ذاكر نايك.. داعية سلام يفند فكره "شبهات ماكرون" حول الإسلام

آدم يحيى | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

يصادف الـ18 من أكتوبر/تشرين الأول الذكرى الـ55 لمولد الداعية الإسلامي ذاكر نايك من عام 1965 في مدينة مومباي غربي الهند.

كان ذاكر عبد الكريم نايك قد التحق بكلية الطب في جامعة مومباي، وزاول المهنة في قسم الجراحة لعدة سنوات، قبل أن يقرر التفرغ للدعوة الإسلامية والأديان المقارنة، بشكل كامل، عام 1991.

شكلت حملات التبشير التي يشنها رجال دين مسيحيين ضد الإسلام، والشبهات التي يضعها الملحدون في تلك الأثناء، دافعا قويا لنايك كي يتفرغ للدفاع عن الإسلام وصد حملات المسيحيين وشبهات الملحدين.

كان نايك قد تأثر بأسلوب معلمه أحمد ديدات، في الرد على المسيحيين والملحدين، لهذا فقد تبنى الرجل أسلوب ديدات وقد أظهر تميزا مبكرا في ذلك وكان كثيرا ما يردد: "لقد انتقلت من طب الأبدان إلى طب الأرواح".

أما ديدات فقد أثنى على نايك وعلى قدرته في صد الحملات وكشف الشبهات المطروحة من قبل الهندوس والسيخ والبوذيين والمسيحيين وخاطبة قائلا: "يا بنيّ .. لقد حققت في أربع سنوات ما استغرق مني أربعين سنة، ولذلك فأنت "ديدات الأكبر".

موهبة فريدة

كان نايك حاضر البديهة قوي الذاكرة سريع الحفظ، وفضلا عن كونه مدفوعا بشغف كبير للقراءة والاطلاع بشكل واسع، فقد أتقن نايك حفظ القرآن الكريم، والكثير من نصوص التوراة والإنجيل، وخاصة تلك التي كان كثيرا ما يرددها رجال الدين المسيحيون واليهود، وكان بالإضافة إلى ذلك، على دراية واسعة بعلم المنطق والفلسفة وسياقهما التاريخي.

مكنته تلك العوامل من التعامل مع الشبهات بمهارة فائقة ظهرت أثناء محاضراته ومناظراته التي كان يحضرها الآلاف من المسلمين ومئات المسيحيين، والتي بلغت أكثر من 1000 محاضرة ومناظرة، ألقاها في عدة دول منها الهند وباكستان والفلبين وسنغافورة وبريطانيا وكندا وجنوب إفريقيا وأستراليا وغيرها.

وبفضل تلك النقاشات والطروحات، أسلم على يديه الآلاف، حتى من أولئك الذين كانوا يتابعون نقاشاته على التلفزيون والأشرطة المرئية.

وكان نايك قد صرح أن الأفارقة أسهل الشعوب استجابة للحق، ويليهم الصينيون واليابانيون، ثم الشعوب الغربية، أما أصعبها استجابة فهم الهنود لتعدد دياناتهم وللعقوبات الاجتماعية التي يتلقاها من يترك ديانته منهم.

في رأي البعض، فإن نايك يعد المعادل الموضوعي لدعاة الكراهية والمحرضين على الإسلام والمسلمين.

ففي الوقت الذي يتزعم قادة غربيون، على رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حملات ضد الإسلام، يقوم نايك بإلقاء محاضرات يدافع فيها عن الإسلام وينتقد تلك الحملات التي تسعى عمدا لتشويهه وربطه بالإرهاب.

وكان ماكرون قد علق في 16 أكتوبر/تشرين الأول على الحادثة التي أقدم فيها شاب فرنسي من أصل شيشاني على قتل معلمه، على خلفية عرض الأخير صورا مسيئة للنبي بمحمد، بأن تلك الحادثة نتيجة من نتائج الإرهاب الإسلامي، الأمر الذي استفز كثيرا من المسلمين الذين قالوا إنه يتعمد ربط الإسلام بالإرهاب.

ودفاع نايك عن الإسلام كان، على الدوام، يستند إلى إنكاره الأعمال الوحشية التي تتم في جميع أنحاء العالم بحجة الجهاد.

ففي محاضرة ألقاها في جامعة غامبيا قال فيها: "الجهاد يساء فهمه من قبل المسلمين وغيرهم على حد سواء، الجهاد يعني الكفاح من أجل تحسين المجتمع، وأفضل شكل من أشكاله هو الكفاح ضد غير المسلمين، وذلك باستخدام تعاليم القرآن، فالإسلام يعني السلام".

وأضاف نايك: "أن قتل أي شخص بريء، سواء كان مسلما أم لا، يحظره الإسلام، بينما يدين المعايير المزدوجة، التي تلعبها القوى ووسائل الإعلام الغربية التي تصف المسلمين بأنهم متطرفون وأصوليون". 

وتابع نايك: "أنه حتى في الجهاد الإسلامي، هناك قواعد وأنظمة تحدد متى وكيفية قتل شخص، وهو ما اعتبره يتناقض تماما مع ما يحدث حاليا في جميع أنحاء العالم، من قبل بعض الجماعات التي تدعي أنها تناضل من أجل الجهاد".

غير أن ذلك الحديث وتلك الفكرة تم تجاهلها من قبل التيارات اليمينية المتطرفة ودعاة الكراهية في أنحاء العالم، وتم الاستمرار في الحديث عن كون الإسلام يصدّر الحدث ويدعو للاعتداء.

مذكرة اعتقال

بالرغم من أن نايك يمارس النشاط الدعوي منذ نحو 30 عاما، إلا أنه في السنوات الأخيرة، ومنذ تولي ناريندرا مودي رئاسة وزراء الهند في مايو/أيار 2014، واجه عددا من الصعوبات والمضايقات.

فمودي الذي عرف بعدائه للإسلام وتحريضه على الطوائف المسلمة، طالبت سلطاته الإنتربول في مايو/أيار 2017 بالقبض على نايك وتسليمه للسلطات في الهند، بتهمة الإرهاب ونشر العداوة بين الأديان والقيام بأنشطة غير قانونية تهدد الأمن العام منها غسيل الأموال والكسب غير المشروع، على حد قولها.

كما اتهمته الحكومة البنغالية في يوليو/تموز 2016  بالتحريض على هجوم «دكا»، ؛ لأن أحد المهاجمين كان يتابع نايك على شبكات التواصل الاجتماعي.

وقد قامت السلطات الهندية بإلغاء جواز نايك، من أجل عرقلة تحركاته، وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الهندية: إن جواز سفر الداعية نايك قد تم إبطاله بناء على طلب من وكالة الأمن القومي (الاستخبارات).

وكانت تلك المطالبات باعتقال نايك قد قوبلت بحملة غضب كبيرة، حيث صرح الكثيرون أن نايك ليس إرهابيا، وأن ما يحدث تجاهه يأتي في سياق الحرب ضد الإسلام والمسلمين، وأن الأطراف التي أصدرت مذكرة باعتقاله قد عجزت عن مجاراته في الحوار والمناظرات التي أسلم بسببها الكثيرون في أنحاء العالم.

ودشن المحتجون حملتهم التضامنية تحت هاشتاج #ذاكر_نايك_ليس_إرهابيا وطالبوا بحمايته من الإنتربول، وقد كان للسعودية التي يتردد عليها، دور في حماية الرجل من أي مطالبات هندية أو دولية، بالتزامن مع ورود أخبار غير مؤكدة بمنحه الجنسية السعودية لحمايته من تلك الملاحقات.

وأدلى نايك الذي يقيم حاليا في ماليزيا بتصريحات لقناة الجزيرة قال فيها: إنه لا يعلم لماذا تتهمه السلطات الهندية بالإرهاب، وأن ما يقال عنه من قبل السلطات الهندية هي ادعاءات زائفة ولا صحة لها مطلقا، وأن نشاطه معروف منذ أكثر من 25 سنة بالدعوة إلى الإسلام بالحوار والإقناع لا بالدعوة إلى العنف.

وانطلق نايك في مشروعه التوعوي من خلال تأسيس المؤسسة الإسلامية للبحوث، التي كان لها إسهامات في إطلاق عدد من المؤسسات الأخرى، من بينها شبكة قنوات السلام ( Peace TV ) التي أسست في 2006 وتبث بعدة لغات وتستهدف 200 دولة.

وكانت السلطات الهندية حظرت بث القناة في الهند، لتنضم إليها بنجلاديش وسيريلانكا، ومؤخرا المملكة المتحدة منذ مايو/أيار 2020، ما تسبب بحرمان ملايين المشاهدين من متابعتها.

واستطاع نايك من خلال جهده لأكثر من 30 عاما في مجال الدعوة والأديان المقارنة وعبر عدة مؤسسات إيصال صوت الإسلام الوسطي السني لأكثر من 200 دولة وملايين المتابعين.

وحصل بناء على ذلك، على العديد من الجوائز والألقاب، ففي يوليو/تموز 2013 حصل على جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وفي 2015 حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، في حين منحت إدارة التنمية الإسلامية الماليزية جائزة الشخصية المتميزة لذاكر نايك.