وسط صمت الأنظمة.. تضامن عربي واسع مع مقاومة مسلمي الهند لقرار منع الحجاب

12

طباعة

مشاركة

رغم غياب موقف رسمي من الدول العربية والإسلامية خاصة الخليجية التي تقيم علاقات قوية مع الهند، يواصل ناشطون على تويتر حملتهم ضد منع الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب في جامعات ومدارس ولاية كارناتاكا.

وفي 10 فبراير/ شباط 2022، أصدرت المحكمة العليا في كارناتاكا الهندية حكما مؤقتا يقضي بمنع ارتداء أي "ملابس دينية" في فصول المؤسسات التعليمية "منعا للتحريض" حتى تصدر المحكمة حكما نهائيا في القضية، مساوية بين حجاب المسلمات وشارات الهندوس.  

وفي رفض للقرار خرج آلاف الطلبة في مظاهرات بالهند، كانت أبرزها مسيرة جامعة عليكرة الإسلامية في ولاية أوتار براديش، التي تعد من أكبر 10 جامعات إسلامية في البلاد، إضافة إلى مظاهرات أخرى في مدينة مومباي.

وتصدت فتاة بالغة من العمر 19 عاما للقرار، بذهابها للجامعة بحجابها وحاول حشد من الرجال، يرتدون وشاحا برتقاليا؛ وهو لون يرتبط بالديانة الهندوسية والجماعات القومية الهندوسية، وتصدت لهم بالهتاف "الله أكبر".

موقف الفتاة احتفى به ناشطون على تويتر، وتداولوا مقاطع فيديو لها أثناء هتافها وسيرها بحجابها، واعتبروه دلالة على الصمود والتمسك بتعاليم الإسلام، مستنكرين على حكام الدول العربية والإسلامية صمتهم أمام تجاوزات النظام الهندي وموالاتهم له.

وأكدوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها: " #الهند_تمنع_الحجاب، #الهندوس_يضطهدون_المسلمات، #الحجاب_حقنا، أن سكوت الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي إزاء اضطهاد الهندوس للنساء المسلمات يشجّع على التمادي في جرائمهم.

وشدد ناشطون على أن مظهر المرأة واختيارها للزي الذي ترتديه مسألة شخصية لا علاقة لأحد بها ولا يملك أحد سلطة في اختياره لها أو فرضه عليها، مشيرين إلى أن ممارسة المرأة لشعائرها الدينية وإعلان توجهها التعبدي حق إنساني لا مساومة عليه.

وحثوا على مواصلة نُصرة المسلمات في الهند واستهجان العنصرية ضدهم، ومقاطعة الهند تجاريا واقتصاديا وسياسيا، مطالبين المنظمات الحقوقية والدولية والحكومات الإسلامية والعربية، بوقفة جادة ضد الحكومة الهندية وعدم الاكتفاء بالاستنكارات الفردية فحسب.

  استهجان كبير

واستهجن ناشطون الحكم القضائي الهندي، معربين عن تضامنهم وداعين إلى وقفات احتجاجية ومسيرات تضامنية مع الطالبات بالهند دفاعا عن حقهن في ارتداء الحجاب.

وتهكمت الكاتب الصحفية الكويتية دلع المفتي على القرار قائلة: "الهند التي تتغنى بتعايش آلاف الأديان والأعراق والقوميات على أراضيها تمنع المسلمة من حجابها".

 وقالت الأكاديمية الكويتية حنين الغبرا إن وقفة تضامنية سيتم تنظيمها في ساحة الإرادة بالكويت للتضامن مع المسلمات في الهند وحرية اختيار النساء لباسهن، قائلة: "جسدي حقي و لبس الحجاب من حقي".  كما أعلنت أيضا الأكاديمية ابتهال الخطيب عبر مشاركتها في الوسوم عن الوقفة ذاتها.  وحث المغرد فهد الشهراني شباب وبنات الإسلام على دعم ومساندة المسلمات في الهند بالقول: "ليكن لنا وقفة كمغردين وهذا أقل القليل فهم يتعرضون للعنصرية والظلم والاضطهاد".  وردت الأكاديمية الكويتية حياة الياقوت على مَن يقللون من مركزية الحجاب ويقولون إنه "مجرد قطعة قماش"، قائلة: "أما رأيتم العداء الشديد الذي تجابهه المتحجبات في الهند؟".

