موقع عبري: عباس ينسق مع إسرائيل لاعتقال الناشطين ثم يهنئهم بالإفراج

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أذعن المستوى السياسي والأمني ​​في إسرائيل لتهديدات الفصائل الفلسطينية ووافق على إطلاق سراح المعتقل الإداري هشام أبو هواش من أجل الحصول على سلام مؤقت.

هذا ما خلص إليه موقع "زمن إسرائيل" العبري في قراءته لما جرى مع الأسير أبو هواش الذي أضرب عن الطعام لمدة 141 يوما.

وأنهى الأسير إضرابه في 4 يناير/كانون الثاني 2022 بعد اتفاق مع سلطات الاحتلال يقضي بالإفراج عنه في 26 فبراير/شباط من العام نفسه.

وقال الموقع إن "المؤسسة الدفاعية أدارت الأزمة بهدوء وحولت أبو هواش إلى بطل قومي فلسطيني". 

صورة انتصار

وأشار موقع "زمن إسرائيل" إلى أن الفلسطينيين حققوا انتصارا على إسرائيل بعد أن استسلمت القيادة السياسية والأمنية ووافقت على عدم تمديد أمر الاعتقال الإداري لعضو الجهاد الإسلامي "هشام أبو هواش". 

وهذا النوع من الاعتقال لا تهمة له ولا محاكمة ويجرى تجديده كل 6 أشهر. وتقول إسرائيل إن سببه "ملفات سرية"، وفق زعمها.

وتسبب إضراب أبو هواش عن الطعام في "أضرار سياسية" لإسرائيل بجميع أنحاء العالم.

كما هددت الفصائل وخاصة الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ من قطاع غزة على الأراضي المحتلة، وأحدث إضرابه اضطرابات واسعة النطاق في الضفة الغربية.

وزعم الموقع العبري "وعلى الرغم من أنه معتقل إداريا دون إدانة في المحاكمة، فإن أبو هواش "ليس بريئا"، فقد قضى عدة سنوات في سجن إسرائيلي عام 2006 بتهم أمنية".

ووفقا لجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، فقد استمر في الانخراط في "الأنشطة الإرهابية"، وكان غير ملاحق لأن الجهاز أراد الكشف عن مصادر استخباراتية عنه، لذلك كان الاعتقال إداريا، وفق تعبيره.

ويرى الموقع العبري أن ما جرى هو مجرد "إخماد للحرائق"، وأن المشكلة قد تعود إلى الظهور في إضراب المعتقل الإداري القادم عن الطعام.

ولفت إلى أن هشام أبو هواش أصبح بطلا في نظر الفلسطينيين، رغم أنه ليس أول أسير إداري ينجح في إخضاع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من خلال إضرابه عن الطعام.

ففي يوليو/تموز 2021، أطلق سراح العضو البارز في حركة الجهاد الإسلامي من السجون الإسرائيلية "خضر عدنان" إثر إضرابه عن الطعام الذي استمر لفترة طويلة.

 وكان هذا هو الإضراب السادس له عن الطعام، وأمضى فيه 25 يوما لمنع اعتقاله الإداري وتمكن من إخضاع إسرائيل مرة أخرى.

وأشار المحلل الأمني في الموقع "يوني بن مناحيم" إلى أنه على مدى السنوات التسع الماضية، نفذ خضر عدنان عدة إضرابات عن الطعام أدّت إلى إطلاق سراحه.

إذ أضرب عن الطعام لمدة 66 يوما و52 يوما و59 يوما احتجاجا على اعتقالاته الإدارية.

وأردف: "هشام أبو هواش لم يخترع طريقة الإضراب عن الطعام هذه للضغط على إسرائيل، ولكنه تبنى ببساطة طريقة أثبتت فعاليتها بالفعل".

ولفت المحلل الأمني إلى أنه جرى تبنيها في السنوات الأخيرة من قبل المعتقلين إداريًا للضغط على إسرائيل لتقصير فترة الاعتقال الإداري أو عدم تجديدها.

لعبة نفاق 

وكان الشخص الذي أجرى مفاوضات مع إسرائيل نيابة عن الفلسطينيين بشأن وقف إضراب هشام أبو هواش عن الطعام هو اللواء رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية العامة "ماجد فرج"، وفق الموقع.

وقد فعل ذلك بتوجيه من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي كان يخشى أن يؤدي مقتل هشام أبو هواش في السجن إلى إشعال موجة من الأعمال الفدائية في الأراضي المحتلة، وهذا سيقوض استقرار حكمه.

وتحاول السلطة الفلسطينية الآن أن تكسب الفضل في نجاح النضال الأخير، لكن ما يجرى هو استسلام لإسرائيل، وفق المحلل.

