الثورة هي الحل.. غضب من تهجير الجيش العراقي أهالي منطقة مكحول

12

طباعة

مشاركة

تعرض أهالي منطقة مكحول التابعة لمحافظة صلاح الدين العراقية إلى أضرار مادية ونفسية كبيرة بعدما هجرتهم القوات الحكومية قسريا بزعم وجود "مخاطر أمنية من مسلحي تنظيم الدولة"، في أحدث موجة نزوح شهدها العراق، استهدفت أكثر من 400 أسرة.

ورغم تداول أنباء في 19 فبراير/شباط 2022، تفيد بإعادة 95 عائلة نازحة من منطقة الصد في جبال مكحول وفق ما أعلنه قائد عمليات صلاح الدين في العراق، اللواء الركن عبد المحسن حاتم، فإن ناشطين على تويتر واصلوا حملاتهم الرافضة للتهجير.

وأعربوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #انقذوا_عوائل_ناحية_مكحول، #انت_النازح_القادم، وغيرها عن غضبهم من حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وقواتها العسكرية ومليشيا الحشد الشعبي.

واتهم ناشطون الكاظمي وحكومته بمواصلة حلقات مسلسل التهجير القسري للعراقيين بدوافع طائفية مقيتة تنفيذا لمخطط تغيير ديمغرافي يشهده العراق منذ سنوات طويلة، مؤكدين أن السنة يتعرضون للاستهداف منذ استلام الشيعة للحكم.

وكذبوا مزاعم الحكومة بأن التهجير كان لدوافع أمنية، مذكرين بمدن للأغلبية السنة هجر أهلها وجرى إفراغها بنفس المزاعم الحكومية وتبين لاحقا أنها ضمن مخططات الحكومة والمليشيات الشيعية التابعة لها، مثل ما حدث في جرف الصخر، وقرى الإمام في ديالى.

طائفية الحكومة

واستنكر ناشطون صمت الأغلبية السنية في مجلس النواب ورجال الدين وشيوخ العشائر السنة، واعتبروهم شركاء في استهداف المحافظات السنية.

واتهم ناشطون الحكومة العراقية بالطائفية، داعين إلى الثورة عليها واتخاذ وقفة حاسمة وجادة ضد مخططات الحكومة حتى لا تكون مدن السنة الأخرى هي القادمة.

الصحفي والكاتب السياسي بهاء خليل، أكد أن موضوع النازحين والمهجرين يجب أن تكون له وقفة شعبية جادة من كل أطياف الشعب لإنهاء هذه المهزلة المستمرة في بلد أعلن انتصاره على تنظيم الدولة منذ 4 سنوات، قائلا: "كفى تجاهلا لمعاناة الناس وأعيدوهم إلى مناطقهم".

وقال المغرد فيصل إن الحكومة العراقية طائفية مجرمة بقيادة الكاظمي ابن موسى الكاظم الشيعي ما خلفوا غير المجرمين، وفق تعبيره.

ورأى المغرد فايز، أنه لا حل مع الحكومة الشيعية الأميركية الإيرانية إلا ثورة مثل الثورة التي حصلت في 2014، "ولكن تكون هذه المرة مدروسة ويكون ضباط الجيش السابق وشيوخ العشائر هم قادتها".

وتساءلت نورة: "أين أعضاء مجلس النواب المكون السني أين رئيس مجلس النواب السني (محمد الحلبوسي) أين رجال الدين السنة؟ أين شيوخ العشائر السنة؟ هل كلهم مشتركون بقتل أبناء المحافظات السنية؟".

تحذيرات عراقية

وتوالت تحذيرات الناشطين من خطورة الصمت على مخططات الحكومة التي تهجر الأهالي بمبرر الخطر الأمني الذي لم يلق قبولا لدى غالبية العراقيين، متوقعين أن يطال التهجير باقي المحافظات السنية.

الناشط مهند الحيالي، حذر قائلا: "سنكون أنا وأنت النازح القادم إذا بقيت الفوضى وسياسة التهجير الممنهجة كما حصل في المقدادية بمحافظة ديالى وكما حدث في جرف الصخر وكما يحدث الآن في قرى مكحول في صلاح الدين بحجة خطورة الوضع الأمني بمناطقهم ونقل مئات العوائل إلى الصحراء دون توفير أبسط مقومات الحياة لهم".

الشيخ إياد البراهيم المجبل حذر من أنه إذا لم يوضع حد نهائي لعمليات التهجير وإفراغ المدن من أهلها فحتما ستصل النار إليك وتكون أنت النازح القادم، مشيرا إلى أن الحكاية بدأت من جرف الصخر والعويسات ويثرب وقرى نهر الإمام واليوم في مكحول.

كما حذر الفارق الصالحي، من أنه لم يلتفت أحد إلى الشعب في بلد استسهل تجريف المدن من ساكنيها على محاربة عصابة مستمرة في جرائمها.

وأردف: "عليكم أن تعرفوا أن تكرار مثل هذه الكوارث التي تهين الإنسان وتجعله قاصرا أمام أهله لا تصلح وإنما تهدم وتخلق حالة من الانتقام سيعتاش عليها التنظيم الإرهابي".

وقال المتخصص في الشأن الثقافي والسياسي عبدالحميد الجابري: "في ظل تمادي المليشيات الولائية في سياستها الممنهجة بنزع المدن من ساكنيها، لأغراض معلومة لدى الجميع والذي يقابله سكوت حكومي مخز أقل ما يقال عنه أنه (تواطؤ) فلا أنت ولا مدينتك في مأمن".

ذريعة كاذبة

ورصد ناشطون معاناة أهالي مكحول وما تعرضوا له من استهداف ممنهج وتهجير قسري من مناطقهم وتشريد ونقلهم إلى الصحراء دون أن توفر لهم أبسط مقومات الحياة وسط صمت من الجهات الحكومية المسؤولة، مستنكرين التحجج بـ"خطورة الوضع الأمني". 

الصحفي العراقي عثمان المختار، أشار إلى أنه خلال 3 أشهر ونصف جرى تشريد نحو 1050 أسرة عراقية من قرى المقدادية ومكحول وتحويل مناطقهم إلى مناطق "منزوعة السكان" دون حتى أن يوفروا مخيمات أو مأوى لهم، وسط استمرار صمت حكومة الكاظمي وخلية "الإعلام الأمني" ووزارة هجرة ريان الكلداني وكريم النوري، متسائلا: "أين بعثة الأمم المتحدة؟".

ولفتت سالي بجوري إلى أن عملية تهجير العوائل ما زالت مستمرة بحجة وجود فراغات أمنية، والقوات الحكومية غير قادرة على حمايتهم! واصفة ذلك بأنه "ذريعة كاذبة لا تنطلي على عاقل لأن هذا التهجير له دوافع مقيتة لتنفيذ مخطط التغيير الديمغرافي وإحياء الطائفية بين صفوف الشعب".

وكتب المذيع ومقدم البرامج محمد الكبيسي: "بحياتي ما سامع حكومة تطلع 400 عائلة تشمرهم بالصحراء لا أكل لا مكان، بحجة خطر أمني".

عمر الأعظمي الهاشمي كتب: "نصرخ كالعادة، جرى تهجير 400 عائلة سنية من صلاح الدين السنية ولكن يا ترى من منا سيصرخ بالحقيقة بأن من هجرهم حشد المليشيات الشيعية بعلم الحكومة الشيعية وموافقة شركاء الوطن الشيعة وتحت شعار يا لثارات الحسين من أبناء مكحول أحفاد يزيد".