بينهم حفتر ونجل القذافي.. مجلة إيطالية: هؤلاء أبرز المرشحين لرئاسيات ليبيا
ترى مجلة إيطالية أن المنافسة السياسية في الانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة ستنحصر بين وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا ونائب الرئيس السابق للمجلس الرئاسي أحمد معيتيق.
وأشارت مجلة "فورميكي" إلى أن الجنرال الانقلابي خليفة حفتر و"سيف الإسلام" نجل العقيد الراحل معمر القذافي يتحركان أيضا وراء الكواليس.
وقالت المجلة: "رغم العقبات التي لا تزال قائمة في الطريق المؤدية إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، انطلق بعض المرشحين الرئاسيين للقيام بحملاتهم الانتخابية".
مرشح بقوة
وفي تطرقها للعقبات التي تعاني منها البلاد، ذكرت المجلة "تواصل انقسام المؤسسات العسكرية وأزمة إغلاق الطريق الساحلي، كما أن المرتزقة الأجانب لازالوا منتشرين في شرق وغرب البلاد".
وأضافت أن البلاد تواجه أيضا مشاكل على المستوى السياسي، لا سيما الصعوبات في التوصل إلى اتفاق على القواعد الدستورية التي ستجري على أساسها العملية الانتخابية وأيضا عدم الاتفاق على ملف توزيع المناصب السيادية.
وذكرت المجلة أن السياسي الأول المرشح بقوة لقيادة البلاد هو وزير الداخلية السابق في حكومة الوفاق الوطني، باشاغا.
ولفتت إلى أنه بعد تلقيه خيبة أمل على إثر هزيمة قائمته المتحالفة مع رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح لقيادة حكومة الوحدة في هذه المرحلة الانتقالية بمنتدى الحوار السياسي في تونس، انطلق باشاغا في جولة أوروبية في إطار حملة انتخابية مبكرة، وفق قول المجلة.
وقالت إن هذه الجولة قادته إلى باريس، ثم روما وبروكسل ولندن وأمستردام وانتهت في برلين، وخلال زيارته التي استمرت 3 أيام إلى روما، التقى بالزعماء السياسيين وعقد اجتماعات مع بعض مراكز الفكر، وأجرى مقابلات مع الصحافة أيضا.
وفي حديث لصحيفة "لوبينيون" الفرنسية، شكك باشاغا في نية حكومة الوحدة الوطنية قيادة البلاد إلى موعد الانتخابات، معتبرا أن "الحكومة الحالية لا تنوي تنفيذ خارطة الطريق للخروج من الأزمة".
كما أكد أنه "لا يوجد خلاف بين رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة".
وأضاف باشاغا أن "تشكل سلطة جديدة عن الانتخابات، هو السبيل الوحيد القادر على فرض انسحاب المقاتلين الأجانب من ليبيا".
حظوظ وافرة
واعتبرت المجلة أن منافس باشاغا المحتمل هو النائب السابق لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، معيتيق "ينطلق بحظوظ وافرة للفوز في الوقت الحالي، لأنه المرشح الوحيد الذي رغم كونه من مدينة مصراتة في الغرب، يحظى بتأييد قوي أيضا في شرق البلاد".
واستدلت المجلة في رأيها بما يبثه أحد المواقع الإعلامية في بنغازي، "المرصد"، المقرب من قوات خليفة حفتر، والذي غالبا ما يقدم أخبارا عن تصريحات معيتيق وأنشطته السياسية الداعية إلى ضمان إجراء الانتخابات في الموعد المحدد.
وفي هذا الصدد، قال معيتيق، في منشور حديث على "فيسبوك"، إن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تطالب بالإسراع في الاستعدادت لإجراء الانتخابات في المواعيد المحددة، بينما يبدو أعضاء برلمان طبرق ومجلس الدولة غير راغبين في خوض الانتخابات لضمان مقاعدهم.
ولهذا السبب كتب معيتيق: "نحن الليبيون نسأل أنفسنا أين تكمن المشكلة اليوم في بلادنا: في أجهزتها التنفيذية أم التشريعية؟".