فقد عملت السلطة الفلسطينية ببساطة كقناة تقنية لتنسيق شروط إطلاق سراح أبو هواش، وانسحبت إسرائيل لأسباب عدة.

فقد أظهر هشام أبو هواش تصميمه على "المضي قدما" في إضرابه عن الطعام، حتى لو كلفه حياته.

ويزعم المسؤولون الأمنيون في إسرائيل أنه بإضرابه الطويل، فقد عوقب، وأن الردع تحقق وأنه على أي حال كان سيطلق سراحه الشهر المقبل (فبراير).

ونوه ابن مناحيم إلى أن الفصائل الفلسطينية كافة تمكنت من إطلاق حملة سياسية وإعلامية ناجحة للإفراج عن أبو هواش، أدت إلى تصعيد كبير على حدود قطاع غزة بإطلاق صواريخ وانتفاضة صغيرة في الضفة الغربية.

وبدأت المظاهرات الشعبية تكتسب زخما بالتوازي مع تهديدات قادة حركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي.

وخشي جهاز الأمن العام الإسرائيلي اندلاع أعمال عنف خطيرة ضد إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وقدر أن الأمر يستحق إيقافه في الوقت المناسب.

وطالبت المخابرات المصرية والفلسطينية إسرائيل ببادرة حسن نية بالإفراج عن هشام أبو هواش للحفاظ على الهدوء على الأرض.

كما أرسلت الإدارة الأميركية رسائل إلى إسرائيل لتهدئة المنطقة ومنع اندلاع عنف يهدد استقرار السلطة الفلسطينية ويهدئ حدود قطاع غزة، وفق المحلل.

وأشار ابن مناحيم إلى أن إسرائيل منذ عقود تستخدم أسلحة الاعتقال الإداري لغرض "محاربة الإرهاب"، وفق زعمه.

وبحسب مصادر في حركة حماس، فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلعب لعبة نفاق فيما يتعلق بالإفراج عن هشام أبو هواش.

إذ اتصل بأفراد عائلته لتهنئتهم على إطلاق سراحه، وأعلن عن "جهود السلطة الفلسطينية" بشأن ذلك، بينما كان في الواقع هو من ينسق مع إسرائيل لاعتقال ناشطي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، يقول المحلل.

نجح في كفاحه

ويرى أن هشام أبو هواش نجح في كفاحه بحشد الشعب الفلسطيني كله بكل مكوناته وفصائله السياسية للنضال من أجل تحريره.

كما نجح في خلق إجماع وطني فلسطيني مؤقت على الرغم من الخلافات السياسية الداخلية في المجتمع الفلسطيني.

وتابع: "رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت هو الذي وافق في النهاية على الصفقة مع هشام أبو هواش، وفضل الانصياع لتهديدات التنظيمات من أجل شراء صمت أمني مؤقت يمكن أن ينتهي قريبا على أي حال".

فاستسلام إسرائيل والاتفاق على إطلاق سراح أبو هواش من جديد يشكل سابقة خطيرة يستغلها الأسرى الذين سيعيدون اتباع أسلوب الإضراب عن الطعام للإفراج عنهم.

ويقول المحلل: "زاد انتصار هشام أبو هواش من مكانة تنظيم الجهاد الإسلامي في الشارع الفلسطيني، والتي بدأت تتعزز قبل أشهر قليلة بعد هروب الأسرى الأمنيين الستة من سجن جلبوع الإسرائيلي".

وتمكن هؤلاء الستة من الهرب في سبتمبر/أيلول 2021، 5 منهم من حركة الجهاد الإسلامي، قبل أن تعتقلهم قوات الاحتلال في وقت لاحق.

وأنهى بن مناحيم مقالته بالقول: "مرة أخرى ينظر إلى إسرائيل على أنها ضعيفة أمام الفلسطينيين، فمنذ البداية كان واضحا أنها لن تسمح للأسير هشام أبو هواش بالموت داخل السجون".

وواصل: "فهو تلقى علاجا طبيا وثيقا في مستشفى إسرائيلي، وكان من الأفضل إبرام صفقة في مرحلة مبكرة مع محامي هشام أبو هواش وعدم إطالة الإضراب عن الطعام لمدة 4 أشهر".

وبين أن "إطالة الأمر سرعت من تفاعل القضية في الشارع الفلسطيني مما أضر في النهاية بالردع الإسرائيلي".

وطالب ابن مناحيم أن تكون هذه القضية عبرة للمؤسسة الدفاعية وخاصة جهاز الأمن العام الذي ينوي الاستمرار بأداة الاعتقالات الإداري.

وتابع: "يجب على المرء أن يأخذ في الاعتبار جميع السيناريوهات المحتملة وأن يتصرف بحكمة، فإسرائيل الآن في فجوة حتى الأزمة الأمنية القادمة".