"تعرض للتسميم".. تعرف على قصة الخصم الأول للرئيس الروسي

12

طباعة

مشاركة

تناولت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، قصة المدون الروسي أليكسي نافالني (44 عاما)، الخصم الأساسي للرئيس فلاديمير بوتين، والذي جعل من مكافحة الفساد هوايته.

دخل هذا المدون المستشفى في منتصف أغسطس/آب 2020 في حالة خطيرة كما يقول المحيطون به والذين اعتبروا أنه تعرض للتسمم.

تقول الصحيفة: إن أليكسي نافالني، موجود في العناية المركزة في حالة خطيرة في مستشفى أومسك، حيث تم استقباله بعد نزوله بشكل عاجل من الطائرة التي كان مسافرا فيها.

وتذكر أنه "حتى لو لم يعبر الأطباء للآن عن سبب وعكته الصحية، يقول المحيطون به إنه ربما تعرض للتسمم". وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها نافالني وأقاربه عن محاولة تسميم.

وتشير أنه قبل عام، في يوليو/تموز 2019، أصيب المحامي نافالني برد فعل تحسسي عنيف أثناء احتجازه، وتكهن أحد الأطباء بأنه تعرض لـ "مكون سام". ورأى أقاربه، كما تقول الصحيفة، إن هذا نتيجة لمشاركته في مكافحة فساد النظام السياسي الروسي.

من التدوين للسياسة

تقول الصحيفة: إنه في البداية، ندد أليكسي نافالني، وهو مدون شهير، بالفساد الذي يقوض الشركات العامة الروسية الكبيرة.

وللقيام بذلك، تتمثل إحدى طرق التحقيق المفضلة لديه بالاستحواذ على أسهم هذه الشركات، حتى يتمكن من استجواب مديريها مباشرة.

حسب التقرير، فإن هذا النشاط الرقمي الساخر والقاسي جذب عددا كبيرا من القراء، وسرعان ما دفعه إلى التنديد بشكل عام بالمخالفات التي ترتكبها السياسات الروسية.

وهاجم نافالني بشكل خاص حزب روسيا الموحدة الذي ينضم إليه بوتين، ووصفه مرارا بأنه "حزب البلطجية واللصوص"، وستعرف هذه التسمية على مر السنين نجاحا باهرا في الرأي العام الروسي.

دخل أليكسي نافالني فعليا إلى الساحة السياسية خلال الانتخابات التشريعية لعام 2011. وعلى الرغم من أنه ليس مرشحا، فإنه دعا الروس للتصويت لأي حزب بدلا من روسيا الموحدة، مما يساعد على ضرب الأغلبية البرلمانية بعد الاقتراع.

وبسبب الشكوك الشديدة بشأن التزوير الذي شوه الاقتراع، اندلعت سلسلة من المظاهرات العارمة في المدن الروسية الكبرى وكان خلالها المحامي متحدثا أمام الحشود.

ويوضح المدون أن معارضته جذبت انتباه لجنة التحقيق الروسية التي اكتشفت خلفيته التجارية وأطلقت محاكمات جنائية.

سُجن أليكسي نافالني لفترة وجيزة في عام 2013 بتهمة الاختلاس، وهو حكم اعترضت عليه المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

عند إطلاق سراحه، ترشح لمنصب عمدة موسكو، وحصل على 27٪ بعد حملة خاصة للوصول إلى وسائل الإعلام العامة، وهو ازدراء للكرملين، كما تقول الصحيفة.

يذكر التقرير وقوفه مجددا أمام العدالة في قضية اختلاس جديدة على حساب شركة إيف روشيه، وقد أدانه القضاء الروسي مجددا هو وشقيقه أوليغ هذه المرة. 

ندد خصم بوتين بهذا القرار الذي وصفه بالسياسي وقد وجدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن هذه الإجراءات غير عادلة.

معارضة غير معلنة 

تذكر لوفيجارو أن هذه الملاحقات القضائية المتكررة لا تثنيه ​​عن الاستمرار في ملاحقة الوزراء والأقلية الحاكمة خلال التحقيقات التي ينشرها على موقعه وعلى يوتيوب.

وقد خلق له ذلك خصوما أشداء ولكن أيضا شعبية كبيرة بين سكان المدن خاصة الفئات الشبابية. 

تشير الصحيفة أنه في عام 2017، صدر أكثر تحقيق مدوي وقد استهدف رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف، المتهم باختلاس أموال وتلقي "هدايا" من الأوليغارشية (حكم الأقلية)، تصل إلى عدة مئات الملايين من اليورو.

بدأ التحقيق، الذي شوهد أكثر من 35 مليون مرة على موقع يوتيوب، بحركة احتجاجية غير مسبوقة في مائة مدينة روسية. 

في ذلك العام، اعتقلت السلطات الروسية نافالني ما لا يقل عن ثلاث مرات، مما زاد من ضغطها لأن المحامي قال إنه يريد تحدي بوتين في الانتخابات الرئاسية لعام 2018.

واعتبرت اللجنة الانتخابية ترشيحه غير مقبول بسبب الإدانات السابقة الموجهة ضده، في حين تتواصل عمليات البحث (عن شبهات للسلطة الروسية) في مقر مؤسسته. 

تقول الصحيفة: إن أليكسي نافالني ليس محل إجماع، حيث أكسبته مواقفه القومية في الماضي عداوة بعض المعارضين الروس - فقد تم استبعاده عام 2007 من حزب يابلوكو الليبرالي لهذا السبب - على غرار حذر بعض المراقبين الأجانب.

وعلى وجه الخصوص، منذ اغتيال المعارض الروسي البارز بوريس نيمتسوف في عام 2015، اكتسب نافالني مكانة باعتباره الخصم الأول للكرملين. 

تشير لوفيجارو إلى وجود أليكسي الدائم على خط المواجهة، وهو الأب لطفلين، فقد كان دائم الحرص على ألا يقف أي شيء أمام عزيمته، حتى التهديدات المتعلقة بسلامته وسلامة عائلته.

تورد صحيفة لوفيجارو الفرنسية كلمة للمدون الروسي المعارض يقول فيها: "لقد كنت في السياسة لفترة طويلة، وغالبا ما يتم اعتقالي (...)، إنها ببساطة جزء من الحياة".

ويشرح مضيفا: "أقوم بعملي المفضل، يدعمني الناس، ولدي الكثير من المؤيدين. ما الذي يمكن أن يجعل الرجل أكثر سعادة؟".