادت صحيفة العربي الجديد القطرية في أبريل/نيسان، نقلا عن مصادر مصرية، أن وفدا من المخابرات المصرية سيحاول خلال الزيارة السيطرة على التوترات الأمنية ونقل مطالب الفصائل الفلسطينية بغزة إلى الحكومة الإسرائيلية للحفاظ على التهدئة.
تفاقم الوضع
وأشارت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية إلى أنه بحسب المصادر، جرت في الآونة الأخيرة اتصالات بين إسرائيل ومصر بشأن الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وطالبت القاهرة خلال الاتصالات ببدء حوار قريب بشأن تجديد عملية السلام بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين ومنع تفاقم الوضع.
وأوضحت المصادر أن القاهرة أوصت ببدء حوارات بالتوازي مع الاجتماعات والمحادثات الجارية بين الحكومة الإسرائيلية وبعض الحكومات العربية بشأن تشكيل تحالف أمني عسكري ضد إيران.
وبحسب التقرير، هناك رؤية مصرية بشأن تخوف دول الخليج وإسرائيل من إيران وضرورة إشراك التحركات العربية مع تل أبيب في القضية الفلسطينية في محاولة للحد من نفوذ طهران.
ونفى وزير الخارجية المصري سامح شكري أخيرا أن تكون قمة النقب التي عقدت في مارس/آذار، انخرطت في تشكيل هذا الائتلاف.
وانعقدت هذه القمة بمشاركة وزراء خارجية كل من إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات والبحرين والمغرب ومصر.
وأفادت صحيفة العربي الجديد أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بقيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي، وضعت شروطا للحكومة الإسرائيلية خلال المحادثات مع المخابرات المصرية التي جرى نقلها إلى تل أبيب.
ولفتت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية إلى أنه جاء على رأس المطالب وقف جميع أشكال الاعتداء على سكان القدس والمصلّين في المسجد الأقصى.
فيما أكدت الفصائل أن غزة لا تستطيع السكوت في ظل الاعتداءات، سواء على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس أو في الداخل المحتل عام 1948.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية لحزب الله وجود بعض التوترات بين حماس ومصر نتيجة ضغوط الأخيرة على الحركة.
وبرزت التوترات بشكل خاص في موضوع زيادة الضرائب والأسعار على السلع الداخلة إلى قطاع غزة وأبرزها الوقود والغاز والمواد الغذائية.
يأتي ذلك بعد ضغوط القاهرة على حماس لمنع تدهور الوضع والانتقال إلى جولة جديدة من القتال مع إسرائيل.
وتخشى إسرائيل تعدد الجبهات داخل أراضي 48 والضفة الغربية والقدس خلال شهر رمضان.
وبحسب التقرير، فقد تفاقمت الضغوط أيضا في قضية حرق "حقائب المعتمرين" الذين عادوا إلى قطاع غزة من الأراضي المصرية.
وفوجئ المئات من المعتمرين في أبريل، بتأخر وصول حقائبهم إلى معبر رفح، ولدى اندهاشهم أبلغهم المصريون أن النيران اشتعلت في الحقائب في منطقة العريش نتيجة "ماس كهربائي".
وقالت وزارة الأوقاف في القطاع إن القاهرة أبلغتها بأنه عندما وصلت شاحنة تحمل حقائب المعتمرين إلى منطقة سبيخة في العريش، اشتعلت فيها النيران بعد حدوث ماس كهربائي.
ومن جانبهم اتهم سكان غزة الجانب المصري بسرقة تلك الحقائب. كما دعت حركة حماس مصر للتحقيق في الحادث.
كما أفادت التقارير أنهم رفضوا في مصر السماح لوفد من كبار الشخصيات في حماس بالسفر إلى الخارج عبر القاهرة ودفعه للعودة إلى غزة.
وهو حدث تكرر عدة مرات على الرغم من التنسيق بين المخابرات المصرية وشخصيات بارزة في حماس.
