"لم تُهزم بعد".. تقرير إسباني يرصد حضور حماس الميداني في شوارع غزة

"حماس يمكن أن تخرج من بين الأنقاض"
منذ سنتين، أعلن رئيس الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستواصل مهاجمة قطاع غزة حتى "تدمير القوة العسكرية لحركة حماس وقدرتها على الحكم"، ولم يستغرق الأمر سوى بضعة أسابيع حتى أوضحت حماس أن “هذا لن يحدث أبدا”.
وقالت صحيفة "الدياريو" الإسبانية: إن من الصعب دائما الجزم بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فهو قد يغيّر رأيه في غضون أيام.
وقد دفعت عودة أعضاء الجناح العسكري لحماس (كتائب القسام) إلى شوارع غزة، وصور مناوشات لأعضاء يُشتبه بانتمائهم إلى مليشيات مسلحة، ترامب إلى إصدار "تعليقات متباينة للغاية".

نبرة صرامة
وترى الصحيفة أنه "يبدو أن هدف ترامب هو ضمان عدم عرقلة أي شيء لتنفيذ الخطة التي تحمل اسمه، وتتضمن مرحلتها الثانية، التي لم تبدأ بعد، تسليم حماس السيطرة على قطاع غزة لقوة فلسطينية جديدة، حتى وإن كان من المجهول كيفية تنفيذها".
وفي 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، قال ترامب: "لقد قضوا على عصابتين شريرتين للغاية".
وفي المؤتمر الصحفي نفسه، اتخذ نبرة أكثر صرامة، وصرّح قائلا: "أبلغنا حماس أننا نريدهم أن يسلموا أسلحتهم، وأنهم فسننزع سلاحهم، وإن لم يفعلوا فسنُنزع سلاحهم، وسيحدث ذلك بسرعة كبيرة، وربما بعنف".
ونوهت الصحيفة إلى أن “حماس سارعت بإظهار سلطتها مجددا في شوارع غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، رغم القضاء على كامل قيادتها العسكرية والسياسية تقريبا”.
في البداية، تمركز عناصر مسلحون ببنادق، رغم ارتدائهم ملابس مدنية، في مناطق مكتظة.
ولاحقا، ظهر آخرون، أفضل تجهيزا ووجوههم مخفية، وتمركزوا في المناطق التي وصلت إليها أولى قوافل الغذاء والدواء لمنع نهبها.
ونقلت الصحيفة أن “غزة حالة خاصة؛ حيث يستغل من يملك السلاح أي فراغ في السلطة”.
وفي هذا الصدد، قال خبير الدراسات الإستراتيجية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، هيلير، بأنه "عندما يكون المجتمع مدمرا بالكامل، فإن من يحتكرون العنف بشكل أو بآخر هم من يحكمون".
وأضافت الدياريو أن "الكيان الإسرائيلي نجح في الوصول إلى معظم قادة حماس وقيادات ألويتها في المنطقة، بينهم، يحيى السنوار، وشقيقه محمد الذي خلفه، وإسماعيل هنية في هجوم بطهران، ومحمد ضيف، قائد جناحها العسكري، والمتحدث باسمها أبو عبيدة".
واستدركت: “لكن هيكل الحركة صمد أمام كل هذه الضربات، ولا ينقصه متطوعون لتعبئة صفوفه”.
فضلا عن ذلك، “لا يزال جزءا من النسيج الاجتماعي والسياسي في غزة”، تقول الصحيفة الإسبانية.

وهم التدمير
في استطلاع رأي أجراه مركز أبحاث فلسطيني في مايو/ أيار 2025، احتفظت حماس بدعم 37 بالمئة من المشاركين، مدعومة بتراجع مصداقية السلطة الفلسطينية وفتح، حيث بقيت النسبة عند 25 بالمئة.
من جانب آخر، أوضحت حماس أنها لا تنوي تسليم أسلحتها، وهو أحد البنود العشرين في "خطة السلام" التي فرضها ترامب.
كما أن اعتراض نتنياهو على أي نشر لقوات السلطة الفلسطينية في غزة يعزز فعليا قدرة حماس على استعادة السيطرة.
وينص الاتفاق على نشر قوة دولية، يفترض أن تكون مؤلفة من دول عربية.
لكن يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الدول ستقبل بوضع قد ينتهي بها الأمر إلى القيام بالأعمال القذرة التي يقوم بها الإسرائيليون والاستيلاء على أسلحة حماس.
ونقلت الصحيفة أن إبراهيم دلالشة، مدير مركز أبحاث سياسي في رام الله، قال لصحيفة “فاينانشال تايمز” أن "التصور بأن حماس يمكن أن تخرج من بين الأنقاض قد يكون مفاجئا لأولئك الذين يعتقدون أن إسرائيل تشن حملة تستهدف حماس وحدها بدلا من تدمير البنية التحتية المدنية".
عموما، في مناسبات لا تُحصى، وعد نتنياهو بأن الحرب لن تنتهي إلا بـ"التدمير الكامل" لحماس.
وفي يونيو/ حزيران 2004، قال: إن أحد الشروط الأساسية الثلاثة هو "تدمير القوة العسكرية لحماس وقدرتها على الحكم".
وفي يوليو/ تموز 2025، أصرّ على أنه لا يتصور أي نتيجة سوى "القضاء" على الجماعة الفلسطينية "من جذورها".
وقد أثبتت حماس بالفعل من خلال أفعالها أن “هذا لم يحدث”، تؤكد صحيفة "الدياريو" الإسبانية.















