مؤتمر دولي عن "حقائق الحرب" في البوسنة والهرسك.. هذه أهدافه
تحدثت صحيفة روسية عن "أساطير الحرب" في البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الماضي وعن الاجتماع الدولي الذي سيقام في 4 سبتمبر/أيلول 2021 لمناقشة حقائق ما جرى هناك والجرائم التي جرت في يوغوسلافيا، وموقف أوروبا تجاه الصرب.
وارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين خلال ما عرف بفترة حرب البوسنة التي بدأت عام 1992، وانتهت 1995 بعد توقيع اتفاقية دايتون، وتسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص باعتراف الأمم المتحدة، إضافة إلى اغتصاب الآلاف من النساء المسلمات في البوسنة والهرسك.
أهمية الحدث
وقالت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية في مقال للكاتب ألكسندر بوريسوف: "سيعقد المعهد الدولي لتنمية التعاون العلمي في روسيا (ميرناس) في 4 سبتمبر/أيلول، مع مؤسسة جورتشاكوف، بدعم من مجلس الشؤون الدولية الروسي (رياك) مؤتمرا دوليا بعنوان: نتائج عمل اللجان الدولية المستقلة".
وسيعقد المؤتمر في مقر مؤسسة جورتشاكوف بالعاصمة موسكو، وسيذاع أيضا على منصة زوم على الإنترنت.
وتتناول الفعالية قضية ضحايا الصرب في حرب سراييفو وخاصة في منطقة سريبرينيتسا في الفترة المذكورة.
وصرحت مؤسسة جورتشاكوف لجريدة روسيسكايا غازيتا أن الحدث سيخصص لعرض تقارير اللجان الدولية المستقلة التي تحقق في أحداث التسعينيات في العاصمة سراييفو ومنطقة سريبرينيتسا.
وسيحضر خبراء دوليون مستقلون من روسيا والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وألمانيا وفرنسا والنمسا وإيطاليا وصربيا وأستراليا ونيجيريا واليابان، حيث سيناقشون مسألة الحروب التي اندلعت في البوسنة والهرسك في التسعينيات وتداعياتها المعاصرة.
في إطار ذلك سيكون المتحدثون في المؤتمر رؤساء وأعضاء لجنتين من دولتين مختلفتين.
وتجدر الإشارة إلى أن الصرب يعتزمون البحث عن الحقيقة التاريخية المتعلقة بالأحداث في يوغوسلافيا، ويخططون لفضح ما يسمونها "الخرافات" تدريجيا حول مسؤوليتهم الوحيدة عن جرائم الحرب.
يصبح هذا الأمر ذا أهمية خاصة في ظل خلفية تحول البوسنة والهرسك إلى "ساحة انتظار" لمن يسمون "بالمهاجرين غير الشرعيين".
فوفقا لعدد من المصادر، فإن عددا كبير من الإسلاميين والمقاتلين قادرون على اتخاذ خطوات فعالة في حالة زيادة التناقضات العرقية هناك.
بالإضافة إلى ذلك، استخدم فالنتين إنزكو الذي ترك منصب الممثل السامي للبوسنة والهرسك في نهاية يوليو/تموز 2021 سلطاته لإجراء تغييرات على تشريعات البلاد لحظر إنكار الإبادة الجماعية في البلاد وتحديد عقوبة لذلك بالسجن تصل إلى 5 سنوات.
وتقول الصحيفة: اتخذ قرارا استفزازيا لتعديل القانون الجنائي الذي يسمى بـ "إنكار الإبادة الجماعية" (خاصة فيما يتعلق بمذبحة مدينة سريبرينيتسا).
وتدعي أن "الحوار بين الأعراق وجميع الإنجازات التي تحققت في فترة ما بعد الصراع أصبحت معرضة للخطر".
رواية الصرب
وفي حديثها، استندت الصحيفة إلى تصريحات لبوريسوف آن مومو كابور الكاتب الكلاسيكي المعروف في الأدب العالمي (1937-2010) والذي كان مؤرخا لأحداث الصراع الجنوبي في العاصمة سراييفو، والذي عمل على تغطيتها كمراسل حرب لمجلة السياسة.
وكتب كابور: "إن إطلاق النار على صانعي الثقاب أمام الكنيسة الأرثوذكسية القديمة في سراييفو بالأول من مارس/آذار 1992، كان علامة على بدء الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك، والتي بدأت مثل الحرب العالمية الثانية في يوغوسلافيا لتستمر ما يقرب من أربع سنوات".
وأشار المؤلف: "رأيت مسقط رأسي فقط كالكوابيس أو من خلال مناظير الخطوط الأمامية للدفاع في جبل تريبيفيتش، من الخندق حيث بدت بدافع الفضول المرضي كمراسل حرب".
وأردف: "الصرب طردوا من العاصمة سراييفو. الكل ضدهم: المجاهدون الذين تدفقوا من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وقدامى المحاربين في الثورة الإسلامية في إيران، والمسلحين من الجزائر وتركيا (حتى الأكراد الذين يقاتلون من أجل دولتهم منذ قرون".
هذا بالإضافة إلى "الأوستاش" الذين تدربوا في ملاعب تدريب أسترالية والمدربون العسكريون الأميركيون، وكلاب حروب كالمرتزقة من بريطانيا العظمى وألمانيا وفرنسا، الذين تم حراستهم من السماء من قبل أكثر طائرات التحالف الدموية، حسبما ذكر الكاتب.
وفي مقابلة مع الصحيفة، أعربت سونيا كارادزيتش جوفيتشيفيتش نائبة رئيس مجلس الشعب لجمهورية صربيا عن أسفها "لأنه بعد كل الهجمات الإرهابية، ما زالت أوروبا لا تستطيع فهم ما يفعله الصرب ومن كانت البوسنة والهرسك تقاتل ضده، أو أنها بالفعل تفهم، لكنها توافق على أن الولايات المتحدة تدفع ثمن أخطائها بحياة الأوروبيين".
وتابعت: "كل ما يحدث اليوم هو صدى لأحداث التسعينيات وحتى الآن، سيكون الرئيس السابق رادوفان كارادزيتش الحليف الرئيس لأولئك الذين يحاربون انتشار الرعب والخوف".
وذكر الكاتب أن رادوفان كارادزيتش نفسه، علق على قرار قضاة المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة الذين حكموا عليه بالسجن 40 عاما في عام 2016، قائلا: "هل أوروبا بعد باريس وبروكسل لا تفهم من حاربنا؟".