إعادة تدوير.. غضب لبناني من ترشح متهمين في انفجار مرفأ بيروت بانتخابات البرلمان

12

طباعة

مشاركة

استكمالا للواقع السياسي المضطرب الذي يعيشه لبنان، شهد يوم 14 مارس/آذار 2022، حدثين بارزين، أولهما إعلان الرئيس نبيه بري، ترشيح علي حسن خليل، وغازي زعيتر، المتهمين في انفجار مرفأ بيروت للانتخابات النيابية المقررة في مايو/أيار من ذات العام.

انفجار المرفأ تسبب في وفاة 300 لبناني وإصابة 6500 آخرين، وتشريد حوالي 300 ألف شخص كما لحقت أضرار شديدة في المرفأ والمدينة، وفاقم من حدة الأزمة الاقتصادية؛ وما زال التحقيق حول الجهة المسؤولة عنه متعثرا، فيما يواصل أهالي ضحاياه احتجاجهم.

وكان الحدث الثاني البارز، هو فشل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في الإجابة على تساؤلات صحفية تعمل في "ذا ناشونال" الإمارات، وجهتها له في المؤتمر الصحفي الذي عقده لإطلاق حملته الانتخابية، بشأن رؤيته لاستعادة أموال المودعين والأموال المنهوبة.

جعجع أجاب على تساؤلات الصحفية قائلا: "طبعا نحن نواجه وضعية معقدة جدا في نواح كثيرة لكن المطلوب في الوقت الحالي أن نجد لكل عقدة حلها".

الحدثان أثارا غضب ناشطين على تويتر، ودفعاهم للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات النيابية والتشكيك في نزاهة غالبية المرشحين، والتأكيد على أن أهدافهم لا علاقة لها بخدمة لبنان وإنما يهدف ترشحهم لخدمة أجندات خارجية.

واستنكروا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #انتخابات_2022، و#ما_تصوت_قوات، وغيرها، تفاهة شعار "نحنا بدنا ونحنا فينا" الذي اختاره حزب القوات لحملته الانتخابية، مشيرين إلى أنه يدل على انعدام الرؤية والفشل السياسي للقوات ورعونة الحملة.

وندد ناشطون بضم لائحة المرشحين للانتخابات النيابية عددا من المطلوبين للعدالة ولصوص المصارف، وعدوا ذلك تدويرا لرموز الفساد وتغطية لجرائمهم، وتمسكا بالمنظومة الفاسدة، ناشرين صورا للتذكير بضحايا مرفأ بيروت وأخرى للمرشحين ومدون عليها عبارة "مطلوبين للعدالة".

وانتقدوا التمسك بالمسؤولين عن مشاريع السلطة المسؤولة عن تفجير المرفأ، وسرقة ودائع الشعب اللبناني مسيحي مسلم ودرزي، التي دمرت القطاع التربوي والسياحي والاقتصادي والطبي والزراعي، وغيرهم ممن لا يملكون أي خطط لتطبيقها أو تصور واضح لإنقاذ البلاد، وفق تعبيرهم.

وأكد ناشطون أن وعود المرشحين ينتهي مفعولها مع إعلان النتائج حيث يترك الشعب لمصيره في مواجهة منظومة نهبت الأخضر واليابس.

فشل مستمر

وسخر ناشطون من رد جعجع على سؤال إحدى الصحفيات له عن كيفية رد الأموال التي وعد بردها وكيفية تحرير لبنان، بالقول إن البلد يواجه أمورا معقدة وفي وقتها سنحل كل عقدة.

الصحفي جمال شايب وجه سؤالا لجعجع قائلا "هل تريد الناخبين ينتخبونك على خطة سرية تعلنها في وقتها؟".

ونشرت لينا عقيقة رد جعجع، وتهكمت قائلة: "للصراحة أقنعني، شعرت في رؤية بعيدة وبرنامج واضح".

وسخرت إحدى المغردات قائلة: "حكيم حليت مفاصلنا من الضحك عصوابية ووضوح مشروعك اللي لا عارفين شو هو ولا أنت حتی عارف شو هو".

وأعرب ناشطون عن استيائهم من خطابات المرشحين للانتخابات النيابية ورفضهم إقامتها من الأساس في الوقت الراهن، مطالبين بالتخلص من الفاسدين أولا.

صاحب حساب ضد السلطة قال إن "خطابات السياسيين الانتخابية والدعايات تجلب الكآبة  وتسد النفس".

وكتب منذر غنوم: "كلن يعني كلن، وإذا رجعتوا انتخبتوهم يعني أنتم منهم".

وأكد محمد بركات، أنه لا يوجد #انتخابات في جنوب #لبنان، وهناك مسدسات في الرؤوس فقط، وكل من ترشح يشرع هذه الجريمة.

ورأت المغردة إنجي، أن الانتخابات النيابية في لبنان هذه السنة أسخف من انتخابات ملك جمال لبنان.

ترشح مطلوبين

وانتقد ناشطون ترشح شخصيات متورطة في قضايا فساد خاصة المسؤولين عن حادث تفجير المرفأ والمطلوبين للعدالة.

وأشار وجدي ثابت، إلى أن أحزاب السلطة تتحف الشعب اللبناني بأسماء مرشحين شاركوا بجرائم ضد الإنسانية وضد الشعب اللبناني، من نهب للمال العام، ومحاصصة، وتوظيف عشوائي، وإهمال أدى لانفجار مرفأ #بيروت!، متعجبا من الزعم بأنهم يدعمون النزاهة والتغيير والديمقراطية!.

الكاتبة لاريسا عون، نشرت صورة للمرشحين علي حسن خليل، وغازي زعيتر، موضحة أنهما فاران من وجه العدالة ومدعى عليهما في تفجير #مرفأ_بيروت.

الصحفية ومعدة الأفلام الوثائقية ديانا مقلد، وصفت ما يحدث من ترشح رموز متهمة بالفساد في الانتخابات النيابية، بأنها إعادة تدوير للفاسدين والمتهمين بتفجير بيروت.

وكتب ريبال: "علي حسن خليل المطلوب من العدالة.. مترشح على الانتخابات، والتيار يلي صرله 30 سنة بيحكي بالإصلاح متحالف مع أمل، وجواب جعجع بس سئل شو برنامجك: "كل شي بوقته بينحل".

وعد العضو المؤسس في حزب تقدم مارك دايو، ترشيح كل من من علي حسن خليل وغازي زعيتر للانتخابات النيابية مثالا عن عفو عام فعلي عن كل جرائم المنظومة وخصوصا جريمة الانفجار، مؤكدا أن السلطة تعيد تدوير نفسها من خلال إعادة ترشيح المتورطين بتفجير مرفأ بيروت، ووصفها بأنها "منظومة وقحة".

وقال هادي مشموشي، إن إعادة بري ترشيح المجرمين الفارين من وجه العدالة، علي حسن خليل وغازي زعيتر تأكيد منه على الاستمرار في مسيرته المليشياوية وإصراره على المضي قدما في التمسك بمنظومة الفساد القائمة كأحد عرابيها، لم يتعظ ولم يتعلم ولم يتحرك ضميره وهو في آخر مراحل حياته، بقاؤه على رأس المجلس جريمة.