وأردفت المجلة أن مرشحا آخر للسباق الرئاسي هو رئيس كتلة "إحياء ليبيا"، عارف النايض، سفير ليبيا لدى الإمارات من 2011 إلى 2016، والمعروف بارتباطه بشكل خاص بأبو ظبي.
ونوهت بأن هؤلاء السياسيين لا يخفون نيتهم الترشح لرئاسة ليبيا بعد استبعادهم من الحكومة الحالية، وتعمد البعض مثل معيتيق هذا الاختيار ليكون قادرا على الترشح للانتخابات ديسمبر/كانون الأول 2021.
وأفادت بأن "معيتيق سحب في 4 فبراير/شباط، ترشحه خلال منتدى الحوار السياسي في تونس ليفسح المجال لفوز قائمة الدبيبة لإدراكه أن ذلك سيخوله الترشح للانتخابات المقبلة".
نية السيطرة
وترى فورميكي أن "فشل منتدى الحوار الليبي في التوصل لاتفاق على الأسس الدستورية التي سيتم اعتمادها قبل الانتخابات أدى إلى سيطرة الغموض على المشهد السياسي".
ومع اقتراب موعد الأول من يوليو/تموز المقبل، الموعد المحدد لإتمام قانون الانتخابات، فشلت جلسات الحوار في التوصل إلى اتفاق حول كيفية انتخاب الرئيس المقبل للبلاد، بصفة مباشرة من قبل الشعب أو بصفة غير مباشرة، بالإضافة إلى خلاف حول إجراء الاستفتاء على الدستور قبل 24 ديسمبر/كانون الأول أو بعده.
كما يثير هذا الانقسام في المشهد الليبي قلق رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح الذي أكد عدم وضوح القرار السياسي وقال: "في حال عدم المصادقة على القوانين اللازمة قبل بداية يوليو/تموز 2021، سنغير خطتنا بسبب ضيق الوقت الضروري لتنظيم الانتخابات".
وقال السايح: إن "إجراء الانتخابات مرهون بتهيئة الأرضية القانونية المناسبة والاتفاق على القواعد الدستورية قبل يوليو/تموز".
من جانبها، ذكرت المجلة أنه "رغم الانقسامات بين الطبقة السياسية، أنهت المفوضية قرابة 90 بالمئة من استعداداتها لتنظيم الاستحقاق المقبل، متوقعة أن يصل عدد الليبيين المسجلين بقائمات الناخبين نهاية العام الجاري إلى 3 ملايين".
وكان رئيس المفوضية قد صرح لإذاعة "ليبيا الأحرار" أن "كل شيء سيكون جاهزا بحلول 15 يونيو/حزيران المقبل".
وبينت المجلة أن "هذا يتوقف على التمويلات من الجانب الحكومي، والتي لا يمكن تقديمها إذا لم يوافق برلمان طبرق أولا على ميزانية الدولة لعام 2021".
ولفتت إلى أنه "رغم الاستعدادات الجارية، تثير التحركات المحتملة لمرشحين آخرين القلق".
وتشرح فورميكي أن هؤلاء "لم يبدوا بعد استعدادهم للمنافسة في الإطار السياسي واتباع المسار الديمقراطي، ولكنهم أظهروا منذ فترة طويلة نيتهم السيطرة على حكم البلاد".
وأشارت إلى أن الجنرال الانقلابي حفتر يتقدمهم في الوقت الحالي، وفي 29 مايو/أيار 2021، أقام عرضا عسكريا في قاعدة بنينا الجوية "ليثبت حضوره في المشهد السياسي الليبي".
وختمت المجلة تقريرها بالقول: إن "وسائل إعلام ليبية قامت على غرار تلفزيون (ليبيا الغد) وأيضا صفحات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي بتقديم سيف الإسلام القذافي كمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم غيابه عن المشهد منذ أكثر من 10 سنوات تقريبا كما يجهل مكان وجوده".