أيديولوجيا جديدة.. صحيفة روسية: هكذا تتغير أفغانستان بعد "انتصار" طالبان

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

تناولت صحيفة روسية الوضع الحالي لحركة "طالبان" في أفغانستان، وتبعات تغيير الحكم والإجراءات التي اتخذتها الحركة من بينها تشكيل الحكومة الجديدة.

وتناولت صحيفة "لينتا. رو"، إمكانية التعامل مع طالبان وسياستها، وتوقيت تدفق التيار القادم من اللاجئين إلى أوروبا، وأسباب بداية الحرب في أفغانستان التي لم تنته منذ عدة عقود.

سياسة داخلية

وبحسب الصحيفة، فإن "أكثر من شهر مر على وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، وخلال هذا الوقت، تمكنت من تشكيل حكومة وقمع المقاومة بشكل شبه كامل في مقاطعة بنجشير، وبدأت الاتصالات على المستوى الدولي، وهو ما يعني الاعتراف الفعلي بالحكومة الجديدة".

وفي الآونة الأخيرة، زارت وفود من الصين وباكستان وروسيا، كابول، وكانت الأمم المتحدة تفكر في تعيين سفير أفغاني جديد في المنظمة.

أما بالنسبة للسياسة الداخلية، "فهي تدعو إلى المزيد والمزيد من القلق داخل وخارج البلاد"، وفق "لينتا. رو".

"وبعد أن فشلت في الوفاء بالوعود، حيث أعادت طالبان عقوبة الإعدام وبتر الأطراف"، وفق أستاذ الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع في مركز جنيف للأبحاث الإنسانية، أليساندرو مونسوتي، خلال مقابلة أجرتها الصحيفة معه حول إمكانية التعامل مع طالبان.

وقال مونسوتي: إن "طالبان كثيرا ما تؤكد على حبها للسلام لكل من المجتمع الدولي والمحلي من أجل طمأنة السكان، لكننا نرى كيف يقوم مسلحوها بعمليات تفتيش واعتقالات بشكل منتظم".

وأضاف "يبدو أن طالبان على دراية كبيرة وتعرف من عمل لدى الأميركيين، ومن عمل في منظمات غير حكومية أجنبية، وما إلى ذلك، ربما حصلوا على القوائم من مكان ما، وربما لديهم مخبرون في هذه المنظمات".

وأشارت الصحيفة إلى أن "طالبان تضطهد مواطنين في كابول، وبشكل خاص محافظة بنجشير، حيث يتم سماع مقاطع فيديو للاعتقالات والإعدامات خارج نطاق القضاء، لذلك، من الممكن أن يستمر الضغط والقمع في اكتساب الزخم".

تعددية سياسية

من ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة أن "طالبان أعلنت أن المرأة ستكون قادرة على الالتحاق بالتعليم العالي، وإن كان بمعزل عن الرجال"، مشيرة إلى أنه "من السابق لأوانه استخلاص النتائج، فقد وعدوا النساء بتولي مناصب حكومية، لكن هذا لم يحدث في النهاية".

كما وعدت طالبان "بتطبيق السلام مع الشيعة"، حيث هناك مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت لمسلحي الحركة وهم يدخلون إلى المساجد الشيعية ويتعهدون بأنهم لن يمسوهم، لكن "في نفس الوقت، لم يكونوا يعتبرون الشيعة مسلمين في الماضي" -بحسب الصحيفة-، حيث "من الصعب التنبؤ بكيفية تطور الوضع".

وفي النهاية، كل ما يمكننا فعله هو تشجيعهم بكل طريقة على الوفاء بوعودهم.

وأشارت الصحفية إلى "ضرورة حث طالبان وإقناعهم بأن يكونوا أكثر اعتدالا في السياسة الداخلية، على سبيل المثال، من خلال المفاوضات حول تقديم المساعدة الإنسانية والوصول إلى أصول الدولة الأفغانية في الخارج، فإذا تم رفض التحدث مع طالبان فلن يكون لديهم حافز لكبح جماح أنفسهم في سياساتهم الداخلية".

ومن الناحية الأيديولوجية، فمعظم مسلحي الحركة ​​متشابهون منذ 20 عاما، لكن على مر السنين تعلموا "البراغماتية السياسية" بمعنى أنهم يريدون الاعتراف الدولي، وهذه فرصتهم الوحيدة.

وقالت الصحيفة الروسية: إن "طالبان يبدو أنها أدركت وجود التعددية السياسية على المستوى الدولي، فتقول: حسنا، نحن ندرك ذلك، لكن يجب أيضا أن تدركوا أن أفغانستان لها طريقها الخاص، وأن لدينا الحق في حكم بلدنا على طريقتنا، وليس على طريقتكم، نحن لا نؤمن بالديمقراطية، نحن نؤمن بالشريعة".

ولفتت إلى أن "المشكلة تكمن في أن طالبان لا تعترف بالتعددية داخل البلاد، وهناك طريقة واحدة فقط لكي يكونوا أفغانا وهذه هي طريقتهم. وإذا اختلف معهم بعض الأفغان، فذلك لأنهم ليسوا أفغانا حقيقيين".

وأفادت بأن "طالبان تعتقد أن الأجانب قاموا بغسل أدمغة هؤلاء الأشخاص، وطرقوا رؤوسهم بكل أنواع الهراء، وواجب طالبان هو التخلص من كل هذا الهراء وتحرير المواطنين من الأفكار المفروضة من الخارج، ومن المحتمل أن يكون هذا الموقف هو الوصفة المثالية لسياسات قمعية عظمى".

واعتبرت الصحيفة أن "طالبان قريبة أيديولوجيا من "الديوبندية"، وهي حركة إسلامية ظهرت في القرن الـ19 في الهند المحتلة من قبل بريطانيا، في مدينة ديفاباند (ديوباند)، وهذا نوع من الأصولية السنية، ولم يعتبر أنصاره الشيعة مسلمين حقيقيين.

وبما أن غالبية الشيعة في أفغانستان هم من الهزارة، فقد نشأت مواجهة مزدوجة، على أسس دينية (السنة ضد الشيعة) والعرقية (البشتون ضد الهزارة)".

وبحسب الصحيفة، فإن "المجموعة الأخرى المعرضة للخطر هم مواطنو مقاطعة بنجشير، لأنهم كانوا آخر من واصل مقاومة طالبان، حيث تعرض البنجشيريون في الآونة الأخيرة للاضطهاد بشكل متزايد في كابول، وتقوم طالبان بتفتيش منازلهم و اعتقالهم".

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن "هناك فرقا كبيرا بين هذه المجموعات، حيث تواجه حركة الهزارة عنصرية كبيرة وقد تعرضوا للعبودية في الماضي، أما البنجشير، فهي أشبه بمواجهة سياسية وعسكرية مما يجعل طالبان تعتبرهم تهديدا".