وأكدت أن الحجاب شعيرة تعبدية، وهوية، وإعلان انتماء، لهذا هو يخيف البعض ويُخرج أضغانهم.

 موقف حازم

وناشد ناشطون حكام الدول العربية والإسلامية لاتخاذ موقف حاسم وحازم تجاه الحكومة الهندية تجعلها تتراجع عن قراراتها منها المقاطعة، مستنكرين صمتهم عما يتعرض له الإسلام والمرأة بالهند من اضطهاد وعنصرية.

وطالبت المغردة رزان بإجراءات حازمة للمهازل التي تحدث ضد مسلمين الهند، ولابد من ضغط سياسي واقتصادي من الحكومات الإسلامية واجتماع طارئ يدين هذه الجرائم المستمرة ضد المسلمين دولياً وقطع العلاقات.

 وتساءل حميدو شامل: "هل ماتت الغيرة عند الحكومات المسلمة إلى هذا الحد من الخذلان لإخوانهم في الإسلام؟ هل وصل الجبن عندهم إلى درجة يجبنون فيها حتى على قول كلمة أو اتخاذ موقف ضد دولة مثل الهند؟".  ودعا محمد علي إلى مقاطعة الهند اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على ما تفعله بالمسلمين، خاصة المحجبات، مؤكدا أن ذلك أصبح أمرا واجبا على كل مسلم، وعلى كل الحكومات.  وأشار صاحب حساب نحو الحرية إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يتمتع بعلاقة جيدة جدا بالرئيس الهندي "مودي"، قائلا إنها علاقة طبيعية تجمع المجرمين ببعضهم!  ولفت إبراهيم قياح إلى أن دول الخليج بها 8 ملايين عامل هندي لو تم طرد مئة ألف منهم فوراً لغيرت الهند حساباتها ولو تم التعامل معها بحزم لتغيرت سياستها تجاه المسلمين.

 صمت مستنكر

وحذر ناشطون من خطورة الصمت على مناهضة الهند للإسلام والمسلمين واستهداف المسلمات بقوانين مقيدة للحريات، مستنكرين حدوث ذلك على مرأى العالم الذي لم يتخذ أي إجراء صارم ضد الهند بسبب المصالح الاقتصادية والسياسية. 

وتوقع زاهر العبري تصاعد الاعتداءات على المسلمين وبالأخص الأقليات الإسلامية، مرجعا ذلك إلى الضعف الشديد لمنظمة التعاون الإسلامي والغياب شبه الكامل لقضايا الأمة، وضعف توجه الأنظمة الحاكمة في الدول الإسلامية.

وأشار النائب الكويتي محمد هايف المطيري إلى أن المسلمين في العالم تواجههم تحديات خطيرة، فبعد مأساة مسلمي أراكان في ميانمار يواجه مسلمو الهند مسلسل الاضطهاد كما يواجه مسلمو الإيغور بالصين الاضطهاد.

وتساءل: "هل تدرك دول منظمة التعاون الإسلامي أنها ستؤكل كما أكل الثور؟"

كما تساءل محمد الشعيلي: "لماذا يصمت الإعلام العربي هنا؟!".

 وأشارت الإعلامية سعدية مفرح إلى خبر استدعاء باكستان المبعوث الهندي بسبب حظر الحجاب في بعض الكليات، متسائلة: "ماذا لو تضامنت كل الدول العربية مع هذه الخطوة الباكستانية؟".

ونشر أحمد العيناوي مقطع فيديو لانتفاضة الحجاب في الهند، موضحا أن فتيات الهند المسلمات لم يخرجن من أجل مهرجان غنائي أو ترفيهي، بل دفاعا عن عقيدهم الإسلامية، لذا وجب الدفاع عنهن.

وأكد أن الشعوب قادرة على تأديب الهندوس اقتصاديا ودعم مسلمي الهند.