"أنقرة مستفيدة".. مركز عبري يرصد ميزات القطار الجديد بين تركيا وباكستان

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

بعد عامين من الفشل والمشاكل في الاتفاقيات، انطلق أول قطار تجاري من إسلام آباد إلى إسطنبول عبر إيران في 21 ديسمبر/كانون الأول 2021.

 ويعد هذا اختراقا كبيرا يختصر الوقت بمقدار النصف مقارنة بطريق البحر، في وقت تعزز إيران موقعها اقتصاديا وأهميتها الإقليمية.

اختراق كبير

ومن شأن هذا الخط الجديد الذي يبلغ طوله نحو 6 آلاف و543 كيلومترا أن يقلل تكلفة النقل بنسبة 50 بالمئة إذا ما قورن بالنقل البحري.

كما وأن مدة النقل ستتقلص لتصل إلى 10 أيام في البدء، على أن تتقلص إلى 7 أيام بعد تحسين البنية التحتية.

ومن المقرر أيضا أن الخطوة التي ستلي نقل البضائع ستكون رحلات نقل المسافرين.

وأشار مركز "القدس لشؤون الدولة والعامة" العبري إلى أن التجارب الأولى بدأت في عام 2009 كجزء من منظمة التعاون الاقتصادي (ECO)، واستمرت حتى عام 2011 ولكنها فشلت.

وهذه المنظمة حكومية دولية سياسية واقتصادية آسيوية تأسست في عام 1985 من قبل قادة إيران وباكستان وتركيا.

 وحاليا هناك 10 دول أعضاء في المنظمة: أفغانستان، أذربيجان، إيران، كازاخستان، قيرغيزستان، باكستان، طاجيكستان، تركيا، تركمانستان وأوزبكستان.

وتقع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الاقتصادي وإدارة الثقافة في إيران، ومكتبها الاقتصادي في تركيا ومكتبها العلمي في باكستان.

 ويسافر قطار إسلام أباد - طهران - إسطنبول (ITI) حوالي 1235 ميلا داخل باكستان قبل أن يعبر معبر "تافتان" الحدودي في مقاطعة بلوشستان لتغطية قسم يبلغ 1620 ميلا في إيران قبل الوصول إلى وجهته النهائية، وسيقطع القطار مسافة 1150 ميلا في تركيا، مرورا بالعاصمة أنقرة.

ومن باكستان، انطلق القطار ضمن مراسم شارك فيها وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي ووزير السكك الحديدية محمد أعظم خان سواتي، والسفيران لدى إسلام أباد التركي إحسان مصطفى يورداقول، والإيراني محمد علي حسيني، إلى جانب مسؤولين آخرين.

دور حيوي

وقال قريشي خلال كلمته: "سيكون قطار ITI أحد أكثر وسائل النقل كفاءة التي يمكن أن تساعد في توسيع الصادرات والواردات والتجارة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي".

وبين أن تجديد قطار الشحن الخاص بمنظمة التعاون الاقتصادي يعد خطوة نحو اتصال إقليمي أفضل بين الدول الثلاث، وتسهيل التجارة والمواصلات العامة بما يعود بالمنفعة الاقتصادية على المنطقة على المدى الطويل.

وقال سواتي في كلمته: "إن تشغيل قطار الحاويات من باكستان إلى إيران وتركيا كان حلما قديما لدول المنطقة قد تحقق، وأن وزارة السكك الحديدية تخطط لتشغيل قطار ركاب بين هذه الدول في المستقبل القريب".

وتابع قرشي: "نحن نؤمن بالدبلوماسية الاقتصادية ونعززها، وهي حاجة الساعة، وهذه بداية جيدة".

وغرد سفير إيران في إسلام آباد أن "خدمات قطارات الشحن ستلعب دورا حيويا في تحسين اقتصاديات وحياة مواطني الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي من خلال تعظيم كفاءة المنظمة وتقليل تكلفة ممارسة الأعمال التجارية".

ويعتقد المسؤولون الباكستانيون أن الخدمة الجديدة ستمهد الطريق لباكستان إلى آسيا الوسطى وأوروبا، مما سيؤدي إلى علاقات تجارية أفضل بين دول منظمة التعاون الاقتصادي.

وأشار السفير الحسيني إلى أن قطار منظمة التعاون الاقتصادي نقل في رحلته الأولى الملح والتمر الوردي مع شحنة أخرى إلى تركيا.

وطالب الحسيني الحكومة بتدشين قطار سياحي إلى جانب خدمة الشحن.

وقال: "يجب أن يمر قطار الشحن عبر مناطق جبلية صعبة في بلوشستان حتى يصل إلى الحدود الباكستانية الإيرانية، وفي غضون ذلك، ينشط الانفصاليون أيضا في هذه المناطق".

لذا فإن القضايا الأمنية ستكون ضرورية أيضا، فبلوشستان والمنطقة كلها ليست غريبة على خطوط السكك الحديدية التي تم تفجيرها، وفق قوله.

علاقات تآزر

ولفت الحسيني إلى أنه على المدى الطويل، سيكون هناك بناء علاقات تآزر مع مبادرة الحزام والطريق، أي الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.

وهو ما سيجعل المسار المتجدد أكثر جاذبية، وستكون الصين مهتمة لأنها توفر قاعدة أوسع للتعاون والتجارة بين الصين وإيران والصين وتركيا.

وزار المستشار الباكستاني للتجارة والاستثمار "عبد الرزاق داود" طهران لحضور الاجتماع التاسع للجنة التجارة الإيرانية الباكستانية المشتركة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني.

وأكد وزير الطرق والتنمية العمرانية الإيراني "رستم قاسمي" الذي رأس الوفد الإيراني في اجتماع اللجنة الاقتصادية الإيرانية الباكستانية المشتركة في نوفمبر، على تسهيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

ولفت طاقم المركز العبري إلى أنه من القضايا التي نوقشت في الاجتماع بين الجانبين الإيراني والباكستاني، كانت مرور الشاحنات الباكستانية عبر إيران إلى تركيا وأوروبا، وكذلك مرور الشاحنات الإيرانية عبر باكستان إلى الصين.

 كما ناقش الاجتماع اقتراح الجانب الإيراني بشأن النقل بالسكك الحديدية من باكستان إلى تركيا وتركمانستان وأخيرا إلى أوروبا.

وفي سياق متصل، أشار موقع " راي هايبر" العبري إلى أنه سيقف قطار من جميع أنحاء باكستان وتركيا على الطريق مرة أخرى.

وقالت مصادر باكستانية إن العمل يتسارع، وستبدأ الرحلات في وقت أبكر مما كان متوقعا. 

وتمتد منطقة "شينجيانغ" المتمتعة بالحكم الذاتي في الصين إلى تركيا بعد الضغط على زر خط القطار السريع.