"قمع يشتد".. مطالب بإنقاذ حياة صحفيين معتقلين أضربا عن الطعام في المغرب
تفاعل ناشطون على موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك"، مع حملة تضامن واسعة، مطالبة بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين احتياطيا في المغرب منذ عدة أشهر في محاكمتين منفصلتين عمر الراضي، ورئيس تحرير جريدة "أخبار اليوم" المتوقفة عن الصدور حاليا، سليمان الريسوني.
وطالب الناشطون بإطلاق سراح المعتقلين "فورا دون قيد أو شرط"، عبر مشاركتهم في وسوم عدة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية أبرزها، #الصحافة_ليست_جريمة، #إنهم_يقتلون_عمر_وسليمان، #أنقذوا_حياة_سليمان_وعمر، free_soulaiman_raissouni #FreeOmarRadi، #détention_arbitraire، وغيرها.
وأوضح الناشطون أنهم يشاركون في الوسوم لتحقيق العدالة وإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين "الراضي" و"الريسوني" لإنقاذ حياتهما جراء استمرارهما في الإضراب عن الطعام منذ 8 أبريل/نيسان الجاري، مناشدين بالحرية لهما ولجميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي.
وغير الناشطون صور صفحاتهم الشخصية، وتداولوا صورا لهم مرتدين قمصانا عليها صور الصحفيين ومدون تحتها عبارة تطالب بإطلاق سراحهم وتؤكد أن الصحافة ليست جريمة، وأخرى تحمل رسما تعبيريا للمعتقلين معصوبي العينين ومغلقي الفم وموصولين بأصفاد في تأكيد على "تكميم أفواه الصحفيين".
وندد ناشطون بتعسف السلطات المغربية والقضاء مع الصحفيين، ورفض القضاء الالتماسات المقدمة لإطلاق سراح الصحفيين مؤقتا مع أخذ الضمانات الكافية عليهم، مستنكرين تردي الأوضاع الحقوقية ومعاناة معتقلي الرأي القابعين في السجون.
وفي 15 أبريل/نيسان الجاري، رفضت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء طلب السراح المؤقت للريسوني والراضي، رغم توافر جميع الضمانات المطلوبة، بحسب ما أكدته هيئة الدفاع عنهما، وأجلت المحكمة محاكمتهما إلى 18 مايو/أيار 2021.
والأربعاء 14 أبريل/نيسان 2021، طالب 160 صحافيا مغربيا، الإفراج عن زميليهما، الريسوني والراضي.
فيما طالبت عريضة حملت توقيعات شخصيات دولية مرموقة من المغرب وفرنسا ودول أوروبية، تنتمي إلى عالم السياسة والقانون والإعلام والثقافة والفن، سلطات المملكة بالإفراج عنهما وإسقاط جميع التهم عنهما، وعن جميع السجناء السياسيين والرأي في السجون.
إلا أن السلطات المغربية تتجاهل مطالبات المنظمات والهيئات الحقوقية والدولية لها بوقف اعتقال الصحفيين وإطلاق سراحهم ومتابعتهم خارج السجون على أساس "توفرهما على جميع الضمانات القانونية لمتابعة الإجراءات القضائية وهما في حالة سراح".
الريسوني رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" توقفت عن الصدور منتصف مارس/آذار 2021 بدعوى اتهامه في قضية اعتداء جنسي، أما الصحفي الراضي فهو ناشط حقوقي معتقل منذ 8 أشهر لاتهامه في قضيتي "اعتداء جنسي" و"تجسس".
والصحفيان المعروفان بكتاباتهما النقدية يقبعان بسجن "عكاشة" في مدينة الدار البيضاء، ودخلا في إضراب عن الطعام منذ 12 يوما، للتنديد باستمرار اعتقالهما ورفض سلسلة تأجيلات محاكمتهما.
ذوو المعتقلين
وبرزت عبر الوسوم تغريدات وتدوينات لذوي الصحفيين المعتقلين، تداولها الناشطون معلنين تضامنهم معهم ومتبنين مطالبهم بإطلاق سراح الصحفيين.
