لوموند: رئيس السلفادور تبنى البيتكوين للتمويه على ميوله الاستبدادية

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة فرنسية الضوء على خطوة رئيس السلفادور، نجيب بوكيلة، بجعل العملة الرقمية عملة رسمية للبلاد.

وقالت "لوموند" إنه "أسلوب غير مسبوق يخرج بوكيلة في صورة القائد المستنير، لأن مثل هذا القرار سيكون له الفضل في التغطية على ميولاته الاستبدادية".

فريد من نوعه

وفي 9 يونيو/حزيران 2021، استغرق الأمر أقل من ساعتين للجمعية التشريعية في السلفادور لإقرار قانون البيتكوين، الذي يجعل العملة المشفرة واحدة من العملات الرسمية للبلاد، إلى جانب الدولار. 

وأعلن بوكيلة، وهو شاب من أصول فلسطينية وصل إلى السلطة عام 2019 عن عمر يناهز 37 عاما، قبل 3 أيام فقط، على موقع "تويتر"، نيته إرسال مشروع قانون إلى النواب في البرلمان. 

وقبل أن يعرف حتى نتيجة التصويت، قام بتغيير صورة ملفه الشخصي: "الآن، تخرج أشعة الليزر من عينيه"، في إشارة إلى مجتمع مستخدمي العملات المشفرة. 

وخلال ساعات قليلة وعبر بعض التغريدات، استطاع الزعيم أن يصبح مرة أخرى "أروع رئيس في العالم، كما أعلن نفسه، وأن ينسى الناس التجاوزات الاستبدادية التي تتهمه بها المعارضة"، وفق لوموند.

قدم "نجيب أرماندو بوكيلة أورتيز" إلى السياسة وهو المدير السابق لوكالة الإعلانات العائلية من خلال جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني (FMLN/يسار). 

تم انتخابه عمدة للعاصمة سان سلفادور عام 2015، وهو يقوم بتجديد وسط المدينة وتحويله إلى حي عصري، وبعدما أصبحت شعبيته آخذة في الارتفاع، انتقد حزبه بشدة، وتم استبعاده منه عام 2017. 

وكانت الفرصة المتاحة أمامه لخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2019 بصفته "مستقلا" راغبا في إنهاء الشراكة بين الحزبين "جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني" و"التحالف الجمهوري القومي" (يمين)، اللذين تقاسما السلطة لمدة 30 عاما. 

وتعهد بوكيلة، الذي يرتدي قبعة بيسبول مشدودة من الداخل إلى الخارج، بأسود فاقع، وجينز ولحية مشذبة بدقة، بوضع حد للفساد وعبر عن متابعته لخيبة أمل السكان بالتحالفات التقليدية، وقد تم إثر ذلك انتخابه من الجولة الأولى.

وبسرعة كبيرة ودون أن يكلف نفسه عناء الشكليات، أقال الرئيس "الفريد من نوعه" عشرات الموظفين العموميين الذين اعتبرهم "غير ضروريين أو فاسدين".

قرارات جريئة

ويكافح بوكيلة على مدار السنة، دون أغلبية في المجلس التشريعي، لفرض إجراءاته.

وفي 9 شباط/فبراير 2020، وصل إلى مقرات "الكونغرس" محاطا بجنود مدججين بالسلاح؛ لتمرير الميزانية إلى خطة أمنية.

وعندما أمرته المحكمة الدستورية بإنهاء الاعتقالات "القسرية" أثناء جائحة كورونا، اتهمها بتهديد "صحة السلفادوريين" ورفض الامتثال لها.

وخلال الجائحة، لم يتردد في إرسال أشخاص غير منصاعين لا يحترمون الحجر الصحي نحو مراكز احتجاز غير صحية.

بعدما يقرب من عامين من وصوله إلى السلطة، يمنحه السلفادوريون "صكوكا تشريعية" لفعالية سياسته في مواجهة أزمة كوفيد-19 ومكافحته للجريمة.

وفاز حزبه "الأفكار الجديدة"، بالأغلبية الساحقة في المجلس النيابي 28 فبراير/شباط 2021.

وفي غضون ساعة من تنصيبه في 1 مايو/أيار 2021، أقال البرلمان الجديد المحكمة الدستورية وكذلك المدعي العام.

في 4 يونيو/حزيران، أعلن المدعي العام الجديد تفكيك اللجنة الدولية لمناهضة الإفلات من العقاب في السلفادور، وهو ما كان يرغب به بوكيلة عام 2019، لكنها بدأت تثير اهتماما كبيرا بمن حوله مؤخرا. 

وتساءلت الصحيفة الفرنسية "هل سينجح قانون البيتكوين في استعادة صورة الرئيس بشكل دائم كمصلح حديث ومجدد تمكن من تشكيل نفسه قبل انتخابه؟".

وأجابت "يشك الكثيرون بذلك في السلفادور".