حرم حفيد الخميني من الترشح.. هكذا يتدخل خامنئي بانتخابات رئاسة إيران
سلطت شبكة بي بي سي البريطانية، الضوء على دور المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو/حزيران 2021.
وتساءل الكاتب مسعود آذر في مقال نشرته النسخة الفارسية من الشبكة: هل يجب أن يقبل خامنئي ترشح المرشحين للانتخابات أم لا؛ لأنه يجب أن يعلم بمن يرغب في الترشح.
كما تطرق آذر إلى الحديث عن لقاء حسن الخميني، حفيد قائد الثورة الإسلامية بالمرشد الأعلى، وعن رغبته في الترشح لرئاسة الجمهورية.
وقال: "واجه تراجع حسن الخميني عن إعلان ترشحه في الانتخابات الرئاسية ردود أفعال مختلفة في وسائل الإعلام الإيرانية وشبكات التواصل الاجتماعي".
إذ اعتبرت جريدة كيهان هذا الخبر بمثابة نجاة لحسن الخميني من فخ الانتخابات من ناحية أعداء طريق الإمام.
وكتبت المحافل الإعلامية القريبة إلى الإصلاحيين عن تغيير معادلة الانتخابات والأيام الصعبة لهذه الجماعة، كما تحدثت جريدة آرمان ملي عن تحول الإصلاحيين إلى الرئيس السابق محمد خاتمي مرة أخرى.
مشورة أم استئذان؟
المشورة أو الاستئذان من القائد من أجل دخول الانتخابات أمر جرت عليه العادة، يقول الكاتب، حيث يقرر المرشحون الترشح من عدمه وفقا لرد فعل القائد.
إذ يمنع خامنئي بعض الأشخاص أحيانا من الترشح كما حدث مع محمد باقر قاليباف في انتخابات عام 2009 وأحمدي نجاد عام 2017. أو يشجع أو يجبر البعض، أو يلتزم الصمت ولا يجيب في بعض الأحيان، كما حدث في انتخابات 2013.
إذ اعتبر أكبر هاشمي رفسنجاني سكوت القائد مبنيا على الموافقة وقام بتسجيل اسمه، ولكن بدا هذا السكوت أكبر من عدم الموافقة حيث تم رفض صلاحياته من قبل مجلس صيانة الدستور.
وكتبت صحيفة كيهان أن موضوع منع المرشحين كان إجراء يتعلق بالماضي، ولا ولم يرتبط بالأمر والنهي.
وسيلة إعلام مقربة من خامنئي لم تعتبره يتدخل في الانتخابات، وقالت إنه يعطي المشورة وأكدت على أن إطاعة المرشد بمثابة إطاعة الإمام.
وكتبت صحيفة الرسالة الأصولية واصفة رأي القائد بأنه نصيحة أبوية، واعتبرت منتقدي تدخله أغبياء أو خونة.
ويتساءل الكاتب: مع أخذ كتابات الصحيفتين في الاعتبار حيث إنهما قريبتان من الحكومة، فما معنى مشورات خامنئي بالنسبة للمرشح الذي يواجه العامة وفقا لصحيفة الرسالة؟
وهل هناك إمكانية لمواجهة رأي القائد كما أعلن محمود أحمدي نجاد ترشحه عام 2017، أم لا يوجد حيلة غير التسليم بالأمر الواقع؟
قال علي خامنئي فيما يتعلق بالانتخابات في كل فترة إنه ليس لديه أكثر من صوت ولن يلزم أحدا بإعطاء صوته لشخص معين، ولن يعرف أحد بتصويت القيادة، والانتخابات ليست تابعة للقيادة.
يريد من عرض وتكرار هذا الحديث أن يأخذ الشعب القرار الأخير. ويقول بشأن الانتخابات إن الشعب يعلم بمؤامرات الأعداء، وهناك دور مشرف نشط يلعب فيها، وفق الكاتب.
دور الخميني
وتابع الكاتب: في الفترات المختلفة مثل انتخابات المجلس السادسة وانتخابات رئاسة الجمهورية كان لميزان المشاركة في الانتخابات دور مهم في تغيير نتيجتها.
زاد دور مجلس صيانة الدستور والقائد بعد الثورة الإيرانية، حيث اعتبر الكاتب والباحث الأصولي مهدي نصيري، أن تغير رأي حسن الخميني (العدول عن قرار المشاركة) في تويتر علامة على الدور الخلاق للقائد في جميع شؤون النظام ووضع الدولة.
التقى حسن الخميني بآية الله خامنئي وتحدثا عن مشاركة الحد الأقصى للشعب في الانتخابات وكان يريد فتح المجال لوجود مرشحين مختلفين وانتقد حرمان تيار فكري من الانتخابات.
كان حديثه خلال اللقاء مع أعضاء الحزب الديمقراطي دلائل انتخابية، ويبدو أنه اقترب من القرار النهائي للترشح في الانتخابات.
والجدير بالذكر أن حسن الخميني ليس لديه أي خبرة في الجهاز التنفيذي والقضائي والتشريعي، ولا يمكن انتقاد أدائه، والتصق به الإصلاحيون؛ لأنه لا يمكن العبور من سد مجلس صيانة الدستور في ظل عدم وجود مرشح قوي، وأرادوا انضمامه للانتخابات.
وبأخذ مكانته في عائلة الخميني في الاعتبار، كان لديهم أمل أنه يكون الاختيار المناسب في مواجهة مرشحي الحزب الأصولي، بحسب الكاتب.
ويبدو أن المحافل الإعلامية والصحف الأصولية دعمته في التراجع عن الترشح ومجاملته وتمجيده باعتباره حفيد الخميني.
جمهورية إيران الإسلامية في وضع بداية الانتخابات خلال الشهرين المقبلين، وحتى الآن المرشحين غير معروفين، كما أن الوضع الاقتصادي للدولة بالنسبة للأربع سنوات الماضية فسد أكثر، حيث تستمر مظاهرات العمال والمحالين على المعاش.
وتأتي الانتخابات أيضا في ظل تفشي كورونا والإهمال في شراء اللقاح حيث تضاعفت عدم الثقة السياسية للشعب في الحكومة، يقول الكاتب.