لبنانيون يطالبون بحل "حزب الله" ونزع سلاحه: أول خطوة للنهوض

12

طباعة

مشاركة

في أعقاب أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة يعيشها لبنان، وتتقاذف القوى السياسية مسؤوليتها، صبّ ناشطون على "تويتر"، غضبهم على تنظيم "حزب الله" واتهموه بالفساد والإفساد والسيطرة على الدولة لمصلحة إيران، وطالبوا بوضعه في دائرة المحاسبة والعقاب بحلّه ونزع سلاحه.

وعدّد الناشطون عبر مشاركتهم في وسم #فساد_حزب_الله، كم الفساد المستشري عند قادة الحزب ومسؤوليه، متحدثين عن نهب الحزب للمساعدات الدولية، والتربّح من تجارة المخدرات، والتسبب في تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتفكيك النسيج الاجتماعي.

وحمّل ناشطون حزبَ الله الذي صنفوه بأنه "ميليشيا إيران" في لبنان مسؤولية دمار البلاد واستنزاف مقدراته، وجرّ البلاد لتنفيذ أجندات خارجية لا ناقة لها فيها ولا جمل، مؤكدين أن الصمت عن تجاوزاته يساهم فى هدم الدولة اللبنانية.

استشراء الفساد

وبحسب تقرير نشره معهد "واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، فإن "حزب الله يسعى لاستغلال الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، ويسعى لتعزيز الفساد المستشري هناك ويعرقل مقترحات الإصلاح".

وكان تقرير للبنك الدولي صدر مطلع ديسمبر/كانون الأول 2020، قد توقع أن يقع أكثر من نصف سكان لبنان تحت خط الفقر، بحلول 2021، مشيرا إلى أن الغياب المتعمد لإجراءات فعّالة على صعيد السياسات، من جانب السلطات، أدى إلى تعريض الاقتصاد لركود شاقّ وطويل.

وأكد ناشطون أن فساد حزب الله يعم في كل الدوائر الرسمية وبكل أركان الدولة الأساسية، دون محاسبة، مطالبين بالإسراع في تنفيذ حلول لمناهضة سياسة الحزب.

وقال الناشط السياسي "رالف": إن "الوضع بات في أصعب حالاته وهذا جراء سياسة فساد حزب الله"، مشيرا إلى أن "لبنان لم يعد يتحمل المزيد من الانهيارات، الوضع بات على المحك ويجب الإسراع في الحلول".  

وأشارت مغردة تدعى "ألكسندرا" إلى أن "لبنان اليوم أسير تواطؤ الفساد والسلاح ومحاولات التعمية عن هذه الحقيقة غالبا ما تقتصر على إيجاد المبررات لها من باب أن المسألة تتجاوز حدود هذا الوطن الصغير أو أن قوى الاستكبار مجتمعة قد عجزت عن تجريد حزب الله من سلاحه".

وتسائلت "ألكسندرا": "أليس الأجدى السعي إلى معالجات للفساد؟".

مسؤولية حزب الله

وحمّل ناشطون "حزب الله" مسؤولية انهيار لبنان، وذكّروا بحادث مرفأ بيروت الذي وقع في 4 أغسطس/آب 2020، نتيجة تخزين كمية هائلة من "نترات الأمونيوم" لسنوات في ظروف لا تراعي إجراءات السلامة والأمان.

وأسفر الانفجار عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة 6500 آخرين، وتضرر مباشر لنحو 50 ألف وحدة سكنية، وبات نحو 300 ألف شخص بلا مأوى، وقدّر محافظ بيروت الخسائر المادية الناجمة عن الانفجار ما بين 10 إلى 15 مليار دولار.

وقالت المواطنة رنا شاهين: "لولا فساد حزب الله لما وصل لبنان إلى ما هو عليه من انهيارات ودمار". 

فيما رأت المغردة "منى" أن "لبنان دُمر وحصل انفجار مرفأ بيروت بسبب فساد حزب الله"، مؤكدة أنه المسؤول الأول والأخير.
 وقال مغرد يدعى "سعيد": إن "هناك جهة وحيدة تتحمّل مسؤولية الفساد السياسي والاقتصادي والأمني والجميع يعمل بإمرتها وهذه الجهة هي دويلة حزب الله".

نزع السلاح

وبرز حديث الناشطين عن ضرورة حلّ حزب الله ونزع السلاح من يده، ومواجهة سيطرته على لبنان.

ويؤكد مراقبون أن وجود "حزب الله" ينتهك قرار مجلس الأمن رقم 1559 (الصادر عام 2004) الذي دعا "جميع الميليشيات اللبنانية إلى حل نفسها ونزع سلاحها".

ومؤخرا، حث المبعوث الأممي الخاص إلى لبنان، يان كوبيتش، على "ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن، الخاص بنزع سلاح ميليشيات حزب الله وحصره بالدولة اللبنانية".

ورأى مغرد بحساب "نادز" أن "لبنان لن تقوم له قائمة، ولن تنتهي المصائب إلا بحل حزب الله وتسليم السلاح إلى مؤسسات الدولة الأمنية الرسمية والجيش، غير ذلك لبنان سيصبح دولة فاشلة".

 فيما أكد المواطن "ريدان أبو غدير"، أن "لا ثورة تقام بوجود منظومة سلاح داخل الدولة". 
بدوره، شدد "خالد الكندري" على أن "أول خطوة من أجل نهوض لبنان هو التخلص من سلاح حزب الله اللبناني وإخضاعه لسلطة الدولة".
 وعدّد ناشطون جرائم "حزب الله"، منها تنفيذه لأجندات خارجية لا تمت للبلد بمصلحة، واغتيال الرئيس رفيق الحريري (عام 2005)، وتهريب المخدرات، والتغطية على شركائه بالفساد، وملف نترات الأمونيوم (تفجير مرفأ بيروت)، وتهريب المازوت والدواء والطحين، ومعاداة الدول العربية.

وأشاروا أيضا إلى اختراق "حزب الله" لكل زوايا الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية والقضائية والجمعيات والنقابات والمؤسسات الدينية الحليفة منها والمعارضة، مستنكرين سيطرته على مقدرات الدولة والمناصب وضعف الرئاسة وعدم قدرتها على مواجهته.