"اطردوا رئيسنا العاطل أولا".. انتقادات لصمت هادي على ترحيل السعودية العمالة اليمنية

الرياض - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

دون إعلان مبررات مقنعة عن دوافعها، تواصل السلطات السعودية إنهاء عقود اليمنيين العاملين أو عدم تجديدها، مع الترحيل، وذلك في وقت تواصل حربها على اليمن التي بدأتها منذ مارس/آذار 2015 وما زالت مستمرة.

الحرب المتواصلة منذ سبع سنوات تسببت في تدمير الاقتصاد اليمني وتدمير الخدمات وإيقاف الموانئ ومنع تصدير النفط والغاز، وأدخلت قوات عسكرية أجنبية إلى البلاد، وتسببت في ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والمجاعة ودمرت البنية التحتية لليمن.

كما أودت الحرب بحياة أكثر من 230 ألفا، وبات 80 بالمئة من سكانه، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، وتسببت في "أسوأ أزمة إنسانية بالعالم"، وفق الأمم المتحدة، وسط غياب لموقف الحكومة الشرعية المقيمة بفنادق الرياض.

مركز "صنعاء للدراسات" قدر في أغسطس /آب 2021 عدد المغتربين اليمنيين في السعودية بحوالي مليونين، في حين لا توجد إحصائية رسمية دقيقة حول عددهم، فيما أشارت إحصاءات أخرى إلى أنهم وصلوا إلى 3 ملايين مغترب عام 2022.

وتشير تقارير إلى أن العمالة اليمنية في المملكة أغلبها فرت في أعقاب الحرب، ويعيش عدد كبير من عائلاتهم في الداخل على تحويلاتهم من الخارج، ومعظمهم غير قادرين ومتأخرون في الحصول على تصاريح عمل، بسبب ارتفاع رسوم أجورهم المنخفضة.

وفي يوليو/تموز 2021، اتخذت السعودية قرارا بخفض نسبة العمال اليمنيين إلى 25 بالمئة من إجمالي اليمنيين الذي يعملون في البلاد، الأمر الذي تسبب في موجة غضب واسعة وتحذيرات من التداعيات السلبية لشروع السلطة السعودية في تطبيق قرار التسريح الجماعي.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، قد دعت السلطات السعودية إلى تعليق القرار الذي قد يجبر العمالة اليمنية على العودة إلى بلدهم الذي يعاني أزمة إنسانية حادة، مشيرة إلى أن القرار طال أطباء وأكاديميين.

إعلاميون وصحفيون وناشطون سياسيون وحقوقيون وناشطون على تويتر، استنكروا إمعان السلطات السعودية في التنكيل باليمنيين واضطهادهم وعدم استثنائهم من قراراتها في الوقت الذي تخوض فيه حربا هناك تعلم جيدا تبعاتها وهي جزء منها.

وأعربوا عبر مشاركتهم في وسم #أنقذوا_المغتربين_اليمنيين، عن احترامهم لقوانين وأنظمة السعودية، مطالبين باستثناء اليمنيين في ظل الحرب وانهيار الاقتصاد التي كانت المملكة جزءا مما آلت إليه الأوضاع في بلادهم. 

وصب ناشطون غضبهم على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته ومجلس النواب لفشلهم في حماية المغتربين في السعودية، مشيرين إلى أنهم لم ينفعوا الشعب في الداخل، ولا المغتربين عندهم في المملكة.

تنكيل السعودية

واتجه ناشطون إلى إيضاح أبعاد القرارات السعودية وتأثيرها على اليمنيين في الداخل، مستنكرين تضييق نظام المملكة عليهم، في وقت يعلن للعالم أنه يتدخل في اليمن إنقاذا للشرعية وحماية لها، وأنه يساعد هناك وليس جزءا من المعاناة.

رئيس مركز "هنا عدن للدراسات"، أنيس منصور، نشر مقطع فيديو لضابط سعودي يتحدث عن المغتربين الذين سيتم ترحيلهم وفق النظام في حملات تستهدف خمسة ملايين وافد ومقيم وصولا لتفتيش البيوت أيضا، قائلا: "لا يسعنا إلا أن نقول: اللهم من ضيق على مسلم في رزقه فضيق عليه كل سعة وأشغله بنفسه واجمع له الهم والغم والخوف والخذلان".

