هولوكوست الحوثي.. غضب كبير بعد إحراق الجماعة عشرات الإثيوبيين بصنعاء

12

طباعة

مشاركة

لم يمر شهر على رفع الولايات المتحدة الأميركية جماعة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران من قوائم الإرهاب، حتى باتت تواجه اتهامات بإحراق مئات المهاجرين الإثيوبيين في مدينة صنعاء المسيطرة عليها منذ سبتمبر/أيلول 2014.

ومساء 7 مارس/آذار 2021، شبّ حريق غامض في مركز احتجاز يديره الحوثيون في صنعاء، وكان يكتظ بداخله نحو 900 مهاجر إفريقي، غالبيتهم من الجنسية الإثيوبية، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.  

وأعلنت المنظمة الدولية بعد ساعات من الحادثة مصرع مهاجرين وإصابة 170، وقالت إن 90 بالمائة منهم يعانون من إصابات خطيرة، وطوال 24 ساعة ماضية عجزت منظمة الهجرة عن تحديث الأرقام جراء التكتم الحوثي والتشديدات الأمنية العالية.  

وعادت منظمة الهجرة اليوم في بيان جديد دعت فيه إلى إتاحة الوصول العاجل لتقديم المساعدات الإنسانية للمهاجرين المصابين جراء الحريق، وكذا إطلاق سراح جميع المهاجرين المحتجزين في البلاد، وتجديد التزام توفير خيارات تنقّل آمنة ومُنظَّمة للمهاجرين.

ووفق بيان المنظمة الدولية، "كان موظفو المنظمة الدولية للهجرة موجودين في الموقع عندما اندلع الحريق في هنغار (بدروم أو حظيرة) مجاور للمبنى الرئيس. وفي أثناء نشوب الحريق، كان هناك قرابة 900 مهاجر، معظمهم من الإثيوبيين، في مرفق الاحتجاز المكتظ. وكانت منطقة الهنغار تضم أكثر من 350 مهاجرا".

وأوضحت المنظمة أنها "نشرت على الفور فرقها من العاملين الصحيين وسيارات الإسعاف، وأكثر من 23,000 مادة من المواد الطبية التي شملت السوائل الوريدية، ومواد علاج الجروح والإصابات، وغيرها من المستلزمات، وإرسلتها إلى المرافق والمستشفيات الرئيسة لتقديم المساعدات العاجلة المنقذة للحياة إلى جانب وزارة الصحة العامة والسكان".

وحاول عدد من المنظمات المعنية بشؤون المهاجرين، خلال الـ24 ساعة الماضية، إقناع الحوثيين بتمكينها من معاينة مسرح الكارثة، لكنها قوبلت برفض تام من قبل السلطات الأمنية، وهو ما جعلها تكتفي بإرسال المستلزمات الطبية الإسعافية إلى المرافق الصحية.  

وبعد مرور أكثر من 24 ساعة على وقوع الحادثة، لا يزال سبب الحريق غامضا جراء التعتيم الحوثي. ويقول ناشطون يمنيون إن سلطات الجماعة، تُجبر عددا منهم على التوجه إلى جبهات الحرب والقتال ضمن صفوفها ضد القوات الحكومية، لكن البعض منهم يرفضون، وهو ما يجعلهم عرضة للتعذيب والقتل.

واشنطن مسؤولة

تصعيد الحوثي من وتيرة جرائمه، دفع ناشطين على تويتر، لتحميل واشنطن المسؤولية، واتهموها بإعطاء الحوثي دافع أكبر لممارسة الإرهاب والوحشية وشرعنة جرائمها، مستنكرين إزالتها من قائمة الإرهاب واتباع الرئيس الأميركي جو بايدن سياسة تصالحية مع إيران.

وطالبوا عبر مشاركتهم في وسمي #الحوثي_يحرق_اللاجئين، #الحوثيين_يحرقون_لاجئين_إثيوبيين، بإعادتها للقائمة مرة أخرى، وفتح تحقيق دولي في الجرائم والمجازر التي يرتكبوها، مستنكرين ضعف الموقف الدولي المناهض لجرائم الحوثي.

وتداول ناشطون مقطع فيديو لجريمة الحوثي تظهر فيه أكواما من الجثث المحترقة بشدة داخل مرفق الاحتجاز التابع لهم، مذكرين بجرائم المليشيا المتعددة منذ بداية الحرب في اليمن.

وصفوا ما حدث بـ"هولوكوست الحوثي ضد الأفارقة"، معربين عن تخوفاتهم من إمعان المليشيا في إخفاء وطمس أدلة الجريمة وغسل أيديهم منها، لتطويقهم المناطق المحيطة بالحادث وعدم سماحهم لمسؤولي منظمة الهجرة الدولية بدخول المنشأة. 

تقديرات عدد الضحايا اختلفت، لكن صحيفة أديس ستاندرد الإثيوبية، نقلت عن مصادرها في صنعاء أن عدد المهاجرين الذين قتلوا في اليوم الأول للحادث يصل إلى 450 قتيلا، مشيرة إلى مقتل حوالي 62 شخصا في اليوم الثاني متأثرين بجراحهم.

ولفتت إلى توقعات مصادرها وجود وفيات محتملة أخرى بسبب خطورة درجة الحروق التي تعرض لها الضحايا، ولأنهم لم يتلقوا أي مساعدة أو اهتمام حقيقي.

