بمجيء بايدن.. صحيفة تركية تكشف تحركات اللوبي الكردي في واشنطن

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "خبر ترك" التركية الضوء على اللوبي الكردي في الولايات المتحدة الأميركية، بعدما أصبح "قويا للغاية" في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، ومحاولته الوصول إلى الرئيس الجديد جو بايدن بطرق عديدة مع توليه منصبه رسميا. 

وأوضحت الصحيفة، في مقال للكاتب سردار تورغوت، أن "الأنشطة الكردية في العاصمة الأميركية لها هيكل معقد، وأعتقد أن هذه القضية على وشك أن تكون واحدة من أهم القضايا التي ستشغل مكانا كبيرا في جدول أعمال السفير التركي مراد مرجان والذي تم تعيينه حديثا في واشنطن".

ونوه الكاتب إلى أن "الذين يعملون في واشنطن للدفاع عن القضية الكردية، يحاولون الاهتمام بمطالب الأكراد العراقيين والسوريين ومصالح البيشمركة ومطالب عناصر وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي في آن واحد، والتي قد تتضارب مصالحها ومطالبها أحيانا، الأمر الذي يجعل جماعات الضغط في واشنطن متفرقة ومشتتة للغاية".

شخصية مؤثرة

وبحسب تورغوت كان لمحافظ كركوك الأسبق، نجم الدين كريم، "شخصية قوية وحدت هذه العناصر، كما كان لمعهد واشنطن الكردي الذي أسسه تأثير كبير على الحكومات، وهكذا كان كريم الذي برز كشخصية تجمع بين مختلف المصالح الكردية المتعارضة والمتضاربة بصفته مؤسس هذا المعهد، يراقب المصالح الكردية الإقليمية".

ووفقا لموقع "كردستان 24" الكردية فقد كتب هاريسون سميث في مقال له نشرته "واشنطن بوست" الأميركية، أن "كريم كرس حياته لتحقيق حلم إنشاء كردستان لتوحيد ملايين الأكراد الموجودين في سوريا وتركيا والعراق وإيران وأنه تخلى عن مسيرته المهنية كطبيب لينضم لقوات البيشمركة والتي تمثل القوة العسكرية الكردية".

وقد وصف جوناثان راندال المراسل السابق لواشنطن بوست، نجم الدين كريم بأنه "اللوبي الكردي الذي يتكون من شخص واحد في الوقت التي لم يوجد به من يسمع صوتهم (الأكراد) في الولايات المتحدة".

وقد ذكر الموقع أيضا أنه كان طبيب الزعيم مصطفى بارزاني الخاص، كما عالج مرضى مثل السكرتير الإعلامي للبيت الأبيض جيمس برادي، الذي نجا بعد إصابته برصاصة في الرأس خلال محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان عام 1981 .

إلى جانب أنه أمضى 20 عاما في عيادته الخاصة بينما كان يحث الخطى إلى مكاتب الدبلوماسيين والسياسيين ومراكز الفكر يدعوهم لدعم الأكراد في حملاتهم لتقرير مصيرهم الخاص. 

ولما توفي نجم الدين كريم، في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2020، ظهر من يقول بظهور فجوة في أنشطة وفعاليات اللوبي الكردي في واشنطن والتي يمكن لتركيا الاستفادة منها. يقول الكاتب التركي. 

وأضاف: "وبينما تحاول ممثلة قوات سوريا الديمقراطية في واشنطن، سنام محمد، سد هذه الفجوة في اللوبي الكردي، يقول المراقبون بما أن سنام عملت كممثلة لوحدات حماية الشعب في أوروبا، فإن وجودها كشخصية فعالة يمنح وحدات حماية الشعب ميزة كبيرة في واشنطن".

دعم مالي

وأشار تورغوت إلى أن "المعهد الكردي الذي يعمل على الدفاع عن مصالح منطقة الحكم الذاتي بإقليم كردستان العراق في واشنطن، يحاول متابعة العلاقات بين الأكراد في سوريا وإقليم كردستان العراق أيضا، والتي تمر ببعض الإشكاليات أحيانا".

