"مسرحية هزلية".. هكذا فسر عراقيون ضعف الإقبال على الانتخابات البرلمانية المبكرة

12

طباعة

مشاركة

أعلن ناشطون على تويتر، مقاطعتهم الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة التي انطلقت صباح الأحد 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قبل عام من موعدها، بعدما أطاحت الاحتجاجات الشعبية بالحكومة السابقة أواخر 2019. 

وبحسب مفوضية الانتخابات الرسمية، يحق لـ24.9 مليون عراقي التصويت في عملية الاقتراع من أصل نحو 40 مليون نسمة، ويتنافس 3249 مرشحا يمثلون 21 تحالفا و109 أحزاب، إلى جانب مستقلين، في الانتخابات للفوز بـ 329 مقعدا في البرلمان.

إلا أن ناشطين عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مقاطعون، أكدوا ضعف المشاركة الجماهيرية في الانتخابات، مثنين على مقاطعة الشعب لما وصفوه بـ"المسرحية الانتخابية التي لم تنطل على الشعب".

الناشطون تحدثوا أيضا في تغريداتهم المقترنة بـ"الثناء والحفاوة" بالمقاطعة، عن الأسباب التي دفعتهم لذلك، ومنها أن المقاطعة فعل سياسي وتعبير عن موقف أخلاقي يحمل إدانة للمجازر التي ارتكبت خلال "ثورة تشرين 2019" التي أطاحت بحكومة عادل عبد المهدي.

وأكدوا أنهم سيواصلون مقاطعة الانتخابات حتى إسقاط النظام العراقي الموالي لإيران، ومحاسبة القتلة المتورطين في اغتيال الناشطين والثوار، معربين عن يأسهم من التغيير في ظل وجود السلاح وإمبراطوريات المال الفاسد.

وأعرب ناشطون عن عدم ثقتهم بانتخابات ما يزال يسودها السلاح المنفلت والمال السياسي واستغلال المال العام، معتبرين الانتخابات استمرار تكريس هيمنة المحتل الإيراني على مقدرات العراق وشعبه.

فيما سخر آخرون من الأعطال الفنية وتوقف المحطات الانتخابية في محافظات عدة وآلاف المراكز الانتخابية خلال الساعات الأولى من انطلاق العملية الانتخابية، مستنكرين غياب الرقابة الدولية وادعاء النزاهة والتنظيم.

أسباب المقاطعة

وعدد ناشطون الأسباب التي تدفعهم لمقاطعة الانتخابات، مستنكرين الإجراءات المتبعة لتأمين الانتخابات بالطيران العسكري.

المغرد أحمد أعلن مقاطعته للانتخابات، لعدة أسباب عددها في "عدم ضمان نزاهة الانتخابات وعدالتها، انتشار السلاح المنفلت، ما يهدد التداول السلمي للسلطة، استخدام المال السياسي في الحملات الدعائية، عدم تنفيذ المطلب الشعبي الخاص بمحاكمة قتلة المتظاهرين".

وكتب زكي جمعة: "لن أشارك في انتخابات تعطي شرعية إلى إيران في احتلال العراق وسرقة ثرواته وقتل العراقيين".

عمار النعيمي، قال: "لن أشارك بانتخابات القتلة". ووصف المغرد أنور، النظام العراقي بـ"الفاسد بكل شخوصه"، مؤكدا أنه "لا يمثل إلا حفنة من المتملقين والمنتفعين".
رئيس جمعية "ضحايا سجون الاحتلال الأميركي الإيراني في العراق"، علي القيسي، أكد أن "حالة من الخوف غير المسبوقة تسيطر على الشعب بسبب كثافة الطيران الحربي في سماء العراق وخاصة بغداد مع فتح الصوت القوي الذي يتسبب بحالة فزع ورعب، ولا يعلم الشعب سبب تلك الإجراءات الأمنية المبالغ فيها، مع أن التهديد الوحيد هو مليشيات مدعومة من الحكومة".
وقالت ملك الزهري: "لا تنتخب رموز الفساد السياسي وكل من تلاعب بقوت الشعب، لا تنتخب الفاسد  ومن تستر على فضائح الفساد، لا تنتخب الفاشل والمهادن والمتردد والمجامل والمتلكئ في أداء واجبه، لا تنتخب من يفضل مصلحته الشخصية على المصلحة العامة".

مشاركة ضعيفة

وأكد ناشطون ضعف المشاركة الشعبية في الانتخابات، مستنكرين مشاركة البعض في العملية الانتخابية.

الإعلامي عمر الجنابي، رأى أن "الإقبال الهزيل على الانتخابات يعكس رأي الأغلبية، ويعني أن الشعب رافض لنظام الحكم بوضعه الحالي، ولا بد من تغيير يعيد للعراقيين حقهم بالعيش بسلام في دولة تحترم الحقوق والحريات والقوانين ولا يتسيدها زعيم مليشيا ولا معمم ولا رئيس دولة ما".

وأشار مازن العراقي، إلى أن "العرس المليشياوي فاشل حتى اللحظة، ونسبة الإقبال على مراكز الاقتراع ضعيفة جدا". وخاطب فراس العلي المشاركين في "مهزلة ما تسمى الانتخابات، والذين وقعوا في الفخ للمرة المليون! وهذه المرة تحت غطاء ثورة تشرين العظيمة ودماء الشهداء الزكية"، قائلا: "لا يحق لكم من الآن اتهام النظام السياسي بأنه غير شرعي، فأيديكم اليوم صبغت بحبر شرعيته الزائفة!".

مسرحية هزلية

وندد ناشطون بالعملية الانتخابية بأكملها واعتبروها مسرحية هزلية، واختصروها في توصيفات تؤكد رفضهم لها.

وأوضح الكاتب حسين سالم، أن ما يحدث الآن أن "عبيد العمائم المجرمة، وأفراد عشيرة المرشح يتوجهون لمراكز الاقتراع؛ لتجديد ولائهم بهذا النظام المتسافل، وبلصوص سابقين موالين للسيدة طهران..!"، مضيفا أن" هذا هو يوم 10/10 باختصار شديد ومحرج".

وقالت المغردة أسيل فريال: "اليوم تتجدد أمام أعيننا مسرحية الانتخابات أبطالها المافيات والقتلة بدعم فتوى جهادي ومباركة إيرانية، لكن المؤلم في كل ذلك مازال الشعب عبيدهم يتسارعون لانتخابهم وتمجيد جرائمهم". المغرد الحساني، وصف الانتخابات بأنها "أكبر أكذوبة في تاريخ العراق".

أعطال وتزوير

تغريدات الناشطين أثبتت أن الحدث الأبرز حتى الساعة في انتخابات 2021، هو كثرة أعطال أجهزة التصويت، وتزوير الانتخابات وخروقات بالجملة، أبرزها استخدام المرشحين للجوامع لدعوة الناخبين للتوجه إلى مراكز الاقتراع.

مسؤول مكتب العلاقات الخارجية علي العزاوي، قال: "لدينا معلومات مؤكدة من مراقبينا بوجود عطل بالأجهزة المخصصة للاقتراع منذ بدء العملية الانتخابية، فضلا عن وجود أشخاص زوروا هويات وانتحلوا صفة مراقب دولي".

وأعرب الصحفي عثمان المختار، عن رفضه "استغلال الجوامع بالصراع الانتخابي، وإجبار خطباء الجوامع على المناداة بمكبرات الصوت للمواطنين بالتوجه للانتخاب".

ونشر المغرد حمادة مقطع فيديو تحت عنوان "فضيحة #الانتخابات_العراقية_2021"، قائلا إنه لشخص تابع لأحد المرشحين يتفق عبر اتصال هاتفي مع زميله لتعطيل الأجهزة بالدائرة الخامسة في نينوى ويعترف بتعطيل أحد المراكز في المحافظة.

وأشار المغرد سيف، إلى وجود "أعطال بالجملة في أجهزة التصويت في مراكز داخل مدينة الموصل". وأوضح المغرد إسماعيل، أن "تعطل الأجهزة في بعض المراكز الانتخابية في بغداد والبصرة وأربيل الهدف منه سرقة غير مشروعة وغير قانونية لأصوات الناخبين، بعد المقاطعة الكبيرة التي يشهدها اليوم الانتخابي".   وأعرب ناشطون عن استيائهم من الحفاوة بمشاركة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي الذي أسقطه الشعب خلال ثورة تشرين، في الانتخابات، وافتتاحه أحد المقار الانتخابية، فيما صب آخرون غضبهم على رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي واتهموه بالخيانة والعمالة.

وعقب المغرد محمد نور، على افتتاح المهدي مركز الاقتراع ويدلي بصوته كأول المصوتين في الاقتراع العام في فندق الرشيد ببغداد، قائلا: "لعنة الأبرياء الذين سفكت دماؤهم ستلاحقك وستتحقق عدالة الله يوما وتذلك كما أذلت أسلافك من المجرمين والقتلة.. تبت يداك ومن يتبعك.. ".

الكاتب العراقي محسن الرملي، نشر صورة المهدي ووصف الانتخابات بـ"مسرحية عرس الدم"، مؤكدا أن "من حق العراقي أن يرتاب ويسأل: لماذا القتلة هم أكثر ناس فرحانين بهذه الانتخابات؟".

الناشط العراقي علي عزيز أمين، قال: "صوتك شرفك فإن ضاع لا قيمة لك، قاطعوا انتخابات العميل الأميركي الكاظمي فكل دعواته لها مشبوهة وكل إعلامييه الذين اشتراهم من أجل التطبيل لها هم زمرة من المرتزقة المنافقين، خسئوا وخسئ مصطفاهم، فهو فعلا مصطفى لكن كعميل صاف مصفى لأميركا والصهيونية العالمية".