طريق مسدود.. هل تصل طالبان والحكومة الأفغانية إلى اتفاق سياسي؟
تحدثت صحيفة الإندبندنت البريطانية، عن استعداد الزعماء الأفغان للسفر في رحلة إلى الولايات المتحدة (25 يونيو/حزيران) برفقة الرئيس أشرف غني لمقابلة نظيره الأميركي جو بايدن لأول مرة بعد دخوله البيت الأبيض.
وسلطت الصحيفة، في نسختها الفارسية، الضوء على الدعم الأميركي الدائم لأفغانستان، كما تحدثت عن تحديد موعد خروج القوات الأميركية من الأراضي الأفغانية، وعن توسط واشنطن بين حركة طالبان والحكومة من أجل إحلال السلام والصلح بينهما.
وقالت الخبيرة في شؤون آسيا الوسطى وحيدة بيكان: "أعلن المسؤولون في أفغانستان أن التخطيط لسفر أشرف غني إلى الولايات المتحدة ولقائه بنظيره الأميركي على وشك الحدوث".
ويبدو أنه سيصاحب غني في هذه الرحلة عبدالله عبدالله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، وأمر الله صالح، نائبه الأول، وحمدالله محب، مستشار الأمن القومي، وشهرزاد أكبر، رئيسة اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان، وعدد آخر من المسؤولين الأفغان من الطراز الأول.
أهداف اللقاء
منذ أن وجد الحزب الديمقراطي طريقه إلى البيت الأبيض، هذه هي الدعوة الرسمية الأولى من أشرف غني للقاء جو بايدن.
قال وحيد عمر، كبير مستشاري رئيس الجمهورية غني في المؤتمر الصحفي الذي انعقد في كابول 22 يونيو/حزيران: "الرحلة في هذه الظروف مهمة للغاية. تبدأ أفغانستان وحلفاؤها فصلا جديدا في العلاقات التي يجب انعقاد المحادثات للتباحث في تفاصيلها مع رئيس أميركا والمسؤولين الآخرين".
واعتبر أن جلب دعم واشنطن الدائم لقوات الأمن الأفغانية من أهداف الطرف الأفغاني وأعرب قائلا: "القضية الأفغانية الرئيسة هي أن تحصل القوات الأمنية والعسكرية على المعدات، التعليم، والمساعدات المالية".
وتابع: "هذه الثقة لا تزال موجودة حيث إن حلفاء أفغانستان سيستكملون مساعدة القوات العسكرية، لكن خلال هذه الرحلة سيتم التأكيد على ذلك مرة أخرى. الزيارة ستكون ناجحة وموفقة".
مسألة دعم قوات الأمن والشعب الأفغاني ليست أمرا جديدا. وأكد كبار المسؤولين في واشنطن مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن وغيرهما على أن دعم القوات الأفغانية سيستمر.
ويبدو هذه المرة أن قضية واشنطن الرئيسة أكبر من مسألة دعم الحكومة الأفغانية، وفق قوله.
وتابعت الخبيرة: وصلت مباحثات السلام في أفغانستان إلى طريق مسدود بسبب الخلافات بين جماعة طالبان وأشرف غني، وتريد واشنطن أن تفتح ذلك الطريق في أسرع وقت ممكن، وأن تصل جماعة طالبان والحكومة إلى اتفاق سياسي.طالبان تريد استبعاد أشرف غني من منصبه في رئاسة الجمهورية لكي تصل إلى الاتفاق السياسي المذكور، ولكن الرجل يؤكد فقط على انعقاد انتخابات رئاسية مبكرة.
ومن ناحية أخرى، ترى واشنطن أفغانستان بشكل يفوق أشرف غني، ومن أجل الوصول إلى اتفاقية سلام في كابول، تؤكد على الحفاظ على إنجازات العشرين عاما الأخيرة، وكذلك على استقرار النظام هناك وخلق توافق سياسي بين الزعماء المؤيدين للجمهورية؛ كي تتهيأ الفرصة للوصول إلى اتفاقية عامة مع طالبان.
ومن الجدير بالذكر في هذا الشأن أن أشرف غني حل ضيفا لأول مرة على طاولة طيف واسع من الزعماء السياسيين خارج الحكومة كي يجلب دعمهم لحكومته.
ويقول وحيد عمر: "حضر في 22 يونيو/حزيران جميع السياسيين مع رئيس الجمهورية. والمغزى من هذه الجلسة خلق صف واحد وتعزيزه، وكذلك التوافق السياسي من أجل مستقبل أفغانستان".
ماذا يريد "غني"؟
رغبة رئيس جمهورية أفغانستان من أميركا المبنية على استكمال دعمها للحكومة وقوات الأمن واضحة كل الوضوح.
كما أن وجهة النظر الأميركية من المحتمل أن تؤكد على تقدم مفاوضات السلام مع طالبان والوصول إلى اتفاق نهائي معها قبل خروج جميع القوات الأميركية من الأراضي الأفغانية حتى لا يفسد الركن الأساسي للنظام، وفقا لما ذكرته الخبيرة.
حدد جو بايدن تاريخ 11 سبتمبر/أيلول كحد أقصى لخروج القوات العسكرية الأميركية من الأراضي الأفغانية.
وأعلنت الحكومة الأميركية أنها تسعى للوصول إلى اتفاقية مع طالبان، ولكنها أكدت على سرعة الأداء كي تنهي المفاوضات.
وأكد كذلك زلماء خليل زاد، مبعوث واشنطن الخاص من أجل السلام في أفغانستان، على خطته لإحلال السلام، وهي خلق حكومة مؤقتة باعتبارها أداة للوصول إلى معاهدة سلام.
وتنهي الكاتبة مقالتها متسائلة: الآن يجب النظر إلى أن الرسالة الرئيسة لجو بايدن الموجهة لأشرف غني في مثل هذه الظروف التي تشتعل فيها الحرب في أفغانستان، هل ستكون تغيير قيادة الحكومة أم لا؟
بدوره، يقول الكاتب الصحفي والخبير الأفغاني فريدون أجند في مقال له في نفس الصحيفة: إن شدة الحرب وانتشارها في جميع المناطق الأفغانية تسببت في تراجع قوات الأمن من أجزاء في بعض المحافظات.
ومثل عادة طالبان تستخدم سكان الأحياء كدروع بشرية في حملاتها على المدن كي يحولوا دون الهجمات الجوية، وفق تعبيره.
والهجمات الجوية للقوات الأفغانية تسببت في أكبر الخسائر لجماعة طالبان، ولهذا السبب أصاب الجماعة الرعب من هذه الهجمات الجوية.
وأرادت الحكومة أن يتواجه الشعب مع الجماعة لأن الأفكار والأذهان غامضة ومبهمة بشأنها إلى حد كبير.
وتوصل البعض إلى أن طالبان تغيرت بالمقارنة مع السابق، ولم تعد نفس الحركة التي عهدناها في تسعينيات القرن الماضي، كما يقول.