وعلى الناحية الأخرى تحاول الإدارة في واشنطن تعزيز علاقاتها مع حكومة إقليم كردستان العراق حاليا، حيث ظهر بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ستساعد قوات البيشمركة بمبلغ 166 مليون دولار عام 2021"، يقول الكاتب.

وتابع: "لقد قال ديفيد ويليامز، قائد مركز التنسيق المشترك التابع للتحالف الدولي، إن المساعدة البالغة 166 مليون دولار ستدرج في ميزانية وزارة البيشمركة، الأمر الذي سيساهم في ميزانية الدفاع، كما صرح بأنه سيتم تقديم الدعم الغذائي والوقود إلى البيشمركة".

وأضاف: "لقد تقرر أيضا أن تمنح الولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى المساعدات المالية، وزارة البيشمركة 50 شاحنة عسكرية و20 آلية عسكرية و12 سيارة إسعاف و11 عربة مصفحة بقيمة 12 مليونا و700 ألف دولار عام 2021". 

وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت عربات مصفحة ومواد لوجستية لأجل لواءين في 16 سبتمبر/أيلول 2020، في نطاق القرار الذي اتخذته لدعم قوات البيشمركة بما يساوي قيمته 250 مليون دولار لقوات البيشمركة.

وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أقيمت في مدينة أربيل، حفل تسليم العربات المصفحة والمواد اللوجستية وإمدادات عسكرية أخرى للواء المشاة الرابع عشر والسادس عشر التابعين لقوات البيشمركة، بحسب موقع "رووداو" الإعلامي الكردي.

لقد تم تسليم المساعدات العسكرية الأميركية لقوات البيشمركة في الحفل الذي حضره وزير البيشمركة شورش إسماعيل والجنرال الأميركي جون تايكرت، وشملت المساعدة العسكرية المقدمة 150 عربة مصفحة من طراز هامر ومركبات شحن عسكرية وناقلات وقود وأسلحة حديثة وإمدادات لوجستية.

وبالمناسبة قيل أيضا إن الدعوة السابقة التي وجهتها حكومة إقليم كردستان العراق لينشر الجيش الأميركي جنوده على طول الحدود السورية وحكومة إقليم كردستان العراق قد رعتها جماعات الضغط الكردية في واشنطن، بحسب الكاتب التركي.

قضية عين عيسى

واستطرد تورغوت قائلا: "وبحسب ما أبلغتني به المصادر في واشنطن، فإن جماعات الضغط الكردية هناك، ذكروا لإدارة بايدن أن روسيا هي من قالت بضرورة ترك السيطرة على بلدة عين عيسى (شمالي محافظة الرقة)  لقوات سوريا الديموقراطية".

واستدرك قائلا: "لكن المسؤولين الأكراد في التشكيل الذي يطلق على نفسه اسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قالوا إنهم رفضوا عرض روسيا، وطلبوا الدعم من إدارة بايدن".

لكن يبدو أن العاملين في الإدارة لم يصرحوا بأي شيء للأكراد بعد على الناحية الأخرى، حيث لم يتضح بعد ما سيكون موقف إدارة بايدن فيما يتعلق بمصالحة إدارة ترامب مع روسيا كما في نموذج قامشلي، وفق تورغوت.

ولفت إلى أن "رئيس اللجنة الوطنية الأرمنية الأميركية آرام هامبريان وممثل السريان السوريين بسام إسحاق، الذي تربطه علاقات وثيقة بالدوائر الإنجيلية، ساعدا أيضا في إجراء اتصالات لأجل الأكراد في واشنطن".

وختم تورغوت مقاله بالقول: "لذلك يجب على تركيا التي تملك علاقات قوية مع جماعات الضغط القوية في واشنطن، وأن تقوم بمراقبة هذه الأنشطة بعناية وتتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة".