قائد الحركة المستقبلي.. إعلام عبري: خليل الحية نجم "حماس" الصاعد

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تحدثت مواقع عبرية عن تعزيز مكانة القيادي الفلسطيني البارز خليل الحية داخل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خلال الفترة الأخيرة، وسط ما سمته "التنافس على القيادة".

وادعى "مركز القدس لشؤون الدولة والعامة" العبري، أن الحية أصبح ضمن المراكز الخمسة الأولى في قيادات الحركة بالخارج كمقدمة لانتخاب زعيم.

شخصية جديدة

وأشار إلى أن الحية نائب زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار غادر قطاع غزة مع عائلته قبل أشهر بناء على طلب رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وانتقل إلى قطر بعد تعيينه "رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية" في حماس.

وبحسب مصادر في الحركة، تمكن خليل الحية من الوصول إلى مكانة بارزة في القيادة مع إسماعيل هنية وخالد مشعل ويحيى السنوار وموسى أبو مرزوق.

وتقدر شخصيات بارزة في حماس أنه في الانتخابات الداخلية المقبلة في الحركة (عام 2025) قد ينتخب خليل الحية زعيما لها في قطاع غزة ويحل محل يحيى السنوار الذي سينهي ولايتين متتاليتين. 

وتقدر مصادر أخرى في الحركة أنه سيجري انتخابه لمنصب قيادي مختلف كأن يخلف خالد مشعل (رئيس حماس في الخارج) أو منصب رئيس مجلس الشورى.

ومطلع أغسطس/آب 2021، أعاد مجلس الشورى العام للحركة، انتخاب إسماعيل هنية، رئيسا للمكتب السياسي، وصالح العاروري، نائبا للرئيس، لدورة ثانية (2021-2025).

ولفتت مصادر وقتها إلى أن المجلس انتخب هنية لدورة ثانية، بالتوافق، نظرا لعدم وجود شخصية منافسة له، بعد اعتذار خالد مشعل عن خوض الانتخابات.

وتجري حماس انتخاباتها الداخلية كل أربع سنوات، في ظروف محاطة بالسرية؛ نظرا لاعتبارات تتعلق بالملاحقة الأمنية من قبل إسرائيل.

وخليل الحية من مواليد 1960 حاصل على درجة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من جامعة السودان من مواليد مدينة غزة وعمل عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني باسم حماس.

اعتقل سابقا في السجون الإسرائيلية لمدة 3 سنوات، وهو متزوج ولديه سبعة أطفال، حاولت إسرائيل اغتياله عدة مرات، في الحرب على غزة عام 2014. وفي قصف منزله استشهدت زوجته وثلاثة من أطفاله.

عمل مع مؤسسي حركة حماس الراحلين الشيخ أحمد ياسين والقيادي عبد العزيز الرنتيسي، وأيضا يعتبر مستشار هنية الأقرب.

وتقول مصادر في حماس إنه يدعم الجناح العسكري كتائب القسام، وله علاقات جيدة مع قادة حركتي التحرير الوطني "فتح"، والجهاد الإسلامي.

وبينت أيضا أنه يحافظ على علاقات واسعة مع قطر وإيران وتركيا، وفق ما نقل الموقع العبري.

"التنافس القيادي"

ويقول موقع المركز العبري إن "الصراع السري بين يحيى السنوار وخالد مشعل يتصاعد بسبب الاحتكاكات الشديدة بينهما خلال عملية الرصاص المصبوب عام 2014 (الحرب على غزة)"، وفق زعمه.

ولفت المركز إلى أن "مشعل يعتبر أحد معارضي النفوذ والتأثير الإيراني على الحركة، وخلال ثورات الربيع العربي اختلف مع إيران ورئيس النظام السوري بشار الأسد بسبب الحرب الأهلية التي قتل فيها الأخير مئات الآلاف، وعلى إثر ذلك نقلت حماس مقرها من دمشق إلى الدوحة".

ويرى خالد مشعل أنه في عهد إسماعيل هنية توطدت العلاقات مع إيران على حساب الدول العربية التي يعتبر نفوذ حماس فيها ضعيفا، يقول الموقع.

وأشار المحلل السياسي "يوني بن مناحيم" إلى أن إسماعيل هنية ويحيى السنوار يعتقدان أن مستقبل الحركة مرهون بإيران.

وقد قال إسماعيل هنية في عدة مناسبات إن إيران هي العمق الإستراتيجي لحركة حماس.

ومن بين الذين يؤيدون إعادة انتخاب خالد مشعل رئيسا للمكتب السياسي القياديين الكبار في الحركة "موسى أبو مرزوق ومحمد نزال وأسامة حمدان". 

ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن إسماعيل هنية ومحمود الزهار يحافظان على الحياد مع ميل طفيف لتفضيل خالد مشعل على يحيى السنوار.

ويحاول المرشحان يحيى السنوار وخالد مشعل تجنيد أكبر عدد من المؤيدين في مجلس الشورى الذي له تأثير كبير على الانتخابات الداخلية وقرارات الحركة، بحسب زعم الموقع.

وخلص المحلل السياسي ابن مناحيم إلى القول: "لكن تجربة خالد مشعل السياسية هي نوع من الدروس مقابل تجربة يحيى السنوار، خاصة في موضوع العلاقات مع الدولة العربية".

وفي مقال سابق حول الموضوع أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إلى أن تحركات حماس الآن ذات اتجاهين- خارجيا وداخليا، في ضوء الانتخابات الداخلية التي ستحدد هوية قيادة الحركة للسنوات الأربع القادمة.

وكانت صحيفة "الرأي اليوم" اللندنية قد كشفت أن مشعل قرر عدم الترشح مرة أخرى لمنصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورغم ذلك لم يعلن ذلك رسميا.

ويقول: "مكانة خالد مشعل تكاد تكون غير مشكوك فيها في التنظيم، لكنه ضعف في أعقاب عملية الرصاص المصبوب والخلافات حول إدارة المعركة بين القيادتين الخارجية والداخلية".

وأعلن مشعل أيضا في انتخابات عام 2012 أنه لن يترشح وفي اللحظة الأخيرة غير رأيه وفاز.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن إشارة مشعل، على الرغم من عدم اكتمالها، فتحت السباق لاستبداله في قيادة الحركة.

وتعمل حماس حاليا على اختيار ثلاثة مرشحين واقعيين للمنصب هم موسى أبو مرزوق وإسماعيل هنية ويحيى السنوار.

وأشار المحلل السياسي في الصحيفة "أليئور ليفي" إلى أن الذراع السياسية لـ "حماس" تفضل أن يأتي القائد القادم للحركة من بين صفوفها، مثل أبو مرزوق وهنية، في إطار مساعيها لـ "تبييض" أنشطتها حول العالم، بحسب تعبيره.

وعلى الرغم من أن السنوار ينتمي في الواقع إلى الذراع السياسية، فإنه مرتبط أيضا بالجناح العسكري وبالتالي سيواجه ترشيحه معارضة كبيرة. ومن ناحية أخرى، لديه الكثير من القوة والنفوذ في حماس.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه جرى تعزيز تمثيل الذراع العسكري في المكتب السياسي خلال الانتخابات السابقة، وسيستخدم كل الموارد الممكنة والضغط للفوز بالمنصب.