مجلة إيطالية: الصين تخفي الكثير من البيانات بشأن كورونا
رجحت مجلة إيطالية فرضية إخفاء الصين معلومات تتعلق بانتشار "جائحة كورونا"، وذلك على إثر ما كشف عنه تحقيق لوكالة الأنباء الأميركية "أسوشيتد برس"، حول عدم تعاونها ومنعها بطرق مختلفة التحقيقات حول مصدر الفيروس.
وقالت مجلة "فورميكي'': "بينما بثت الصين صورا للاحتفالات بقدوم العام الجديد في مدينة ووهان، والتي تحاول "بكين" تحويلها من بؤرة انتشار الوباء إلى رمز لعودة الحياة إلى طبيعتها في مرحلة ما بعد كورونا، كشفت (أسوشيتد برس) عن معلومات تدين الصين لإخفائها حقيقة الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 1.7 مليون شخص في العالم".
وذكرت المجلة الإيطالية أن "منطقة ذات أهمية علمية كبيرة (بسبب وجود الخفافيش التي احتضنت في السابق فيروسات من فصيلة فيروس كوفيد19) في جنوب الصين، أُغلقت أمام عمليات البحث".
الدعاية السامة
وبالتزامن مع الإغلاق الذي يعيق البحث العلمي والمفروض من الحزب الشيوعي، ينشغل المسؤولون الصينيون في الجمع بين الدعاية السامة والتسويق (الصور الاحتفالية بالعام الجديد الخالي من كورونا في مدينة هوبي، البؤرة الأولى لتفشي الفيروس).
وفي هذا الصدد، أشارت "فورميكي" إلى أن "الصين حاولت في عدة مناسبات إلقاء اللوم على بلدان أخرى وتحميلها مسؤولية بداية تفشي الوباء، حيث طالبت وسائل إعلام حكومية صينية مطلع ديسمبر/كانون الأول 2020، من منظمة الصحة العالمية إجراء تحقيق للتأكد من احتمال ظهور الوباء لأول مرة في مقاطعة لومبارديا الإيطالية".
ووفقا لوكالة "أسوشيتيد برس"، يمنع المسؤولون الحكوميون الصينيون عمليات البحث في الكهوف -العديد منها مرتبط بالمناجم- في مقاطعة يونان، إذ تشير الفرضيات إلى إمكانية ظهور الفيروس لأول مرة في السوق الرطبة بـ"ووهان" بعد انتقاله من الخفافيش إلى البشر.
ولفتت المجلة الإيطالية إلى أن "دراسة خصائص فيروسات كورونا الموجودة في الخفافيش من شأنه أن يساعد في تحسين المعرفة بالمرض وتسهيل تطوير اللقاحات".
في المقابل، "ترفض الصين التعاون، ربما لأن هذا من شأنه أن يثبت الأصل الصيني للفيروس ويحمل المسؤولية لبكين في السماح بالانتشار (بسبب تدني مستوى قواعد النظافة والصحة مقارنة ببقية العالم المتقدم)، وأيضا بسبب التستر عن الانتشار الأولي والتأخر الكبير في الإعلان عن المرض الذي تحول إلى وباء"، وفق المجلة الإيطالية.
ووفقا لما ذكرته "الوكالة الأميركية"، صادر المسؤولون الصينيون بعض العينات التي أخذها بعض الباحثين من خفافيش "يونان"، كما قاموا بمنع الباحثين الصينيين من التحدث إلى الصحافة الغربية (الرقابة هي أحد أسلحة النظام)، إلى جانب فرض قيود صارمة أمام الوصول إلى المناجم منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
جدير بالذكر أنه في عام 2017، أكد العلماء مسؤولية الخفافيش في ظهور "فيروس السارس" عام 2003، وفي عام 2012، اكتشف نوع من فيروسات كورونا يشترك مع فيروس "كوفيد19" في 96 بالمئة من التركيب الجيني.
وقد أجريت دراسات في "يونان"، جنوب شرق مقاطة خوبي، حول فيروسات "كورونا" التي تنشأ من الخفافيش، لذلك، يمكن أن يساهم الاستمرار في هذه الدراسات إلى تعميق المعرفة بالمرض.
سرية المعلومات
لكن الصين اختارت في المقابل، "حماية نفسها وحماية المعلومات التي بحوزتها، ولا يمكن استبعاد أنها على استعداد للاحتفاظ بهذه المعلومات لنفسها واستخدامها كميزة تتوفق بها"، وفق "فورميكي".
من جانبه، قال أمين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، رئيس الدولة "شي جين بينغ"، في كلمته التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بالسنة الإدارية الجديدة، إن عام 2020. كان "استثنائيا".
وفي إشادته بالسرعة التي استجابت بها السلطات الصينية للوباء، وبالنجاحات الصينية في هذه الأشهر الاثني عشر، قال أيضا: إن بلاده سجلت "ملحمة في مواجهة الوباء بفضل التضامن والمقاومة".
وعلقت المجلة بأن الرئيس الصيني "يحتفل بالنجاحات في إجراءات احتواء الجائحة، بعد تردد أولي لم يبلغ فيه المسؤولون المحليون تطورات الوضع إلى السلطة المركزية التي لم تقرر بدورها ما يجب فعله".
وأضافت أن "الرئيس "شي" يستخدم ووهان ليبث رسالته إلى العالم، في محاولة إلى الترويج أن الصين تشكل نموذجا من خلال نجاحاتها في إجراءات احتواء تفشي الوباء".
وترى المجلة الإيطالية أن هذا النموذج ''المغلق'' لا يتناسب مع مجتمع منفتح خاصة وأن "بكين" تواصل إخفاء الكثير من البيانات، كما لا توجد حتى الآن معلومات حاسمة ومؤكدة حول انتشار "فيروس كورونا" في الصين.
وقد أظهر منشور حديث أن عدد الإصابات المسجلة في "ووهان" قد يصل إلى عشرة أضعاف الأرقام المعلنة من قبل السلطات، حسب "فورميكي".
وفي ختام تقريرها، أكدت المجلة أن "الصين لا ترغب في السماح لمنظمة الصحة العالمية بإجراء تحقيق مستقل يمكن أن يسمح بتعميق المعرفة أكثر بالمرض (أصله وانتشاره)".