"وعاء رعب".. إعلام عبري يتوقع معركة بين الاحتلال والمقاومة في جنين
تقدر الفصائل العسكرية في جنين شمال الضفة الغربية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيطلق قريبا عملية عسكرية كبيرة في المنطقة.
ويدعي مسؤولون أمنيون في إسرائيل إن في منطقة جنين "بنية تحتية إرهابية كبيرة وخطيرة ويجب اقتلاعها"، وفق وصفهم.
وبدورها، دعت حركة التحرير الوطني "فتح" والسلطة الفلسطينية، المجتمع الدولي لمنع العملية، وفق ما نقلت مصادر عبرية.
"ضربة كبيرة"
وزعم موقع "نيوز ون" الأمني العبري أن "اعتقال الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع يعتبر بمثابة ضربة كبيرة للمنظمات الفلسطينية، وخاصة تنظيم الجهاد الإسلامي الذي ينتمي إليه خمسة منهم".
وفي 6 سبتمبر/ أيلول تمكن ستة أسرى فلسطينيين من انتزاع حريتهم عبر نفق من زنزانتهم إلى خارج سجن "جلبوع"، وأعيد اعتقال أربعة منهم يومي 10 و11 فيما اعتقل آخر أسيرين، في 19 من ذات الشهر من مدينة جنين.
ويتابع الموقع: "بدأ الفلسطينيون في بناء روح البطولة في أعقاب الهروب الناجح، والفشل الكبير لمصلحة السجون الإسرائيلية".
ولكن "حل مكان الأمر غضب في الشارع الفلسطيني على التنظيمات في جنين لأنها لم تدافع بأجسادها وأسلحتها عن الأسيرين اللذين تم اعتقالهما أثناء الاختباء في الجزء الشرقي من المدينة"، وفق وصف الموقع.
كما يوجد غضب من سكان جنين تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 "لأنهم لم يساعدوا الأسرى الفارين، بل إن بعضهم قدم لقوات الأمن الإسرائيلي معلومات عن تحركاتهم"، وفق الرواية الإسرائيلية التي نفاها السكان هناك.
ويقدر الموقع أن إعادة اعتقال الأسرى الستة جاءت نتيجة عدة أمور "الإبلاغ عنهم من عرب إسرائيل (الفلسطينيين بالأراضي المحتلة)، إبلاغ المتعاونين (العملاء) في مدينة جنين عنهم، حيث يتمتع جهاز الأمن العام الإسرائيلي -الشاباك- ببنية تحتية استخباراتية قوية هناك".
ويتابع في السياق: "جرى نقل المعلومات الاستخبارية من الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى الشاباك على أمل أن يعتقلهم الجيش الإسرائيلي، وبالتالي تخليص السلطة الفلسطينية من تعقيد كبير، حيث سيتعين عليها اعتقال أي أسير هارب وصل إلى مناطقها وبالتالي إثارة غضب الشارع عليها".
ويرى الموقع الأمني العبري أنه "إذا أضفنا إلى المعلومات الاستخباراتية المكثفة التي تدفقت احترافية وكفاءة جهاز الأمن العام والقوات الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي، فإننا نستنتج بسهولة أن الأسرى الستة الفارين لم يكن لديهم حقا فرصة للبقاء بعيدا عن السجن لفترة طويلة".
ويرى أن "نجاح قوات الأمن الإسرائيلية في الاعتقال الدقيق للأسرى الستة أثناء وجودهم على قيد الحياة قللت إلى حد كبير من احتمالية حدوث انفجار واسع النطاق واشتعال أعمال الشغب في الضفة الغربية وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه إسرائيل"، وفق تعبيره.
ويعتقد أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كانت تتجنب قتل الأسرى لتجنب اندلاع اشتباكات أو تدهور الأوضاع.
ويقول الموقع: "على عكس مصلحة السجون الإسرائيلية التي تحتاج إلى إعادة تأهيل من جميع أمراضها، فقد تعافت قوات الأمن بسرعة من صدمة الهروب من سجن جلبوع ونفذت عملية مطاردة ضخمة وناجحة للأسرى الستة".
وعاء الرعب
ولفت الموقع العبري إلى أن "المئات من الفلسطينيين المسلحين في مدينة جنين يدركون تماما أن اعتقال الأسرى الفارين يشكل ضربة قاسية لمصداقيتهم"، بحسب تعبيره.
ونقل عن مصادر أمنية أن "المطاردة الضخمة والجهود الاستخباراتية الكبيرة التي يبذلها جهاز الأمن العام والقوات الإسرائيلية بكافة أجهزتها في منطقة جنين جلبت الكثير من المعلومات للمؤسسة الدفاعية حول البنية التحتية الإرهابية في المنطقة".
ويرى أن "هذه معلومات ستترجم قريبا إلى سلسلة من الاعتقالات والأنشطة الوقائية في المنطقة نفسها".
وأشار المحلل الأمني في الموقع "يوني بن مناحيم" إلى ازدياد النشاط الليلي للفصائل العسكرية في جنين، سواء في عمليات الرصد والمراقبة لنشاط قوات الجيش الإسرائيلي، أو القيام بغارات سريعة بين الحين والآخر لتنفيذ عمليات إطلاق نار على حاجز الجلمة.
ويقدر كبار مسؤولي حركة فتح في جنين، أن عملية كبيرة للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها باتت وشيكة، كما أن السلطة الفلسطينية مهتمة أيضا بأن تقوم إسرائيل بالعمل نيابة عنها في تلك المنطقة، حيث تواجه قواتها الأمنية صعوبة في فرض القانون والنظام هناك، وفق زعمه.
ويرى المحلل أن الفصائل في جنين تخطط لتصدير الأعمال الفدائية إلى داخل الأراضي المحتلة.
وقال "جمال حويل" عضو المجلس الثوري في حركة فتح، إن من يسيطر على مخيم جنين هو الجيل الأصغر الذي تربى على مبادئ " المقاومة " ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما نقل الموقع.
وحذر من أنه "إذا دخلت القوات الإسرائيلية إلى جنين أو مخيمها للاجئين فسوف تدفع ثمنا باهظا، وسيتعين على الجيش أن يتقدم ويقوم بضربة وقائية على البنية التحتية المقاومة في مدينة جنين".
وتابع: "ستريد الجماعات المسلحة في عاصمة المقاومة في الضفة الغربية استعادة كرامتها والانتقام من إسرائيل لاعتقال الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع الإسرائيلي وتم أسرهم".
وعلى صلة، لفتت صحيفة معاريف العبرية إلى أن جل نشاطات الجيش الإسرائيلي في اعتقال مطلوبين في المدينة وخاصة في مخيمها تتحول إلى معركة حقيقية.
وأكد أن قوات الأمن الفلسطينية في جنين ضعيفة مع غياب الحكم خاصة في المخيم.
وتابع: "بدأت المعركة حول رواية هروب الأسرى من سجن جلبوع كنجاح كبير للتنظيمات الفلسطينية، لكنها انقلبت إلى حد كبير بعد أن تمكنت القوات الأمنية من اعتقالهم".
وعن جنين، تقول الصحيفة إن أي معركة فيها قد تؤثر على الوضع الأمني في الجنوب وتؤدي إلى تصعيد في قطاع غزة.