بدورها، روت خلود المختاري، زوجة الريسوني، تفاصيل مكالمة دارت مع زوجها خاطبها بنبرة المطبع مع الموت، وقال عندما سألته عن صحته: "أنا بخير، أتعود"، فأجبته: "علام تتعود يا سليمان؟"، مشيرة إلى أنها طرحت سؤالها وقلبها يبكي ممزقا ويتحسر عليه وعلى صديق عمرها.
وأضافت أن "سليمان يتعود على إنهاء حياته، ويحاول إقناعنا بهذا الخلاص بروح مرحة، سليمان الذي كان يخاف علي من العتمة، لم يعد بعد هذه المحنة يخشى شيئا، سليمان الذي تعلمت معه جانبا فلسفيا مهما من الإنسانية، ها هو اليوم يرمي بها على وجه الظلم والتسلط مرة واحدة".
وتابعت المختاري: "سليمان، صديق الجميع، ورفيق اليوم والأمس، يعيش مع الإنسان فيه لوحدهما في زنزانة انفرادية لما يقارب السنة، سليمان الكريم، يعيش شح المساحة ورؤية السماء، سليمان الأب، عوضت غيابه بأسى كبير جدا، سليمان الزوج، حكاية يعرفها الأصدقاء، وتعرفها العائلة، وأن لا حدود لألمي على غيابه.. ولا اللغة ستسعفني ولا العويل".
واستطردت: "الصحافي سليمان الريسوني ضحية سلطات ظالمة، استعملت القانون والقضاء والمؤسسات لترمي به في السجن، وهي نفس السلطات التي تدفعه وعمر الراضي للموت.. لا أعرف ما الذي سأقوله أمام هذا الظلم والفجور في الغضب على سليمان وعمر، غير الأيام بيننا، وأن العدل يرى ما عشناه ونعيشه وهو خير مجيب".
وأوضحت الصحفية هاجر الريسوني، أن عمها سليمان وعمر "ليسا فوق القانون، لكنهما ليسا أدنى منه، كل ما يطلبانه المتابعة في حالة سراح وتمتيعهما بشروط محاكمة عادلة".
ووجه المغرد أبو بركات الريفي تحية احترام إلى "هاجر الريسوني وزوجة الصحفي المعتقل توفيق بوعشرين وأب عمر"، مؤكدا أن "مطالبهم مشروعة تجاه سياسة متابعات أقل ما يمكن أن يقال عنها انتقامية".
بالنسبة لصحفي الريسوني او المسكوت عنه صحفي عيار الثقيل توفيق بوعشرين او مغرد عمر الراضي
— Abo Barakat Arifi (@aborifi) April 19, 2021
الدعم الصادق الوحيد كان من هاجر الريسوني وزوجة بوعشرين ودريس الراضي تحية احترام لهم ومطالبهم مشروعة تجاه سياسة متابعات اقل ما يمكن ان يقال عنها انتقامية شخصيا اراها اكثر من ذلك https://t.co/Ko3gE4RYQv
مطالبات بالحرية
وحث ناشطون السلطات المغربية على الإفراج عن الصحفيين والحرية لهم.
وطالب المغرد حسن أولحاج، بالحرية للمعتقلين السياسيين بالمغرب، قائلا: "باسم اللجنة الدولية لدعم حق العودة ومواجهة التطبيع، نعلن تضامننا مع كافة المعتقلين السياسيين بالمغرب ونطالب الدولة المغربية إطلاق سراحهم بدون قيد أو شرط وفي مقدمتهم الرفيقين الصحفيين الراضي والريسوني".
ودعا المدون جود صبري، بـ"الحرية المطلقة للأقلام الحرة القابعة خلف القضبان وبأمعاء فارغة.. الحرية للريسوني والراضي وعبرهم نجدد دعوتنا بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والمدونين والصحافيين ومعتقلي الرأي".
تعسف السلطة
وانتقد ناشطون السلطات المغربية وتعسفها تجاه الصحفيين، محذرين من تدهور صحتهما وموتهما بالبطيء نتيجة إضرابهما عن الطعام.
وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن "القمع يشتد ضد الصحافيين في المغرب" مشيرة إلى أن "الإجراءات ضد الصحافيين المسجونين، عمر وسليمان، تعكس المناخ السائد في البلاد فيما يتعلق بحرية التعبير".
وذكرت بما أصدرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، بمناسبة مثول الراضي لأول مرة أمام قاض، حيث انتقدت بشدة قمع حرية التعبير بالمملكة، وقالت "يبدو أن الملاحقات القضائية المزورة ضد الصحافيين تحتل مكانة بارزة في دليل السلطات المغربية لقمع أية معارضة".