هدوء هش
وفي سياق متصل، تساءل موقع "أشدود نت" العبري: هل سيجرى الحفاظ على الهدوء في غزة وسط موجة التوترات الأخيرة في الضفة الغربية خاصة بمدينة جنين؟
وأفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن قوى المقاومة في غزة أكملت استعداداتها لمواجهة جديدة مع إسرائيل كما فعل الجيش الإسرائيلي بطاريات "القبة الحديدية" في الجنوب.
وتلقت حركة الجهاد الإسلامي في منطقة جنين، ضربة قوية في الأيام الأخيرة بعد اغتيال ثلاثة من عناصرها على أيدي قوات الاحتلال أثناء توجههم إلى تنفيذ عملية داخل إسرائيل، وفق المزاعم العبرية.
هذا بالإضافة إلى اعتقال 20 ناشطا آخرين في منطقة جنين، يشكلون جزءا كبيرا من البنية التحتية للمقاومة في المنطقة.
وتقول مصادر استخباراتية فلسطينية إن حماس تمكنت مؤقتا من منع حركة الجهاد الإسلامي من إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة، ردا على اغتيال عناصرها في منطقة جنين، لكن إيران تمارس ضغوطا شديدة عليها للتصعيد.
وأشار الموقع العبري إلى أنه في ظل موجة التوترات، تفكر إسرائيل بجدية في دخول جنين بالقوة وتوجيه ضربة قاسية لها، وهو ما لم تتمكن منه حتى الآن على الرغم من محاولات اجتياحها المستمرة.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" أنه لا يمنع الجيش الإسرائيلي من تنفيذ كل ما هو ضروري.
وبين أن هذا يمكن أن يؤدي إلى رد من غزة بأن تطلق حركة الجهاد الإسلامي الصواريخ على إسرائيل.
وأشار بينيت إلى أن حركة الجهاد الإسلامي هي التي تتضرر بشكل رئيس من الاجتياح البري لمدينة جنين.
ولفت الموقع العبري إلى أن حماس لا تستبعد احتمال انجرارها إلى جولة أخرى من القتال ضد إسرائيل لأنها ترى في نفسها حركة قائدة للمقاومة.
وفي الوقت نفسه، تضغط مصر على حماس لعدم التصعيد من قطاع غزة، بغض النظر عن التطورات في القدس.
وقال مصدر فلسطيني إن المصريين يحاولون الحصول على تعهد من حماس بعدم الدخول في مواجهة، حتى لو "تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء" في القدس خلال شهر رمضان.
وأضاف المصدر أن المصريين يعتقدون أن بإمكانهم ابتزاز حماس في هذا الصدد، من خلال الوسائل المتعلقة بالاقتصاد وإعادة إعمار قطاع غزة.
الجيش الإسرائيلي، من جهته، يستعد لاحتمال أن تستأنف الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وأن الجهاد الإسلامي ستحاول خلط الأوراق والدفع تجاه جولة قتال جديدة.
وأشارت صحيفة الأخبار اللبنانية إلى محاولة إسرائيل ودول أخرى في المنطقة "إفساد" العلاقة الإستراتيجية بين حماس والجهاد الإسلامي، من خلال اتهام الأخيرة بالرغبة في إثارة حرب جديدة لا تريدها الحركة الأخرى.
وأكد المصدر أن هناك توافقا بين الحركتين على الصراع مع إسرائيل وأن هناك تنسيقا بين قيادتهما وأن خطوطا حمراء جرى تحديدها مسبقا.
وزعم وزير الجيش الإسرائيلي "بيني غانتس" أنه في الوقت الحالي لا تريد حماس التصعيد.
وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد "ران كوخاف" إلى أنه "كان لدينا عام هادئ بشكل خاص في غزة نتيجة لإنجازات عملية حارس الأسوار (معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021)".
ولكن إذا لزم الأمر، نحن مستعدون أيضا لعملية حارس الأسوار 2 أو أي عملية ونشاط آخر، وفق تعبيره.