وأشار الكاتب والصحفي، عباس الضالعي، إلى أن "السعودية دائما تقدم للمجتمع الدولي صورة رومانسية بأنها تساعد الشعب اليمني، بينما الحقيقة هي تمارس كل أنواع العذاب ضده، واكتفت بشراء ذمم رخيصة لتبييض جرائمها في اليمن، والآن ترحل آلاف المغتربين في هذه الظروف". ولفت المحامي محمود رفعت إلى "اعتقال السعودية آلاف اليمنيين مع أسرهم وأطفالهم واحتجازهم بأماكن غير آدمية ثم تضعهم على الحدود مع اليمن بهدف إبعادهم، وذلك بلا أي ذنب سوى جنسيتهم أنهم من اليمن"، مؤكدا أن "هذا يتنافى مع الأعراف والقواعد الدولية ويسم السعودية كدولة همجية".

هادي عاطل

وندد ناشطون باستضافة السعودية للرئيس اليمني وألمحوا إلى أنه "رئيس بلا عمل أو صلاحيات" وإنما "مجرد واجهة" للسعودية تستخدمه في استهداف اليمنيين وتمرير أجندتها هناك، مطالبين بأن يكون أول المرحلين إذا أرادت المملكة تنفيذ قراراتها لأنه مستوف الشروط، أو استثناء اليمنيين جميعهم من هذه القرارات.

الناشط السياسي معاذ الشرجبي قال: "إذا كانت السعودية تريد الخير لليمن واليمنيين كما تدعي، فالأجدر بها ترحيل هادي وحاشيته وكل مسؤولي الفنادق وإعادتهم لليمن بدلا من ترحيل المغترب الكادح الذي يسعى لطلب الرزق الحلال بكده وتعبه وعرق جبينه".

وأشار محمد عزالدين إلى أن "المملكة تستضيف هادي، العاطل عن العمل والمخالف لأنظمة العمل والإقامة، ولكنه يمرر جميع مصالحها يبيض جرائم الحرب التي ترتكبها ويسهل احتلال الموانئ والجزر، ومع هذا تكافئه بطرد رعاياه إلى اليمن". وكتب آخر: "المغتربون اليمنيون بمن فيهم هادي وكل المسؤولين بالرياض إذا كان لا بد من ترحيل فلن نقبل إلا بترحيل الكل". ورأى الناشط عبدالعزيز خالد، أن "المفترض أن تستثني السلطات السعودية المقيمين اليمنيين من كل قراراتها الخاصة بالعمالة الأجنبية نظرا لوضع اليمن وبسبب تدخل السعودية هناك".

خيانات الحكومة

وهاجم ناشطون الحكومة اليمنية المقيمة في الرياض والبرلمان اليمني واتهموهم بخيانة الشعب، مستنكرين صمتهم على قرارات النظام السعودي. 

الناشط الحقوقي السياسي عبدالواحد اليمني، رأى أن "أبسط دليل على خيانة هادي وجميع المسؤولين في حكومته المنفيون معه لليمن وشعبه تعاملهم الأبكم الأصم الأخرس مع قضايا المغتربين اليمنيين في السعودية، وعدم اتخاذ أي تحرك دبلوماسي جاد وحقيقي لإنقاذهم من تلك المعاناة المهولة".

وأكد المغرد توفيق أحمد، أن "قرارات السعودية بحق المغتربين والمقيمين تستدعي تحرك مجلس النواب وتقديم مشروع إلغاء اتفاقيتي الطائف وجدة وملحقاتهما ورفض كل ما ترتب على توقيعهما من نتائج وآثار وإعلان مناطق نجران وجيزان وعسير وشرورة وأجزاء الربع الخالي أراض يمنية محتلة والعودة مجددا بالصراع اليمني السعودي نقطة الصفر". وأشار الحسام اليماني إلى أن "الرئيس اليمني ومجلس النواب لم يتخذوا منذ بداية الحرب أي موقف مشرف تجاه الشعب"، مؤكدا أن "المغتربين والشعب من أزمة إلى أخرى ومن عناء إلى آخر".

وتساءل مغرد آخر: "لماذا كل هذا الصمت من رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب والسفير اليمني على ما يحدث للمغترب اليمني في المملكة؟".