وسبق لمنظمة هيومن راتيس ووتش أن كشفت في العام 2020، أن قوات الحوثي طردت قسرا آلاف المهاجرين الإثيوبيين من شمال اليمن في أبريل/نيسان 2020 متذرّعة بفيروس كورونا، ما أدى إلى مقتل العشرات وإجبارهم على النزوح إلى الحدود السعودية.

واستندت المنظمة إلى إفادة 19 مهاجرا اثيوبيا، أكدوا أن الحوثيين اعتقلوا آلاف الإثيوبيين في قرية الغاز بمحافظة صعدة والتي يقطنها مهاجريين بشكل غير رسمي، مشيرين إلى أنهم شاهدوا عمليات قتل لمهاجرين أو شاهدوا جثثهم دون تحديد عدد القتلى. 

الناشطون حملوا إدارة بايدن مسؤولية جرائم الحوثي، مذكرين بإلغاء إدراج جماعة الحوثي في 16 فبراير/شباط 2021، ضمن لوائح عقوبات الإرهاب العالمي، وتأكيدها في أكثر من مناسبة استعدادها للتفاوض مجددا مع إيران بشأن الاتفاق النووي والقضايا الأخرى.

وحمل رئيس منظمة أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد، بايدن وإدارته مسؤولية مقتل وإصابة مئات المهاجرين الأفارقة، بقنابل حارقة في سجون الحوثي، ومقتل الآلاف معظمهم من الأطفال جندهم الحوثيون وهجم بهم على مأرب إلى جانب نزوح عشرات الآلاف من المدنيين، كما يتحمل خسائر بشرية ومادية بقصف الحوثيين المنشآت المدنية في اليمن والسعودية.

واعتبر المغرد سمير المبارك أميركا شريكة فيما حدث، قائلا: "عندما تقوم إدارة بايدن بإلغاء تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية وتصرح بوقف الأسلحة عن السعودية وتطالب بوقف الحرب في اليمن وترجو إيران بالجلوس للتفاوض معها، فتأكد بأنها إشارة مباشرة وضوء أخضر لإطلاق إرهاب النظام الإيراني في المنطقه". 

هولوكست الحوثي

ووصف ناشطون ما حدث بالهولوكست والمحرقة والمجزرة وغيرها من التوصيفات التي تبرز حجم الجرم الذي ارتكبته الحوثي، مستنكرين ضعف رد الفعل الدولي تجاه جرائم المليشيا.

وتهكم الإعلامي أحمد مازن قائلا: "صدّعوا رؤوسنا بالهولوكوست النازي ضد اليهود، لكن لم نسمع أي كلمة عن هولوكوست الحوثي ضد الأفارقة الإثيوبيين!". 

وأضاف: "صمت دولي مرعب تجاه إبادة جماعية حقيقية وإرهاب تقشر له الأبدان.. وما زالت إدارة بايدن تحلم بالحوار مع هؤلاء البجم.

ورأى الأكاديمي محمد الشنقيطي، أن المحرقة التي مات فيها مئات الأثيوبيين في معتقلات صنعاء على أيدي الحوثيين تكشف مرة أخرى نمط الحكم الذي تتقنه ذيول #إيران حين تتمكن، فهي ذيول لا تقيم للحياة الإنسانية وزنا، ولا تتورع عن أي وسيلة، مشيرا إلى أنها تكشف أيضا هشاشة الدول وفشلها على القرن الإفريقي وعلى القرن العربي.

وأكدت الكاتبة اليمنية منى صفوان أن ما حدث فضيحة لسلطات صنعاء وجماعة الحوثي، أمام المجتمع الدولي، لكنها تكشف محليا حجم الإجرام، مشيرة إلى أن من قال أن المظلوم ليس له صوت صحيح لأن إثيوبيا وجوارها بلاد فقيرة وليست مؤثرة ليمكنها تحريك القضية لكن الجرم القاسي هو من يحرك القضية وأخذ حق المظلوم.

وأشار الصحفي والكاتب اليمني أحمد الزرقة، إلى أن ردود فعل المنظمات الأممية ومنظمات حقوق الإنسان حول جريمة إحراق اللاجئين الأفارقة دون مستوى حجم الجريمة المفزعة التي أظهرت الصور مدى بشاعة الجريمة والتي ترقى لجرائم الحرب والتصفيات العرقية.

وتساءل الإعلامي والكاتب السياسي مصطفى القطيبي: "أي قبح وإجرام وصلت له مليشيات الحوثي الفاشية الإيرانية في حرقها للاجئين الأفارقة في #صنعاء أين المنظمات الحقوقية الدولية لماذا تصمت على جرائم ووحشية الحوثي؟ أين أميركا التي قالت ليسوا إرهابيين وحذفتهم من قوائم المنظمات الإرهابية؟!".

ودعا ناشطون إلى إجراء تحقيق دولي شفاف ومحاسبة كل من تورط في هذه الجريمة ومحاكمة الحوثي. 

وطالب الكاتب والصحفي اليمني عباس الضالعي كل المنظمات والدول بتحقيق شفاف ومستقل، قائلا إن ما حدث للاجئين الإثيوبيين جريمة كبيرة تؤلم كل إنسان.