وقالت الصحفية سعيدة الكامل: "جريدة أخبار اليوم انتهت، وسيقول التاريخ كلمته ولو بعد حين.. لكن لا ينبغي أن يكتب فيه أبدا أن رئيس تحريرها سجن، لما كانت على قيد الحياة، وانتهت حياته بالسجن".
وأضافت: "مهما بلغت هذه المرحلة من قتامة لا أستطيع أن أتخيل أنه في بلدي المغرب، وفي هذا الزمن، يمكن أن نصل درجة أن يموت صحافي مضربا عن الطعام طلبا للعدل".
وأكدت أنها "ستكون نهاية حلم جيل هي واحدة ممن آمنوا فيه أن المغرب والحرية والديمقراطية تركيبة لا يمنع تحققها غير الإرادة ومدى التشبث بالحلم"، مشددة على أن "الموت البطيء لسليمان وعمر ذنب لا يمكن اقتراف جريرة الصمت عنه، كل شيء يهون سوى موت الضمير".
وكتب الصحفي عماد استيتو: "نحن لا نضغط لا على الدولة ولا على مؤسساتها.. نحن نضغط من أجل الدولة ومن أجل المؤسسات.. ملف عمر الراضي وسليمان الريسوني اختبار لصحة وسلامة الدولة والمؤسسات.."، مؤكدا أن "الأحقاد لا تبني دولا والانتقام لا يقوي أبدا المؤسسات".
نحن لا نضغط لا على الدولة ولا على مؤسساتها..نحن نضغط من أجل الدولة ومن أجل المؤسسات.. ملفا عمر الراضي وسليمان الريسوني اختبار لصحة وسلامة الدولة والمؤسسات.. الأحقاد لا تبني دولا والانتقام لا يقوي أبدًا المؤسسات.#n26011 #n23052 #justicepouromaretsoulaimane
— imad stitou (@StitouImad) April 19, 2021
مواقف المعتقلين
وذكر ناشطون بمواقف الصحفيين وكلماتهما الأخيرة ورسالتهما، وتناقلوا مقتطفات منها.
ونقلت الكاتبة الصحفية عفاف برناني عن عمر الراضي قوله: "الاستبداد ليس قدرا، ولابد من الحرية وإن طال الزمان، وإن كان وقتي قد حان لأدفع الثمن نيابة عن هذا الجيل الجديد المعذب الذي ولد بين العهد القديم والعهد الجديد المزعوم، فإنني مستعد لدفعه بكل شجاعة، وسأذهب إلى مصيري بقلب مطمئن مبتسما مرتاح الضمير".
كما نقلت أيضا مقتطفا من رسالة المعتقل الريسوني قال فيها: "صبرت سنة على الظلم وأنا أنتظر أن يعلو صوت الحكمة والحق لكن اليوم نفذ صبري، سأمضي في هذه الخطوة إما أسترجع حريتي المسلوبة تعسفيا أو أذهب إلى حتفي مرفوع الرأس مفجوع الفؤاد".المعتقل السياسي عمر الراضي:
— Afaf Bernani (@BernaniAfaf) April 20, 2021
"الاستبداد ليس قدرا، ولا بد من الحرية وإن طال الزمان، وإن كان وقتي قد حان لأدفع الثمن نيابة عن هذا الجيل الجديد المعذب الذي ولد بين العهد القديم والعهد الجديد المزعوم، فإنني مستعد لدفعه بكل شجاعة، وسأذهب إلى مصيري بقلب مطمئن مبتسما مرتاح الضمير" pic.twitter.com/3rV90hflMp
المعتقل السياسي الصحفي سليمان الريسوني:
— Afaf Bernani (@BernaniAfaf) April 20, 2021
"صبرت سنة على الظلم وأنا انتظر أن يعلو صوت الحكمة والحق لكن اليوم نفذ صبري، سأمضي في هذه الخطوة إما استرجع حريتي المسلوبة تعسفيا أو اذهب الى حتفي مرفوع الرأس مفجوع الفؤاد". مقتطف من رسالة سليمان الريسوني."#justicepouromaretsoulaimane pic.twitter.com/f8yCmIiZ29