خطوات حثيثة.. صحيفة روسية: هذه مساعي تركيا للحصول على قنبلة نووية

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "لايف" الروسية، مقالا تتحدث فيه عن الخطوات التركية في إطار تطويرها لأسلحتها سواء الدفاعية منها والهجومية، وسعيها إلى رفع مستوى ترسانتها من الأسلحة الإستراتيجية.

وتوقف الكاتب سيرغيه أندرييف، في مقاله عند التوجسات والمخاوف الأميركية في تطلعات أنقرة لتطوير مخزونها من الأسلحة، والتي بسببها فرضت واشنطن على تركيا عقوبات اقتصادية في 12 ديسمبر/كانون الأول 2020.

وقال أندرييف، إن "الولايات المتحدة فرضت عقوبات على إدارة الصناعات الدفاعية التركية، حيث تم في إطارها تجميد حسابات الوزارة في البنوك الأجنبية، ومنع الهياكل المالية من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي من إقراض صناعة الدفاع التركية". 

ومنتصف يناير/كانون الثاني 2021، تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قضية إس -400، وذكر أندرييف أن أنقرة لن تطلب من واشنطن الإذن بشراء فوج إس -400 ثان.

وبالتوازي مع حديث أردوغان مع وسائل الإعلام، كانت هناك تقارير عن احتمال مشاركة مجموعة فنية ضمن اللجنة الخاصة لإثبات أمن إس -400، والتي سيدرس أعضاؤها عن كثب أنظمة الدفاع الجوي الروسية.

تجربة فريدة

فيما قال الكاتب والمراقب لشؤون الشرق الأوسط، نيكيتا يورتشينكو: إن "الأسلحة النووية أصبحت اليوم عاملا مهيمنا في السياسة العالمية، ولم تعد دول الشرق الأوسط استثناء". 

وأضاف أن "تركيا تتعلم في تجربتها الفريدة في تطوير وتوسيع نطاق أسلحتها الدفاعية، عن طريق اقتناء أحدث الأسلحة على مستوى العالم، وإعادة تصنيعها وتطويرها على يد علمائها ومهندسيها العسكريين، الذين بدورهم أثبتوا للعالم قدراتهم ومهاراتهم في الصناعات العسكرية". 

وتساءل يورتشينكو: "هل يكون ذلك السبب الحقيقي وراء العقوبات الأميركية والحلفاء في الناتو على تركيا؟"

وأجاب: "هكذا تتهرب إسرائيل من الإجابة على الأسئلة المباشرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول وجود أسلحة نووية، وتتساءل إيران عن كيفية الحصول على البلوتونيوم المعدني، والذي بالمناسبة سيمكنها من تجميع الرؤوس النووية". 

وليس من المستغرب أن يعترف أردوغان، بعدم موافقته على الوضع الحالي، ويعتبر أنه "من غير المقبول ألا تمتلك تركيا أسلحة نووية"، بحسب الكاتب.

وفي سبتمبر/أيلول 2019، أعرب الزعيم التركي عن موقفه في المنتدى الاقتصادي في ولاية "سيواس" قائلا: "بعض الدول لديها صواريخ برؤوس نووية وليس واحدة أو اثنتين، لكن نحن لا يمكننا الحصول عليها، لا يمكنني قبول ذلك، لا توجد دولة متقدمة واحدة في العالم لا تمتلك أسلحتها النووية".

ويتابع يورتشينكو في مقاله بسرد بعض التنبؤات وتحليلات بعض المراقبين في المنطقة، فالعالم في السياسة الإسرائيلي الشهير ياكوف كيدمي، يقول: إن "تركيا ستحصل عاجلا أم آجلا على ترسانة نووية". 

كما قيّم خبراء الإمكانية الحقيقية وضرورة حصول أردوغان على حقيبته النووية، حيث يعتقد الخبير العسكري كونستانتين سيفكوف أن "تركيا على الأرجح غير قادرة على إنتاج أسلحتها النووية، لأنها لا تمتلك الإمكانات العلمية والتكنولوجية اللازمة لذلك".

وقال سيفكوف: "من أجل صنع سلاح نووي خاص بك، أنت بحاجة إلى منشأة تخصيب اليورانيوم، وبحاجة أيضا إلى مدرستك وأبحاثك العلمية الخاصة، والتي ستسمح لك بتثقيف أجيال من العلماء وتدريب المتخصصين، يكفي أن نتذكر أن روسيا تبني محطة أكويو للطاقة النووية في تركيا لفهم أنه لا توجد مثل هذه المدرسة".

تنبؤات الخبراء

لذلك، يتابع -سيفكوف- في المستقبل القريب، أي في غضون 10-15 سنة، "لن يكون لدى تركيا قنبلة أو أسلحة نووية".

وأضاف الخبير أنه "بالإضافة إلى القنبلة نفسها، هناك حاجة أيضا إلى عربات النقل والتوصيل، والتي تعاني أنقرة أيضا من بعض المشكلات فيها، حيث لا تمتلك تركيا صواريخ لإيصال رؤوس حربية نووية أو طائرات حاملة". 

وتابع: "نظرا لوجود معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، فمن غير المرجح أن تتمكن القيادة التركية من الحصول على مساعدة خارجية لتحقيق هذه الأهداف".

وأكد أنه "حتى لو افترضنا أنهم سيمضون قدما بالفعل نحو هذا الهدف، فإننا سنتابع النتائج النظرية لمثل هذه الجهود -على المدى المتوسط-، في غضون 25-30 عاما، ومع ذلك، وإذا نجحت هذه الجهود، فلن يطوروا سوى أنظمة الجيل الأول، بينما سيكون لدى البلدان الأخرى أنظمة الجيل الرابع بالفعل".

ولفت سيفكوف بالقول: "يجدر بنا التفكير أيضا في السؤال الأكثر أهمية، وهو أن النظام السياسي الحالي الحديث، موجود بفضل أردوغان، فكم من الوقت سيبقى في السلطة؟ حيث من غير المرجح بقاءه لمدة 10-15 سنة، وأنه على الأرجح، سيغادر قبل ذلك بكثير. فمن سيحل محله؟ لذلك، من وجهة نظري، فإن التهديد النووي من تركيا غير ذي صلة اليوم".

فيما أكد الخبير العسكري ديمتري ليتوفكين، أن "تركيا اليوم، تتوفر بالفعل على مخزون من الأسلحة النووية الأميركية في قاعدة إنجرليك الجوية، والتي يمكن أن تكون بمثابة رادع حتى لا تحاول تركيا إنشاء أسلحة نووية خاصة بها" .

وأشار إلى أن "عددا من الدول التي ليست أعضاء في النادي النووي لكن لديها أسلحة نووية خاصة بها، وهي باكستان وجنوب إفريقيا وإسرائيل والهند، والسؤال المطروح هو هل هذا السلاح النووي مطلوب؟ من ناحية أخرى، يعد هذا كضمان للسلامة، ويبدو أن كوريا الشمالية تمتلكها أيضا ولا أحد يتعرض لها". 

وأوضح ليتوفكين أن "تجربة روسيا والولايات المتحدة تعتبر مسارا تطوريا طويلا، حيث تم خلالها إنشاء الصناعة النووية، فضلا عن أنظمة التخزين والأمن، بتكاليف باهظة، وكل هذا مكلف للغاية، فهل تركيا بحاجة إليه فعلا في هذا التوقيت؟ هذا سؤال كبير".