روسيا تعترض سفنا محملة بالحبوب.. هكذا تصل آثار حرب أوكرانيا إلى كل العالم

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

حذر موقع إيطالي من أن شبح أزمة الغذاء العالمية أصبح أكثر واقعية مع توالي التقارير التي تتحدث عن تأثيرات الحرب في أوكرانيا على مخزن الحبوب في أوروبا.

وبين موقع إنسايد أوفر أن أوكرانيا تنتج وتصدر نسبة كبيرة من حاجيات دول عديدة من الحبوب إلى جميع أنحاء أوروبا وإلى مختلف دول الشرق الأوسط. 

وأكد أنه من الواضح أن الصراع المستمر والوضع الحالي في بعض المناطق لا يسمح بنسق تصدير طبيعي خاصة وأن جزءا كبيرا من عمليات التصدير تجرى عن طريق البحر.

وذكر الموقع الإيطالي بأنه نتيجة الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/شباط 2022، أغلقت عدة موانئ رئيسة، مثل ميناء أوديسا، بينما أفادت وسائل إعلام  بأن القوات العسكرية لموسكو اعترضت خمس سفن محملة بالحبوب كانت تستعد للإبحار أواخر مارس/آذار.

الموانئ الأوكرانية

أورد الموقع الإيطالي بعض البيانات التي نشرها في الأيام الأخيرة في لفيف، وزير الزراعة الأوكراني رومان ليششينكو والمتعلقة بتصدير القمح من بلاده. 

على وجه الخصوص، يمر 60 بالمئة على الأقل من الكميات المخصصة للسوق العالمي عبر ميناء أوديسا، المدينة الواقعة على بعد 500 كيلومتر جنوب العاصمة الأوكرانية كييف.

كما يكتسب ميناءا ماريوبول وبيرديانسك المطلان على بحر آزوف أهمية كبيرة أيضا من هذه الناحية. 

وتشحن أوكرانيا عبر الموانئ البحرية حوالي خمسة ملايين طن من القمح شهريا إلى البلدان المشترية بينما تشحن بدلا من ذلك فقط 500 ألف طن عبر السكك الحديدية شهريا إلى بقية أوروبا. 

لذلك يعد التصدير عبر البحر أمرا حيويا لكل من أوكرانيا، التي تعد الزراعة أحد مصادر دخلها الرئيسة، وكذلك بالنسبة للبلدان التي تحصل على إمداداتها من مخزن الحبوب في أوروبا، يؤكد الموقع الإيطالي. 

وحذر من أن الحرب باتت تعيق عمليات التصدير خصوصا وأن ميناء ماريوبول أضحى غير صالح للاستخدام نتيجة المواجهات المحتدمة في المدينة.

على الجانب الآخر من أوكرانيا، أثيرت مخاوف في أوديسا، من احتمال تنفيذ القوات الروسية عملية إنزال بحري في أي لحظة مع تمركز ما لا يقل عن 14 سفينة عسكرية بحرية من موسكو أمام منطقة الميناء منذ أسابيع.

 بحسب الموقع الإيطالي، بات من المستحيل مواصلة العمليات التجارية في هذا الوضع رغم عدم نشوب معارك إلى حد اللحظة في المنطقة. 

وذكر بأنه خلال مارس، تعرضت سفينة شحن يابانية إلى هجوم من سفينة روسية حدث عن طريق الخطأ. 

كما تعرضت سفن تجارية أخرى لأضرار منذ بدء الحرب، فيما ظلت سفن أخرى راسية وغير قادرة على مغادرة الميناء.

في نفس السياق، قالت السلطات الملاحية ببنما في 17 مارس، إن ثلاث سفن ترفع علم البلاد أصيبت بصواريخ روسية في البحر الأسود منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، مما أدى إلى غرق إحداها.

وقال مدير سلطة الملاحة البحرية في بنما "نورييل أراوث": "نعلم أن ثلاثة من سفننا هوجمت بصواريخ روسية لكن أفراد الطواقم كلهم سالمون، وتلقينا أضرارا مادية، ونحن على اتصال دائم مع وزارة الخارجية".

 في المقابل، لا يزال من الممكن استخدام ميناء بيرديانسك الواقع على بحر آزوف غير البعيد عن ماريوبول حيث وصل الروس في أوائل مارس، دون إطلاق كثير من الطلقات ويبدو في حالة جيدة، وفق الموقع الإيطالي. 

ومع ذلك، يصعب الوصول إلى المدينة من غرب أوكرانيا، حيث يجرى إنتاج كميات كبيرة من الحبوب المصدرة. علاوة على ذلك، لا يسمح الروس حاليا باستخدام الميناء بالشكل المطلوب، يشرح إنسايد أوفر.

أزمة غذاء

من جانبه، ندد حاكم إقليم زابوريزهجيا، الذي ينتمي إليه ميناء بيرديانسك، بالحصار المفروض على خمس سفن للحبوب منعتها قوات موسكو من الإبحار. 

وذكر بيان صادر عن أولكسندر ستاروخ أن "الجيش الروسي استولى على خمس سفن تحمل آلاف الأطنان من الحبوب في ميناء بيرديانسك". 

يصف الموقع الوضع بالقول: "لا أحد يستطيع الدخول ولا الخروج بينما أطنان من القمح في انتظار شحنها وهناك شعور بالخوف من خسارة المحصول وعدم القدرة على تزويد البلدان المشترية".

اعتبر الموقع أن الأزمة "لا تقتصر على الحظر الحالي لهذه السفن وإنما تتعلق بمخاوف أن يستمر الوضع إلى أمد طويل، لذلك يطرح عدم اليقين بشأن مدة الصراع مشاكل إمداد خطيرة للعديد من البلدان". 

ولفت في هذا الصدد خاصة إلى دول المغرب العربي مثل تونس وليبيا ومصر وكذلك اليمن؛ الذي يعيش حالة حرب ويعاني حالة طوارئ إنسانية جارية قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية.

وأيضا في لبنان الذي شهد ارتفاعا ​​في أسعار الدقيق بنحو 40 بالمئة في بيروت. 

وفي أحد تقاريرها، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، تفاقم أزمة الغذاء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتعمق الفقر، بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا.

وبينت أن الحكومات يجب عليها حماية الحق في الغذاء الكافي وميسور التكلفة للجميع. 

إذا استمر الصراع لفترة طويلة، فستتفاقم الأزمة يوما بعد يوم وإذا تضررت العديد من البنى التحتية للموانئ خلال الحرب، فإن البلدان التي تعتمد على واردات الحبوب من أوكرانيا قد تعاني من نقص في الضروريات الأساسية لفترات طويلة، يدق الموقع الإيطالي ناقوس الخطر.

حتى الآن، من بين الموانئ الأوكرانية الرئيسة، لا يزال ميناء بيرديانسك الوحيد النشط رغم الحصار الروسي بينما جزء كبير من ميناء ماريوبول على غرار جزء كبير من المدينة، إما متضرر أو معرض للخطر. 

فيما هناك مخاوف من احتمال أن يتعرض ميناء أوديسا إلى هجوم قد يؤدي إلى تفاقم الوضع. 

باختصار، حتى إذا استمرت الزراعة في أوكرانيا فسيكون من الصعب بشكل كبير شحن المحاصيل وتصديرها إلى الخارج وقد يستغرق ذلك فترة طويلة، يختم الموقع الإيطالي.